Telegram Web
في فضل ليلة نصف شعبان أحاديث.. متعددة وقد اختلف فيها فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها وخرجه في صحيحه

[لطائف المعارف (ص/136) لابن رجب]
ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة.

وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها وقد قيل أنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك.

فمنهم من قبله منهم وافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم.

وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز منهم عطاء وابن أبي مليكة ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة وهو قول أصحاب مالك وغيرهم وقالوا: ذلك كله بدعة.

[لطائف المعارف (ص/137) لابن رجب]
واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:

أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك ووافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ببدعة نقله عنه حرب الكرماني في مسائله.

والثاني: أنه يكره الإجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى.

[لطائف المعارف (ص/137) لابن رجب]
لا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان.

ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد.

فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعة لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

واستحبها في رواية لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود وهو من التابعين.

فكذلك قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه وثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام.

[لطائف المعارف (ص/138) لابن رجب]
ينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة [ليلة النِّصف من شعبان] لذكر الله تعالى، ودعائه بغفران الذنوب، وستر العيوب، وتفريج الكروب، وأن يقدم على ذلك التوبة، فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب.

[لطائف المعارف (ص/138) لابن رجب]
قال الشافعي رضي الله عنه:
بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال:
ليلة الجمعة
والعيدين
وأول رجب
ونصف شعبان.

[لطائف المعارف (ص/136) لابن رجب]
من كان عليه شيء من قضاء رمضان وجب عليه قضاؤه مع القدرة، ولا يجوز له تأخيره إلى ما بعد رمضان آخر لغير ضرورة، فإن فعل ذلك وكان تأخيره لعذر مستمرّ بين الرّمضانين، كان عليه قضاؤه بعد رمضان الثاني، ولا شيء عليه مع القضاء.

وإن كان ذلك لغير عذر؛ فقيل: يقضي ويطعم مع القضاء لكلّ يوم مسكينا، وهو قول مالك والشّافعيّ وأحمد اتباعا لآثار وردت بذلك. وقيل: يقضي ولا إطعام عليه، وهو قول أبي حنيفة. وقيل: يطعم ولا يقضي، وهو ضعيف.

[لطائف المعارف (ص/242) لابن رجب]
قال مُعلَّى بن الفضل: كانوا يدعون الله ستةَ أشهرٍ أن يُبلِّغَهم رمضانَ، ثم يدعونه ستةَ أشهر أن يتقبَّل منهم.

وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتَسلَّمْه منِّي مُتقبَّلا.

[لطائف المعارف (ص/264) لابن رجب]
إذا رمضانُ أتى مقبلاً = فأقبِل فبالخير يُستقبلُ

لعلَّك تُخطِئهُ قابلاً = وتأتي بعُذرٍ فلا يُقبَلُ

[لطائف المعارف (ص/266) لابن رجب]
كم ممّن أمّل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله، فصار قبله إلى ظلمة القبر.

كم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومؤمّل غدا لا يدركه. إنّكم لو أبصرتم الأجل ومسيره، لأبغضتم الأمل وغروره.

[لطائف المعارف (ص/266) لابن رجب]
من رحم في رمضان فهو المرحوم، ومن حرم خيره فهو المحروم، ومن لم يتزوّد فيه لمعاده فهو ملوم.

أَتَى رَمَضَانُ مَزْرَعَةُ العِبَاد
لتَطْهِيرِ القُلُوبِ مِنَ الفَسَادِ

‏فَأَدِّ حُقُوقَهُ قَوْلًا وَفِعْلَا
وَزَادَكَ فَاتِّخِذْهُ لِلْمَعَادِ

‏فَمَنْ زَرَعَ الحُبُوبَ وَمَا سَقَاهَا
تَأَوَّهَ نَادِمًا يَوْمَ الحَصَادِ

[لطائف المعارف (ص/265) لابن رجب]
يا من طالت غيبته عنّا، قد قربت أيّام المصالحة. يا من دامت خسارته قد أقبلت أيّام التّجارة الرّابحة. من لم يربح في هذا الشّهر ففي أيّ وقت يربح؟! من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح.

أناس أعرضوا عنّا … بلا جرم ولا معنى

أساءوا ظنّهم فينا … فهلاّ أحسنوا الظّنّا

فإن عادوا لنا عدنا … وإن خانوا فما خنّا

فإن كانوا قد استغنوا … فإنّا عنهم أغنا

كم ينادى: حيّ على الفلاح وأنت خاسر؟! كم تدعى إلى الصّلاح وأنت على الفساد مثابر؟!

[لطائف المعارف (ص/265) لابن رجب]
كانت الجمادات تتصدع من ألم مفارقة الرسول ﷺ فكيف بقلوب المؤمنين؟!

لمّا فقده الجذع الذي كان يخطب إليه قبل اتخاذ المنبر حنّ إليه وصاح كما يصيح الصبي فنزل إليه فاعتنقه..

كان الحسن إذا حدّث بهذا الحديث بكى وقال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله ﷺ فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه..

[لطائف المعارف (ص/111) لابن رجب]
وظائف شهر رمضان.pdf
2.8 MB
مما يحسن قراءته قبل الشهر الكريم "وظائف شهر رمضان" من كتاب: "لطائف المعارف" للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله.
وهذا (مختصرٌ) له، تحسن مُطالعته.
في «الصحيحين» عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، قال: «كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كلّ ليلة فيدارسه القرآن»

دلّ الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له.
وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.

[لطائف المعارف (ص/302) لابن رجب]
الصبر ثلاثة أنواع:

صبر على طاعة الله ،

وصبر عن محارم الله ،

وصبر على أقدار الله المؤلمة.

وتجتمع الثلاثة في [ الصوم ] فإن فيه صبرا على طاعة الله ، وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات ، وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن.

[لطائف المعارف (ص/269) لابن رجب]
‏واعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب :

١- منها: [ شرف المكان ] المعمول فيه ذلك العمل كالحرم ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة..

٢- ومنها: [ شرف الزمان ] كشهر رمضان وعشر ذي الحجة..

٣- وقد يضاعف الثواب بأسباب أُخر منها: [ شرف العامل ] عند الله وقربه منه وكثرة تقواه.

[لطائف المعارف (ص/269) لابن رجب]
2025/10/17 15:05:17
Back to Top
HTML Embed Code: