Telegram Web
" ومَنْ صَحِبَ الدُنيا طويلًا تقلَّبتْ
... على عَينِهِ حَتّى يَرى صِدقَها: كِذبا

وكيف اِلتِذاذي بالأصائلِ، والضُّحى
... إذا لم يَعُد ذاكَ النَّسيمُ الَّذي هَبَّا

ذكرتُ به وصلًا، كَأَنْ لم أَفُز بِهِ
... وعيشًا كَأَنّي كنتُ أقطعه وَثبا "
راحة الإنسان بين متعلقين:
‏مما يزيد راحة الإنسان وطمأنينته في دنياه: خفض توقعات العطاء من الناس لأدنى المراتب، دون إساءة ظن بهم، لأن هذه طبيعة البشر الضعف والغفلة وقلة الحيلة والشح، ورفع توقع العطاء والمنح الإلهية منه سبحانه وتعالى لأعلى المراتب؛ لأنه -عز وجل - صاحب العطاء والفضل العظيم والإحسان الدائم، لا ينقطع جوده ولا يجف نداه، ففي الأولى يقل تعلق القلب بالإنسان الضعيف القاصر فيرتاح، وهذا مقتضى العقل، وفي الثانية يعلو تعلق القلب بالقوي القادر الكريم الرحيم الجواد فيزداد توكله عليه ومحبته له فينصرف إليه بكليته في حاجاته وضروراته وصغائره قبل كبائره، ليصل لحسن ظن دائم لا ينقطع به أبدا في كل أحواله ومتقلباته."وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا".
أول توجيه لمريم عليها السلام في أزمتها:
(ترك الحزن)

{فناداها من تحتها ألا تحزني}

وذلك لأن الحزن يحول بين الانسان وبين اتخاذ القرار الصحيح

ووسيلة دفع الحزن
النظر للمكتسبات لا للمفقودات
{فكلي واشربي وقري عينا}

#وقفة_تدبر

(قناة د. أحمد بن محمد الخليل العلمية) (www.tgoop.com/alkhalil_1)
"الدعاء للشخص من أدلِّ الدلائل على محبته؛
‏لأنه لا يدعو إلا لمن يحبه".

‏تفسير السعدي، سورة غافر (١٥٣٨)
من ملحوظات الإمام الجرجاني البديعة، أنَّ من العبارات الكُلِّية، ما غلبت بصياغتها وإتقان صاحبها في نَحْتها وسَبْكها، ووفائها بمعناها؛ حدًّا قطع به صاحبها الطريق على غيره، من أن يأتي بخير منها في معناها، في هيئةٍ بيانية تحيط بهذا المعنى، كما جاء هو بها، من ذلك: تعريف سيبويه للفعل، بعبارة استوفى فيها أزمنة الفعل، بخيرٍ مما فعل مَنْ بعده، ولم يدركوا إتقانه في عبارته!

ومثَّل الجرجاني لهذا النَّمط العالي من الكلام، أيضًا، بكلمة تنسب إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: قيمة كلِّ امرئ؛ ما يُحسِن.

وممَّا وجدته على هذا الطراز، عبارة الأصوليين العجيبة: الحكم على الشيء؛ فرعٌ عن تصوّره!
‏فما أبدعها في وفائها عن معناها، وحقيقتها النفسية والاجتماعية والتاريخية المتجلّية في الناس!
"عِلمًا بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبٌ فَرَجًا
... فَأَضيَقُ الأَمرِ -إِن فَكَّرتَ- أَوسَعُهُ"
لا يجدر بمؤمن بالله سبحانه، وقارئ لكتابه ﷻ، وعارفٍ بسنّة رسوله ﷺ أن يتعاطى جملًا سخيفة مثل: أثق بنفسي، وأنا قدَّها، وأنا أستطيع.. وهلمَّ جهلًا وسخفًا!
سورة يتلوها المؤمن سبع عشرة مرّة -في أقلّ أحواله- هي للافتقار التام، والاستعانة والبراءة من النفس (إيَّاك نعبد، وإيَّاك نستعين) كيف لا يكون بعدها القلب حذرًا من مثل هذا؟
📩 رسالة إليــك 📩

‌‌‌‏حسبي الله ونعم الوكيل

قال الشّيخ عبد الرّزّاق البدر حفظه الله:

وكثير من العوامّ يظنّ أنّ هذه الكلمة إنّما تستعمل في مقام دفع البلاء، وبعضهم يستخدمها في مقام الدّعاء على الشّخص، ولا سيّما من ظلمه، وكثيرا ما يأتي على ألسنة العوامّ "حسبي الله على فلان" وهذا من الخطأ في فهم هذه الكلمة والمراد بها، فكلمة "حسبي الله" كلمة يطلب بها العون والكفاية من الله

وتقال في مقام دفع البلاء
وتقال في مقام طلب النّعماء
وفي مقام طلب التّوفيق والتّسديد
وفي مقام طلب الإيتاء من فضله سبحانه وتعالى.

من شرح الفصول في سيرة الرّسول الصّوتيّة


https://www.tgoop.com/thfezat1442
يفجؤك مجيءُ الهبات في أثواب البلايا والمكروهات؛ كأنما يريد الربُّ المربِّي سبحانه في علاه، أن تتهيَّأ نفس عبده للشُّكر مع الصَّبر، ولا يُسلمها الإنعامُ للبطر، فيعرِّف عبده حقيقة نفسه، ومقامه: فقيرًا ذا فاقةٍ في كلِّ أحواله.
ومن أين له أن يعرف قبل الذوق؟ فإنَّ الإنسان كفورٌ جهول!
"قد تقوم كثرةُ رؤية المنكرات؛ مقامَ ارتكابها، في سلب القلوب نورَ التمييز والإنكار؛ لأنَّ المنكرات إذا كَثُر على القلب ورودها، وتكرّرَ على العين شهودُها؛ ذهبت عظمتُها من القلوب شيئًا فشيئًا، إلى أنْ يراها الإنسان، فلا يخطر بباله أنها منكرات!
ولا يمرّ بفكره أنها معاصٍ؛ لما أحدث تكرارُها من تألّف القلوب بها"
- ابن النحّاس، رحمه الله.
"يا كاشفَ الضُّرِّ إذ ناداه: أيُّوبُ
... وجامعَ الشمل إذ ناجاه: يعقوبُ

وعالمَ السرِّ والنَّجوى، إذا خفيتْ
... ضمائرٌ سرُّها بالغيبِ محجوبُ

لعلّ معروفَك (المعروفُ) ينقذني
... من لوعةٍ جمرُها بالثُّكل مشبوبُ

هبْ لي أمانَك من خوفٍ يبيتُ به
... للهمِّ في القلب: تصعيدٌ و تصويبُ

وقد فزعتُ بآمالي إليك وفي
... رحاب جودك للعافين ترحيبُ"
تصفّحتُ كنّاشةً لي، كنتُ أدوِّن فيها دعواتٍ أتحيَّنُها ليوم عرفة، ومضى عليها أعوامٌ طويلة -قرابة العقد أو أكثر- وكانت عادتي أن أجمع هذه الدعوات تأريخًا لفضل الله سبحانه، وشهادةً على إنعامه، وذكرى للقلب أن يتفطّن!

‏فلمّا عاودتُّ النظر فيها؛ انقبض قلبي خجلًا من أن يمسّه اليأس بربّه في ساعة كرب!

قرأتُ ما خطَّته يدي، لمّا دوّنت تلك الدَّعوات، التي كانت ملء القلب أملًا ورجاءً في أن تتحقَّق، قرأتها بعد أن أذاقني الوهّاب ﷻ في نفسي، ولمن كنتُ أدعو لهم بأكثر منها!

‏فنعوذ به سبحانه من كفر إنعامه، ونلجأ إليه أن يجعل هذه الحاجات في رضاه، وعلى الوجه الذي يزيدنا قربًا إليه، وأن يعصمنا من النسيان الجاحد، واليأس والقنوط.

وأمَّا ما نظنّه بجهلنا لم يتحقق، أو وقع خلافه، فاليقين بالجميل -جلَّ في علاه- أنّ تحقّقه الأخروي؛ خيرٌ وأبقى، وأجمل في العقبى، كيف لا؟
‏وقد شهدنا على أنفسنا جهلنا، وتعجّلنا، ثم جمال ما أذاقنا المنعم سبحانه، مع قلة شكرنا، وغلبة النسيان علينا!

ومن أعظم العبادات في تحقيق مقام الشُّكر، وآيةُ حياة القلب، وإيمانه: تذكُّر إنعام الله سبحانه وبحمده على العبد في ذات نفسه، وعلى الناس جميعًا، واليقظة للطفه في إفضاله، وكرمه ورحمته، وبأنَّه وعد عباده، ولا أصدق منه وعدًا سبحانه: ﴿وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾ [إبراهيم: ٧]
"من عجيب حال ابن تيمية ترديده في سجوده لبيتي المتنبي هذين:

يا من ألوذُ به فيما أؤَمله
ومن أعوذُ به مما أحاذره

لا يجبر الناسُ عظمًا أنت كاسره
ولا يهيضون عظمًا أنت جابره

حقًا أن هذا لأمر عجب، فالشيخ متشبّع بالبيان ومعاني اللغة، مرهف الحس والسمع لدلالات الألفاظ والتراكيب، ومن توغل في كتب ابن تيمية يدرك كيف خالطت العربيةُ لحمه ودمه وانغمس فيها عقله وقلبه، لذا يبدو أنه أدرك المعني السامي العالي في قول أبي الطيب هذا، لكنه انتزعه من استعمال صاحبه الذي نزل به فوضعه في بشرٍ مثله، مفرّطًا بما وهبه الله من قدرةٍ خاصةٍ على قول المعاني الرفيعة السامقة، أخذ ابن تيمية هذه المعاني التي تفيض ببيانها جلالًا وجمالًا فجعلها فيمن يستحقها العلي الأعلى وحده لا شريك، وكلما قرأتُ أن الشيخ يردد هذه الأبيات في سجوده بدا لي خياله ساجدًا وأنا أنظر إليه يردد هذه الكلمات مخاطبًا محبوبه ملوك الملوك الرحمن الرحيم، يخاطبه بخشوع وحضور قلب ورهبة العارفين، مستعينًا بهذه الكلمات التي لما ظفر بها أدرك أنها كنز وضعه صاحبه في غير حقه،

(يا من ألوذ به فيما أؤَمله
ومن أعوذ به مما أحاذره)
(ألوذ) اللياذ طلب الخير، والعياذ (الاستعاذة) طلب دفع الشر، واستشهد بعض المفسرين بقول أبي الطيب هذا لتوضيح الفرق بين العياد واللياذ،
(لايجبر الناسُ عظمًا أنت كاسره
ولا يهيضون عظمًا أنت جابره)
سبحانك يارب

البيتان فيهما من الطاقة والروح والمعاني المهيبة ما يفيض على قلب قارئهما حتى يخشع القلب وتخرّ الروح ساجدة.

ويبقى أن قراءة الشيخ لهذا البيت في سجوده أمر يغمرني بالدهشة والعجب من فقهه وعقله المشبعان بالإيمان

تقبّل الله منكم ومنا صالح العمل".

- الأستاذ سليمان الناصر
عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله ﷺ قضى بين رجلين، فقال المقضيُّ عليه لَمَّا أدبر: حَسْبيَ الله ونعم الوكيل.

‏فقال رسولُ الله ﷺ: (إِنَّ اللهَ يَلُومُ على العَجْز، ولكن عليكَ بالكَيْس، فإذا غلبك أمر، فقل: حَسبيَ الله ونعم الوكيل)
Forwarded from قَبَس
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر الدعاء في عشر ذي الحجة، ويأمر فيه بالإكثار من التهليل والتكبير والتحميد.

📚 زاد المعاد لابن القيم | ٢ / ٣٩٥
طُروس 📚
كان ابتلاءُ أبينا آدم عليه السَّلام بالعلم، وهو أوَّل ما ذاقه من طعم الابتلاء (وعلَّم آدم الأسماء كلّها) ثم جعله سبحانه للملائكة آيةً من آياته الدالّة على حكمته وعلمه؛ فسلَّم الملائكةُ وشهدوا بعلم الله لما اختصَّ آدم بالعلم وخلافة الأرض (قالوا سبحانك لا…
عن رسول الله ﷺ، أنَّه قال: (ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ، حتى يفارِقَ الدنيا، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا، توَّابًا، نَسِيًّا، إذا ذُكِّرَ؛ ذكَرَ)

﴿وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرًا﴾ [الطلاق: ٣]

﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ أي: يسوق الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به.

﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ أي: في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ويثق به في تسهيل ذلك ﴿فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به.

وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له؛ فلهذا قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ أي: لا بد من نفوذ قضائه وقدره، ولكنه ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ أي: وقتًا ومقدارًا، لا يتعداه ولا يقصر عنه.

- السعدي.
Forwarded from طُروس 📚
ما ظنُّك بمن قصد جبَّار السماوات والأرض ويمّم قبلة آماله وآلامه نحوه؟ وشكا إليه واستكفى به عن الخلائق وخيباتهم..

حاشاه أن يردَّه حسيرًا كسيرًا!
من فقه المباح:
في قوله تعالى:‏"ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم"
يدل على أن المباح ليس مستوي الطرفين، بل إما وسيلة للخير أو الشر؛ إذ لو تعادلت جهتاه، لم يتوجه السؤال للمكلف.
فمن حمله المباح على الخيرات، كانت إجابة السؤال سهلة جلية.
ومن أعانه على الفساد، كانت إجابة السؤال صعبة شاقة؛ لتسخيره المباح لغير مقصده الشرعي؛ فإن مقصد المباحات كلها لتكون عوناً على طاعته ورضاه وعبادته، ولا تكون ذريعة لمعصيته ومخالفة أمره.
‏وتدل أيضا الآية الكريمة: على أن الإنسان يحاسب على العمل ذاته، وعلى وسيلته؛ فيؤجر أجر مقاصد، وأجر وسائل، ويؤزر إزر مقاصد، وإزر وسائل.
فهذا الجوال الذي بين يديك: لك أجر بشرائه، ولك أجر بما أقمت به من مصالح.أو عليك فيه وزر بشرائه، وبما حصل به من مفاسد، لو كان وسيلة للفساد.
Forwarded from رؤى وأفكار (Ayedh)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
2024/06/13 20:48:16
Back to Top
HTML Embed Code: