مالي وقفت على الجسوم مناديًا
صَحبي ولكن ما أُجيب ندائيَ.

وفاء الأصحاب و الولاية المطلقة لإمام زمانهم عليه السلام

لقد أجاز الإمام الحسين عليه السلام أصحابه، وأعطاهم الرخصة بالذهاب ليلة العاشر من المحرّم، كما يُذكر في الروايات التي تحدّثت عنهم و عن اخلاصهم، وهو إمام معصوم، لا يتكلّم عبثًا ولغوا،فكان جوابهم خير دليلٍ على ولائهم المطلق وتسليمهم التامّ، حيث أبَوا أن يخذلوه طرفة عين أبدًا، فهم لا يرون للحياة قيمة من دونه، ويعتبرون الجهاد بين يديه والشهادة أمام عينيه شرفًا وكرامةً وعزًّا لا ينالَه إلّا ذو حظٍّ عظيم.

لقد خاطبهم عليه السلام قائلًا: "إنّ هؤلاء يريدونني دونكم، ولو قتلوني لم يُقبِلوا إليكم، فالنجاة النجاة، وأنتم في حلّ، فإنّكم إن أصبحتم معي قُتلتم كلكم".

فقالوا: لا نخذلك، ولا نختار العيش بعدك.

اللّهُمَّ صلُّ علىٰ محمدٍ وآل محمدٍ ومُنَّ عَلينا بالهُدىٰ ما ابقَيتَنا، وَالكَرامَةِ ما أحيَيتَنا.

كلّما اتّسعتْ على وجودك، وسلوكك وتعاملك مع الآخر، أخلاقُ الحسين عليه السلام،
ابتعدتَ تدريجيا عن جماعة ومجتمع يزيد خصوصا لاأخلاقية السعي إلى السلطة والزعامة والتعالي الفوقي على الآخرين.

عاشوراء هي نهاية مشهد تصادمٍ وصراع قيمي وأخلاقي مرير..

وعلامة نجاحك في عاشوراء، أن تخرجَ منها وأنت قد تخليت كليا عن يزيد.

أولئكَ الجَازِعونَ في المَجالِس،
الـباكونَ لـ رُزء الحُـسيـن،
الذين ساروا على طريقِ أنصارِ الحُسين،
فـ هتفوا ذاتَ معركةٍ بين رشقاتِ الرصاص،
"والله ما تَركتُكَ يا حُسَيّن"
فأوفوا عهدهم بدمائهم على سواتر الجِهاد،
وعرجت أرواحهم الى حيث مولاهم،
بكل ما فيهم من جِراحٍ وأنين وعلى يديهِ شفائهم، فهو الحبيب والطبيب.

(وعلىٰ أصحابِ الحُسينِ في كُلّ زَمان).

اليوم يرجع الحسين عليه السلام منحني الظَهر..
لماذا يا زينب؟
لأنّ وا ضيعتنا بعدك أبا الفضل

وحينها؛
لو أُتيحَ للنّهر أن يبكي
لأصبحَ بحرًا..

-حسين فضل الله

ووضع خدّه على خدّ ولده الأكبر وقال؛
… على الدنيا بعدك العفا ولدي يا علي

هل شعر والد هذا الشهيد بذلك الشعور💔

العلامة الاميني (قدّس سرّه)
كان من عادته أنه في ليلتي التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام يُخرِج صدقة باسم صاحب الزمان (عجّل الله فرَجه) وكان يقول أنّ في هذه الليالي يكون قلب الإمام الحُجة معتصرًا بالألم والحزن ...

ساعدَ الله قلبك سيدي يا صاحب الزمان..💔

كان من المفترض أن ترتكب المجزرة يوم #تاسوعاء. يوم التاسع من المحرّم.
حوصرت فيه الخيام. وروّعت الأطفال والنساء. ودنا عسكر يزيد بن معاوية من مخيم الإمام الحسين عليه السلام دنوّ المتأهّب للإقتحام (يقال انه لمسافة ملاصقة).
مجرّد تخيّل كيف سمع الأطفال والنساء صوت الصهيل والطبل وصياح اللئام والشتم وقرقعة السيوف، تخيله مفجع!
يذكر التاريخ ان الامر اشتدّ عصراً مع وصول الشمر بن ذي الجوشن. أراد الحسم.
وقبيل الهجوم ارسل الإمام الحسين أخاه العباس مستمهلاً ليلة
عبادة فتأجّلت المجزرة ليوم #عاشوراء!
(العرف القديم في بعض المجتمعات كان يحيي ليلة العباس ليلة العاشر)
كان من المفترض أن ترتكب المجزرة اليوم. لا حول ولا قوة الا بالله.

عن الإمام الصادق (ع) :
تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين وأصحابه بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين وأصحابه رضي الله عنهم، وأيقنوا أنه لا يأتي للحسين ناصر، ولا يمده أهل العراق،
بأبي المستضعف الغريب.

انا الذي ما تشتّتُ إلاّ في هواك
أنا المسافر في سماء الوجد
ليس يذبحني سواك
ليس يجذبني سواك..

يا آخِر لَيالي الأمَان، يا لَيلة الوَداع الأخِير.
حُسين بس هاللّيلة يَمّي..

حَبيبي حَبيب ، زُهيْرٌ بُريْر
يصيحُ فيرجعُ منهُ الصّدى 💔

اليوم يبرز الحق كله، للشرك كلِّه..
السلام على الشيب الخضيب، السلام على الجسم السليب، السلام على الحسين المظلوم، السلام على بني هاشم الابرار، السلام على خيرة الانصار..
السلام على أمّةٍ بكت إمامها ليل نهار..

يا أيُّها الصَّاحِب،
و أما بعد..
إن كُنْتَ في كربلاء تَجوبُ بِدَمعِكَ حَضرةَ المذبوح فإنِّي قلدتُكَ الدُّعاء و الزيارة... 💔

أمّا الشجى فإلى القيامة سرمدُ..
واللّيل بعدك يا حسين مسَهدُ..

السّلامُ عليكَ في آناءِ ليلِكَ وأطرافِ نهارِك يا صاحِبَ الزَّمان…