tgoop.com/ALHUTUN_MS/17945
Last Update:
*المورد العذب الزلال في كشف تلبيسات وأوهام أسامة الرفاعي في بدعة المولد*
المقدمة
الحمد لله الذي أكمل لعباده الدين، وأتمّ عليهم النعمة، وجعل شريعة نبيه خاتمة الشرائع، وصراطه أقوم السبل، فقال سبحانه: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، القائل: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (البخاري 2697، مسلم 1718)، والقائل: «وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» (مسلم 867).
أما بعد:
فإن مسألة المولد النبوي قد تكلم فيها العلماء الأعلام، واستوفوا القول فيها بيانًا ونقدًا، وأوضحوا بجلاء أنها من البدع المحدَثة. ولستُ ممن يتقدم بين أيديهم أو يزاحم أقلامهم، لكن الذي حملني على كتابة هذه الكلمات أمران:
1. الذبّ عن سنة النبي ﷺ وحياضها مما لحقها من تحريف المبتدعين.
2. كشف تلبيس المدعو أسامة الرفاعي الذي نسب إلى الحافظ ابن حجر ما لم يقله، وزعم أن له في المولد سلفًا، فاغتر به بعض العامة لكونه صاحب منصب، وهو في وادٍ والشرع في وادٍ آخر.
الرد على أسامة الرفاعي وبيان كذبه وأوهامه
قال المدعو أسامة الرفاعي:
"كما ذكر الحافظ في الفتح، وكما ذكر تلميذ الإمام السخاوي، عندما ترجم له في لقط الدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر. يقول: سألت شيخنا الحافظ ابن حجر رحمة الله تعالى... وأشار إلى ذلك الإمام السيوطي في الحاوي عن عمل المولد... فقال الحافظ ابن حجر: وقد نظرت في الأمر فاستخرجت له دليلا وأصلا أصيلا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما صح عنه أنه أتى المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء... فقاس هذا العمل بالمولد... فكيف بنجاة الكون به صلى الله عليه وسلم... فعمل المولد وإن لم يدل الدليل على أفراده فإنه مما يندرج تحت أصل عام من أصول التشريع ألا وهو الشكر لله سبحانه وتعالى كما في قضية موسى ونجاته... وقال تعالى: (وذكرهم بأيام الله)... وقال: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)... فهل كان الحافظ ابن حجر، وهو من هو، لا يعرف الفرق بين البدعة والسنة؟"
وبالرجوع إلى المصادر تبيّن أن هذا الكلام لا وجود له في فتح الباري، ولا في لقط الدرر للسخاوي، ولا في غيرها من كتب تلامذة الحافظ ابن حجر. وإنما هو عين ما نقله السيوطي في الحاوي للفتاوي (1/229)، حيث قال:
"سُئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد، فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرّى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا فلا.
قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء… فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة…"
البيان والتحقيق
إذن: أسامة الرفاعي افترى على ابن حجر بنسبة نص ليس في كتبه، وكذب على السخاوي بنسبة رواية لا وجود لها في لقط الدرر.
ثم زاد على كلام السيوطي وزخرفه، مع أن السيوطي نفسه لم يسنده ولا عزاه إلى كتاب لابن حجر.
فالرفاعي لا يعرف مواضع النقول ولا يميز بين المصادر، وإنما يتخبط في الأوهام، وينقل ما لا يفقه، ويُلزم الأمة بما لا يصح.
الرد على شبهات المدعو أسامة الرفاعي
1- شبهة صيام يوم الاثنين
النص: حديث أبي قتادة: «ذاك يوم وُلدت فيه، ويوم بُعثت فيه، وأُنزل عليّ فيه» (مسلم 1162).
الوهم: أن النبي ﷺ خصّ يوم مولده السنوي (12 ربيع الأول) بعبادة.
التحقيق:
النبي ﷺ لم يخص يومًا سنويًا، بل صام الاثنين من كل أسبوع.
فالسنة هي الصوم الأسبوعي المتكرر، لا الاحتفال السنوي المبتدع.
القاعدة الأصولية: ما ثبت تعبديًا يُقتصر فيه على مورده. فمن زاد فقد أحدث.
2- شبهة صيام عاشوراء
النص: صيام عاشوراء شكرًا لنجاة موسى (البخاري 2004، مسلم 1130).
الوهم: قياس المولد على عاشوراء.
التحقيق:
النبي ﷺ شكر الله بالصيام ولم يجعله عيدًا.
القياس في مورد العبادات باطل لأنها توقيفية.
فالمولد لا يقاس على عاشوراء إذ الفارق ظاهر.
3- شبهة قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ﴾ [يونس:58]
الوهم: أن الفضل والرحمة هو مولد النبي ﷺ.
التحقيق:
المفسرون أجمعوا أن الفضل هو القرآن والرحمة هي الإسلام (الطبري 15/108).
لم يقل أحد من السلف إنها المولد.
صرف النص عن معناه المتفق عليه إلى معنى مبتدع تحريف ظاهر.
4- شبهة قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم:5]
الوهم: أن يوم المولد من أيام الله.
التحقيق:
قال ابن عباس: "أيام الله نعمه"، وقال مجاهد وقتادة: "وقائع الأمم" (الطبري 16/211).
لم يقل أحد: يوم المولد.
BY «•أهل السنَّة في بلاد الشام•»
Share with your friend now:
tgoop.com/ALHUTUN_MS/17945