حقيبة مشاعر ثقيلة..
لم أكن أحمل حقيبة سفر، بل كنتُ أجرّ قلبي كأنه صندوق أسود نجا من حادث حب، فيه تسجيلات الضحك والبكاء، المحادثات التي أُغلقت دون وداع، ونظراتكِ الأخيرة التي لم أعد أعرف إن كانت وداعاً أم مجرّد تعب. في كل تفتيشٍ أُوقف، لا لأنني أخفي شيئاً ممنوعاً، بل لأن وجهي لا يُشبه اسمي، ولأنني أبدو كمن عبر حدود الشعور دون ختم واضح. ما أثقل هذه الحقيبة، ليس لأنها ممتلئة، بل لأنها لا تنقص أبداً، كلما فتحتها لأُخرج ذكرى… تسقط أخرى، وكلما رتبتها لأبدو طبيعياً، تفوح منها رائحة مساء لم تفتحي فيه الباب. كل شيء فيها يصرخ باسمك، حتى القميص الذي قررتُ أن لا أرتديه، كان ينتظر عيناكِ لتُغلقا أزراره. قلتُ لهم إنها مشاعر، فقالوا: لا يمكن شحنها، ولا يمكن تجاوزها، وعليك إما أن ترميها أو تبقى بها هنا. فبقيت… لأنني لم أتعلم يوماً كيف أرميكِ..!
لم أكن أحمل حقيبة سفر، بل كنتُ أجرّ قلبي كأنه صندوق أسود نجا من حادث حب، فيه تسجيلات الضحك والبكاء، المحادثات التي أُغلقت دون وداع، ونظراتكِ الأخيرة التي لم أعد أعرف إن كانت وداعاً أم مجرّد تعب. في كل تفتيشٍ أُوقف، لا لأنني أخفي شيئاً ممنوعاً، بل لأن وجهي لا يُشبه اسمي، ولأنني أبدو كمن عبر حدود الشعور دون ختم واضح. ما أثقل هذه الحقيبة، ليس لأنها ممتلئة، بل لأنها لا تنقص أبداً، كلما فتحتها لأُخرج ذكرى… تسقط أخرى، وكلما رتبتها لأبدو طبيعياً، تفوح منها رائحة مساء لم تفتحي فيه الباب. كل شيء فيها يصرخ باسمك، حتى القميص الذي قررتُ أن لا أرتديه، كان ينتظر عيناكِ لتُغلقا أزراره. قلتُ لهم إنها مشاعر، فقالوا: لا يمكن شحنها، ولا يمكن تجاوزها، وعليك إما أن ترميها أو تبقى بها هنا. فبقيت… لأنني لم أتعلم يوماً كيف أرميكِ..!
يصفون الليل بالهدوء…
لكنّي أراه ضجيجاً لا يُسمع.
في الليل، تخرج الذكريات من مخابئها،
ويعلو صوت القلب الذي نكتمه طوال النهار،
تتهامس الخيبات على أطراف الذاكرة،
وتشتدّ الأصوات التي لم نجد لها وقتاً بين الناس.
الليل ليس سكوناً…
الليل محكمة صامتة، تحاكمنا بما أنكرناه على أنفسنا.
فقل لي بصراحة...
هل ترى الليل هادئاً؟
أم أنك فقط… اعتدتَ على الضجيج؟ @r3o_n
لكنّي أراه ضجيجاً لا يُسمع.
في الليل، تخرج الذكريات من مخابئها،
ويعلو صوت القلب الذي نكتمه طوال النهار،
تتهامس الخيبات على أطراف الذاكرة،
وتشتدّ الأصوات التي لم نجد لها وقتاً بين الناس.
الليل ليس سكوناً…
الليل محكمة صامتة، تحاكمنا بما أنكرناه على أنفسنا.
فقل لي بصراحة...
هل ترى الليل هادئاً؟
أم أنك فقط… اعتدتَ على الضجيج؟ @r3o_n
طفولتك ما زالت تبكي..
أنت لا تلاحظ، لكنك تمشي وفي داخلك طفلٌ صغير، عالق في لحظةٍ ما، لحظة لم يفهمها أحد، ولم يبرّرها أحد، ولم يعتذر عنها أحد. لا زال يجلس في الزاوية التي تُشبه ذاكرتك، لا صوت له، لكنه يصرخ فيك كلما انفردت بنفسك، كلما اقترب أحدٌ أكثر مما تحتمل، كلما تكرر الغياب بشكل مألوف. طفولتك ليست صورة قديمة، بل صرخة مؤجلة، في كل مرة قلتَ فيها "أنا بخير" كان ذاك الطفل ينظر إليك خائفاً، يسألك بصمت: لماذا كذبت؟
لقد حملته معك إلى النضج، وجعلته يرتدي وجهك، لكنه لم ينسَ شيئاً، لا الصفعة، ولا الصراخ، ولا الوحدة، ولا الغرف الباردة، ولا الشعور بأنه عبء. هو فيك... في طريقة ردّك على الحب، في ارتباكك حين تُحتضن، في محاولتك الدائمة للهروب من كل شيءٍ يشبه العناية. طفولتك لا تريد الكثير، فقط أن تسمعها، أن تجلس معها دون تبرير، أن تضع يدك على رأس ذلك الطفل وتقول له: أنا معك...ما عاد يلزمنا أحد.
أنت لا تلاحظ، لكنك تمشي وفي داخلك طفلٌ صغير، عالق في لحظةٍ ما، لحظة لم يفهمها أحد، ولم يبرّرها أحد، ولم يعتذر عنها أحد. لا زال يجلس في الزاوية التي تُشبه ذاكرتك، لا صوت له، لكنه يصرخ فيك كلما انفردت بنفسك، كلما اقترب أحدٌ أكثر مما تحتمل، كلما تكرر الغياب بشكل مألوف. طفولتك ليست صورة قديمة، بل صرخة مؤجلة، في كل مرة قلتَ فيها "أنا بخير" كان ذاك الطفل ينظر إليك خائفاً، يسألك بصمت: لماذا كذبت؟
لقد حملته معك إلى النضج، وجعلته يرتدي وجهك، لكنه لم ينسَ شيئاً، لا الصفعة، ولا الصراخ، ولا الوحدة، ولا الغرف الباردة، ولا الشعور بأنه عبء. هو فيك... في طريقة ردّك على الحب، في ارتباكك حين تُحتضن، في محاولتك الدائمة للهروب من كل شيءٍ يشبه العناية. طفولتك لا تريد الكثير، فقط أن تسمعها، أن تجلس معها دون تبرير، أن تضع يدك على رأس ذلك الطفل وتقول له: أنا معك...ما عاد يلزمنا أحد.
هذا السواد ليس اكتئاباً… بل وعي.
هو اللحظة التي ترى فيها العالم دون فلاتر، دون تزييف، دون مساحيق الخداع التي تُجمِّل كل شيء كي يستمرّ.
هو أن تُدرك أن الضحكات ليست دائماً صادقة، وأن العلاقات تُبنى على الحاجة أكثر من الحب، وأنك كنتَ تلوّن أيامك بأملٍ مُستعار من قصص الآخرين.
هذا السواد… هو أن تفتح عينيك فجأة في منتصف الزحام وتُدرك أنك غريبٌ بين من يسمّون أنفسهم "قريبين"، وأنك تمشي كثيراً… لكنك لا تتقدّم أبداً.
هو أن تشعر أن العالم لم يعد يكفيك، لا الناس، لا الأصوات، لا الكتب، ولا حتى اللهفة الأولى حين كانت الحياة تُدهشك بكل تفصيلة.
هو ذلك السواد الناضج الذي لا يبكي، بل يتأمّل بصمت، يعرف أن كل شيء فُقد لأنه لم يكن حقيقياً بما يكفي ليبقى.
هو أن تنظر في المرآة وتُصادق وجعك، وتبتسم لأنك رغم كل هذا الثقل… ما زلتَ واقفاً، فقط لأنك أصبحت تعرف.
الوعي ليس نوراً أبيض دائماً… أحياناً يكون سواداً ناعماً يكسو الداخل، لا ليخيفك، بل ليوقظك.
هو اللحظة التي ترى فيها العالم دون فلاتر، دون تزييف، دون مساحيق الخداع التي تُجمِّل كل شيء كي يستمرّ.
هو أن تُدرك أن الضحكات ليست دائماً صادقة، وأن العلاقات تُبنى على الحاجة أكثر من الحب، وأنك كنتَ تلوّن أيامك بأملٍ مُستعار من قصص الآخرين.
هذا السواد… هو أن تفتح عينيك فجأة في منتصف الزحام وتُدرك أنك غريبٌ بين من يسمّون أنفسهم "قريبين"، وأنك تمشي كثيراً… لكنك لا تتقدّم أبداً.
هو أن تشعر أن العالم لم يعد يكفيك، لا الناس، لا الأصوات، لا الكتب، ولا حتى اللهفة الأولى حين كانت الحياة تُدهشك بكل تفصيلة.
هو ذلك السواد الناضج الذي لا يبكي، بل يتأمّل بصمت، يعرف أن كل شيء فُقد لأنه لم يكن حقيقياً بما يكفي ليبقى.
هو أن تنظر في المرآة وتُصادق وجعك، وتبتسم لأنك رغم كل هذا الثقل… ما زلتَ واقفاً، فقط لأنك أصبحت تعرف.
الوعي ليس نوراً أبيض دائماً… أحياناً يكون سواداً ناعماً يكسو الداخل، لا ليخيفك، بل ليوقظك.