289- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا إبراهيم بن إسحاق، قال ثنا ضمرة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: رأيت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وسالم بن عبد الله بأرض الروم فأبال أحدهما، فأمسك الآخر عليه دابته( ).
290- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا إبراهيم [65/أ] بن إسحاق، قال ثنا داود بن عبد الرحمن، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن أبي حازم، قال: إذا رأيت الله عز وجل يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه، فاحذره.
291- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا إبراهيم بن إسحاق، قال ثنا ابن مبارك، عن سفيان، قال: كان يقال: إذا عرفت نفسك لم يضرك ما قيل لك.
292- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا إبراهيم بن إسحاق، قال ثنا ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى يزيد بن عبد الملك: إياك أن تُدركَّ الصرعة عند الغرة، فلا تقال العثرة، ولا تمكن من الرجعة، ولا يحمدك ما خلفت بما تركت، ولا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به، والسلام.
293- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي قال ثنا فزارة بن عمر( )، قال ثنا الأشجعي، عن محمد بن مسلم البصري أبي سعيد المؤدب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، قال: قال عمر بن عبد العزيز لرجل: أوصيك بنفسك، ولم أر مثلها أوصاك بها غيره، أن توائل( ) بها، قال أبي: أن توائل يعني: من مصارع التلف، وتنجو بها من مضلات السبل، وتمضي بها إلى منازل الأمن والإطمأنينة، فاظفر بحظك من نفسك من قبل أن تَهلك، وتُهلك، فإنك رقيب دعوة منتظر، وعرض منية، لا يدفعها عنك طول الأمل، ولا يحرزك منها تقليب الحيل، تتعب الغافل وتعجل الآمن وتطلع الخفي، وتصيب الصريخ، وتنال الوضيع الضائع، وتتبع من أمر الله قائدًا لا يضل، ووكيلًا لا يغفل، وقيمًا لا يستمل، قد أحاطت بكل عنق، وصرعت بكل علة، ولقيت بكل سبيل، فليس لكل أحد متعدًا عنها، ولا مخرج منها، وأوصيك وصية الناصح، الشفيق، المجتهد، الذي لم يُضِع لك في الوصية حظًا، ولا يألك في النصيحة رشدًا بتقوى الله، فإنها ذخيرة الفائزين، وحرز المؤمنين، وإياك والدنيا [أن تفتنك]( )، فإنها قد فعلت ذلك بمن كان قبلك. إنها تَغُر المطمئن إليها، وتفجع الواثق بها، وتُسْلم الحريص عليها، ولا تَبقى لمن استبقاها [65/ب] ولا يدفع التلف عنها من حواها، لها مناظر بهجة، ما قدمت منها أمامك لم يسبقك، وما أحرزت( ) منها خلفك لم يلحقك.
294- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال ثنا هشام بن الغاز أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان يدعو في سجوده: اللهم هذا مكان البائس الفقير، مكان المستغيث المستجير، مكان لهالك الغرق، مكان الوجل المشفق، من يبوء بخطيئته، ويعترف بذنبه، ويتوب إلى ربه عز وجل، اللهم قد ترى مكاني وتسمع كلامي، وتعلم سري، ولا يخفى عليك شيء من أمري، فأسألك بأنك تلي التدبير، وتقضي المقادير، سؤال من أساء واقترف، واستكان واعترف؛ أن تغفر لي ما مضى في علمك من ذنوبي، شهدته حَفَظَتك، وحفظته ملائكتك، وأن تجاوز عن سيئ عملي في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.
295- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا الحكم بن نافع، قال ثنا إسماعيل بن عياش، عن سالم بن عبد الله، عن ميمون بن مهران، قال: قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لجلسائه: أخبروني بأحمق الناس، قالوا: رجل باع آخرته بدنياه، فقال لهم عمر: أفلا أنبئكم بأحمق منه؟ قالوا: بلى، فقال: رجل باع آخرته بدنيا غيره.
296- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا الحكم بن نافع، قال ثنا إسماعيل بن عياش، عن عمر بن يحيى، قال سمعت ميمون بن مهران يقول: ما نال عبد قط شيئًا من جسيم الخير إلا بالصبر.
297- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أبو المغيرة، قال ثنا بشر بن عبد الله بن يسار السلمي، قال: خطب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الناس، فقال: أيها الناس، لا يبعدن عليكم ولا يطولن يوم القيامة، إنه من وافته منيته فقد قامت عليه قيامته، لا يستطيع أن يزيد في حسن، ولا يعتب من شيء، ألا لا سلامة لامرئٍ في خلاف السنة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل، ألا وإنكم تسمون الهارب من ظلم إمامه العاصي، ألا [66/أ] فإن أولاهما بالمعصية الإمام الظالم.
298- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أبو اليمان، قال ثنا ابن عياش، عن بشر بن عبد الله، قال في هذا الحديث: تسمون الهارب من ظَلَمَه إمامه.
299- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أبو المغيرة، قال ثنا بشر بن عبد الله بن يسار،
عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: احذروا المراء، فإنه لا تؤمن فتنته، ولا تفهم حكمته.
عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: احذروا المراء، فإنه لا تؤمن فتنته، ولا تفهم حكمته.
300- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أبو المغيرة، قال ثنا حريز، قال سمعت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وهو على المنبر يوم الجمعة يخطب الناس: إني لأرى سوادًا كثيرًا، لوددت لو رفع إليَّ كلُّ امرئ منهم حاجته، يقضي الله عز وجل فيها ما كان قاضيًا.
301- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا إبراهيم بن خالد، قال ثنا رباح بن زيد، قال ثنا معمر، أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان حسن الصوت بالقرآن، قال: فخرج ليلة فقرأ وجهر بصوته، فاستمع الناس له، فقال ابن المسيب: فتنت الناس، فدخل.
302- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عفان، قال ثنا بشر بن المفضل، قال ثنا خالد الحذاء، قال: كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لا يبسط وسائد العامة للخاصة، ولا يسرج سراج العامة للخاصة، قال: وكان لا يأكل من طعام العامة. قال: فقيل له: إنك إذا أمسكت بيدك أمسك الناس بأيديهم، قال: فأمر بثلاثة الدراهم أو أربعة، فألقيت في الطعام، فجعل يأكل معهم. قال بشر: في ثمن الطعام.
303-حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي بن إسحاق، قال أبنا عبد الله، قال أبنا عبد الحكيم بن أبي فروة، عن محمد بن كعب، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأنا أذكره: إن استطعت يا أبا حمزة أن لا يكون أحد( ) أسعد بما سمعت منك فافعل.
304- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا سليمان بن حرب، قال ثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، قال: كانت أردية عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ستة أذرع وشبر في سبعة أشبار.
305- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي [66/ب] قال ثنا أبو المغيرة، قال ثنا أبو بكر، قال حدثني عطية بن قيس، أن أبا مسلم الجليلي، وقال أبو اليمان: الخولاني، أتى معاوية بن أبي سفيان، فقام بين السماطين، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقال من عنده: مه! قل: السلام عليك أيها الأمير، فقال معاوية: دعوا أبا مسلم، فإنه أعرف بما يريد، قال: فتقدم، فقال: السلام عليك أيها الأجير، قال: وعليك السلام يا أبا مسلم، قال: اعلم أنه ليس من راعٍ استرعى رعية إلا رَبُّ أجره سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها، وهنأ جرباها( )، وجبر كسراها، ورد أخراها( ) على أولاها، ولم يضعها في أنف من الكلأ وصفوة من الماء لم يوفيه أجره، فانظر أين أنت من ذلك يا معاوية، فقال معاوية: يرحمك الله يا أبا مسلم، يرحمك الله يا أبا مسلم، يرحمك الله يا أبا مسلم.
306- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال حدثني هيثم بن خارجة، قال ثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن يزيد بن ميسرة، قال: الشح ما بين مخلاة المسكين وتاج الملِك.
307- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال حدثني هيثم، قال ثنا إسماعيل بن عياش، عن سلمان بن سُليم الكناني، عن يحيى بن جابر الطائي، عن يزيد بن ميسرة الكندي أنه كان يقول: ما أحب أن أكون نخاسًا، ولأن أكون نخاسًا أحب إليَّ من أن أجمع الطعام بعضه على بعض أتربص به الغلاء على المسلمين.
308- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أبو المغيرة، قال ثنا صفوان، عن يزيد بن ميسرة، قال: كان رجل ممن مضى جمع مالاً وولدًا فأوعى، ثم أقبل على نفسه، وهو في أهله قد جمع، فقال: أنعمي بسنين، فأتاه ملَك الموت عليه السلام، فقرع الباب، فخرجوا إليه وهو متمثل بمسكين، فقال لهم: ادعوا لي صاحب الدار، قالوا: يخرج سيدنا إلى مثلك يدعو( )؟! ثم مكث قليلاً، ثم عاد، فقرع باب الدار وصنع مثل ذلك، فقال: أخبروه أني ملك الموت، فلما سمع سيدهم قعد فزعًا، وقال: لينوا له بالكلام، وقولوا: ما تريد غير سيدنا بارك الله فيك؟ قال: لا، فدخل عليه، فقال له: قم فأوص ما كنت موصيًا، فإني قابض نفسك [67/أ] قبل أن أخرج، قال: فصاح أهله وبكوا، ثم قال: افتحوا الصناديق والتوابيت وافتحوا أوعية المال وافتحوا أوعية الذهب والفضة، ففتحوا جميعًا، فأقبل إلى المال يلعنه ويسبه، ويقول: لُعنت من مال، أنت الذي أنسيتني ربي عز وجل وأغفلتني عن العمل لآخرتي حتى بلغني أجلي، فتكلم المال، فقال: لا تسبني، ألم تكن وضيعًا في أعين الناس فرفعتك؟ ألم يرى عليك من أثري؟ وكنت تحضر سُدد الملوك( ) فتنكح، ويخطب عباد الله الصالحون فلا ينكحون؟ ألم تكن تنفقني في سبيل الخبث فلا أتعاصى، ولو أنفقتني في سبيل الله عز وجل لم أتعاصَ عليك، فأنت ألوم فيه مني، إنما خُلقتُ أنا وأنتم يا بني آدم من تراب، فمنطلق بِبرٍّ ومنطلق بإثم، فهكذا يقول المال، فاحذروا.