مُذكّرات وجدت في صندوقِ رجلٍ ثمانينيّ ميّت :
- اليوم انا عمري عشرون ، لديّ مُتّسعٌ من الوقت لتحقيقِ كُلّ احلامي و طموحاتي ، سأعملُ بجدٍّ لأتزوّج فتاةَ احلامي ، إنّها فتاةٌ عظيمة وتستحقُّ العناء
- اليوم عمري خمسُ و عشرون عامًا ، تخرّجتُ من الجامعة بمعدّل مُمتاز ، و حصلتُ على الوظيفةِ التي لطالما تمنيّتها ، ذهبتُ لأطلبَ يد الفتاة التي احبَّها قلبي ، لا استطيعُ ان اتخيّل اللحظة التي ستُصبح بها في بيتي ، اللحظة التي انتظرتها طويلًا ، طلبتُها لكنني قوبلت بالرفض ، لم اعرف السبب ، إنّها الخيبة الاولى التي واجهتُها في حياتي ، لقد كانت اعظمُ واقسى خيبةٍ مرّت عليّ في حياتي
- اليوم عمري ثلاثون ، مرّت خمسة اعوامٍ على فراقنا ، لم استطع ان اتقبَّل فتاةً غيرُها في حياتي لذا قضيّتُ الاعوام هذهِ على اطلال ذكرياتها ، انامُ على صورها و استيقظُ على شبح صوتها ، قلتُ لكُم من قبل ، إنّها فتاةٌ عظيمة غير قابلة للنسيان ، والدي يصرُّ عليّ ان اتزوّج لكنني لا استطيع ، ان أتزوّج هذا بمثابةِ قتل روحي التي ماعادت تعرفُ الحياة بغيابها ، إنّها الفتاةُ التي تمنيّتها لان تكونَ بجانبي حينما انجح و اكبر حتّى اصل المشيب .
- اليوم عمري خمس وثلاثون عامًا ، تزوّجت زواجًا تقليديًا على رغبة والديّ ، يقولان لي أنّها سنة الحياة و عليّ ان اتقبل الحياة بدونها ، هم لا يعرفون بأنني اموتُ في الليلة التي ارى فتاةً غيرها بجانبي مئات المرّات .
- اليوم عمري اربعين، رزقت بتوأم من الاطفال في عمر متأخر،، يمتلكان من العمر 3 أعوام، الذكر اسميته عروه، والأنثى اسميتها زينب، لقد كانا طفلان في غاية الجمال، الأنثى تملك عينان زرقاوان ك عينا أمها و ملامح أبيها، والذكر يملك ملامح أمه و اه من عيناه كأنهما سهول خضراء، تمنيت ولو كانا من فتاه خيبتي ام لهما، كانت ستصبح امّا عظيمة.
- اليوم عمري ثلاث وخمسون ، أصبحا اولادي في مرحلة التعليم الاساسي لنيل الشهادة الاولى لدى عائلتنا، وبعد صدور النتائج فقد حققا درجة رفيعة في العلم و حاصلا على نفس الدرجة، لقد فرح قلبي كثيرا لهما.
- اليوم عمري ستين، أصبح كل منهما يبلغ من العمر الثالث و العشرين لقد اتى شاب ليتقدم الى زينب و اعترف انه يحبها منذ عامين واكثر فلم ارفض طلبه، لكي لا يوصل للمرحلة التي وصلت اليها.
-اليوم عمري خمس و ستّون عامًا ، اصبح عُمر طفلي ثمان و عشرون عامًا ويخبرني بأنَّه يريد ان يتزوّج الفتاة التي يحبّها ، لم اخبركم .. طيلة الاعوام التي عشتها مع زوجتي التقليدية كانت باردة لا تحملُ ادنى معاني الحُب ، إنّما فقط مشروع عائلةٍ بُني على ارضٍ غير قابلة للبناء ، أمّا عنّي فلا زلتُ اذكر فتاة خيبتي ، كانت فتاة غير قابلة للنسيان ، استوطنت فيِّ بعُمق .
- اليوم عمري سبعون ولا اعرف كم تبّقى من العمر لأعيشه ، توفت امرأتي التي تزوّجتها ، بكيتُ على فراقها ، على الرغم من حياتنا الباردة الا انها كانت زوجةً رائعة ، زوّجت ابني من الفتاةِ التي احبّها قلبه ، لا استطيع ان اصف لكم السعادة التي يعيشُها برفقة محبوبتهِ ، السعادة التي حُرمتها طيلة اعوامي .
- اليوم عمري خمس وسبعون ، اعيش بالمنزلِ برفقة ممرضةٍ تعتني بي بعدما توفّت زوجتي و سافر ابني مع الفتاة التي احبّها ، يداي ترتجف ، اظنّ انني وصلتُ على حافّة الموت ، لربما تظنون الآن أنني ابالغ ، لكنني حقًّا لا استطيعُ ان انسى فتاة احلامي ، إنّها خيبتي العظيمة التي رافقتني كلّ حياتي ، اكتبُ لكُم وانا ابكي بقهر ، لم يعُد مُتّسعٌ من الوقت لاكتُب لكم المزيد .
النصيحة الوحيدة التي عليّ ان انصحكُم بها في عمري هذا ..
زوجوا اولادكم بما يحبون 🖤

وها أنا جالس أسمع الى أغنيتي المفضلة. وأنظر الى مسرح ذكرياتي التي تعرض امامي على الحائط.
وهناك آلاف الاسئلة في رأسي...!؟
أتمنى أن يوجد احد ليفهمني، شو متمني حدا يحبني من قلبو.
للاسف لا احد يتقبلني مثل ما اني، لا بمزاجي السيء ولا بوجعي ولا بحزني، ولا بأي شيء، لا احد يعلم ماذا فعلت الوحدة داخلي، شعور مؤلم عندما التفت حولي ولم أجد أحدا بقربي ولا لكي اتحدث اليه او اخرج معه، أنا ضائع لم أعرف إلى أين أهرب ، روحي انطفأت.
للاسف......!
الأصدقاء ليسوا أصدقاء.
والبيت لم ينهي كل هذه المتاهة.
سئمت من حياتي الاسمنتية، لقد تمزق قلبي بشكل جشع هذه المرة.....! 🖤


#L_RF

١ / ١ / ١٤٤٦ هجريًا

قرَّ الله عيني وأعينكم في الفجر الأول من العام الهجري بما نحب ونتمنى.

عسى أن تكون الأيام القادمة جبرًا لنا ولقلوبنا
وأن نجد فيها العوض عن كل الحزن الذي شعرنا به.

عسى أن يمنّ الله علينا بالعوض الجميل
وأن يرزقنا الفرح كأننا لم نحزن أبدًا 🤍.

بحلم وغني لحبيبي وفين حبيبي 💙..!

بحبك لأنك بحالك فخورة ❤🫶🏻.