.
في قوله تعالى عن المصاب في غزوة أحد: ﴿وَلِیُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾.
قال ابن كثير: "ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾، ﺃﻱ: ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺇﺫا ﻇﻔﺮﻭا ﺑﻐﻮا ﻭﺑﻄﺮﻭا ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺐ ﺩﻣﺎﺭﻫﻢ ﻭﻫﻼﻛﻬﻢ ﻭﻣﺤﻘﻬﻢ ﻭﻓﻨﺎﺋﻬﻢ".
تفسير ابن كثير (٢/ ١٢٧).
في قوله تعالى عن المصاب في غزوة أحد: ﴿وَلِیُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾.
قال ابن كثير: "ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾، ﺃﻱ: ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺇﺫا ﻇﻔﺮﻭا ﺑﻐﻮا ﻭﺑﻄﺮﻭا ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺐ ﺩﻣﺎﺭﻫﻢ ﻭﻫﻼﻛﻬﻢ ﻭﻣﺤﻘﻬﻢ ﻭﻓﻨﺎﺋﻬﻢ".
تفسير ابن كثير (٢/ ١٢٧).
.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺎﻥ الأندلسي، وهو يتحدث عن حال الرواية والسماع ومجالس الحديث في مصر لما رحل إليها، ويقارن بهم أهل بلده:
"ﻭﻟﻘﺪ ﺳﻠﻚ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﻉ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ ﺃﻫﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮاﻡ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻔﺴّﺎﻕ ﻭاﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ، ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺑﻘﺮاءﺓ اﻟﻠﺤّﺎﻧﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ اﻹﻋﺮاﺏ، ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ: «ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ».
ﻭﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻓﻼ ﻧﺴﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻧﺮﻭﻳﻪ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻭﺑﻘﺮاءﺓ اﻟﻤﻌﺮﺑﻴﻦ! ﻭﻻ ﻳﺤﻀﺮ اﻷﻃﻔﺎﻝ اﻟﺴﻤﺎﻉ، ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮﻩ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ؛ ﻓﺈﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩﻧﺎ ﻣﺼﺮ ﻭﺟﺪﻧﺎﻫﻢ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺏّ ﻭﺩﺭَﺝ ﻓﺴﻠﻜﻨﺎ ﻣﺴﻠﻜﻬﻢ! ﻭاﻧﺘﻈﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﻜﻬﻢ! ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻮا! ﻭﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻤﻦ ﺭﻭﻭا! ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺇﺫا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻋﻮﺭٍ ﻓﻐﻤّﺾ ﻋﻴﻨﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺪ ﺃﻋﻮﺭ"!
(النكت على ابن الصلاح، للزركشي ٣/ ٤٥).
وهكذا فإنّ لعادات أهل كل بلد ضغطة على العالِم والداعي إلى الله، ولأحوال الناس في كل زمن ومكان أثرها على الشيوخ والمصلحين.
والعاقل المتزكي يتصلّب أمام تأثير هذه الأحوال، ويجعل له تجفافًا يتّقي به ضغطتها، ويستجنّ به من المؤثرات أن تجتاله وتجرفه.
وإذا كنا نتعجب من بعض ما نقرؤه من أخبار هذه المؤثرات، فها نحن اليوم، قد اجتالنا ما اجتالنا، وصبَغَنا من زمننا ما صبَغَنا! وصرنا نسمي أنفسنا بالدكتور والبروفسور، وغيرها مما هي من خدشات زمننا، وظنّي أنه سيأتي على أهل العلم زمان يتعجبون فيه منّا كما تعجبنا نحن من غيرنا، نسأل الله أن يعافينا وأن يطهّرنا وألا يكلنا إلى أنفسنا.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺎﻥ الأندلسي، وهو يتحدث عن حال الرواية والسماع ومجالس الحديث في مصر لما رحل إليها، ويقارن بهم أهل بلده:
"ﻭﻟﻘﺪ ﺳﻠﻚ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﻉ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ ﺃﻫﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮاﻡ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻔﺴّﺎﻕ ﻭاﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ، ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺑﻘﺮاءﺓ اﻟﻠﺤّﺎﻧﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ اﻹﻋﺮاﺏ، ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ: «ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ».
ﻭﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻓﻼ ﻧﺴﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻧﺮﻭﻳﻪ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻭﺑﻘﺮاءﺓ اﻟﻤﻌﺮﺑﻴﻦ! ﻭﻻ ﻳﺤﻀﺮ اﻷﻃﻔﺎﻝ اﻟﺴﻤﺎﻉ، ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮﻩ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ؛ ﻓﺈﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩﻧﺎ ﻣﺼﺮ ﻭﺟﺪﻧﺎﻫﻢ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺏّ ﻭﺩﺭَﺝ ﻓﺴﻠﻜﻨﺎ ﻣﺴﻠﻜﻬﻢ! ﻭاﻧﺘﻈﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﻜﻬﻢ! ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻮا! ﻭﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻤﻦ ﺭﻭﻭا! ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺇﺫا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻋﻮﺭٍ ﻓﻐﻤّﺾ ﻋﻴﻨﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺪ ﺃﻋﻮﺭ"!
(النكت على ابن الصلاح، للزركشي ٣/ ٤٥).
وهكذا فإنّ لعادات أهل كل بلد ضغطة على العالِم والداعي إلى الله، ولأحوال الناس في كل زمن ومكان أثرها على الشيوخ والمصلحين.
والعاقل المتزكي يتصلّب أمام تأثير هذه الأحوال، ويجعل له تجفافًا يتّقي به ضغطتها، ويستجنّ به من المؤثرات أن تجتاله وتجرفه.
وإذا كنا نتعجب من بعض ما نقرؤه من أخبار هذه المؤثرات، فها نحن اليوم، قد اجتالنا ما اجتالنا، وصبَغَنا من زمننا ما صبَغَنا! وصرنا نسمي أنفسنا بالدكتور والبروفسور، وغيرها مما هي من خدشات زمننا، وظنّي أنه سيأتي على أهل العلم زمان يتعجبون فيه منّا كما تعجبنا نحن من غيرنا، نسأل الله أن يعافينا وأن يطهّرنا وألا يكلنا إلى أنفسنا.
.
من أعظم المواقف الإيمانيّة لابن تيمية، ما ظهر من اليقين بوعد الله، والثقة بنصره، في وقت اشتد فيه الأمر غايته:
قال ابن القيم -وهو ينقل حال شيخه حين توجّه التتار وقصدوا الشام سنة (٧٠٢) سبعمائة واثنين- فقال:
"ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻷﻣﺮاء -ﺳﻨﺔ اﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺮﻙ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﻗﺼﺪﻭا اﻟﺸﺎﻡ- : ﺃﻥ اﻟﺪاﺋﺮﺓ ﻭاﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺃﻥ اﻟﻈﻔﺮ ﻭاﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻳﻤﻴﻨﺎ!
ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﻞ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ!
ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ!
ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮﻭا ﻋﻠﻲّ، ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺗﻜﺜﺮﻭا! ﻛﺘﺐ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻮﺡ اﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻬﺰﻭﻣﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﺮﺓ! ﻭﺃﻥ اﻟﻨﺼﺮ ﻟﺠﻴﻮﺵ اﻹﺳﻼﻡ!
ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻃﻤﻌﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاء ﻭاﻟﻌﺴﻜﺮ ﺣﻼﻭﺓ اﻟﻨﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﺎء اﻟﻌﺪﻭ".
مدارج السالكين (٢ / ٤٥٨).
من أعظم المواقف الإيمانيّة لابن تيمية، ما ظهر من اليقين بوعد الله، والثقة بنصره، في وقت اشتد فيه الأمر غايته:
قال ابن القيم -وهو ينقل حال شيخه حين توجّه التتار وقصدوا الشام سنة (٧٠٢) سبعمائة واثنين- فقال:
"ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻷﻣﺮاء -ﺳﻨﺔ اﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺮﻙ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﻗﺼﺪﻭا اﻟﺸﺎﻡ- : ﺃﻥ اﻟﺪاﺋﺮﺓ ﻭاﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺃﻥ اﻟﻈﻔﺮ ﻭاﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻳﻤﻴﻨﺎ!
ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﻞ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ!
ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ!
ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮﻭا ﻋﻠﻲّ، ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺗﻜﺜﺮﻭا! ﻛﺘﺐ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻮﺡ اﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻬﺰﻭﻣﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﺮﺓ! ﻭﺃﻥ اﻟﻨﺼﺮ ﻟﺠﻴﻮﺵ اﻹﺳﻼﻡ!
ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻃﻤﻌﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاء ﻭاﻟﻌﺴﻜﺮ ﺣﻼﻭﺓ اﻟﻨﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﺎء اﻟﻌﺪﻭ".
مدارج السالكين (٢ / ٤٥٨).
يعتاد بعضهم على الشيء لأنه مات فيه استشعار رفضه!
(حيونة الإنسان، ص ١٢، ١٣)
(حيونة الإنسان، ص ١٢، ١٣)
- انظر إلى هذه القصة التي كان لها أثرها في إتمام تصنيف هذا الكتاب العظيم من كتب الإسلام.
قال ابن عساكر في آخر كتابه تاريخ دمشق:
في ترجمة: (ﻳﻐﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﻟﺐ ﺳﺎﺭﺥ ﺃﺑﻮ اﻟﻨﺪﻯ اﻟﺘﺮﻛﻲ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻤﻘﺮﻯء).
قال: "ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻳﻮﺩ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﻢ!
ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻋﺰﻡ ﻋﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻨﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭاﻧﺼﺮاﻑ ﻫﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ؛ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻌﺎﺩﻝ ﻧﻮﺭ اﻟﺪﻳﻦ ﻗﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻲ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﻩ، ﻓﻨﻬﺎﻩ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ!
ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻥ ﻟﻮ ﺣُﺞّ ﻓﻲ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ ﻟَﺞّ، ﻭﺗﺮﻙ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ!
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﺮﻭﻉ فيه ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻤﺎﻣﻪ.
ﻭﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺮاﻩ! ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺭﺁﻩ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺫﻱ اﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﺛﻤﺎﻥ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻗﻠﺖ: ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺣﻖ ﻣﻦ ﻳﻐﻤﺮ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ!
ﻓﺼﺮﻓﺖ ﻫﻤﺘﻲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺷﺮﻋﺖ فيه، ﻭﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣﻪ ﺑﻬﻤﺔ ﻳﻐﻤﺮ! ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﻟﺤﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ اﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ، ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺒﻜﻲ ﺇﺫا ﺫﻛﺮﻩ! ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺗﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺜﻠﻪ".
تاريخ دمشق (٧٤/ ٢٠٢ - ٢٠٣)
قال ابن عساكر في آخر كتابه تاريخ دمشق:
في ترجمة: (ﻳﻐﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﻟﺐ ﺳﺎﺭﺥ ﺃﺑﻮ اﻟﻨﺪﻯ اﻟﺘﺮﻛﻲ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻤﻘﺮﻯء).
قال: "ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻳﻮﺩ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﻢ!
ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻋﺰﻡ ﻋﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻨﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭاﻧﺼﺮاﻑ ﻫﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ؛ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻌﺎﺩﻝ ﻧﻮﺭ اﻟﺪﻳﻦ ﻗﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻲ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﻩ، ﻓﻨﻬﺎﻩ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ!
ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻥ ﻟﻮ ﺣُﺞّ ﻓﻲ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ ﻟَﺞّ، ﻭﺗﺮﻙ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ!
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﺮﻭﻉ فيه ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻤﺎﻣﻪ.
ﻭﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺮاﻩ! ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺭﺁﻩ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺫﻱ اﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﺛﻤﺎﻥ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻗﻠﺖ: ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺣﻖ ﻣﻦ ﻳﻐﻤﺮ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ!
ﻓﺼﺮﻓﺖ ﻫﻤﺘﻲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺷﺮﻋﺖ فيه، ﻭﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣﻪ ﺑﻬﻤﺔ ﻳﻐﻤﺮ! ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﻟﺤﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ اﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ، ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺒﻜﻲ ﺇﺫا ﺫﻛﺮﻩ! ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺗﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺜﻠﻪ".
تاريخ دمشق (٧٤/ ٢٠٢ - ٢٠٣)
ومن جهلت نفسُه قدرَهُ
رأى غيرُه منهُ ما لا يَرى!
كم من إنسان يجهد في معرفة شخصيات الناس، وأحوالهم، ويعطي من تقييمهم ووزنهم ما هو به بصير، ثم هو في غفلة عن معرفة نفسه، وتفاصيل أخلاقه، ووزنها.
وإن فحص الغرائب واكتشاف العجائب لا يقتصر على نبش الأحافير، والطوفان حول المتاحف، ولكن تجده أيضًا هناك في دهاليز النفوس، وزوايا الأفئدة، حيث ترى غريب صنائع الله، وعجيب خلقه.
ولذا فإنّ دراسة كتب التراجم، وأخبار الرجال، والسير الذاتيّة، وما فيها من شجن وفرح وكآبة وسعادة؛ من أعظم ما يؤدب الإنسان، ويربي قلبه، ويتعلم به مناقبه وعيوبه.
رأى غيرُه منهُ ما لا يَرى!
كم من إنسان يجهد في معرفة شخصيات الناس، وأحوالهم، ويعطي من تقييمهم ووزنهم ما هو به بصير، ثم هو في غفلة عن معرفة نفسه، وتفاصيل أخلاقه، ووزنها.
وإن فحص الغرائب واكتشاف العجائب لا يقتصر على نبش الأحافير، والطوفان حول المتاحف، ولكن تجده أيضًا هناك في دهاليز النفوس، وزوايا الأفئدة، حيث ترى غريب صنائع الله، وعجيب خلقه.
ولذا فإنّ دراسة كتب التراجم، وأخبار الرجال، والسير الذاتيّة، وما فيها من شجن وفرح وكآبة وسعادة؛ من أعظم ما يؤدب الإنسان، ويربي قلبه، ويتعلم به مناقبه وعيوبه.
"لما قال الرشيد للفضيل بن عياض: عليك دين؟
قال له الفضيل: نعم!
دين لربي لم يحاسبني عليه، فالويل لي إن ساءلني!
والويل لي إن ناقشني!
والويل لي إن لم ألهم حجتي!".
تاريخ دمشق (٤٨/ ٤٣٩)
قال له الفضيل: نعم!
دين لربي لم يحاسبني عليه، فالويل لي إن ساءلني!
والويل لي إن ناقشني!
والويل لي إن لم ألهم حجتي!".
تاريخ دمشق (٤٨/ ٤٣٩)
التضحية للمبادئ، وتذكر أثر تضحية الشخص على الآخرين، وانتظارهم نصرته مما يقويه:
ذكر وول سوينكا في مذكراته: "أنه رأى امرأة سجنت ظلمًا، وقامت تستجديه في سجنه، قال: لأنني مضطر لمواساتها، أصبحت قويا من أجلها!
(ص ١٦)
ذكر وول سوينكا في مذكراته: "أنه رأى امرأة سجنت ظلمًا، وقامت تستجديه في سجنه، قال: لأنني مضطر لمواساتها، أصبحت قويا من أجلها!
(ص ١٦)
العلم! ما العلم إلا ما أميط به
ظلم الفتى واعتداء الجاهل القزم
"ﻧﻘﻞ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ عن أحمد في الرجل هل يستأذن إذا أراد أن ينظر بضوء سراج جاره، فقال:
ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﺃﻋﺠﺐ ﺇﻟﻲ".
الفروع (٦/ ٤٤٤)
ظلم الفتى واعتداء الجاهل القزم
"ﻧﻘﻞ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ عن أحمد في الرجل هل يستأذن إذا أراد أن ينظر بضوء سراج جاره، فقال:
ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﺃﻋﺠﺐ ﺇﻟﻲ".
الفروع (٦/ ٤٤٤)
.
في مقالة نوح ﷺ لقومه: ﴿فَقَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۤ إِنِّیۤ أَخَافُ عَلَیۡكُمۡ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمࣲ﴾
تأمل: لقد كان ﷺ يخاف عليهم!
فانظر حنو أهل الدعوة وترفق أصحاب الرسالة.
ثم انظر بعض جواب قومه الذي جاء في القرآن:
﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ﴾!
﴿وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِینَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا﴾!
﴿لَئن لَّمۡ تَنتَهِ یَـٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمَرۡجُومِینَ﴾!
فانظر جفاء المبطلين وغلظ الطغاة الفاجرين!
في مقالة نوح ﷺ لقومه: ﴿فَقَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۤ إِنِّیۤ أَخَافُ عَلَیۡكُمۡ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمࣲ﴾
تأمل: لقد كان ﷺ يخاف عليهم!
فانظر حنو أهل الدعوة وترفق أصحاب الرسالة.
ثم انظر بعض جواب قومه الذي جاء في القرآن:
﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ﴾!
﴿وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِینَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا﴾!
﴿لَئن لَّمۡ تَنتَهِ یَـٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمَرۡجُومِینَ﴾!
فانظر جفاء المبطلين وغلظ الطغاة الفاجرين!
Forwarded from قناة مَسَار | محمود أبو عادي
جَرَت العادة عندي أثناء السفر أن ألاحظ بعناية ما يفعله النّاس حين تضرب المطبّات الهوائية جسم الطائرة لفترة متواصلة، فتتصاعد شدّتها وفُجائيتها ويعجز الرُكّاب عن التنبّؤ بالضربة القادمة، مكانها وشدّتها.
بطبيعة الحال، يفترق كلّ فرد بطريقة استجابته للشعور بالخطر، أحدهم يُمسك جيدًا بمقعده ويتشبّث محاولًا تثبيت نفسه، وقد تمسك الزوجة بيد زوجها إلى جانبها، وقد يصرخ الأب على طفله طالبًا منه البقاء ساكنًا.. مُحوّلًا خوفه إلى غضب، وآخرون يتمتمون بشفاههم بما يُشبه الدعاء أو الصلوات على اختلاف دينهم ومعتقداتهم. ومنهم مَن يُشتّت نفسه بالحديث إلى مَن يجلس إلى جانبه، وغيرهم ممّن تظهر عليهم علامات اللامبالاة، إمّا تظاهرًا أو صدقًا.
وأكثر ما يلفتني عمومًا، هو حالة الصمت الشديد والهدوء المُريب التي تُخيّم على الطائرة، حين يذهب المضيفون والمضيفات لتثبيت أنفسهم في مقاعدهم في منتصف الرحلة، وتُضيء إشارات الأحزمة، فيُدرِك الجميع أنّ الأمر جادّ هذه المرّة ويهرب كلّ إنسان إلى مُلتَجئه السلوكيّ. وتسود الطائرة صمتٌ شديد، يتخلّله تأوّهات وصرخات حين تضرب إحدى المطبّات بغتة.
وفي اللحظة التي تنتهي فيها موجة المطبّات، وتنطفئ إشارة ربط الأحزمة، يعود المضيفون لخدمة الركّاب، فجأة وبشكلٍ جماعيّ تعود الأصوات المرتفعة، وغالبًا ستسمع بعض الضحك المُتعالي، وبعضًا من محاولات الاستظراف وإلقاء النكات، وكأنّ الإنسان لا يُعجبه أن يُقرّ بخوفه وجدّيته في مواجهة الخطر فيُسارع لإلقاء النكات والمِزاح في إشارة إلى تبدّد الفزع وانتهاء الذعر. (التقط عالم الاجتماع غوفمان بذكاء هذه الظاهرة وأطلق عليها "إدارة الانطباع").
من المعروف بالتحليل النفسي أنّ السخرية والضحك إحدى طرق تنفيس التوتر الحادّ، وهي استجابة نفسية فطرية تذكّرنا بتلعيب الأطفال، إذ حين نُلقي طفلًا في الهواء، سيصعد وعيناه مليئة بالدهشة والخوف، وسنلتقطه فينتهي الخوف فجأة ويبدأ بالضحك تنفيسًا للتوتّر الذي أحدثه رعب الإلقاء بالهواء، وقد يطلب منكَ الطفل مزيدًا من الرمي والالتقاط بحثًا عن ثنائية الخوف والاطمئنان، والتناوب السريع بين الإثارة المُقلِقة والشعور بالأمان.
يُذكّرني هذا المشهد بالإنسان، بحياته اليومية، لكن على نطاق كثيف ومصغّر زمنيًا. الإنسان الذي إذا انتابه الذعر التجأ إلى ما يُطمأنه (ركن الاطمئنان)، وسرعان ما يكفر بمُلتجآته ويترك الركن وراءَه إذا ما اطمأنّ وشعر بالأمان وتبيّن له أنّ مخاوفه ليست سوى إنذارات كاذبة.
يذكّرنا هذا بآيات كثيرة تصف طبيعة الإنسان الآثمة حول التذكّر والنسيان، (إنّ الإنسانَ خُلِقَ هلوعا .. إذا مسّه الشرّ جزوعا) وكذا آيات الابتلاء في البحر والتصوير القرآني البديع لمناجاة الله حين يجيءُ الموجُ من كلّ مكان، والابتهال والتضرّع عند الحاجة والبغي في الأرض عقب النجاة.
يكفرُ الإنسان حين يشعر بالاطمئنان، وهذا يُشبهك كثيرًا، في عباداتك، وفي علاقاتك مع أصدقائك وزوجتك وأمّك وأبيك، تُسرفُ بإهمالهم حين تطمئن لدوام وجودهم، لصحّتهم وسلامة أحوالهم، وتأخذ قربهم منك على هيئة مضمونة لا تتبدّل، ثمّ تأتي صفعات الدهر لتُريكَ تبدّل الأحوال، وحين تشعر أنّك ستخسرُ مَن يُحبُّك أو أنّ سلامتهم يتهدّدها المرض أو الانفصال تعود للالتصاق بهم وتُفني نفسك ومالك لاستعادة الأمان المفقود.
وأعظم من هذا كلّه علاقتك مع ربّك وقد تنبّه العلماء لهذا الباب وسرّه في الوصول إلى مقامات القبول وقالوا:
العارفُ لا يزول اضطراره!
أيّ أنّ اضطرارك إلى الله عزّ وجلّ، ووقوفك على عتبة أبوابه، ترجو رحمته وتخشى عذابه، ولزومك للذكر والدّعاء، أمرٌ غير منوطٍ بحاجاتك الظرفية ولكن مرهون بافتقارك الذاتيّ.
والافتقار الذاتيّ يأتي لازمًا للهشاشة الوجودية التي تُحدثها معرفة الإنسان بنفسه، فمن عرف نفسه.. عرف ربّه، ومن عرف نفسه بالفقر عرف ربّه بالغنى، ومن عرف نفسه بالشحّ عرف ربّه بالكَرَم، ومن عرَف نفسه بالضعف عرف ربّه بالكفاية (فسيكفيكهم الله) ومَن عرف نفسه بالفناء عرفَ ربّه بالبقاء.
والافتقار والشعور بالفقر شرط أساسي لورود العطايا الإلهية، التقطها أهل الذوق بعناية (إنّما الصدقاتُ للفقراء)، وفي مدارج السالكين كلامٌ بديع عن باب الفقر والافتقار.
لا يبتلعكَ النسيان ولا يكن من طبعك التذبذب والتقلّب والطغيان، وتذكّر أنّ الثباتَ في الأمرِ ولزوم باب الفقر عادةُ الصادقين المُخلصين، وقد تورّمت بالعبادة قدما أبي القاسم الشريفيتين ﷺ، وهو الذي غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، لأنّه يصدق في الحبّ، يعرف مقامه ومقام ربّه، ويعرف أنّ الشكر والامتنان يُثبّته دوامُ الاتّصال وحُسنُ الوِصال.
تذكّر هذا جيدًا عند قضاء حوائجك وانفراج كُرَبِك وزوال همومِك، تذكّر أن تُبقي شعورك بالفقر والافتقار، حين توهمك الحياة غناكَ المُزيّف واكتفاءَكَ المُؤقّت. تذكّر أن تحافظ على اضطرارِك وأن تُداوِم على حُسنِ وصِالك ودوام اتّصالِك.
بطبيعة الحال، يفترق كلّ فرد بطريقة استجابته للشعور بالخطر، أحدهم يُمسك جيدًا بمقعده ويتشبّث محاولًا تثبيت نفسه، وقد تمسك الزوجة بيد زوجها إلى جانبها، وقد يصرخ الأب على طفله طالبًا منه البقاء ساكنًا.. مُحوّلًا خوفه إلى غضب، وآخرون يتمتمون بشفاههم بما يُشبه الدعاء أو الصلوات على اختلاف دينهم ومعتقداتهم. ومنهم مَن يُشتّت نفسه بالحديث إلى مَن يجلس إلى جانبه، وغيرهم ممّن تظهر عليهم علامات اللامبالاة، إمّا تظاهرًا أو صدقًا.
وأكثر ما يلفتني عمومًا، هو حالة الصمت الشديد والهدوء المُريب التي تُخيّم على الطائرة، حين يذهب المضيفون والمضيفات لتثبيت أنفسهم في مقاعدهم في منتصف الرحلة، وتُضيء إشارات الأحزمة، فيُدرِك الجميع أنّ الأمر جادّ هذه المرّة ويهرب كلّ إنسان إلى مُلتَجئه السلوكيّ. وتسود الطائرة صمتٌ شديد، يتخلّله تأوّهات وصرخات حين تضرب إحدى المطبّات بغتة.
وفي اللحظة التي تنتهي فيها موجة المطبّات، وتنطفئ إشارة ربط الأحزمة، يعود المضيفون لخدمة الركّاب، فجأة وبشكلٍ جماعيّ تعود الأصوات المرتفعة، وغالبًا ستسمع بعض الضحك المُتعالي، وبعضًا من محاولات الاستظراف وإلقاء النكات، وكأنّ الإنسان لا يُعجبه أن يُقرّ بخوفه وجدّيته في مواجهة الخطر فيُسارع لإلقاء النكات والمِزاح في إشارة إلى تبدّد الفزع وانتهاء الذعر. (التقط عالم الاجتماع غوفمان بذكاء هذه الظاهرة وأطلق عليها "إدارة الانطباع").
من المعروف بالتحليل النفسي أنّ السخرية والضحك إحدى طرق تنفيس التوتر الحادّ، وهي استجابة نفسية فطرية تذكّرنا بتلعيب الأطفال، إذ حين نُلقي طفلًا في الهواء، سيصعد وعيناه مليئة بالدهشة والخوف، وسنلتقطه فينتهي الخوف فجأة ويبدأ بالضحك تنفيسًا للتوتّر الذي أحدثه رعب الإلقاء بالهواء، وقد يطلب منكَ الطفل مزيدًا من الرمي والالتقاط بحثًا عن ثنائية الخوف والاطمئنان، والتناوب السريع بين الإثارة المُقلِقة والشعور بالأمان.
يُذكّرني هذا المشهد بالإنسان، بحياته اليومية، لكن على نطاق كثيف ومصغّر زمنيًا. الإنسان الذي إذا انتابه الذعر التجأ إلى ما يُطمأنه (ركن الاطمئنان)، وسرعان ما يكفر بمُلتجآته ويترك الركن وراءَه إذا ما اطمأنّ وشعر بالأمان وتبيّن له أنّ مخاوفه ليست سوى إنذارات كاذبة.
يذكّرنا هذا بآيات كثيرة تصف طبيعة الإنسان الآثمة حول التذكّر والنسيان، (إنّ الإنسانَ خُلِقَ هلوعا .. إذا مسّه الشرّ جزوعا) وكذا آيات الابتلاء في البحر والتصوير القرآني البديع لمناجاة الله حين يجيءُ الموجُ من كلّ مكان، والابتهال والتضرّع عند الحاجة والبغي في الأرض عقب النجاة.
يكفرُ الإنسان حين يشعر بالاطمئنان، وهذا يُشبهك كثيرًا، في عباداتك، وفي علاقاتك مع أصدقائك وزوجتك وأمّك وأبيك، تُسرفُ بإهمالهم حين تطمئن لدوام وجودهم، لصحّتهم وسلامة أحوالهم، وتأخذ قربهم منك على هيئة مضمونة لا تتبدّل، ثمّ تأتي صفعات الدهر لتُريكَ تبدّل الأحوال، وحين تشعر أنّك ستخسرُ مَن يُحبُّك أو أنّ سلامتهم يتهدّدها المرض أو الانفصال تعود للالتصاق بهم وتُفني نفسك ومالك لاستعادة الأمان المفقود.
وأعظم من هذا كلّه علاقتك مع ربّك وقد تنبّه العلماء لهذا الباب وسرّه في الوصول إلى مقامات القبول وقالوا:
العارفُ لا يزول اضطراره!
أيّ أنّ اضطرارك إلى الله عزّ وجلّ، ووقوفك على عتبة أبوابه، ترجو رحمته وتخشى عذابه، ولزومك للذكر والدّعاء، أمرٌ غير منوطٍ بحاجاتك الظرفية ولكن مرهون بافتقارك الذاتيّ.
والافتقار الذاتيّ يأتي لازمًا للهشاشة الوجودية التي تُحدثها معرفة الإنسان بنفسه، فمن عرف نفسه.. عرف ربّه، ومن عرف نفسه بالفقر عرف ربّه بالغنى، ومن عرف نفسه بالشحّ عرف ربّه بالكَرَم، ومن عرَف نفسه بالضعف عرف ربّه بالكفاية (فسيكفيكهم الله) ومَن عرف نفسه بالفناء عرفَ ربّه بالبقاء.
والافتقار والشعور بالفقر شرط أساسي لورود العطايا الإلهية، التقطها أهل الذوق بعناية (إنّما الصدقاتُ للفقراء)، وفي مدارج السالكين كلامٌ بديع عن باب الفقر والافتقار.
لا يبتلعكَ النسيان ولا يكن من طبعك التذبذب والتقلّب والطغيان، وتذكّر أنّ الثباتَ في الأمرِ ولزوم باب الفقر عادةُ الصادقين المُخلصين، وقد تورّمت بالعبادة قدما أبي القاسم الشريفيتين ﷺ، وهو الذي غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، لأنّه يصدق في الحبّ، يعرف مقامه ومقام ربّه، ويعرف أنّ الشكر والامتنان يُثبّته دوامُ الاتّصال وحُسنُ الوِصال.
تذكّر هذا جيدًا عند قضاء حوائجك وانفراج كُرَبِك وزوال همومِك، تذكّر أن تُبقي شعورك بالفقر والافتقار، حين توهمك الحياة غناكَ المُزيّف واكتفاءَكَ المُؤقّت. تذكّر أن تحافظ على اضطرارِك وأن تُداوِم على حُسنِ وصِالك ودوام اتّصالِك.
.
عشر المخبتين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ﷲ أما بعد:
• فقد أقسم الله بعشر ذي الحجة، كما في قوله ﷻ: ﴿والفجر وليال عشر﴾، فثبت عن ابن عباس وابن الزبير وعكرمة ومجاهد واختاره ابن جرير أنها عشر ذي الحجة.
• وهي الأيام المعلومات في قوله ﷻ: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات﴾، فقد ذهب ابن عمر وأبو موسى وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد أنها عشر ذي الحجة.
• وهي أفضل أيام العام، وفي البخاري عن ابن عباس قال النبي ﷺ: «ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ»!
ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻻ اﻟﺠﻬﺎﺩ؟
ﻗﺎﻝ: «ﻭﻻ اﻟﺠﻬﺎﺩ، ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﺧﺮﺝ ﻳﺨﺎﻃﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﺸﻲء»!
وفي نسخة كريمة: «ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻌﺸﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ»
• وكان سعيد بن جبير -وهو راوي هذا الحديث عن ابن عباس- إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه، كما ذكره الدارمي.
• وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن الأيام العشر خير من كل أيام الدنيا حتى من أيام عشر الأواخر من رمضان، ذكره ابن رجب.
• وقد ذهب بعض العلماء أن السيئات تعظم في هذه الأيام، كما نصّ ابن رجب أن المعاصي في هذه الأيام قد تمنع حصول المغفرة.
• وسبب تفضيل هذه الأيام لاجتماع أمهات العبادة فيها، كالصلاة والصيام والصدقة وأعمال الحج.
• واتفق العلماء على استحباب صيام الأيام التسع.
• وقد استحب بعض السلف صيام قضاء رمضان في أيامها، كما جاء عن عمر.
وعلل بعض أهل العلم كراهة قضاء رمضان في أيامها؛ لتفرغ العشر لصيام التطوع دون غيره، والكراهة مذهب علي والزهري.
• ويستحب التكبير المطلق في أيامها، لقوله ﷻ: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات﴾!
• ويمنع من أراد التضحية الأخذ من شعره وظفره وبشره، لما روت أم سلمة عن النبي ﷺ: «ﺇﺫا ﺩﺧﻞ اﻟﻌﺸﺮ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﺿﺤﻴﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ، ﻓﻼ ﻳﺄﺧﺬنّ ﺷﻌﺮًا، ﻭﻻ ﻳﻘﻠﻤﻦّ ﻇﻔﺮًا»، رواه مسلم.
والمنع مذهب أم سلمة راوية الحديث، وابن عمر، وسعيد بن المسيب -وهو راوي الحديث عن أم سلمة-، وهو مذهب أحمد وإسحاق، وبعض الشافعية، وابن تيمية وابن القيم.
والعلم عند الله.
عشر المخبتين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ﷲ أما بعد:
• فقد أقسم الله بعشر ذي الحجة، كما في قوله ﷻ: ﴿والفجر وليال عشر﴾، فثبت عن ابن عباس وابن الزبير وعكرمة ومجاهد واختاره ابن جرير أنها عشر ذي الحجة.
• وهي الأيام المعلومات في قوله ﷻ: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات﴾، فقد ذهب ابن عمر وأبو موسى وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد أنها عشر ذي الحجة.
• وهي أفضل أيام العام، وفي البخاري عن ابن عباس قال النبي ﷺ: «ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ»!
ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻻ اﻟﺠﻬﺎﺩ؟
ﻗﺎﻝ: «ﻭﻻ اﻟﺠﻬﺎﺩ، ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﺧﺮﺝ ﻳﺨﺎﻃﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﺸﻲء»!
وفي نسخة كريمة: «ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻌﺸﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ»
• وكان سعيد بن جبير -وهو راوي هذا الحديث عن ابن عباس- إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه، كما ذكره الدارمي.
• وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن الأيام العشر خير من كل أيام الدنيا حتى من أيام عشر الأواخر من رمضان، ذكره ابن رجب.
• وقد ذهب بعض العلماء أن السيئات تعظم في هذه الأيام، كما نصّ ابن رجب أن المعاصي في هذه الأيام قد تمنع حصول المغفرة.
• وسبب تفضيل هذه الأيام لاجتماع أمهات العبادة فيها، كالصلاة والصيام والصدقة وأعمال الحج.
• واتفق العلماء على استحباب صيام الأيام التسع.
• وقد استحب بعض السلف صيام قضاء رمضان في أيامها، كما جاء عن عمر.
وعلل بعض أهل العلم كراهة قضاء رمضان في أيامها؛ لتفرغ العشر لصيام التطوع دون غيره، والكراهة مذهب علي والزهري.
• ويستحب التكبير المطلق في أيامها، لقوله ﷻ: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات﴾!
• ويمنع من أراد التضحية الأخذ من شعره وظفره وبشره، لما روت أم سلمة عن النبي ﷺ: «ﺇﺫا ﺩﺧﻞ اﻟﻌﺸﺮ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﺿﺤﻴﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ، ﻓﻼ ﻳﺄﺧﺬنّ ﺷﻌﺮًا، ﻭﻻ ﻳﻘﻠﻤﻦّ ﻇﻔﺮًا»، رواه مسلم.
والمنع مذهب أم سلمة راوية الحديث، وابن عمر، وسعيد بن المسيب -وهو راوي الحديث عن أم سلمة-، وهو مذهب أحمد وإسحاق، وبعض الشافعية، وابن تيمية وابن القيم.
والعلم عند الله.
Forwarded from قناة: محمد آل رميح. (محمد)
الحج_إيوان_المخبتين_د_محمد_آل_رميح.pdf
663.2 KB
• الحج إيوان المخبتين.
د. محمد بن سالم آل رميح.
• كتيب مختصر يصلح للخطباء، والمربين، وفي الحلقات، وجلسات الأهل.
فوائد ومواعظ من آيات وأحاديث الحج والمناسك.
د. محمد بن سالم آل رميح.
• كتيب مختصر يصلح للخطباء، والمربين، وفي الحلقات، وجلسات الأهل.
فوائد ومواعظ من آيات وأحاديث الحج والمناسك.
• برنامج: وأذن في الناس -إذاعة القرآن الكريم-
مع د. محمد آل رميح.
🔗 الحلقة الأولى.
https://youtu.be/mozB8eqH6Kc?si=vrEbBqStl8kxuQUD
مع د. محمد آل رميح.
🔗 الحلقة الأولى.
https://youtu.be/mozB8eqH6Kc?si=vrEbBqStl8kxuQUD
YouTube
برنامج وأذن في الناس مع الشيح محمد آل رميح ح1
• برنامج: وأذن في الناس -إذاعة القرآن الكريم-
مع د. محمد آل رميح.
🔗 الحلقة الثانية.
https://youtu.be/mZeJJLfCPd4?si=lQBQu-kH3FLaKnqq
مع د. محمد آل رميح.
🔗 الحلقة الثانية.
https://youtu.be/mZeJJLfCPd4?si=lQBQu-kH3FLaKnqq
YouTube
برنامج وأذن في الناس مع الشيح محمد آل رميح ح2
• برنامج: وأذن في الناس -إذاعة القرآن الكريم-
مع د. محمد آل رميح.
🔗 الحلقة الثالثة.
https://youtu.be/RiKxMeAzlko?si=cKrRAm2uM0ukd9p7
مع د. محمد آل رميح.
🔗 الحلقة الثالثة.
https://youtu.be/RiKxMeAzlko?si=cKrRAm2uM0ukd9p7
YouTube
برنامج وأذن في الناس مع الشيح محمد آل رميح ح3