…

يا ربنا الذي اذا قدّرَ عَدلْ … نستودعك رفح واهلها وغزة من شمالها لجنوبها، فأكرم لنا وديعتنا💔💔

..
لقد مر الموت من أمامنا كثيراً، ولم نمت!
نراه يتجولُ حولنا، يسرق الأرواح من بيننا، فتنطفئ القناديل المُضيئة وتُظلمُ الدنيا.. هذه الأيام لن تُنسى، فقدْ نحتت على قلوبنا ندبة لن تُشفى.. هذهِ الأيام التي مرت زادتنا بالعمر ألف عام وأكثر.‏

سجَّل اللهُ خوف نملة..
يا ربنا وربّ غَزَّة، يا إله الخائفين!
‏خائفون فأمنّا..
مشتتون فاجمعنا..
تائهون فأرشدنا..
مظلمون مقهورون فانتقم لنا..

‏بسم الله على قلوبنا من هذا الرعب الذي نعيش، بسم الله على إيماننا وقت الامتحان الأصعب، بسم الله على أحبتنا خوف رحيلهم قبلنا، بسم الله على عقولنا يوم تذهل العقول من شدة الأهوال.. أنت ربي لا إله إلا أنت، ما كنت إلا عدلًا وما قسمت إلا خيرًا.. رضينا يا الله فارضَ عنا.

يا رب نحنُ عبادك في غزّة وأولياؤك لقد أصابنا من التعبِ ما يكفينا وما رأَينا ثِقَلًا على قلوبنا مثل ثِقَلِ هذه الأيام، اللّهُمّ هَوَّنْ.. ثُمَّ هَوَّن.. ثُمَّ هَوَّن.. ثُمَّ أَرِح نفسًا لا يعلمُ بحالها إِلَّا أَنت، وَهَوَّن علينا ما لا نستطيعُ تَحملهُ، واجعل لنا من كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا، ومن كُلِّ همٍّ فرجًا، اللَّهُمَّ إِنّا أَحسَنّا بكَ الظن فاجبرنا.. اللهم بقدر الفزع الذي ذقناه في غزة، اجعلنا ممن قلت فيهم؛ {وهم من فزع يومئذ آمنون}.. اللهم أدخلنا جنتك العالية، حتى إذا جلسنا في ظلالها، ضحكنا على أيام الدنيا الفانية، وكأننا لم نرى حزناً قط، ولا بؤساً قط.

..
الآن فهمت قهر جدتي الذي لم ينته منذ هجرتها حتى توفيت كنت أتساءل كيف لمشاعر مرّت عليها عقود أن تعيش دون أن تتلاشى؟ كيف تبكي على بيت بسيط وحياة بدائية وقد استبدلتهما بأفضل منهما بكثير؟ كيف تزداد في قلبها الغصة كلما ازداد من حولها النعيم... الآن عرفت معنى أمنيتها: "أن أعود إلى بيتي وأضع فوق ركامه خيمة

وأموت فيها"! الآن فقط تذوقت طعم اللجوء، ومرارة النزوح، وقسوة المشاعر التي تتضخم كل يوم بدلاً من أن تذوب...

يا ربنا وربّ غَزَّة، يا إله الخائفين!

..
معارك عنيفة جدا شرق مدينة رفح في هذه اللحظات مع تقدم الدبابات باتجاه شرق حي الجنينة ~

يا رب احفظ بيتنا وحارتنا ورفح كلها يااارب..💔
وثبت المجاهدين وانصرهم ...

..
وصيتي لأصحابيي:
وإن سبقتكم للجنان وأرتحلت عنكم..
خبئوا سري وامسحوا زلاتي من قلوبكم،
وحدثوا الله كثيرًا عني وتذكروني بدعواتكم ولاتنسوني...

…

سامِحنا!، لأجلِ ما لم نستطع عليه!

كانت الخَيالات أوسع من أن نُحصيها، حتى ضيَّق الدنيا علَينا خيال رثائك 💔

..
قد ماحكيت وقد ماكتبت مُستحيل أوصف الشعور يلي حاسة فيه ، أشعر بغصة كبيرة تحتل قلبي ، كل الحروف والكلمات لاتكفي لأكتب ما أشعر بهِ الآن!

ضُمّونا في دعواتكم لاتنسوني ولا تنسُوا أهلي وصَحبي وأحبابي ومدينتي ..💔

..
تاقت إلى لقيا الأحبّةِ مهجتي
والروح من ألم الفراق تنوحُ..💔!

..
‏من شمال القطاع وحتى جنوبه يذوق جنود العدو الموت الزؤام ، تتخطّفهم عيون الأنفاق المفخخة وتحيلهم قذائف الياسين إلى أشلاء.
من المناطق التي صرّح بسيطرته عليها ومن رفح التي ما ملّ بالتهديد لاجتياحها يستبسل المجاهدين كما الأيام الأولى ولا يحملون إلا رسالةً واحدة :
" لا بقاء لكم هنا "

..
اللهم صديقتي التي رحلت عن الدنيا ، وبقيت بداخل قلبي اشتقت لها دعوت الله أن يرحمها و لكن شوقي لك قد تغلب عليّ فَـ بكيت ، لكني أعلم ان لها إله ارحم عليها مني..
ربي متعها بنوراً في الجنه....فكم آشتاقت عيني لرؤيتها ولضحكتها ..اللهم ارحمها برحمتك واسكنها الفردوس الاعلى ، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة واجمعني بها..💔"

سنهاجر يوماً الى السماء ، ما كانت الارض يوماً وطناً لنا ولن تكون..
|•🤍🕊

..
وكأنها أول أيام الحرب ، قصف جنوني في كل مكان !! 💔

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واغفرلنا وأصلحنا والحقنا بالشُهداء ...

..
السلام عليكَ ياحبيب البِلاد...
أخبرني كيف حالكَ هل الجنة كما نتخيل! أخبرني كيف وجدت الجنة؟ هل وجدت فيها وعد ربُّنا حقًا
راحة أبدية؟
عدل؟
طمانينة؟

كلّ ماضاقت بي الدُنيا كنت أتي إليك، ومنذ رحيلك لامكان لدي أذهب إليه !

ضاقت كثيرًا ياليت لو كان هُناك ممرّ بيننا كي أثي إليك للأبد...

الحرب مازالت مستمرة والموت يحيط بنا من جميع الاتجاهات ، ومازال الموت يأخذ مني الأحباب وانا هُنا أنتظر دوري وأتسائل هل ياترى موعد الرحيل قد أقترب!

أتعلم بأني تركت منزلي؟ ذكرياتي، حارتي ، ذكريات طفولتي وقلبي.. وغادرت ، صلينا صلاة مودع رددنا الآيات والأذكار ننظر الى بعضنا وإلى بيتنا مودعين ونستغيث بربنا ليرحمنا،
أعلم أن الموت مسألة وقت ونرقب أجلنا لكنه تأخر كثيرًا .. أفتقدك ياليتك هُنا ياليتك تأتي لتُخفف عني وجع الأيام وثِقلها .

هل تعود روحي للحيّاة؟
ف منذُ رحيلك وأنتزعت روحي مني ، ودُفنت معك جميع سُبل الحياة، ودُفنت أنا أيضًا ..
لازالت أشعر بروحك وكأنك تُخبرني بأنك حتى لو ذهبت ف أنا هُنا معك ...
فقدانك خلف حُزن ثقب قلبي ، خلّف صراعات وحشّدُ كبير من المتاعب...

عزائي الوحيد أن المُلتقى الجنة بإذن الله.. 🖤🥀

..
لم أرَ في حياتي شَيئاً مُفزعاً أكثرَ من فكرةِ غيابِ المَيت
إختفاؤهُ لمرّةٍ واحدة، هروبهُ السَريع، وَ إستحالةُ عَودتِه
إن العقلَ البَشريَّ بخلاياهُ الكَثيرة وَ قدرتهِ على الإستيعابِ
وَ الإنتاج، تَقفُ عاجِزةً أمامَ هذا الغِياب، لولا رَحمةُ اللهِ علينا
لولا إيماننا بأنهُ قدر الله وَ علينا الرضا به، لجُنَّ عقلنا والله.

..
• ما وَهنَّا!
‏والملتقىٰ الجنّة، مع الأحِبَّة كلهم
سيدنا وَحبيبنا مُحمّد ﷺ، الأنبياء، الصحابة
صالحي المؤمنين، الأحِبَّة كُلهم..

"اللهُمَّ اِغفر لي كُلَّ ذنوبي ما تقدّم مِنها وما تأخّر."
"اللهُمَّ اِغفر لي ولوالدي ولِمَن لهُ الحَقَ عليّ، وَاِغفر للمُسلمينَ
والمُسلِمات، وللمُؤمنينَ والمؤمِنات، الأحياءَ منهُم والأموات"
"اللهُمَّ أدخلني الجنّة بدونِ حسابٍ ولا سابقةِ عذاب."
"اللهُمَّ نَقِني مِن الخطايا كما يُنقىٰ الثوبَ الأبيضَ مِنَ الدَنس"
"اللهُمَّ باعِد بينَ خطاياي كما باعدتَ بينَ المَشرِقِ وَ المَغرِب"
"اللهُمَّ أَجرني ووالداي وأهلي ومن أُحِب مِنَ النار"
"اللهُمَّ اِجعلني ممنَ طابَ ذكرُهُم، وَحسُنَت سيرتَهُمِ
وَاِستمرَ أجرَهُم في حياتِهِم وَبَعدَ مماتهم."

"اللهُمَّ حُسنَ الخاتِمة يا حبيبي يا الله.🥀🖤

..
أشعر أنني سأفقد عقلي من الحَزَن ، من القلق ، من هول ما نرى وما نسمع وما نعيش ..
يا الله ليس لي إلا القرآن أتصبر به والدعاء بأن تربط على قلبي وتثبت عليٌ عقلي يا الله.. 💔


فأتذكر الآية في كتابه العظيم :
" وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِۦ لَوْلَآ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ"

..
اللهُمَّ ارضَ عن أرواحنا كما رضيتَ عن أرواحِ
عبادكَ الشُّهداء فجعلتها تسرح في الجِنان
حيثُ شاءت، وسخِّر لنا مَن يذكُرنا ومحاسننا
بعد خُلودِنا في بقيعِ الأرض كما رسَّخنا الشُّهداءِ
وصنائِعهُم المُشرِّفة في عوالمنا والحياة.

..
عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ

..
عزيزتي أسيل ..
اكتشفتُ مؤخرًا، أنّ الطريق الأمثل لنجاة من هُم محرّمة عليهم الحياة أمثالنا نحنُ هو الموت، فما معنى الحياة وأنتَ تُقتل حيًّا؟ وما قيمة العيش في حين أنّكَ تموت لحظةً بلحظة؟
أهنئكِ .. أنتم الأحياء ونحنُ الأموات، فما نجا منّا سواكم، ونجوتِ يا حبيبتي.

إلى لقاءٍ قريب. 🤍