tgoop.com/sahwa_yemen/25967
Last Update:
كان الشيخ شخصية جامعة يحرص على وحدة الصف وجمع الكلمة، وله جهود كثيرة في جمع العلماء في اليمن وخارجه، ومن ذلك ما قام به في جمع علماء اليمن من الشافعية والزيدية عندما ألفوا الكتب المدرسية لمادة التربية الإسلامية بفروعها وأخذوا بالمتفق عليه، فوحدوا ذهنية الجيل وأنهوا ذلك التنافر والتمايز بين مختلف فئات المجتمع ومناطق اليمن.
ولكن هل كان الشيخ عبدالمجيد سلفياً؟ والجواب نعم لأنه لا يتردد في اتباع الدليل إذا جاء من الكتاب والسنة وسيرة السلف رضوان الله عليهم، وهو تبليغي كذلك يحث طلابه أن يخرجوا للدعوة إلى الله مع جماعة التبليغ، وعلى طريقتهم لدعوة الناس وإرشادهم وترغيبهم للصلاة في المساجد والبعد عن المعاصي.
وهل كان للشيخ عبدالمجيد حظٌ من التصوف؟ والجواب إذا كانت الصوفية حباً لرسول الله وتعظيماً له، فالشيخ عبدالمجيد لا يحب ولا يعظم ولا يجلّ بشراً كرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وله مؤلفات تثبت ذلك، ولا يتسامح مع من ينتقص من قدر سيدنا محمد، ولا يتوانى في الذود عن حياضه عليه الصلاة والسلام.
وأما الحركة الإسلامية؟ فهو من أقدم مؤسسيها، والحريص على سلامة سيرها وأداء رسالتها، واستمرار نشاطها، هو من كبار مؤسسي وقادة حزب التجمع اليمني للإصلاح، ورئيس مجلس شوراه لثلاث دورات انتخابية، وعضو هيئته العليا، ما حوّل ولا بدّل حتى آخر لحظة في حياته.. وهكذا قل عنه في الجهاد والسياسة والعلم والتعلم، فهو شخصية إيمانية جامعة، وقد تبين ذلك في بيانات النعي والتشييع والتعازي التي قيلت في رحيله رحمه الله.
ودعوني أزيدكم من الشعر بيتاً، فإن الحوثيين الذين جعلوه عدواً وغرضاً من قبل خروجهم من صعدة، لكنه عندما دخلوا مؤتمر الحوار الوطني فرح بذلك وحمدالله كثيراً ظناً منه -يصل درجة اليقين- أنهم سيقفون مؤيدين ومناصرين لتحكيم الشريعة الإسلامية، وأن تكون مصدر القوانين جميعاً، لكنه تفاجأ أنهم وقفوا معارضين للنص بتحكيم الشريعة، وأصرّوا بأن لا يكون للشريعة والدين دخل في أمور الدولة، وراجعوا إن شئتم محاضر مؤتمر الحوار الوطني، وتصريحات ممثلي الحوثي بالصوت والصورة الذين زعموا أن تحكيم الشريعة سيفتح الباب للطغيان والاستبداد!! ثم تستغرب أن يأتي بعض محدودي النظر ليقولوا كان بوسع الشيخ الزنداني أن يسكت عن استيلاء الحوثيين على السلطة!؟
استهدفت أمريكا الشيخ عبدالمجيد وجعلته في قائمة الإرهاب، وظلت تحرض عليه وعلى جامعة الإيمان، واستمر سفراؤها المتعاقبون يبدون رغبة جامحة لإغلاق
الجامعة، ولم يستجب لهم الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله، ولما زحف الحوثيون إلى عمران ثم صنعاء كانت الجامعة هدفهم الأول، فهاجموها ونهبوا ما فيها وحاولوا قتل الشيخ عبدالمجيد فنجاه الله منهم ولم يصلوا إليه، لكنهم فجروا سيارته الشخصية، واستولوا على بيته وكل ممتلكاته، وتمكنوا من قتل خلدون اللحجي قائد حراسته رحمه الله، وكان ذلك قبل أن تتدخل دول التحالف بستة أشهر، ثم يعيبون عليه أنه أيد الحرب عليهم، ولم يعلن موقفا ضد التحالف.. فهل يقول عاقل بهذا..ما لكم يا قوم كيف تحكمون!؟
اتفق الشيخ عبدالمجيد واختلف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله، وهناك تفاصيل لا يعلمها كثيرون ممن تغلبهم العواطف، ويحكمون على موقف واحد ويتناسون مسيرة طويلة بين الرجلين، لم يستخدم الشيخ صلته تلك لتحقيق أي مكسب مادي، بل كان مخلصا في المشورة والنصيحة التي يقدمها باحترام وحرص، وفي مجلس الرئاسة كان اليد اليمنى التي يعتمد عليها الرئيس، وفي الانتخابات الرئاسية 2006م ظل محايداً، مع حبه وتقديره للمهندس فيصل بن شملان -المرشح المنافس- لأنه يعلم أن الحاكم العربي لا يطيق تحمل نتائج المنافسة، ولمن لا يعلم ففي بعض صناديق الاقتراع بحضرموت كان يحصد ابن شملان كل الأصوات ماعدا خمسة أو ستة، فكيف لو نزل الشيخ عبد المجيد بثقله وشعبيته!؟ ولكن مع الأسف من أشرتُ إليهم يغمضون أعينهم عن كل تلك المواقف ويقفون عند كلمة قالها لشباب الثورة، وكأنها التي غيرت مجرى التاريخ، مع أن لها أسبابها وملابساتها التي لا يتسع المقام لذكر تفاصيلها.
في كل مسيرة حياته لم يكن الشيخ الزنداني متعصباً ضد عنصر ولا طائفة، وعندما خرج إلى صعدة في عهد الرئيس الإرياني رحمه الله، كان يتحمل قسوة بعض المتعصبين وتعاليهم عليه بأنسابهم، فيناظرهم ويحاورهم بالتي هي أحسن، ولا يرد السيئة بمثلها، وكنت شاهداً على كثير من تلك المواقف.
هناك قضايا كثيرة أثارت جدلاً واسعاً، وصارت متكأً للنيل من الشيخ عبدالمجيد، وذهب مثيروها بعيداً عن الإنصاف ولو أنهم تجردوا عن الأحكام المسبقة لوافقوا الشيخ وقدروا اجتهاده أو التمسوا له العذر، لكن التعصب يعمي الأبصار.
BY الصحوةنت
Share with your friend now:
tgoop.com/sahwa_yemen/25967