2️⃣ثمّ أيها الأزواج والزوجات الصالحون:

الكمال لله، وصلاحكم ليس معناه عصمتكم من الذنوب والعيوب، لكن:
بادروا بإصلاح ما يُمكن إصلاحه،
وليعرف كلاكما دوره وواجبه،
وأحسنوا إن ﷲ يحب المحسنين.

الرجل بيده إدارة الأسرة، والمرأة تستطيع أن يكون بيدها قلب من بيده إدارة الأسرة،
لكن إن فَقِهَت كيف؟
كوني له سكنا، يقلب الدنيا لإرضاء خاطركِ، كوني مطيعة؛ يسعد بتلبية طلباتك، بل يبادر قبل طلبك، احترميه وقدّري ما يبذل وأشعريه بقوّته؛ يدك الجبال ويفتت الصخر ليُكرمكِ.
افهمي أن الرجلَ نادراً ما يُبادر،
لكن ثقي أن الرجل الصالح إذا أعطيتيه ما يحتاج؛ أعطاكِ ما تحتاجين وما لا تحتاجين!.

3️⃣ ما أول وأهم وصف ذكره الله في القرآن للمرأة الصالحة (المتزوجة)؟
تقوم الليل؟
تصوم النهار؟
تتصدق؟
لا، قال الله تعالى:
{فالصالحات قانتات) فما معنى قانتات؟
أي: مطيعات لله ولأزواجهن.

فالرجل الصالح القوّام السوي لا يهمه في زوجته بعد التزامها بالفرائض والواجبات شيء أهم من الطاعة له في المعروف.
وللأسف بعض من يظنون أنفسهن صالحات هذا الأمر مفقود فيهن في هذا الزمان، أو لا تفقه أهمية وجود هذه الصفة فيها، وتظن الطاعة فيما تهواه نفسُها، أو فيما توافق عليه زوجها، أمّا إن أمرها بأمرٍ خلاف هواها، أو أمرٍ لم تقتنع به، فلا يكاد يجد منها طاعة، ولا أن يسمع منها أبشر، أو حاضر، أو سَم، بل ليس له إلا المجادلة، والعناد، وإن فعلتْ بعد الَّتي والَُّلتيا ما أَمَر، فبدون نفس، أو بتأففٍ وبوجهٍ متقطبٍ كَشِر.
.

3️⃣ ما أول وأهم وصف ذكره الله في القرآن للمرأة الصالحة (المتزوجة)؟
تقوم الليل؟
تصوم النهار؟
تتصدق؟
لا، قال الله تعالى:
{فالصالحات قانتات) فما معنى قانتات؟
أي: مطيعات لله ولأزواجهن.

فالرجل الصالح القوّام السوي لا يهمه في زوجته بعد التزامها بالفرائض والواجبات شيء أهم من الطاعة له في المعروف.
وللأسف بعض من يظنون أنفسهن صالحات هذا الأمر مفقود فيهن في هذا الزمان، أو لا تفقه أهمية وجود هذه الصفة فيها، وتظن الطاعة فيما تهواه نفسُها، أو فيما توافق عليه زوجها، أمّا إن أمرها بأمرٍ خلاف هواها، أو أمرٍ لم تقتنع به، فلا يكاد يجد منها طاعة، ولا أن يسمع منها أبشر، أو حاضر، أو سَم، بل ليس له إلا المجادلة، والعناد، وإن فعلتْ بعد الَّتي والَُّلتيا ما أَمَر، فبدون نفس، أو بتأففٍ وبوجهٍ متقطبٍ كَشِر.
.

4️⃣قال الله تعالى:
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.

فالرجل الصالح السوي قوّام، والمرأة الصالحة طائعة لله ولزوجها فيما أحبَّتْ وكَرِهت في غير معصية الله، والرجل الصالح السوي يقدّر طاعة زوجته له، فيكرمها، ويتغاضى ويتغافل ويسامح عن بعض زلاتها خلاف عادتها، ولا يبغي عليها سبيلا، بهذا تسكن البيوت الصالحة ويعمها الود والرحمة.
والاعتراف بالمشكلة أول وأهم خطوة في طريق علاجها، ولعل الله ييسر قريباً كتابة شيء يجلي مفهوم طاعة الزوج، وضوابطه، وما يعين المرأة الساعية للصلاح على فهمه وتقبله، وأنه من العبادات والتكاليف التي تؤجر عليها المرأة، ويدخله ما يدخل العبادات الأخرى من المشقة والاحتساب ومخالفة الهوى في بعض الأحوال، والله المستعان...

إذا لم تقدر على فعل الطاعات، وتزاحم بمنكبك مع أهل الفضل والفضائل ؛ فلا تُزهّد !

‏اُسكت ، هذا خير ما تفعل والله!

ولولا تقوية الله ما صبرت امرأة!

واللهِ إن القلب ليعتصر ألماً مما نراه من مشاهد مؤذية في برامج التواصل، فتنٌ تجرّ إلى الحرام جرًّا، ما بين موسيقا ماجنة، وعُريّ فاضح، ومحادثات يُستحى منها، ويستعرض فيها ما يستحيي منه ذو قلب حيّ.
ثم الأعظم ألمًا والأشد وقعًا: كفريات صريحة تُتداول بلا مبالاة، ولا نكير، وكأن القلوب ماتت، أو خُدّرت!

واللهِ إن الموفق من سلّمه الله منها ونجّى قلبه، وانفلت بجلده من أوحالها، فاللهم أعنا على النجاة منها، إن كان في ذلك خيرة لديننا ودنيانا..

لا تيأس!

في مثل هذا اليوم انفلق البحر بضربة عصا..!

قل؛ يا ربّ يا ربّ..

-اللهمَّ حقق مُرادهم من خيري الدنيا والآخرة.

"عُبودية الصدق؛ حين تنزوي الدُّنيا بالناس"

لا تزدرِ أصحاب المعصية وترى نفسك أكبر قدرا منهم ولو كان بذرّات تربٍ متناثرة، انظر لعهدٍ قريب.قد زللت وعظمت خطيئتُك ورغم أنك مجتهدٌ في تقصّي العلم وآثار الذنوب إلا أنك لم تسلم، والذي منّ عليك بتوبتِه قادرٌ على أن يُقلِّب قلبك حيثُ مراتعهم لتكبرك
‏"كذلك كُنتم من قبل فمنّ الله عليكم"

وصيّة…

"واللهِ لا تُعابُ المرأةُ لنقص جمالها
‏و لا يحقُّ لزوجها - أو لأحدٍ-ٍ أن يُعيّرها بما خُلقت عليه و لا تملكُه.
‏إنّما تُعابُ بما تستطيعه من خصال الخير و قصّرت فيه مثل: التزيُّن لزوجها ،و حُسن الخُلق و التحبُّب إليه ،و الاهتمام به و مراعاته و نحوه"

إياكم والبصق في بئر الرضا..!

آسفٌ على هذه الصورة غير اللبقة؛ لكنّ بعضنا يبصق في بئر رضا إخوانه، تجد المرء يحكي عن تفاصيل حياته على أنها عادية، فيأتيه من يفسد فرحته، ويعكر صفو أيامه، ويوقد في صدره كلمات وأسئلة ماكانت تخطر بباله.
أحد الأصدقاء المقربين اشتكى لي من عدم تقبله لزوجته، وبدأ يحكي عن تقصيرها، وحشد لها من صفات التبخيس ما يجعلها عديمة الفائدة.
أعرف صديقي؛ نخرج لمطعم فلا يشترط، نسافر ولا يدقق في المكان، ولا تغريه التفاصيل، سمحٌ متغافل، وأعلم من حديثه السابق أن زوجته حسنة الخلق، طيبة المعشر؛ فما الذي حدث؟
حاولت الرجوع به لأصل المشكلة، كلما تحدث عن حاضره أعدته للماضي -حتى أفهم سر تغيره-، أنا واثق أن بئر رضاه تعكرت فما عاد يستعذبها.
وجدت ضالتي حين قال هذا الموقف، قال البداية من محادثة بيني وبين صديق، طلب مني تصوير غلاف كتاب تحدثنا عنه.
يقول: صورت له الكتاب بعشوائية فظهر الغلاف، وحوله جزء من المكتب، على المكتب كوب شاي كرتوني.
قال صاحبه: كوب كرتون؟ أنت عزابي الآن؟ زوجتك عند أهلها؟
قال: لا، ليه السؤال؟
قال -الكلمة الصادمة-: كوب شاي كرتوني! تزوجت ليش؟
غيرك زوجاتهم يهيؤون لهم ما لذ وطاب أثناء بحثهم، أنت لست بقليل، لا تهن نفسك فيعتادوا مهانتك.

قال: والله ما طاب لي مطعم ولا مشرب بعدها، وصرت أنظر لزوجتي على أنها شيطان، وكلما طلبت مني شيئًا قلت في نفسي: ولماذا تطلب وهي مقصرة بحقي؟

حاولت تفكيك الفكرة في عقله، وأحسب أنه اقتنع.

لكن بالله عليكم؛ إذا رأيتم من يعمل 16 ساعة وهو راضٍ؛ لا تقولوا: وأين أوقات راحتك؟
وإذا رأيتم من يحكي برضا عن راتبه؛ لا تقولوا: كيف بك إذا دهمك طارئ؟
وإذا رأيتم من رضي عن شريكه فلا ترفعوا سقف تطلعاته.

نحن في زمن القلق، ومد العين، إياكم والبصق في بئر الرضا.


-بدر آل مرعي.

قرب المعصية من يدك؛ ابتلاء لصدق خوفك من الله، واقرؤوا إن شئتم:{ {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد -تناله أيديكم ورماحكم- ؛ ليعلم الله من يخافه بالغيب…} .

‏«ينبغي للعاقل أن يكون له وقت معلوم يأمر زوجته بالتصنع له فيه، ثم يغمض عن التفتيش، ليطيب له عيشه، وينبغي لها أن تتفقد من نفسها هذا، فلا تحضره إلا على أحسن حال. وبمثل هذا يدوم العيش. فأما إذا حصلت البذلة، بانت بها العيوب، فنَبَت النفس، وطلبت الاستبدال، ثم يقع في الثانية مثل ما يقع في الأولى، وكذلك ينبغي أن يتصنع لها كتصنعها له، ليدوم الود بحسن الائتلاف».

‏«ولا ينبغي للمرأة أن تقرب من زوجها كثيرًا: فتمل، ولا تبعد عنه، فينساها، ولتكن وقت قربها إليه كاملة النظافة متحسنةً.

‏ومن الناس من يستهين بهذه الأشياء؛ فيرى المرأة متبذلة، تقول: هذا أبو أولادي! ويتبذل هو! فيرى كل واحد من الآخر ما لا يشتهي، فينفر القلب، وتبقى المعاشرة بغير محبة، وهذا فصل ينبغي تأمله، والعمل به، فإنه أصل عظيم».

‏ابن الجوزي.

دموع المجاهدة وثمار الذين صدقوا 🌱

من الناس من يسمع أخبار الصالحين في مناجاتهم وركوعهم ودموعهم، فيظن أنهم وُلدوا على هذا النور، أو أن الطريق إلى مدارجهم لا تزيد على بضع خطوات؛ فيهمّ أحدهم بالصعود فيتعب في أول درجة، فيملّ، ثم يرجع القهقرى.

وليس الشأن في أن تُقبل على العبادة لحظة؛ فتفتح لك خزائنها، بل الشأن كل الشأن أن تُجاهد نفسك على بابها، حتى يُؤذَن لك بالدخول، وتكون قرة عين لك.

ومما ينبغي التفطن له؛ العلم بأن مدارج العارفين كانت تسبقها ليالٍ من جهاد النفس، والصبر على العبادة، وأن الأنس الذي تراه على محياهم، كان ثمرة صبرٍ مرٍّ طال أمده، حتى رضيت القلوب عن الله، فرضي الله عنها، فكان الفتح.
أجل، إن كثيرًا من العبادات لا يُؤذن للعبد فيها من أول طرقة، ولا يُفتح له فيها من أول ركعة، ولا تُذلل له من أول مرة، فالله سبحانه يبتلي صدق عبده بتلك الموانع، ويقيس توقه بتلك العقبات؛ فمن صبر وصابر وداوم، وأتى الباب مرة بعد أخرى، وكان له قلب لا يمَلّ، ولا يستعجل الثمرة، فإن لله على مثل هذا فتوحات يسكبها عليه سكبًا، حتى يُذيقه من طيب القرب ولطيف الأنس ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلبه.

ومما يُعرف به صدق الصادق؛ أنه لا ينثني إن تأخّر الفتح، ولا يبرح موضعه إن طال البلاء، بل يثبت كما يثبت الزارع عند زرعه، يعلم أن للغرس موسمًا، وأن للثمر أوانًا، فلا يعجل قبل النضج.

ولقد انقطع عن الطريق كثيرون، لا لأن العوائق صدّتهم، بل لأنهم كانوا يستطيلون الطريق ويستبطئون الوصول، ويظنون أن مراتب السالكين تُنال في أيام معدودات، فلما رأوا لطول الطريق تبِعة، وفي المراقي مشقة، قعدوا وقعدت هممهم. والشأن كما قال ابن القيم: " من استطال الطريق ضعُف مشيه".

وانظر إلى ثابت البناني وحاله في مجاهدة نفسه حيث يقول: “جاهدت نفسي على قيام الليل عشرين سنة، ثم تلذذت به عشرين سنة أخرى". ولو أن التلذذ كان من أول مرة، لما كان للجهاد معنى، ولا للصدق برهان.

بيد أن لله في عباده نفحات، فهناك من يفتح لهم من أول الطريق بلا مجاهدة ولا مكابدة يجذبهم إليه جذبًا، يُحبهم فيُقبلون، ويُقذف في قلوبهم النور، فيلزمون العبادة كأنما ولدوا عليها. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وهؤلاء لا يُقاس عليهم، فإن الفتح هبة ربانية، طريقها سؤال الله ذلك.

عرفتُ رجلاً كان بعيدًا عن العبادة، غريبًا عن المساجد، لا يعرف من أنوار الطاعة شيئًا، ثم هداه الله وأصلحه في ليلة، ففُتح له فتحًا عجيبًا، وانقلب حاله في أيام، فصار كما تقرأ عن السلف في التهجد وطول القنوت والعبادة، حتى كانت خاتمته على الطاعة، وعليه سمتُ الأولياء، رحمَه الله ورفع مقامه.

فالطريق إلى الله طويل، لكنه محفوف بالرحمة. وثق أن الصادق لا يخيب، وأن المجاهدة لا تُرد، وأن من طرق الباب طويلاً فُتح له، ولو بعد حين، فالزم باب ربّك فثمّ الفتح.


د. طلال الحسان
https://www.tgoop.com/t_hssan