• إن المقايضة مع الناس من أجل الحبّ أو الإحترام أمر غير جدير بالإحترام ولا قيمة له، إنه يُؤدّي إلى خراب مشروعك كله، إذا أردت إقناع شخص بأن يُحبك، فهذا يعني أنه لا يحبك، وإذا كنت في حاجة إلى استرضاء شخص حتى يحترمك، فهذا يعني أنه لن يحترمك أبداً، وإذا كنت مُضطرًا إلى إقناع شخص ما بأن يثق بك، فهذا يعني أنه لا يثق بك في حقيقة الأمر، إن الأشياء الأكثر قيمة وأهمية في الحياة، بالتأكيد تكون غير خاضعة لصفقات التبادل، وإذا حاولت المُقايضة عليها فإنك تدمّرها على الفور.
• كان عليّ تدمير كل شيء في داخلي لأتمكن من النظر بوضوح إلى حقيقة الأشياء، وبعد النظر، اكتشفت متأخرًا جدًا أني قدمت تضحية جنونية، قدمت ذاتي قرباناً، لأنظر بوضوح إلى اللاشيء .
• كنتُ أُقدّر كل يوم كيف أن القراءة تمنح أجمل الأسفار، حتى بالنسبة إلى من لم يُغادر أبداً أرضه، أن يضع المرء داخل ذهنه كلمات الآخر، يعني أن تكون له الإمكانية مدة قراءة الكتاب، أن يجعلها كلماته هو .
• القلب لا يُقسمُ، لكنّها روحي ، رُقع بيضاء وسوداء، احتمال يسعُ الجميع، ولا يجرح إلا نفسه .
• ستستيقظ في بعض الأيامِ شاعرًا وكأنّ العالم كله في قبضة يدك، وأنك قادر على مواجهة أي شيءٍ وكل شيء، أنّ أحلامك لا محدودة، وعزيمتك لا تهزّها ضربات الحياة المُوجعة، وأنك قوي جدًا، وصلب جداً، و في أيام أُخرى، ستستيقط غير قادر على مواجهة ضوء الشمس، وكأن العالم يُحكم قبضته من حولك ويضيّقُ عليك ضلوع صدرك، ستشعُرُ أنك ضئيل كعصفورٍ جريح، وهش ككأس من الزجاج، تنأى بنفسك عن أي مواجهة خشية أن تنكسر، أنتَ القوي الصلب، وأنتَ الضعيفُ المُنكسر، وهذهِ هي الحياة بحالتيها، هذهِ هي الحياة التي ترفعُك فوق قمم الجبال أياماً، وتخسف بك الأرضَ في أيامٍ أُخرى، وعليك تقبّل ذلك و إعتياده، أن تُحبّ نفسك القوية و تُهذبها حتى لا يُصيبها شيء من الكبر الذي ينخُر في النفوس حتى تعطب، وأن تُحب نفسك الضعيفة وتكون رؤوفًا بها حتى تمُرَّ من النفق المُظلم بسلام، وأن تُصدق وتؤمن أن الحياة رحلة نسير في طرقاتها الوعرة أحيانًا، والسهلة أحياناً أُخرى، وأن العواصف ستمر، و رُبما تُخلّفُ من بعدها خرابًا لكنّها ستمر وتنتهي .
• رأيتُ من يحبس مشاعره وكأنها خطيئة، يخنق شوقه بالكبرياء، ويخفي خيبته خلف لامبالاة مصطنعة، يُغير الطريق كي لا يلتقي بمن يوجعه، ويبتسم في وجه من كسره كأن شيئًا لم يكن، لكن المشاعر لا تُمحى، بل تتكدس في الداخل حتى تُثقل الروح، فتظهر في نظرةٍ شاردة، في تنهيدةٍ طويلة، في تعابير وجه فقد بريقه، الكتمان لا يُحمي، بل يستهلك ببطء، حتى انفجر كل ما دفنه في لحظةٍ واحدة دمرت كل شيء .
• كل مافي الأمر هناك جزء فُقد مني، لن أقول من العمر الماضي وحسب، بل من العمر المُتبقي، أمضي و أتجاوز وحدتي بالزحام، مُستنداً على وهم التعايش، أبتسم، وكأني أُداري نكأ ذكرياتي، أعُد على الأيام أسماء الناس، و أجدني في أسمي كئيب، كهذا اليوم الثقيل .
• تظل الذكريات مدفونة في قبورها، حتى نبدأ بالحديث عنها، فتنهض لتُهاجم مكامن الضعف فينا .