اللهم وهذه ساعة استجابة.

يخرج شيخٌ بعمامةٍ ولحيةٍ كثة، يرفع صوته بالفتوى، فيُحلِّل دمنا ويُبارك للعــدو جرائمه، يُكفِّرنا وكأننا لسنا من أمة الإسلام..بينما تخرج امرأة أجنبية لا تعرف لغتنا ولا تقاليدنا، بملابسٍ يعتبرها مجتمعي عيبًا، لكنها تصرخ للحق، تغضب لمظلوميتنا، وتفضح القـاتل، وتدافع عنا بما عجز عنه أهل الدين واللسان..يا للمفارقة المؤلمة..كم هو قاسٍ أن نجد الرحمة في قلوب غريبة، ونُطعن بخناجر القريب.

ترمب: يجب التوصل إلى اتفاق مع حماس بحلول السادسة من مساء الأحد بتوقيت واشنطن.

- لأنه عالخمسة بنكون نايمين.

ترامب، الذي يراه العرب وسيطًا، يخرج ليهدد غزة بملء فمه أمام العالم دون مواربة ولا خجل..فلماذا لا تخرج مصر ولا قطر، وهما وسطاء، ليهددا إسرائيل بالقدر نفسه؟!، أين نزاهة الوساطة إن كانت كفًّا واحدة تميل للعدو؟! أم أنكم وسطاء مُلقَّنون، لا صوت لكم إلا بما يُملى عليكم، تُحرككم الإملاءات لا المروءات، وتضبط مواقفكم مصالح لا مبادئ!.

ص٣٤٣.

#تأملات_قرآنية.

حرقت الخيام بمن فيها وجثث الأطــفال أصبحت رماداً

مجزرة قصف الخيام
ميناء غزة
3/10/2025م

للوهلة الأولى تظنه سجن، مكان للإيجار في غزة، مطلوب فيه 1900شيكل.

فرحةُ الناس في غزة اليوم ليست فرحةً كاملة، بل هي أقرب إلى تنفُّس الصعداء بعد اختناقٍ طويل..وجوهٌ شاحبة رسمت عليها ابتسامة أمل، وقلوبٌ مثقلة بالجراح تخفق برجاء أن يكون هذا الاتفاق بداية النهاية لكل هذا العذاب..الأطفال يركضون بين الخيام ببراءةٍ غابت طويلًا، والكبار يرفعون أكفهم بالدعاء..اللهم تمم هذه المساعي بخير، اجعلها بابًا للأمان، وأوقف هذه الحرب التي أكلت أعمارنا، واحقن دماءنا، واجمع شملنا على أرضنا سالمين غانمين.

بالمناسبة، ما زال القصف يهز المدينة بأسرها ولم يتوقف حتى اللحظة.

كان من المفترض أن ينقل هذه الأخبار أنس الشريف..لكنه الغدر.

الذباب الذي كان يدعو حماس لرفض خطة ترامب هو نفسه من يتغنى الآن برد الحركة وإيجابيتها ويكتب الأشعار بحنكتها ، وضاعة غير مسبوقة على حساب مظلوميتنا ، إخجلوا من أنفسكم واخرسوا أمام نكبتنا

ستنتهي هذه الحرب يومًا ما، وإن طال بها الأمد، وستنطفئ نيرانها كما تنطفئ كل نار مهما اشتعلت..لكن ما سيبقى بعد دخانها هو المواقف، المواقف التي سجّلها كل إنسانٍ بيده وقلبه ولسانه..سيسجَّل للذين صبروا أنهم حملوا الأرض على أكتافهم، وسيسجَّل للذين خانوا أنهم باعوا دماءً لم تكن لهم ليبيعوها..سيسجَّل للذين سكتوا أنهم جعلوا من صمتهم شاهدًا على الجريمة، وللذين تكلموا أنّهم كانوا صرخة في وجه العالم الأصم..ستنتهي الحرب، لكن التاريخ لن ينتهي، والذاكرة لن تُمحى، والوجع سيظل يذكِّرنا بمن كنّا، وكيف وقف كل واحدٍ منا في لحظة الحقيقة.

ماذا بعد موافقة حماس على خطة ترامب؟!

الخلاصة..موافقة حماس على خطة ترامب ليست خط النهاية للحرب، بل بداية مرحلة جديدة مليئة بالتجاذبات..قد تُخفف من حدة النار قليلًا، لكنها ستُشعل في المقابل أسئلة كبرى..عن جدوى المقاومة، وعن معنى التضحيات، وعن مصير القضية الفلسطينية بين أطراف محلية منقسمة، وإقليمٍ يلهث وراء مصالحه، وعالمٍ يرى غزة مجرد ورقة في معادلاته الكبرى!!.

ص٣٤٤.

غزة دفعت أثمان تعجز عن دفعها دولٌ بأسرها.

ما عرف التاريخ قومًا أكثر كذبًا من اليهود، ولا جماعةً أشد خيانةً للعهد منهم؛ يوقّعون على السلام بيمينهم، ويُوقّعون على الحرب بشمالهم، ويزرعون الغدر في كل خطوةٍ يخطونها.

ما زال القصفُ مستمرًّا، والموتُ لم يتوقّف، فلا يغرّنكم ما يُقال على المنابر ولا ما يُبث على الشاشات..إنهم يكذبون، وترامب يكذب، فدمنا ما زال يسيل، وأجسادنا ما زالت تُنتشل من تحت الركام، وأحلامنا تُدفن كل يوم..أي كذبٍ هذا الذي يحاولون تسويقه على العالم؟! أيّ سلامٍ يتحدثون عنه ونحن نُباد ساعةً بعد أخرى؟! إنهم يبيعون الوهم، بينما الحقيقة تُكتب بالدم والدمع والرماد.

أكتبُ هذه المرّة لأجلكم لا لأجلنا؛ لأجل أن يكون لكلِّ واحدٍ منكم سهمٌ في سقيا نازحٍ عطِش، أو في تسهيل وصول الماء للأطفال الذين أنهكهم الركضُ وراء شاحنات المياه. أكتبُ لأنَّ العطشَ لا ينتظر، ولأنَّ هؤلاء الصغار لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا هنا تحت هذا القصف وهذا الحصار..أطلبُ مرةً أخرى، بذات الرجاء الصادق، أن نضع أيدينا في يدِ بعض، أن نصبح يدًا واحدةً تَغرس الرحمة في هذه الأرض المكلومة، ونغدو معًا جسرًا يوصل الخير إلى من يحتاجه..أطلب أن نتكاتف سويًا لأجل تشغيل هذا البئر الذي ينتظره الكثير من النازحين والمغلوب على أمرهم..ولكم جزيل الشكر.