.  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

=
الحاشية:

-  قال ابن القيم :

فمن كان ظهيرا للمجرمين من الظلمة على ظلمهم، ومن أهل الأهواء والبدع على أهوائهم وبدعهم،

ومن أهل الفجور والشهوات على فجورهم وشهواتهم؛ ليتخلص بمظاهرتهم من ألم أذاهم،

أصــــابه من ألــــــم المـــوافقة لهم
عــاجـلا وآجـــــلا،،
أضعــــــاف أضعـــــــاف ما فـر منه.

وسنة الله في خلقه أن يعذبهم بإنذار من إيمانهم وظاهرهم.

وإن صبـــر على ألــــم مخالفتهم ومجانبتهم،
أعقبه ذلك لــــــذة عــاجلة وآجـــــلة
تزيد على لذة الموافقة بأضعـاف مضـــاعفة،

وسنة الله في خلقه أن يرفعه عليهم ويذلهم به بحسب صبره وتقواه وتوكله وإخلاصه

وإذا كان لابد من الألم والعذاب فذلك في الله وفي مرضاته ومتابعة رسله أولى وأنفع منه في الناس ورضائهم وتحصيل مراداتهم .

ولما كان زمن التألم والعذاب ..
فصبره طويل
وأنفاسه ساعات
وساعاته أيام
وأيامه شهور وأعوام،،

بلى سبحانه الممتحنين فيه بأن ذلك الابتلاء آجلا ثم ينقطع،

وضرب لأهله أجلا للقائه يسليهم به ويشكر نفوسهم ويهون عليهم أثقاله فقال:

{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} اهـ[ شفاء العليل ]

-  قال سفيان الثوري:

النظر إلى وجه الظالم خطيئة ، ولا تنظروا إلى الأئمة المضلين إلا بإنكار من قلوبكم عليهم ، لئلا تحبط أعمالكم.

وقال: ولا تنظروا إلى دورهم ،
ولا إليهم إذا مروا على المراكب.
( يعني الملوك والأمراء ) [الحلية للأصبهاني]

وقال: لا تنظروا إلى قصورهم فإنما بنوها من أجلكم. [تقدمة الجرح والتعديل]

ـــــــــــ  إكرام العلم  ــــــــــــ

91. قال أبو زرعة: حدثنا يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا بقية عن بحير بن سعد قال:

ما رأيت أحداً أكرم للعلم من خالد بن معدان، كان علمه في مصحف له أزرار وعرى (١)(٢).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:

(١) هذا من إكرام العلم، وبعض التابعين كان لايحدث عن النبي ﷺ إلا على طهارة، وبعضهم كان في مجالس العلم لايتكئ..

*ومن التنبيه على بعض المدخلات العصرية:

بعض الناس يجعل في بيته المكتبة الكبيرة ولايقرأ شيئا،

بعض الناس عنده العلم الملح والطرف،

وبعض الناس يترك أصل العلم: التواضع وترك الكذب والغيبة واتباع السلف واتباع القرآن والحفاظ على الأمور القلبية ومعالجة الأمراض والدواخل النفسية ...
فيترك هذا كله ويهتم بتزين المكتبة وفي لباسه وكيف يجلس ويتكلم !!

فهذا خطأ؛ هذه الأمور كماليات، فلا يترك أصل العلم ويلبس لباس معين ويتواضع ...
ثم لايفرق بين السني والجهمي !! 

ثم لا يعتني بكتب السلف، تمر عليه الأيام ولا يقرأ في السنن ولافي التفاسير المسندة، ولكن يعكف على كتب المتأخرين والمعصرين !!

-  وبعضهم يضع برامج علمية وتطوير... وكلمات براقة ثم تدخله، وإذا كتبه كتب معاصرين !!

-  وبعضهم يتكلم في حفظ وضبط اللسان، وهو يقصد أن لا ترد على أهل الباطل !

-  وليس من الحرص على العلم أن يكون عندك الكتاب أربع طبعات ولم تقرأه ولا مرة .

-  وبعض النساء تقرأ في مصحف ملون كأنه دفتر مذكرات، وبعضهن تكتب على المصحف !

هذا كــــله خـــــطأ،،
وليس من إكرام العلم في شيء.

وهذا باب واسع أصـــله:

تنزيل الآثار السلفية في غير منازلها، أو تنزيلها على شيء باطل لم يرده السلف.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي  [ 717 ].

92. قال أبو زرعة: وحدثني الوليد بن عتبة قال: حدثنا بقية بن الوليد قال:

قال صفوان بن عمرو - وكان عاقلاً - :

لو علمت أنك لا تصدقني ما حدثتك (١) .  

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:

(١) عَن مَسْرُوق قَالَ لَا تنشر بزك إِلَّا عِنْد من يبغيه.  قَالَ الإمام أحمد :  يَعْنِي الحَدِيث.
(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي  [ 728 ]

93. قال أبو زرعة: وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة

عن سعيد بن عبد العزيز قال:

ما كان أحد يطمع أن يفتتح الدنيا في مجلس عطية بن قيس (١)(٢).  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:
(١)  عن حسان بن أبي سنان يقول :

والله ما سمعت #الحسن_البصري ذاكرا الدنيا في مجلسه قط. [الحلية]

-  قال أبو داود السجستاني الحافظ :
لم يكن #أحمد_بن_حنبل يَخوض في شيءٍ مما يَخوض فيه الناس من أمر الدنيا، فإذا ذُكر العلم تَكلّم.

-  كانت مُجالسة أحمد بن حنبل مجالسة الآخرة،

لا يُذكر فيها شيءٌ من أمر الدنيا،
ما رأيتُ أحمد بن حنبل يَذكر الدنيا قط.[ مناقب أحمد بن حنبل لابن الجوزي ]

(٢)  تاريخ أبي زرعة الدمشقي  [ 701 ]

94. قال أبو زرعة: حدثني أبو كريب قال: حدثنا يحيى بن يمان عن الأعمش

عن أبي صالح قال:

ما كنت أتمنى من الدنيـــــا إلا ثوبين أبيضين أجــالس فيهما أبا هريرة.

95. قال أبو زرعة: فحدثني هشام بن مغيرة عن مغيرة بن مغيرة بن عروة بن رويم عن رجاء بن حيوة قال:

قال خالد بن يزيد: كنت معنياً بالكتب، وما أنا من العلماء ولا من الجهال (١)(٢).  

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:

(١) قال أبو جعفر المنصور لسفيان بن حسين، وكان حسن الصوت بالقرآن: اقرأ.
قال: القرآن لا يتلذذ به، قال: عالم أنت؟ فسكت.

فقال له الربيع: أجب أمير المؤمنين،
قال: سألني عن مسألة لا جواب لها،
إن قلت: لست عالما وقد قرأت كتاب الله كنت كاذبا،
وإن قلت أنا عالم كنت بقولي جاهلا.
[ تاريخ بغداد]

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي  [ 745 ]

96. قال أبو زرعة: قال ابن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة قال:

سمعت الزهري إذا حدث عن الرجل يقول:

حدثني فلان، وكان واعيا، وحدثني فلان، وكان من أوعية العلم،
ولا يقول: كان عالما (١). 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:

(١) كانوا يتحفظون لأن العالم كأن فيه تزكية، والعالم هو العالم بالله عزوجل، ويخشى الله عزوجل.

ـــــــ تحديث أهل السنة ــــــــــــ

97. قال أبو زرعة: وسمعت أحمد بن يونس يقول:

عاتب زهير بن معاوية زائدة بن قدامة
على امتناعه من الحديث،

فكلمه في رجل يحدثه، فامتنع عليه،

فقال له زهير: ما هكذا كان مشيختنا !
فقال له زائدة: فكانوا يشتمون أبا بكر وعمر؟

ثم قال له زائدة: نحدث أهل السنة (١) .
قال: ولقي علي بن الفضيل (٢) فقال له: قم حتى أحدثك.         

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:

(١) إذا ظهرت البدع لا يتماشى معها، ولا يبحث عن نقاط مشتركة؛ بل يكون عزيزا بالسنة.

والناس قديما لما ظهرت البدع كان لهم وقفة، وقالوا نتمايز، ولا نحدث إلا أهل السنة،

ونمتحنهم ما تقول في الصحابة؟
وما تقول في القدر؟
وما تقول في العلو؟

فلا نجتمع معهم، حتى نجتمع على عقيدة الأنبياء والصحابة والتابعين .
 
(٢) علي بن فضيل بن عياض.

98. قال أبو زرعة: وسمعت أبا مسهر يقول:

سمعت عيسى بن يونس يقول:

سلَّم عمرو بن عبيد على ابن عون، فلم يرد عليه وجلس إليه فقام عنه(١) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:

(١) هكذا كان السلف قديما يفرون من أهل البدع ويحقرونهم.

99. قال أبو زرعة:  حدثنا حمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة قال: سمعت سلمة بن واصل يقول:

مــــات أبو قلابة بالشام فأوصى بكتبه إلى أيوب ، فحملت إليه(١).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:

(١) حتى يستفيد منها أيوب، ويكون أمينا عليها، ويحدث بها،
فحملت كتبه حيث ينتفع بها.

ـــــــــــــ  الخاتمة  ـــــــــــــ

          وصية جليلة

100.  قال أبو زرعة: وحدثني عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل (١) عن جده إبراهيم بن أبي شيبان قال:

سمعت إسماعيل بن عبيد الله  قال:

لما حضرت أبي الوفاة جمع بنيه فقال:

يا بني عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه (٢) .

وعليكم بالصدق (٢) ، حتى لو قتل أحدكم قتيلا، ثم سئل عنه، أقر به،
والله مــا كذبت كذبة منذ قـــرأت القرآن.

وعليكم بسلامة الصدور لعامة المسلمين، فوالله، لقد رأيتني، وإني لأبرح من بابي، فما ألقى مسلما، إلا والذي في نفسي له، كالذي في نفسي لنفسي، أفتروني أحب لنفسي إلا خيرا.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحاشية:

(١) شيخ المصنف هو من أحفاد المتكلم إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، ترجم له أبو نعيم في الحلية وذكر هذا الخبر.

(٢) ذكرهم بتقوى الله، والقرآن حبل الله.

عن عبد الله بن مسعود قال:
إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم،

إن هذا القرآن هو حبل الله الذي أمر به،
وهو النور المبين والشفاء النافع، عصمة لمن اعتصم به، ونجاة لمن تمسك به.

[ مصنف عبد الرزاق 6017 ]

(٣) عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال:

" إن الصدق يهدي إلى البر،
وإن البر يهدي إلى الجنة،
وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا.

وإن الكذب يهدي إلى الفجور،
وإن الفجور يهدي إلى النار،
وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا"

[صحيح البخاري 6094]

ــــــــــــــــــ الفهرس ــــــــــــــــ

١- المقدمة .............................
٢- القصاص  ..........................
٣- اتباع آثار الصحابة وأقضيتهم 
٤- من الجماعة؟ ....................
٥- ذم أهل الرأي وأبي حنيفة ....
٦- لا يغتر بكثرة ولا بشهرة .......
٧- لزوم العلماء .......................
٨- حفظ العلم والعمل به ..........
٩- حسن المسألة  ...................
١٠- قول العالم لا أدري لما لا يعلم
١١- المفتي والفتيا ...................
١٢- أحوال من يجلس عند العلماء
١٣- أخذ العلم عن الثقات ..........
١٤- تحدثوا عن السلف .............
١٥- من أخبار سعيد بن المسيب .
١٦- العلم في الصغر  ................
١٧- الرحلة في العلم  ...............
١٨- مدارسة العلم   ..................
١٩- كتابة العلم  ......................
٢٠- العزلة  .............................
٢١- الصمت وحفظ اللسان .........
٢٢- من لا غيبة فيهم ................
٢٣- مجانبة العلماء للسلاطين ....
٢٤- إكرام العلم  ......................
٢٥- تحديث أهل السنة .............
٢٦- الخاتمة ............................