Telegram Web
دروس العلماء بحر لا تنضب

درسٌ كبير يقدّمه لنا علماؤنا الأعلام، فمع التفاف المؤمنين بهذه الأعداد الكبيرة ومن مستويات مختلفة، لم يكن الموقف إلّا مثالاً للتواضع والاهتمام والتخفيف عن الناس، مع أنّ العزاء دخل لكلّ قلبٍ مؤمن، لما يملكه سماحته (دام ظلّه) من مكانة استثنائيّة تعدّدت مناشئها.

إذ صدر التصريح من مكتب سيّدنا المرجع الأعلى (دام ظلّه): لا إذن بإقامة فواتح للسيّدة الراحلة (رحمها الله) عقيلة سماحة السيد (دام ظلّه) في المحافظات.

إنّه موقف يعبّر حرص العلماء على عدم مزاحمة المؤمنين أو إثقالهم، مقروناً بالشكر والدعاء، كما رأينا كفّ تحيي وكفّ تدعو.

هكذا هم العلماء: يزنون الأمور بميزان الدين، الذي يحثّ على المودّة والرأفة، والإنصاف، فقد جعلوا "الفاتحة" كأيّ فاتحة أخرى، بعيداً عن المظاهر والتميّز.

إنّها دروس كبيرة في الثبات على الموازين، وتقدير الآخرين، وتجسيد المعاني الأصيلة التي ورثوها عن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
📝السيد رياض الفاضلي
5
🔹البيان الصادر من مكتب آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في توجيه الشكر والتقدير لمن قدموا التعازي والمواساة في وفاة عقيلته.
بسم الله الرحمن الرحيم 

نتقدم بوافر الشكر وبالغ التقدير إلى جميع الذين عبّروا عن عواطفهم السامية ومواساتهم الصادقة لسماحة المرجع الديني الأعلى (دام ظله) ولأسرته في مصابهم الجلل، ولا سيما الذين تجشموا عناء المشاركة في التشييع أو الحضور في مجلس العزاء، من داخل العراق ـ من مختلف المحافظات ـ ومن خارجه، ومن بعثوا برسائل التعزية والمواساة أو نشروا بيانات بهذا الخصوص في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة. 
فالشكر الجزيل لأصحاب السماحة والفضيلة المراجع العظام والعلماء الأعلام والطلاب الأعزاء في الحوزات  والمراكز العلمية ـ في داخل العراق وخارجه ـ ولشيوخ العشائر الكرام والوجهاء المحترمين وللجهات الرسمية ـ بمختلف عناوينها ـ والفعاليات الدينية والشعبية ولسائر الأحبة من المواطنين وغيرهم على مواساتهم وفيض محبتهم، سائلين الله العلي القدير أن يحفظ الجميع من كل سوء وبلاء ولا يريهم مكروهاً في عزيز، وأن يتغمد الفقيدة الجليلة بواسع رحمته ورضوانه ويحشرها مع أجدادها محمد وآله الطيبين الطاهرين.
(٨ / ربيع الآخر/ ١٤٤٧ هـ)  المصادف (١-١٠-٢٠٢٥م)

مكتب السيد السيستاني(دام ظله) ـ النجف الأشرف
1👍1
Forwarded from كتابات
📌الفراغ القاتل والروتين الممل


🔸إن من أهم المشاكل التي ابتُلي بها الشباب، بل والمجتمع بأسره في الوقت الحاضر، هي ظاهرة الفراغ والروتين الممل. فقد أصبحا آفةً مدمّرة ومرضًا قاتلًا يهدّد كيان الإنسان وصيرورته، إذ امتدت جذورهما في المجتمع نتيجة عدم اغتنام الوقت وتنظيمه، والانشغال بأمور لا نفع فيها ولا غناء.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
«اعلم أن الدنيا دار بلية، لم يفرغ صاحبها قط ساعة، إلا كانت فرغته عليه حسرة يوم القيامة»¹

🔸الفراغ شِباك العقول
من أخطر ما يمر به العقل أن يفرغ الذهن من العمل والهدف، فيسقط صاحبه في متاهات مظلمة لا يعرف لها مخرجًا. وحينها يصبح عرضةً لمستنقعات الفتن، فتضعف بصيرته، وتأخذه أمواج الضلالة، فيغدو أسير الشبهات، لا علماً ينتفع به، ولا عملاً يستفاد منه.

🔸قال تعالى:
﴿يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾²

فالعبد يُسأل يوم القيامة عن ضياع الزمن والعمر، ويتحسر عليه كما يتحسر تارك الدراسة حين يرى زملاءه قد أكملوا تحصيلهم ونالوا مراتبهم. إلا أن حسرة الآخرة أعظم وأشد، ولا سبيل لتداركها.
قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾³

حلول لمشكلة الفراغ والروتين
هنالك مقومات أساسية لا بد من معرفتها لتكون علاجًا ووقاية من أمراض الفراغ والروتين، ومن أبرزها:

1. قضاء حوائج الناس
قضاء الحوائج من أهم ما دعا إليه
الشارع المقدس، بل هو من أعظم أبواب الأجر والثواب، إذ يمنح الإنسان دافعًا لمتابعة أعمال الخير، ويزرع في نفسه الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين.

2. طلب العلم ومجالسة العلماء
طلب العلم والبحث المستمر في الأحكام الشرعية وسائر العلوم النافعة يفتح للإنسان آفاق الخير والنجاح، وينمّي في قلبه الثقافة الإسلامية التي تحصّنه من تيارات الضلال والانحراف. والشاهد على ذلك علماؤنا العاملون الذين لا يرون الوقت كافيًا، فقد ملأوا المكتبات بعلومهم، وأناروا المجتمع بفكرهم المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

3. تحديد الأهداف والطموحات
تحديد الأهداف خطوة أساسية لتجاوز الفراغ، إذ تمنح الإنسان معنى وغاية في الحياة، وتكسر الوهم بالعزيمة والاجتهاد.

4. القراءة النافعة
القراءة غذاء العقل والروح، وهي من أنجع الوسائل للتغلب على الروتين الممل. فقراءة كتاب نافع خير معين على شغل الوقت بما يعود بالنفع والفائدة.

الهوامش
نهج البلاغة، من كلام أمير المؤمنين علي
(عليه السلام).
سورة النبأ، الآية 40.
سورة المؤمنون، الآيتان 99-100.
#كتابات #السيد_طاهر_الصافي
https://www.tgoop.com/k_atabat/380
2👍2
Forwarded from كتابات
🔸معنى النجاح في عالَم المرأة..!

🔸كلّما تفوق إحساس المرأة الحقيقي بآدميّتها، كلّما ثبتَ نجاحها، كونها إنسانة بأبعادها المعنوية. فقد وضّح القرآن هذه الحقيقة عندما لم یفرّق بين الرجل والمرأة في امتلاك الکرامة الذاتية، بل یقول علی نحو الإطلاق:

«وَ لَقَدْ كَرَّ‌مْنَا بَنِي آدَمَ..» الإسراء ٧٠.

وجملة «بني آدم» هو نصٌّ صریح في نوع الإنسان، الذي يُطلَق بنحو التساوي علی الرجل والمرأة، وهذا ما أكدته كتب التفسير بالإجماع.

🔸وهم النجاح الزائف

أمّا النجاح الذي يُوهِم المرأة اليوم بأنّهُ نجاح، وهو عين النقص والفشل هو ذاك الذي تحقّقهُ بعض النساء عِبر التعرّي واستعراض المفاتن، وتحويل آدميّتها إلى سلعة ووسيلة لجلب المشاهدات، وكسب المال على حساب أنوثتها، فهذا هو السقوط بعينه، والانحدار إلى مستنقع الرذيلة!.

ولو تأمّلَت المرأة رأفة ربّها ومداراتهِ، وتكريمهِ لها، منذ لحظة ولادتها إلى حين مَماتها، لَما استعرضت حالها وشرَتهُ بثمنٍ بخس!.

فالله "عزوجل" لم يطلب منها ولم يحمّلها عناء طلب الرزق والسعي له، حفظًا لها وصونًا لفطرتها التي خلقها عليها، فجعلها ريحانة لا قهرمانة.

🔸المرأة قبل الإسلام

وعند تسلیط الضوء علی حالات الأمم والشعوب السالفة، نشاهد أنهم اعتبروا النساء جزءًا من ممتلكاتهم، كما الحيوانات وأثاث بيوتهم، ولم يكن الناس یومذاك قد آمنوا بأنّ الأنثى مخلوقة أو إنسانة، فصدح القرآن بما يُدِلّ على المرأة بأنّها إنسانة مكرّمة، وأعلن عن المساواة بينها وبين الرجل في الخَلق والهوية الإنسانية.

🔸تكريم المرأة في القرآن الكريم


أمّا من حيث المشاعر الروحية والقيم المعنوية، فقد أكّد ذلك من خلال الخطاب الموحّد في القرآن کقوله "عزوجل":
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ» و«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»، ممّا يعني أن ليس ثمّة فارق أو اختلاف أو تمییز بين الرجل والمرأة في الخطاب القرآني، بل إنّ الهدف الرئيسي من تلك الخطابات هو كِلا الجنسين: الرجل والمرأة.

🔸معيار التفاضل: التقوى لا الجنس

من هنا، اعتبر الإسلام المرأة أحد العنصرین المهمّین والنواة الحقیقیة، والمكوّن الأساسي في تواجد الإنسان، وأنّ الفارق الأصلي لکلٍّ منهما عن الآخر هو "التقوى" الإلهية، إذ قال "عزوجل":
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ‌ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَ‌فُوا إِنَّ أَكْرَ‌مَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ» الحجرات ١٣.
كما صرّح أيضًا في آیة أخرى أشدّ وضوحًا "بتساوي الخِلقة" بین الرجل والمرأة، وأنّهما قد وُجِدا من حقیقة واحدة، ألا وهي "الاعتبار بالإنسانیة"، قال تعالی:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَ‌بَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِ‌جَالًا كَثِيرً‌ا وَنِسَاءً» النساء ١

المرأة بين الإسلام والثقافة الغربية

فما بقيَ على نسائنا اليوم، سوى أن يُدركنَ فضل الإسلام عليهنّ، في إحیاء شخصیة المرأة وصونها عن العبث والتلاعب في
شأنها، مقارَنة بما تسمّى بالمرأة الغربية، وكيف صنع منها الغرب دمية، يستطيع أي أحد اللعب بها، أو اقتنائها متى شاء، فتراها تعيش سكرة الشهرة، ووَهمُ النجاح.

🔸جوهر النجاح: وعيٌ ورسالة

وأخيرًا يمكننا القول: إنّ الفرق بين النجاح عند المرأة المتاحة لأي أحد، والنجاح عند المرأة المصونة المكرّمة، العارفة حدودها، الواقفة عند حدود الله هو:
إدراك المرأة حقيقة ذاتها، والمَهمّة الموكِلة إليها "كإنسانة" لا "أنثى" وحسب، كما عليها أن تدرك بوَعيها، المخاطر الأخلاقية والاجتماعية الناتجة عن التشبّه بالثقافة الغربية، التي يتجلّى فيها اضمحلال القيم ومصادرة المبادئ الإسلامية، وفقدان الهوية، والتردّي في مستنقع الرذيلة.

فإذا وعَت نساؤنا أنّ المظهر لم يكن يومًا هو المعيار الذي يؤشر على صلاح المرأة،
وإن فهِمَت أنّ النزول إلى ميادين الحياة دون ضوابط السماء ليس معيار النجاح، فقد أدركت معنى الكرامة التي حباها الله بها.

فإنسانية المرأة ونجاحها، هو ما يُثبِت معنى جوهرها، عبر إنجاز تكليفها ورسالتها الحقيقية، التي ترسّخها حركة الفضيلة، وسير الاستقامة في المجتمع، فالمرء رجلًا كان أو امرأة، إنما هو إنسان بإنسانيته وجوهره وعفته، لا ببهرجتهِ وطيشه، واستهتاره بذاته.

١٢-ربيع الثاني-١٤٤٧هــ
٤-١٠-٢٠٢٥م

#كتابات #كوثر_العزاوي
👍3
Forwarded from وقفات | waqafat
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📌الكعبة أشرف بقاع الأرض..

السيد محمّد رضا شرف الدين

#وقفات
@waqafat_313
3
2025/10/08 22:36:43
Back to Top
HTML Embed Code: