أحنُّ للأشياء التي لم أعشهَا،
للأماكِن التي لم أزُرها،
ولأشخاصٍ لم ألتقِ بهم قَط.
للأماكِن التي لم أزُرها،
ولأشخاصٍ لم ألتقِ بهم قَط.
أحيانًا لا نحتاج إلى إجابات،
بل إلى أسئلةٍ أعمق،
تجعلنا نُعيد النظر في كلِّ شيء.
بل إلى أسئلةٍ أعمق،
تجعلنا نُعيد النظر في كلِّ شيء.
الذينَ يطيلونَ التأمُل
ليسوا تائهين كما تظن،
هم فقط يصغون لنداءٍ لا يُسمع.
عِز
ليسوا تائهين كما تظن،
هم فقط يصغون لنداءٍ لا يُسمع.
عِز
لم يكن مثلهم قَط لا في لغتهم، ولا في صخب خطواتهم، ولا في الطريقة التي يلتهمون بها الوقت كما تلتهم النار ورقة قديمة.
كان ينتمي إلى عالمٍ آخر، عالمٍ لا يزوره أحد إلا في الأحلام أو في لحظات التيه العميق، كانوا يقولون عنه "غريب الأطوار" وكان يبتسم لهم بصمتٍ حزين، كمن يعرف سرًا لن يحتملوه لو عرفوه..
كان اسمه “ليونور" شابٌ هادئ الملامح، يحملُ في عينيه بقايا زمن لم يعد له وجود، عيناه كانت مثل نوافذ لبيت لم يُبن بعد، وصوته.. حين يتكلم، يشبه صوت شجرة تحادث نفسها في منتصف الليل. كان يسكن في المدينة الضخمة "سورا" حيث الأبراج تطاول السحاب، والناس يمشون دون أن يلتفتوا، لم يكن يرى العالم كما يراه الآخرون. الأبنية الزجاجية، الوجوه السريعة، الأصوات الرقمية، كل ذلك بدا له كضجيجٍ لا ينتمي إليه أبدًا..
في سورا، لا أحد يقرأ، لا أحد يستمع، كل شيء يعمل يعمل لكن لا أحد يعيش.
أما لينور، فكان يعيش خارج هذا كله، وكأنه عالق في حلمٍ طويلٍ لا يخصه.
منذ الطفولة كان يشعر أنه لا ينتمي، يرى الأحلام قبل أن ينام، لكنها ليست كأحلام الآخرين. كانت واقعية أكثر من الواقع كان يحلم بمدينة تطفو على الأشجار، حيث الأنهار تصعد إلى السماء، والحيوانات تتكلم كما يتكلم البشر، حيث الضوء له رائحة، والليل دافئ كحضن أم.
كان اسم ذلك العالم في الحلم ..”ميرا “..
لم يكن يعلم إن كان الحلم اختراع عقله الهارب.. أم ذكرى من حياة عاشها حقًا.
كان ينتمي إلى عالمٍ آخر، عالمٍ لا يزوره أحد إلا في الأحلام أو في لحظات التيه العميق، كانوا يقولون عنه "غريب الأطوار" وكان يبتسم لهم بصمتٍ حزين، كمن يعرف سرًا لن يحتملوه لو عرفوه..
كان اسمه “ليونور" شابٌ هادئ الملامح، يحملُ في عينيه بقايا زمن لم يعد له وجود، عيناه كانت مثل نوافذ لبيت لم يُبن بعد، وصوته.. حين يتكلم، يشبه صوت شجرة تحادث نفسها في منتصف الليل. كان يسكن في المدينة الضخمة "سورا" حيث الأبراج تطاول السحاب، والناس يمشون دون أن يلتفتوا، لم يكن يرى العالم كما يراه الآخرون. الأبنية الزجاجية، الوجوه السريعة، الأصوات الرقمية، كل ذلك بدا له كضجيجٍ لا ينتمي إليه أبدًا..
في سورا، لا أحد يقرأ، لا أحد يستمع، كل شيء يعمل يعمل لكن لا أحد يعيش.
أما لينور، فكان يعيش خارج هذا كله، وكأنه عالق في حلمٍ طويلٍ لا يخصه.
منذ الطفولة كان يشعر أنه لا ينتمي، يرى الأحلام قبل أن ينام، لكنها ليست كأحلام الآخرين. كانت واقعية أكثر من الواقع كان يحلم بمدينة تطفو على الأشجار، حيث الأنهار تصعد إلى السماء، والحيوانات تتكلم كما يتكلم البشر، حيث الضوء له رائحة، والليل دافئ كحضن أم.
كان اسم ذلك العالم في الحلم ..”ميرا “..
لم يكن يعلم إن كان الحلم اختراع عقله الهارب.. أم ذكرى من حياة عاشها حقًا.
في أحد الأيام، وبينما كان يتمشى وحده في أحد الأزقة القديمة المهجورة، لمح شيئًا غريبًا مرآة دائرية صغيرة معلقة في جدارٍ مهدم، لم تكن تعكس صورته بل شيئًا آخر, كان يرى فيها مشهدًا.. غابة بنفسجية، طيورها تسبح في الهواء، وفتاة تلوّح له من بعيد.
مدّ يده نحو المرآة..
وفجأة، اختفى من سورا.
فتح عينيه في أرض لا تشبه أي شيء رآه من قبل.
السماء بلون الشاي الدافئ, الأشجار تتكلم، والماء يُغنّي، والأرض تنبضُ تحته كما لو أنها ترحّبُ به.
قابله مخلوقٌ صغير يُدعى "نيكو" له فرو أزرق، وعيون بلون العقيق.
قال له :" تأخرت كثيرًا يا لينور.. كنا ننتظرك ”.
في ميرا، كان لينور شخصًا آخر لم يكن غريبًا هناك الكل يعرفه. يقولون إنه ابن “الحالمين” السلالة التي تربط بين العوالم وإنه سيعيد التوازن بين ميرا وسورا، لأن العالمين متصلان، وما يصيبهما من فساد يبدأ حين ينسى أحدهما الآخر.
قاده نيكو إلى قلب “ميرالونا" المدينة العائمة فوق غابة الأشجار الضخمة. وهناك التقى بِـ إيسا، فتاةٌ بعينين زرقاويتين، قالت له :“ كل من ينسى ميرا يصبح مجنونًا في سورا.. ونحن كدنا نُنسى”.
ثم أخبرته بالحقيقة أن سورا ليست “الحقيقة” بل قشرة باهتة. وأن البشر في الأصل من ميرا، لكنهم طُردوا منها حين نسوا الحكايات، واستبدلوا الأشجار بالأبراج، والنور بالشاشات، والحكمة بالخوف.
وأن لينور وحده، يملك القدرة على إعادة العبور بين العالمين.
لكن عليه أن يقرر إما أن يعود إلى سورا ويترك ميرا تموت، أو أن يبقى في ميرا ويُنسى تمامًا من عالم البشر.
مدّ يده نحو المرآة..
وفجأة، اختفى من سورا.
فتح عينيه في أرض لا تشبه أي شيء رآه من قبل.
السماء بلون الشاي الدافئ, الأشجار تتكلم، والماء يُغنّي، والأرض تنبضُ تحته كما لو أنها ترحّبُ به.
قابله مخلوقٌ صغير يُدعى "نيكو" له فرو أزرق، وعيون بلون العقيق.
قال له :" تأخرت كثيرًا يا لينور.. كنا ننتظرك ”.
في ميرا، كان لينور شخصًا آخر لم يكن غريبًا هناك الكل يعرفه. يقولون إنه ابن “الحالمين” السلالة التي تربط بين العوالم وإنه سيعيد التوازن بين ميرا وسورا، لأن العالمين متصلان، وما يصيبهما من فساد يبدأ حين ينسى أحدهما الآخر.
قاده نيكو إلى قلب “ميرالونا" المدينة العائمة فوق غابة الأشجار الضخمة. وهناك التقى بِـ إيسا، فتاةٌ بعينين زرقاويتين، قالت له :“ كل من ينسى ميرا يصبح مجنونًا في سورا.. ونحن كدنا نُنسى”.
ثم أخبرته بالحقيقة أن سورا ليست “الحقيقة” بل قشرة باهتة. وأن البشر في الأصل من ميرا، لكنهم طُردوا منها حين نسوا الحكايات، واستبدلوا الأشجار بالأبراج، والنور بالشاشات، والحكمة بالخوف.
وأن لينور وحده، يملك القدرة على إعادة العبور بين العالمين.
لكن عليه أن يقرر إما أن يعود إلى سورا ويترك ميرا تموت، أو أن يبقى في ميرا ويُنسى تمامًا من عالم البشر.
يعود لينور إلى سورا، لكنه لم يعد كما كان.
يرى الظلال تتحرك بطريقة غريبة، يسمع أصوات الأشجار وهي تبكي، يرى الناس بوجوه فارغة، وكأنهم فقدوا أرواحهم.
يبدأ في رسم الرموز على الجدران. يكتب قصصًا عن ميرا يحاول إيقاظ الذاكرة الجماعية.
لكن الحكومة تعتبره خطرًا يطاردونه، يصفونه بالمجنون.
وفي إحدى الليالي وهو يهرب منهم، يجد طفلة صغيرة تنظر إليه وتقول :
"لقد حلمت بك.. وأنت تطير فوق نهر أزرق.. ومعك قطّة ذات جناحين ".
عندها فقط، يعلم أن ميرا لم تُنسَ بالكامل. هناك من ما زال يحملها في روحه، وهكذا يقرر ألا يهرب.
.
.
في الليلة الأخيرة، يكتب رسالة ويتركها داخل كتاب قديم في مكتبة مهجورة, يقول فيها:
"إذا وجدتَ هذه الرسالة، فاعلم أن ميرا ما زالت حيّة فيك.
لا تصدق أن العالم مصنوع فقط من زجاج وحديد، هناك مكان آخر.. ينتظرنا.
أنا الآن هناك.. تعال."
وفي ميرا، على ضفة النهر السماوي جلس لينور تحت شجرة تُثمر نورًا وإلى جانبه نيكو وإيسا وعشرات الأطفال الذين تذكروا.
وفي كل مرة يبتسم فيها طفل في سورا دون سبب.. كان باب صغير يُفتح في ميرا.
بابٌ لا يُفتح باليد، بل بالذاكرة
بالشيء الذي نحتفظ به رغم أننا لا نعرف اسمه.
" لأن بعض العوالم لا تختفي.. بل تختبئ داخل من لا يتوقّف عن الحلم".
آرونسكي عِز ..
يرى الظلال تتحرك بطريقة غريبة، يسمع أصوات الأشجار وهي تبكي، يرى الناس بوجوه فارغة، وكأنهم فقدوا أرواحهم.
يبدأ في رسم الرموز على الجدران. يكتب قصصًا عن ميرا يحاول إيقاظ الذاكرة الجماعية.
لكن الحكومة تعتبره خطرًا يطاردونه، يصفونه بالمجنون.
وفي إحدى الليالي وهو يهرب منهم، يجد طفلة صغيرة تنظر إليه وتقول :
"لقد حلمت بك.. وأنت تطير فوق نهر أزرق.. ومعك قطّة ذات جناحين ".
عندها فقط، يعلم أن ميرا لم تُنسَ بالكامل. هناك من ما زال يحملها في روحه، وهكذا يقرر ألا يهرب.
.
.
في الليلة الأخيرة، يكتب رسالة ويتركها داخل كتاب قديم في مكتبة مهجورة, يقول فيها:
"إذا وجدتَ هذه الرسالة، فاعلم أن ميرا ما زالت حيّة فيك.
لا تصدق أن العالم مصنوع فقط من زجاج وحديد، هناك مكان آخر.. ينتظرنا.
أنا الآن هناك.. تعال."
وفي ميرا، على ضفة النهر السماوي جلس لينور تحت شجرة تُثمر نورًا وإلى جانبه نيكو وإيسا وعشرات الأطفال الذين تذكروا.
وفي كل مرة يبتسم فيها طفل في سورا دون سبب.. كان باب صغير يُفتح في ميرا.
بابٌ لا يُفتح باليد، بل بالذاكرة
بالشيء الذي نحتفظ به رغم أننا لا نعرف اسمه.
" لأن بعض العوالم لا تختفي.. بل تختبئ داخل من لا يتوقّف عن الحلم".
آرونسكي عِز ..
"العالم الذي لا يشبهُك لا يستحقك، اصنع عالمك بنفسك حتى ولو في مخيلتك.. فقد تكون لنا في الخيالِ حياة ."
عِز .
عِز .