قَالَ: (بَلَى)، قَالَ: (أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ)؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: (فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ)، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ هَذَا نَبِيُّ الله حَقًّا؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا؟ قَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ.).
ما هذا الصلح؟ في ظاهر الأمر الشروط تُملى من طرف واحد، ولحساب طرف واحد ألا وهو المشركون، فأيُّ صلح هذا فيما يراه البشر؟ إنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا دين الله، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله}. {فَأَتَاهُمُ الله مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}.
وحقاً قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً إلى المدينة وقلوبُ الصحابة تغلي، وما هو إلا أن نزلت سورة الفتح بكاملها:
بِسْمِ الله الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا* لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَيَنصُرَكَ الله نَصْرًا عَزِيزًا}. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأقرأه إياها، فقال: يا رسول الله أوَ فتح هو؟ قال نعم، فطابت نفسه.
نعم أيها الإخوة جرت سنة الله في خلقه أن يوطئ بين يدي الأمور التي تعلقت إرادته بإنجازها مقدماتٍ تُؤذِن بها وتدل عليها،
نعم أيها الإخوة، صلحُ الحديبية ـ بتلك الشروط القاسية التي كانت كلَّها في ظاهر الأمر للمشركين وليس للمسلمين منها شيء ـ كان فتحاً مبيناً، كما قال علماء السيرة: ما فُتِح في الإسلام فَتْحٌ قبله كان أعظم منه.
صور من نصر الله لإخواننا في غزة:
وإن ما جرى في غزة هو نصر بحمد الله عز وجل، عَرفَ هذا من عَرَفَ وجهله من جهل، نعم ما جرى في غزة نصرٌ، إن لم تكن نصراً للمقاومة فأيُّ نصر كان لليهود في غزة؟ هل بقتل الأبرياء وقتل النساء والأطفال والشيوخ العزَّل وتهديم البيوت حقَّقوا نصراً؟ هؤلاء الجبناء الذين وصفهم الله تعالى بقول: {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُون}. فعلوا ما فعلوا من خلال الطيران ومن خلال المدرعات التي حبسوا فيها أنفسهم، وفتح لهم العالم أبوابه داعماً لهم، وحوصرت المقاومة وأهلُ غزة ومُنِع عنهم السلاح الطعام والشراب والدواء، ومع ذلك رضخ اليهود للشروط المقاومة سيولون أدبارهم، سعوا لإيقاف الحرب صاغرين
أيها الإخوة الدرس الذي يجب علينا أن نأخذه من أحداث غزة، وأن يأخذه قادة المسلمين والعرب مع شعوبهم، هو قوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ}. لا بدَّ من الإعداد، وأول الإعداد هو قوَّة العقيدة، إعداد عَقَدي، إعداد إيماني بقوله تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون}.
إعداد إيماني بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله}. إعداد إيماني بان الآخرة هي دار القرار، إعداد كما قاله سيدنا خالد رضي الله عنه لقادة الروم: (والله الذي لا إله إلا هو لأسيرنَّ إليكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة) رواه ابن أبي شيبة. لا إعداد مادي فقط، لأن القوَّة بدون عقيدة لا قيمة لها، فالقوة لا تصنع حقاً، ولكن الحق هو الذي يصنع القوة.
وعلى رأس هذا الإعداد الصلةُ مع الله تعالى، والتي تتمثل بالصلاة، التي هي صلة بين العبد وربه، فيا أيها القادة، يا أيها الحكام ، يا أيتها الشعوب، الصلاةَ الصلاة.
هذا هو الإعداد الحقيقي أولاً، ثم الإعداد المادي على قدر الاستطاعة، أما إذا ظننا أن الإعداد يكون بالقوة فقط دون الإعداد العقدي فقد أخطأنا الحساب، لأن الوصول إلى إعداد مادي كإعدادهم يحتاج إلى زمن طويل، وربما أننالا نصل إلى ما وصلوا إليه، ولكن نعدُّ على قدر الاستطاعة بعد الإعداد العقدي ونحن على يقين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم{وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ الله}
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيم، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيم، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوه، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم..
ما هذا الصلح؟ في ظاهر الأمر الشروط تُملى من طرف واحد، ولحساب طرف واحد ألا وهو المشركون، فأيُّ صلح هذا فيما يراه البشر؟ إنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا دين الله، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله}. {فَأَتَاهُمُ الله مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}.
وحقاً قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً إلى المدينة وقلوبُ الصحابة تغلي، وما هو إلا أن نزلت سورة الفتح بكاملها:
بِسْمِ الله الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا* لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَيَنصُرَكَ الله نَصْرًا عَزِيزًا}. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأقرأه إياها، فقال: يا رسول الله أوَ فتح هو؟ قال نعم، فطابت نفسه.
نعم أيها الإخوة جرت سنة الله في خلقه أن يوطئ بين يدي الأمور التي تعلقت إرادته بإنجازها مقدماتٍ تُؤذِن بها وتدل عليها،
نعم أيها الإخوة، صلحُ الحديبية ـ بتلك الشروط القاسية التي كانت كلَّها في ظاهر الأمر للمشركين وليس للمسلمين منها شيء ـ كان فتحاً مبيناً، كما قال علماء السيرة: ما فُتِح في الإسلام فَتْحٌ قبله كان أعظم منه.
صور من نصر الله لإخواننا في غزة:
وإن ما جرى في غزة هو نصر بحمد الله عز وجل، عَرفَ هذا من عَرَفَ وجهله من جهل، نعم ما جرى في غزة نصرٌ، إن لم تكن نصراً للمقاومة فأيُّ نصر كان لليهود في غزة؟ هل بقتل الأبرياء وقتل النساء والأطفال والشيوخ العزَّل وتهديم البيوت حقَّقوا نصراً؟ هؤلاء الجبناء الذين وصفهم الله تعالى بقول: {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُون}. فعلوا ما فعلوا من خلال الطيران ومن خلال المدرعات التي حبسوا فيها أنفسهم، وفتح لهم العالم أبوابه داعماً لهم، وحوصرت المقاومة وأهلُ غزة ومُنِع عنهم السلاح الطعام والشراب والدواء، ومع ذلك رضخ اليهود للشروط المقاومة سيولون أدبارهم، سعوا لإيقاف الحرب صاغرين
أيها الإخوة الدرس الذي يجب علينا أن نأخذه من أحداث غزة، وأن يأخذه قادة المسلمين والعرب مع شعوبهم، هو قوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ}. لا بدَّ من الإعداد، وأول الإعداد هو قوَّة العقيدة، إعداد عَقَدي، إعداد إيماني بقوله تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون}.
إعداد إيماني بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله}. إعداد إيماني بان الآخرة هي دار القرار، إعداد كما قاله سيدنا خالد رضي الله عنه لقادة الروم: (والله الذي لا إله إلا هو لأسيرنَّ إليكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة) رواه ابن أبي شيبة. لا إعداد مادي فقط، لأن القوَّة بدون عقيدة لا قيمة لها، فالقوة لا تصنع حقاً، ولكن الحق هو الذي يصنع القوة.
وعلى رأس هذا الإعداد الصلةُ مع الله تعالى، والتي تتمثل بالصلاة، التي هي صلة بين العبد وربه، فيا أيها القادة، يا أيها الحكام ، يا أيتها الشعوب، الصلاةَ الصلاة.
هذا هو الإعداد الحقيقي أولاً، ثم الإعداد المادي على قدر الاستطاعة، أما إذا ظننا أن الإعداد يكون بالقوة فقط دون الإعداد العقدي فقد أخطأنا الحساب، لأن الوصول إلى إعداد مادي كإعدادهم يحتاج إلى زمن طويل، وربما أننالا نصل إلى ما وصلوا إليه، ولكن نعدُّ على قدر الاستطاعة بعد الإعداد العقدي ونحن على يقين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم{وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ الله}
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيم، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيم، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوه، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم..
الخطبة الثانية..
الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَه، وَنَصَرَ عَبْدَه، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه، لَا شَيْءَ قَبْلَهُ وَلَا شَيْءَ بَعْدَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقّ، فَأَعْلَى ذِكْرَهُ وَأَتَمَّ سَعْدَه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْد:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ السُّوءَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَجَعَلَ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا.
إِنَّهُ وَعْدُ اللهِ أَنْ يُمَكِّنَ لِدِينِه، وَأَنْ يَنْصُرَ أَوْلِيَاءَه، وَأَنْ يَبْلُغَ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَار.
وَعْدُ اللهِ الَّذِي نُؤَمِّلُهُ وَنُوقِنُ بِتَحَقُّقِه، وَلَوْ كُنَّا فِي أَحْلَكِ ظَرْف، وَأَقْسَى حِصَار، وَأَضْيَقِ مَأْزِق.
أَيُّهَا المُؤْمِنُون:
لَقَدْ ظَلَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى أَسِيرًا فِي أَيْدِي الصَّلِيبِيِّنَ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعِينَ سَنَة، ثُمَّ رَدَّهُ اللهُ بِفَضْلِهِ وَعِزَّتِهِ عَلَى يَدِ صَلَاحِ الدِّين، وَيَقِينًا سَيَعُودُ الأَقْصَى، وَسَيَنْصُرُ اللهُ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ عَلَى اليَهُودِ المُجْرِمِين، كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ الصَّادِقُ الأَمِينُ ﷺ، لَكِنَّهُ التَّمْحِيصُ وَالِابْتِلَاء، لِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِين.
إِنَّ النَّصِيرَ هُوَ الله، وَالمُؤْمِنُ يَأْوِي إِلَى الرُّكْنِ الشَّدِيد، إِلَى الرَّبِّ الَّذِي لَا يُهْزَمُ جُنْدُه، وَلَا يُخْلِفُ وَعْدَه.
لَقَدْ وَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ كَمَا كَانَ دَائِمًا يَلُوذُ بِرَبِّهِ وَمَوْلَاهُ قَائِلًا: «اللهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب، سَرِيعَ الحِسَاب، اهْزِمِ الأَحْزَاب، اللهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ». أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ.
فَاسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَ نَبِيِّهِ ﷺ فِي الوَقْتِ الَّذِي يُرِيدُهُ الله، بَعْدَ تَمْحِيصِ المُؤْمِنِين، وَفَضْحِ المُنَافِقِين، وفرق جُمُوعَ الكَافِرين، وخَذّلهم ، ثُمَّ أَرْسَلَ رِيحًا عَلَيهِم، أَطْفَأَتْ نِيرَانَهُم، وَقَلَعَتْ خِيَامَهُم، وَأَلْقَى الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِم، فَانْهَزَمُوا مَدْحُورِين، وَفَرُّوا صَاغِرِين، وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا.
يُذَكِّرُنَا اللهُ تِلْكَ النِّعْمَةَ العَظِيمَة، لِنُكْثِرَ مِنْ حَمْدِه، وَنَسْتَيْقِنَ بِوَعْدِه، فَيَقُولُ سُبْحَانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا.
عَلَى المُؤْمِنِ أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَى رَبِّه، وَيَفْقَهَ حَقِيقَةَ الصِّرَاع، وَأَنْ يَثْبُتَ عَلَى إِيمَانِهِ وَيَقِينِه، وَيُصْلِحَ العَهْدَ مَعَ الله، وَيَسْأَلَهُ النَّصْرَ وَالتَّمْكِين، مُسَلِّمًا لِحِكْمَتِه، رَاجِيًا لِرَحْمَتِه، وَيَكُونَ مِنَ الصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ.
الا وصلوا على البشير النذير والسراج المنير فقد أمركم بذلك اللطيف الخبير فقال جل من قائل عليماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
فاللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن صحابته الغرر، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية الصحابة أجمعين، وعن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم إنا نسألك نصر الإسلام وعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، واحم حوزة الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، واستعمل علينا خيارنا، واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.ياالله
الأرضُ أرضك والسماء سماؤك والجُندُ جُندك، والنصر منكَ وحدك، أمرك غالب ومددَك الإلهي لا يعترف بالحسابات البشرية، تتمّ نورك على عبادك المسلمين، مقدّراً لهم إحدى الحُسنييَن، ساكباً على أنفسهم قوّةً عجيبةً وصبراً مُجزى بوعدك الحقّ: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا)
الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَه، وَنَصَرَ عَبْدَه، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه، لَا شَيْءَ قَبْلَهُ وَلَا شَيْءَ بَعْدَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقّ، فَأَعْلَى ذِكْرَهُ وَأَتَمَّ سَعْدَه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْد:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ السُّوءَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَجَعَلَ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا.
إِنَّهُ وَعْدُ اللهِ أَنْ يُمَكِّنَ لِدِينِه، وَأَنْ يَنْصُرَ أَوْلِيَاءَه، وَأَنْ يَبْلُغَ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَار.
وَعْدُ اللهِ الَّذِي نُؤَمِّلُهُ وَنُوقِنُ بِتَحَقُّقِه، وَلَوْ كُنَّا فِي أَحْلَكِ ظَرْف، وَأَقْسَى حِصَار، وَأَضْيَقِ مَأْزِق.
أَيُّهَا المُؤْمِنُون:
لَقَدْ ظَلَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى أَسِيرًا فِي أَيْدِي الصَّلِيبِيِّنَ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعِينَ سَنَة، ثُمَّ رَدَّهُ اللهُ بِفَضْلِهِ وَعِزَّتِهِ عَلَى يَدِ صَلَاحِ الدِّين، وَيَقِينًا سَيَعُودُ الأَقْصَى، وَسَيَنْصُرُ اللهُ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ عَلَى اليَهُودِ المُجْرِمِين، كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ الصَّادِقُ الأَمِينُ ﷺ، لَكِنَّهُ التَّمْحِيصُ وَالِابْتِلَاء، لِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِين.
إِنَّ النَّصِيرَ هُوَ الله، وَالمُؤْمِنُ يَأْوِي إِلَى الرُّكْنِ الشَّدِيد، إِلَى الرَّبِّ الَّذِي لَا يُهْزَمُ جُنْدُه، وَلَا يُخْلِفُ وَعْدَه.
لَقَدْ وَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ كَمَا كَانَ دَائِمًا يَلُوذُ بِرَبِّهِ وَمَوْلَاهُ قَائِلًا: «اللهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب، سَرِيعَ الحِسَاب، اهْزِمِ الأَحْزَاب، اللهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ». أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ.
فَاسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَ نَبِيِّهِ ﷺ فِي الوَقْتِ الَّذِي يُرِيدُهُ الله، بَعْدَ تَمْحِيصِ المُؤْمِنِين، وَفَضْحِ المُنَافِقِين، وفرق جُمُوعَ الكَافِرين، وخَذّلهم ، ثُمَّ أَرْسَلَ رِيحًا عَلَيهِم، أَطْفَأَتْ نِيرَانَهُم، وَقَلَعَتْ خِيَامَهُم، وَأَلْقَى الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِم، فَانْهَزَمُوا مَدْحُورِين، وَفَرُّوا صَاغِرِين، وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا.
يُذَكِّرُنَا اللهُ تِلْكَ النِّعْمَةَ العَظِيمَة، لِنُكْثِرَ مِنْ حَمْدِه، وَنَسْتَيْقِنَ بِوَعْدِه، فَيَقُولُ سُبْحَانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا.
عَلَى المُؤْمِنِ أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَى رَبِّه، وَيَفْقَهَ حَقِيقَةَ الصِّرَاع، وَأَنْ يَثْبُتَ عَلَى إِيمَانِهِ وَيَقِينِه، وَيُصْلِحَ العَهْدَ مَعَ الله، وَيَسْأَلَهُ النَّصْرَ وَالتَّمْكِين، مُسَلِّمًا لِحِكْمَتِه، رَاجِيًا لِرَحْمَتِه، وَيَكُونَ مِنَ الصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ.
الا وصلوا على البشير النذير والسراج المنير فقد أمركم بذلك اللطيف الخبير فقال جل من قائل عليماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
فاللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن صحابته الغرر، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية الصحابة أجمعين، وعن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم إنا نسألك نصر الإسلام وعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، واحم حوزة الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، واستعمل علينا خيارنا، واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.ياالله
الأرضُ أرضك والسماء سماؤك والجُندُ جُندك، والنصر منكَ وحدك، أمرك غالب ومددَك الإلهي لا يعترف بالحسابات البشرية، تتمّ نورك على عبادك المسلمين، مقدّراً لهم إحدى الحُسنييَن، ساكباً على أنفسهم قوّةً عجيبةً وصبراً مُجزى بوعدك الحقّ: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا)
آمن روعاتهم، واستر عوراتهم، ونجّهم من الخوف والفزَع ومن الجوع والجزَع واجزهم عن مشقّة الحياة الفانية بما صبروا جنّةً وحريرا.
، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُودِ المُعْتَدِين، فَرِّقْ جَمْعَهُم، وَأَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا، وَاهْزِمْهُم، وَأَلْقِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِم، هُمْ وَمَنْ عَاوَنَهُم، بِقُدْرَتِكَ يَا قَوِيُّ يَا مَتِين، اللهُمَّ وَفّق قادتنا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهم البِرِّ وَالتَقْوَى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار،
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُودِ المُعْتَدِين، فَرِّقْ جَمْعَهُم، وَأَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا، وَاهْزِمْهُم، وَأَلْقِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِم، هُمْ وَمَنْ عَاوَنَهُم، بِقُدْرَتِكَ يَا قَوِيُّ يَا مَتِين، اللهُمَّ وَفّق قادتنا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهم البِرِّ وَالتَقْوَى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار،
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*شهود يوم القيامة*
*للشيخ/ ناصر الأحمد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عباد الله: لو أنك علمت عملاً ما، ثم سُألت عنه، فأنكرت، وقلت: أنا لم أعمل هذا العمل، ثم جيء بشهود عدول، شهدوا على ما فعلت، وأحضرت الأوراق التي تثبت ما علمت، ماذا يكون موقفك من نفسك أمام هؤلاء الشهود؟
لا شك أنه موقف صعب، لا تُحسد عليه، إذا كان الموقف كذلك، فليفكر أصحاب المعاصي، وأصحاب المخالفات، والذين لا يأتمرون بأوامر الله -عز وجل-، بمن يشهد عليهم أمام الله -عز وجل- يوم القيامة، في ذلك اليوم الذي يظهر كل شيء، ويكشف كل شيء، والشهود في ذلك اليوم، من أصدق الناس، ومن أعدل الناس في إعطاء شهاداتهم.
أيها المسلمون: إن شهود الدنيا، في قضية ما قد يكذبون، وقد يكونون شهود زور، وقد يبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة خوفاً من مهدد، أو طمعاً في مرغب، وقد تكون شهادتهم غامضة تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة، وقد يمتنعون عن الحضور لشغل شاغل، أو عائق معوق؛ لكن شهود يوم القيامة، صنف آخر من المخلوقات، يختلفون تماماً عن شهود الدنيا، لا تنفع معهم الرشاوى، ولا يعرفون المجاملات، يؤمرون من خالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، لا تحتاج إلى إيضاح، عباراتهم مفهومة، لا تحتاج إلى تفصيل، كلهم يرفع راية: (أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)[فصلت: 21].
عباد الله: فلننتقل معكم في رحلة سريعة، نمر بها معكم على شهداء يوم القيامة، لعل هذه الرحلة، ترقق قلوبنا، وتذكرنا بمواقف سوف نمر عليها جميعاً، وسوف تكون مواقف صعبة للعصاة منا، والمخالفين منا لأوامر الله، والتاركين منا لبعض ما أوجبه الله علينا، فكل منا أدرى بنفسه وتقصيره من غيره، فلنحاسب أنفسنا -يا عباد الله-، ونحن هنا في الدنيا، وفي الوقت متسع، وباب التوبة مفتوح، قبل أن يؤتى بالشهود، في يوم عسير، على الكافرين والفاسقين والمنافقين غير يسير.
فلنبادر -أيها الإخوة- بترك المنكرات، وترك ما نهى الله عنه، قبل أن يؤتى بشهود يوم القيامة، الذين لا تنفع معهم واسطة، ولا محاباة لأحد، أسأل الله -عز وجل-، أن يرحمني وإياكم في ذلك اليوم، وأن يعاملنا بلطفه ومنه وكرمه، وأن يتجاوز عنا، وأن يسترنا، ولا يفضحنا بين الناس.
الشاهد الأول من شهود يوم القيامة: الأرض، نعم الأرض، يقول الله -تعالى-: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا)[الزلزلة: 1 - 5].
عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)[الزلزلة: 4].
قال: "أتدرون ما أخبارها؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة، بما عمل على ظهرها، أن تقول: عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا، قال فهو أخبارها"[رواه الإمام أحمد في مسنده].
ياله من موقف صعب، وياله من منظر مهول، الأرض هذا المخلوق، الذي كان الإنسان يطؤه بقدمه في الدنيا، ويعمل عليه المعصية، دون أن يعلم بأن هذا الجماد الصامت سوف ينطقه الله يوم القيامة، ليكون شاهداً له أو عليه، يشهد بكل ما رأى من زنى وتبرج وربا وقتل، وظلم وابتعاد عن الحكم بكتاب الله، والكذب والسرقة والغيبة والنميمة والقذف، وغيره مما يغضب الله.
*للشيخ/ ناصر الأحمد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عباد الله: لو أنك علمت عملاً ما، ثم سُألت عنه، فأنكرت، وقلت: أنا لم أعمل هذا العمل، ثم جيء بشهود عدول، شهدوا على ما فعلت، وأحضرت الأوراق التي تثبت ما علمت، ماذا يكون موقفك من نفسك أمام هؤلاء الشهود؟
لا شك أنه موقف صعب، لا تُحسد عليه، إذا كان الموقف كذلك، فليفكر أصحاب المعاصي، وأصحاب المخالفات، والذين لا يأتمرون بأوامر الله -عز وجل-، بمن يشهد عليهم أمام الله -عز وجل- يوم القيامة، في ذلك اليوم الذي يظهر كل شيء، ويكشف كل شيء، والشهود في ذلك اليوم، من أصدق الناس، ومن أعدل الناس في إعطاء شهاداتهم.
أيها المسلمون: إن شهود الدنيا، في قضية ما قد يكذبون، وقد يكونون شهود زور، وقد يبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة خوفاً من مهدد، أو طمعاً في مرغب، وقد تكون شهادتهم غامضة تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة، وقد يمتنعون عن الحضور لشغل شاغل، أو عائق معوق؛ لكن شهود يوم القيامة، صنف آخر من المخلوقات، يختلفون تماماً عن شهود الدنيا، لا تنفع معهم الرشاوى، ولا يعرفون المجاملات، يؤمرون من خالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، لا تحتاج إلى إيضاح، عباراتهم مفهومة، لا تحتاج إلى تفصيل، كلهم يرفع راية: (أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)[فصلت: 21].
عباد الله: فلننتقل معكم في رحلة سريعة، نمر بها معكم على شهداء يوم القيامة، لعل هذه الرحلة، ترقق قلوبنا، وتذكرنا بمواقف سوف نمر عليها جميعاً، وسوف تكون مواقف صعبة للعصاة منا، والمخالفين منا لأوامر الله، والتاركين منا لبعض ما أوجبه الله علينا، فكل منا أدرى بنفسه وتقصيره من غيره، فلنحاسب أنفسنا -يا عباد الله-، ونحن هنا في الدنيا، وفي الوقت متسع، وباب التوبة مفتوح، قبل أن يؤتى بالشهود، في يوم عسير، على الكافرين والفاسقين والمنافقين غير يسير.
فلنبادر -أيها الإخوة- بترك المنكرات، وترك ما نهى الله عنه، قبل أن يؤتى بشهود يوم القيامة، الذين لا تنفع معهم واسطة، ولا محاباة لأحد، أسأل الله -عز وجل-، أن يرحمني وإياكم في ذلك اليوم، وأن يعاملنا بلطفه ومنه وكرمه، وأن يتجاوز عنا، وأن يسترنا، ولا يفضحنا بين الناس.
الشاهد الأول من شهود يوم القيامة: الأرض، نعم الأرض، يقول الله -تعالى-: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا)[الزلزلة: 1 - 5].
عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)[الزلزلة: 4].
قال: "أتدرون ما أخبارها؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة، بما عمل على ظهرها، أن تقول: عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا، قال فهو أخبارها"[رواه الإمام أحمد في مسنده].
ياله من موقف صعب، وياله من منظر مهول، الأرض هذا المخلوق، الذي كان الإنسان يطؤه بقدمه في الدنيا، ويعمل عليه المعصية، دون أن يعلم بأن هذا الجماد الصامت سوف ينطقه الله يوم القيامة، ليكون شاهداً له أو عليه، يشهد بكل ما رأى من زنى وتبرج وربا وقتل، وظلم وابتعاد عن الحكم بكتاب الله، والكذب والسرقة والغيبة والنميمة والقذف، وغيره مما يغضب الله.
وكذلك تشهد بما حدث عليها من خير في جميع صوره، إنه منظر مرعب، بعد أن يقوم الإنسان من قبره، فيرى تساقط النجوم، وتشقق الأرض وهي تخرج أثقالها، فيتناول مرعوباً مالها، مالها؟ وإذا بالأصوات تنبعث من كل مكان من أرجائها، تتحدث بما فعل عليها من الخير أو الجريمة، فهل يتعظ الإنسان، وهو يمشي على هذه الأرض، فهل يتقي الله المسلم وهو يطأ الأرض، فلا يفعل عليها إلا ما يرضي الله لكي تكون شاهدة على ذلك: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا)[الزلزلة: 1].
الشاهد الثاني من شهود يوم القيامة: الرسول -صلى الله عليه وسلم-، في ذلك اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات، وتتحطم كل موازين الدنيا، ويبقى ميزان الآخرة، هو وحده الذي يحكم ذلك الموقف، يشرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالشهادة على المكذبين والعصاة من أمته، يقول تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا)[النساء: 41 - 42].
يحشر الناس في ساحة العرض الواسعة، وكل أمة تكون حاضرة، وعلى كل أمة شهيد بأعمالها، وعندما يكون هؤلاء العصاة واقفون في الساحة ينتدب الرسول -صلى الله عليه وسلم- للشهادة، عندها تتمنى طوابير العصاة والمخالفين من كل أمة، يتمنى المرابون، والديوثون، والظالمون، والمتكبرون، والقائمون على إشاعة الفواحش بين الناس، والنمامون، والمغتابون، والمتهاونون في الصلوات، وغيرهم من أصحاب المعاصي، يتمنون أن تبتلعهم الأرض، ويهال عليهم التراب، حتى تسوى بهم الأرض: (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا)[النساء: 42].
بل يتمنون أن يكونوا تراباً لا قيمة لهم تطؤهم الأقدام، كما كانوا هم يطؤون رقاب عباد الله، ويتركون أوامر الله بالمخالفة، يتمنون كل ذلك ولا يقفون ذلك الموقف المهين أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو يشهد على معاصيهم.
الشاهد الثالث من شهود يوم القيامة: الأنبياء، فكما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشهد على أمته، كذلك كل رسول يشهد على أمته، بما فعلوا وأساؤوا، يقول الله -عز وجل-: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)[النحل: 84].
فلا مجال للاستعتاب، ولا مجال للاعتذار، فاليوم يوم حساب، وما هو بيوم استعتاب.
الشاهد الرابع من شهود يوم القيامة: الأشهاد، وهم الملائكة والرسل والعلماء، إذ يقول تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)[هود: 18].
هذه الشهادة الجماعية، من الملائكة الذين كانوا يعبدون من دون الله، والرسل الذين كانوا يكذبون بما جاءوا به من الحق، والدعاة إلى الله الذين كانوا يكذبون، ويستهزئ بهم، يكونون هم يوم القيامة، أصحاب الموقف، وهم الأشهاد الذين يشهدون ويفضحون، الكفرة، والمنافقون والعلمانيون، والمجاهرين من العصاة على جميع رؤوس الخلائق، كما جاء في رواية البخاري: "وأما الآخرون -أو الكفار- فينادى على رؤوس الأشهاد: (هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ)[هود: 18].
الشاهد الخامس من شهود يوم القيامة: الملكين، قال الله -تعالى-: (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)[ق: 21 - 23].
يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "أي ملك يسوقه إلى المحشر، وملك تشهد عليه بأعماله".
لم يكن يتوقع أن يحدث له هذا، بل كان غافلاً عن هذا الموقف، وعندها يبدأ الشاهد، وهو القرين الذي لازمه طيلة حياته، يكتب عليه ما يلفظ وما يعمل، وهو غافل عنه، وعن دقة كتابته، يبدأ بالشهادة أمام الله -تعالى-: (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ).
قال مجاهد -رحمه الله-: "هذا كلام الملك السائق يقول: هذا ابن آدم الذي وكلتني به، قد أحضرته".
إنها مواقف تستحق أن يفكر الإنسان فيها كثيراً، وإنها لشهادات، لا بد للعاقل أن يحسب لها ألف حساب قبل أن يأتي وإذا بالأوراق قد كشفت، وبالأعمال قد أرصدت، وبالأشهاد وقد نطقت: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)[الشعراء: 227].
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الشاهد الثاني من شهود يوم القيامة: الرسول -صلى الله عليه وسلم-، في ذلك اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات، وتتحطم كل موازين الدنيا، ويبقى ميزان الآخرة، هو وحده الذي يحكم ذلك الموقف، يشرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالشهادة على المكذبين والعصاة من أمته، يقول تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا)[النساء: 41 - 42].
يحشر الناس في ساحة العرض الواسعة، وكل أمة تكون حاضرة، وعلى كل أمة شهيد بأعمالها، وعندما يكون هؤلاء العصاة واقفون في الساحة ينتدب الرسول -صلى الله عليه وسلم- للشهادة، عندها تتمنى طوابير العصاة والمخالفين من كل أمة، يتمنى المرابون، والديوثون، والظالمون، والمتكبرون، والقائمون على إشاعة الفواحش بين الناس، والنمامون، والمغتابون، والمتهاونون في الصلوات، وغيرهم من أصحاب المعاصي، يتمنون أن تبتلعهم الأرض، ويهال عليهم التراب، حتى تسوى بهم الأرض: (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا)[النساء: 42].
بل يتمنون أن يكونوا تراباً لا قيمة لهم تطؤهم الأقدام، كما كانوا هم يطؤون رقاب عباد الله، ويتركون أوامر الله بالمخالفة، يتمنون كل ذلك ولا يقفون ذلك الموقف المهين أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو يشهد على معاصيهم.
الشاهد الثالث من شهود يوم القيامة: الأنبياء، فكما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشهد على أمته، كذلك كل رسول يشهد على أمته، بما فعلوا وأساؤوا، يقول الله -عز وجل-: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)[النحل: 84].
فلا مجال للاستعتاب، ولا مجال للاعتذار، فاليوم يوم حساب، وما هو بيوم استعتاب.
الشاهد الرابع من شهود يوم القيامة: الأشهاد، وهم الملائكة والرسل والعلماء، إذ يقول تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)[هود: 18].
هذه الشهادة الجماعية، من الملائكة الذين كانوا يعبدون من دون الله، والرسل الذين كانوا يكذبون بما جاءوا به من الحق، والدعاة إلى الله الذين كانوا يكذبون، ويستهزئ بهم، يكونون هم يوم القيامة، أصحاب الموقف، وهم الأشهاد الذين يشهدون ويفضحون، الكفرة، والمنافقون والعلمانيون، والمجاهرين من العصاة على جميع رؤوس الخلائق، كما جاء في رواية البخاري: "وأما الآخرون -أو الكفار- فينادى على رؤوس الأشهاد: (هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ)[هود: 18].
الشاهد الخامس من شهود يوم القيامة: الملكين، قال الله -تعالى-: (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)[ق: 21 - 23].
يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "أي ملك يسوقه إلى المحشر، وملك تشهد عليه بأعماله".
لم يكن يتوقع أن يحدث له هذا، بل كان غافلاً عن هذا الموقف، وعندها يبدأ الشاهد، وهو القرين الذي لازمه طيلة حياته، يكتب عليه ما يلفظ وما يعمل، وهو غافل عنه، وعن دقة كتابته، يبدأ بالشهادة أمام الله -تعالى-: (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ).
قال مجاهد -رحمه الله-: "هذا كلام الملك السائق يقول: هذا ابن آدم الذي وكلتني به، قد أحضرته".
إنها مواقف تستحق أن يفكر الإنسان فيها كثيراً، وإنها لشهادات، لا بد للعاقل أن يحسب لها ألف حساب قبل أن يأتي وإذا بالأوراق قد كشفت، وبالأعمال قد أرصدت، وبالأشهاد وقد نطقت: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)[الشعراء: 227].
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: أيها المسلمون: ومع كثرة الشهود يوم القيامة، إلا أن هناك صنفاً من الناس، الضالين، المتنكبين عن الصراط، لا يعترفون بشهادة أحد، ولا يقبلون شهادة الآخرين عليهم، وإننا لنشاهد نماذج من هذا الصنف بيننا، لا يعترفون بأحد، وكل الناس في نظرهم أقل منهم، فهذا الصنف من البشر، لهم ما يصلح بحالهم وسلوكهم، هؤلاء يأتيهم الشاهد السادس من شهود يوم القيامة: وهي جوارحهم، سمعهم وأبصارهم وجلودهم؛ لتكون شاهداً عليهم، وهناك تكون المفاجأة لهم، يقول الله -تعالى-: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ)[فصلت: 19 - 22].
فكل من خالف ما أمر الله به، في أي أمر من الأمور، فهو داخل تحت مسمى أعداء الله، وهكذا يجتمع الملايين من الإنس والجن تحت هذا المسمى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)[فصلت: 19].
يسوقهم الله -تعالى- بسلطانه، الذي لا سلطان لأحد في ذلك اليوم إلا سلطانه، يسوقهم إلى أرض المحشر، لكي يقدموا بعد ذلك على النار التي طالما اشتاقت لأجسادهم، التي لم تطمئن بذكر الله، ولكنها اطمأنت بذكر الشيطان اشتاقت لإذابة قلوبهم التي لم تلين بآيات القرآن، فلا تذيبها إلا النار، يساقون ويدفعون: (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا)[الطور: 13].
بإهانة وذلة واحتقار؛ لأنهم استهانوا بأوامر الله -عز وجل- في الدنيا، حتى إذا ما جاؤوها ووصلوا إلى النار، واستعدوا للحساب قبل الاقتحام يسألهم الجليل عن نعمه عليهم، في الدنيا وماذا فعلوا بها؟
كما جاء في صحيح مسلم مسألة الرب -جل وعلا- لأحد هؤلاء العصاة، قبل أن يقذف في النار، يقول له الرب -تبارك وتعالى-: "ألم أكرمك؟ وأسودك؟ وأزوجك؟ واسخر لك الخيل والإبل؟ وأذرك ترأس وتربع؟" فيقول: أي رب، آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: ها هنا إذن، ثم يقول: الآن نبعث شاهداً عليك، فيتنكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه، إنه يحسب أنه استطاع خداع الله بمثل هذا الجواب، وظن أنه مازال ذلك الإنسان الذي كان يشتري شهادة الآخرين، ويرغبهم بالمال، ليكتموا جرائمه وفساده، إنه يتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه، وإذا به يفاجأ بختم فمه، واستنطاق جوارحه، فيقال لفخذه: أنطق -كما في صحيح مسلم- فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[يــس: 65].
يقول الله -تعالى-: (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[فصلت: 20].
فعندما تنبعث الأصوات من كل مكان في جسد ذلك العاصي، وهو يرى بعينه، ويسمع بأذنه ما لم يكن يتوقعه، وما لا عهد له به، ولا يستطيع الكلام، فقد ختم على فمه، فيداه تشهد، وسمعه يشهد، وبصره يشهد، وفخذه تشهد، وعظامه تشهد، وجلده يشهد، وهو مربوك لا يستطيع الكلام لهول المنظر، الذي يراه ولا يكاد يصدقه، حتى إذا خُلّي بينه وبين الكلام قال مخاطباً جلده -لم شهدتم علينا؟- وإذا بالجلود ترد عليهم: أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء - ثم يزيد الموقف سوءاً عندما يسمعون التوبيخ من جلودهم: (وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ)[فصلت: 22].
وعندها لا يستطيع إجابة جوارحه إلا بالعتاب الذي لا ينفع في ذلك اليوم العصيب.
أيها المسلمون: إن هذه الجوارح التي هي بإمرتنا، وتحت تصرفنا في هذه الدنيا، سنفقد السيطرة عليها في الآخرة، فإما أن تكون شاهدة علينا بخير، وإما أن تكون شاهدة علينا بشر.
فاتقوا الله -أيها المسلمون- في جوارحكم وأعضائكم إنها ستنطق غداً أمام الله -عز وجل-، وتكون الفضيحة هناك، كم من نظرة محرمة أطلقتها في شابة ملونة، ستنطق عينك بها، كم من خطوة مشيتها في معصية الله ستنطق رجلك بها، كم أشياء أخذتها وقبضتها بيدك وأنت تعلم أنها ليست لك، سينطق بها يدك، كم من اتفاقيات ومعاهدات وقعتها أيدي وهي تعلم
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: أيها المسلمون: ومع كثرة الشهود يوم القيامة، إلا أن هناك صنفاً من الناس، الضالين، المتنكبين عن الصراط، لا يعترفون بشهادة أحد، ولا يقبلون شهادة الآخرين عليهم، وإننا لنشاهد نماذج من هذا الصنف بيننا، لا يعترفون بأحد، وكل الناس في نظرهم أقل منهم، فهذا الصنف من البشر، لهم ما يصلح بحالهم وسلوكهم، هؤلاء يأتيهم الشاهد السادس من شهود يوم القيامة: وهي جوارحهم، سمعهم وأبصارهم وجلودهم؛ لتكون شاهداً عليهم، وهناك تكون المفاجأة لهم، يقول الله -تعالى-: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ)[فصلت: 19 - 22].
فكل من خالف ما أمر الله به، في أي أمر من الأمور، فهو داخل تحت مسمى أعداء الله، وهكذا يجتمع الملايين من الإنس والجن تحت هذا المسمى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)[فصلت: 19].
يسوقهم الله -تعالى- بسلطانه، الذي لا سلطان لأحد في ذلك اليوم إلا سلطانه، يسوقهم إلى أرض المحشر، لكي يقدموا بعد ذلك على النار التي طالما اشتاقت لأجسادهم، التي لم تطمئن بذكر الله، ولكنها اطمأنت بذكر الشيطان اشتاقت لإذابة قلوبهم التي لم تلين بآيات القرآن، فلا تذيبها إلا النار، يساقون ويدفعون: (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا)[الطور: 13].
بإهانة وذلة واحتقار؛ لأنهم استهانوا بأوامر الله -عز وجل- في الدنيا، حتى إذا ما جاؤوها ووصلوا إلى النار، واستعدوا للحساب قبل الاقتحام يسألهم الجليل عن نعمه عليهم، في الدنيا وماذا فعلوا بها؟
كما جاء في صحيح مسلم مسألة الرب -جل وعلا- لأحد هؤلاء العصاة، قبل أن يقذف في النار، يقول له الرب -تبارك وتعالى-: "ألم أكرمك؟ وأسودك؟ وأزوجك؟ واسخر لك الخيل والإبل؟ وأذرك ترأس وتربع؟" فيقول: أي رب، آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: ها هنا إذن، ثم يقول: الآن نبعث شاهداً عليك، فيتنكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه، إنه يحسب أنه استطاع خداع الله بمثل هذا الجواب، وظن أنه مازال ذلك الإنسان الذي كان يشتري شهادة الآخرين، ويرغبهم بالمال، ليكتموا جرائمه وفساده، إنه يتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه، وإذا به يفاجأ بختم فمه، واستنطاق جوارحه، فيقال لفخذه: أنطق -كما في صحيح مسلم- فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[يــس: 65].
يقول الله -تعالى-: (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[فصلت: 20].
فعندما تنبعث الأصوات من كل مكان في جسد ذلك العاصي، وهو يرى بعينه، ويسمع بأذنه ما لم يكن يتوقعه، وما لا عهد له به، ولا يستطيع الكلام، فقد ختم على فمه، فيداه تشهد، وسمعه يشهد، وبصره يشهد، وفخذه تشهد، وعظامه تشهد، وجلده يشهد، وهو مربوك لا يستطيع الكلام لهول المنظر، الذي يراه ولا يكاد يصدقه، حتى إذا خُلّي بينه وبين الكلام قال مخاطباً جلده -لم شهدتم علينا؟- وإذا بالجلود ترد عليهم: أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء - ثم يزيد الموقف سوءاً عندما يسمعون التوبيخ من جلودهم: (وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ)[فصلت: 22].
وعندها لا يستطيع إجابة جوارحه إلا بالعتاب الذي لا ينفع في ذلك اليوم العصيب.
أيها المسلمون: إن هذه الجوارح التي هي بإمرتنا، وتحت تصرفنا في هذه الدنيا، سنفقد السيطرة عليها في الآخرة، فإما أن تكون شاهدة علينا بخير، وإما أن تكون شاهدة علينا بشر.
فاتقوا الله -أيها المسلمون- في جوارحكم وأعضائكم إنها ستنطق غداً أمام الله -عز وجل-، وتكون الفضيحة هناك، كم من نظرة محرمة أطلقتها في شابة ملونة، ستنطق عينك بها، كم من خطوة مشيتها في معصية الله ستنطق رجلك بها، كم أشياء أخذتها وقبضتها بيدك وأنت تعلم أنها ليست لك، سينطق بها يدك، كم من اتفاقيات ومعاهدات وقعتها أيدي وهي تعلم
أنها تخالف مراد الله -عز وجل-، ستشهد على أصحابها هناك.
كم من ريالات دخلت بطون أناس ظلماً وعدواناً، جوراً واحتيالاً، سينطق أعضائهم بها، وكم .. وكم .. وكم، أمور وأمور، وأشياء .. وأشياء، نُعمل هذه الجوارح بها، وننسى أنها ستشهد علينا.
أيها المسلمون: وبعد هذه السلسلة من الشهود، التي لا مفر للعبد منها، لا يملك العصاة أمام هذه الشهادات المتوالية إلا أن يشهدوا هم على أنفسهم.
وهذا هو الشاهد السابع من شهود يوم القيامة: وهو شهادة الإنسان على نفسه، قال الله -تعالى-: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ)[الأنعام: 130].
ويقول عز وجل في آية أخرى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ)[الأعراف: 37].
هل هناك ذلة وخزي بعد هذا، شهادة الإنسان على نفسه، لماذا يوصل الإنسان نفسه إلى هذا الحد، وهو بإمكانه إلا يحرج نفسه؟!
لكنها شهوة المعاصي، والتساهل بالمعاصي نتيجتها هي هذه.
إذاً، فليتحمل الإنسان شهادة كل هؤلاء الشهود عليه، إذا لم يفكر في نفسه الآن.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)[الحشر: 18- 20].
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
كم من ريالات دخلت بطون أناس ظلماً وعدواناً، جوراً واحتيالاً، سينطق أعضائهم بها، وكم .. وكم .. وكم، أمور وأمور، وأشياء .. وأشياء، نُعمل هذه الجوارح بها، وننسى أنها ستشهد علينا.
أيها المسلمون: وبعد هذه السلسلة من الشهود، التي لا مفر للعبد منها، لا يملك العصاة أمام هذه الشهادات المتوالية إلا أن يشهدوا هم على أنفسهم.
وهذا هو الشاهد السابع من شهود يوم القيامة: وهو شهادة الإنسان على نفسه، قال الله -تعالى-: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ)[الأنعام: 130].
ويقول عز وجل في آية أخرى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ)[الأعراف: 37].
هل هناك ذلة وخزي بعد هذا، شهادة الإنسان على نفسه، لماذا يوصل الإنسان نفسه إلى هذا الحد، وهو بإمكانه إلا يحرج نفسه؟!
لكنها شهوة المعاصي، والتساهل بالمعاصي نتيجتها هي هذه.
إذاً، فليتحمل الإنسان شهادة كل هؤلاء الشهود عليه، إذا لم يفكر في نفسه الآن.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)[الحشر: 18- 20].
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*مفاسد الشبكات والجوالات*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}[آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }[الأحزاب:70-71]
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار.
أيها الناس { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ }[ سورة الأنعام : 134 ]
فحديثنا اليوم حول أكبر انفجار في العالم ،صار ضحاياه ملايين البشر من العرب والعجم، لاأقول أُزهقت فيه الأرواح والجثث ،ولكن أُزهقت فيه القيم والأخلاق والأعراض ،بل والأديان.
وسميناه انفجارًا لأن المعاصي انفجرت منه وتطايرت منه الشظايا والعيارات الشيطانية فأصابت أكثر الناس في مشارق الأرض ومغاربها،وفي شمالها و جنوبها،وفي برها وبحارها.
هذا الانفجار هو فتنة الشبكات والنت،النت وما أدراك ماالنت،النت مشروع خطير جد خطير،وشره مستطير،وضرره كبير،على الكبير والصغير ،وعلى الغني والفقير،وعلى الجندي والوزير،على الذكر والأنثى،وعلى البر والفاجر،إنه أكبر غزو على المسلمين، انتصر به الكفارعلى المسلمين وأوقعواعليهم أكبر هزيمة في التاريخ فبثوا فيه سمومهم،وغزوهم به إلى قعربيوتهم،كيف لا؟!وقد سلبوهم دينهم وأخلاقهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم،واستبدلوها بتقاليدهم وعاداتهم،إلا من رحم الله.
فياعباد الله إن قاذورات العالم كلها في الشبكات العنكبوتية، بل في جهاز صغير يحمله المسلم في جيبه ويرافقه في حِلِّه وترحاله،وفي سفره وحظره،وفي ليله ونهاره ،فإلم يتق الله المسلم في هذا الجهاز فإنه لا شك هالك .
فقد انفجرت المعاصي منه وتسهلت وانتشرت، وقدكانت محصورة في أماكن محدودة وفي أوقات مقصورة، فكان لا يجدهامريدها إلا بكلفة ومشقة ومال وسفر، والآن صار يجدهابضغطة زروهو في بيته وفي خلوته بأقل كلفة وأيسر وقت،وبدون تعب ،فتطورت وانتشرت على مدار الساعة واليوم والليلة في كل زمان ومكان،وهذا من علامات الساعة،ومؤْذِن بقربها.
فقد روى البخاري عن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ : " اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ".
شاهِدُنا من الحديث" ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ" قال بعض أهل العلم هذه الفتنة هي فتنة الشبكات والصور، فإنها لم تدَعْ بيتا من بيوت العرب والعجم إلا دخلته،ولم تدع بيت غني ولا فقير ولا صغير ولا كبيرإلا دخلته،ولا قرية ولا بادية ولاسهل ولا جبل إلا وصلته.
ففي هذه الدقائق نذكر أهم المفاسد الناتجة عنها.
-فمن مفاسد هذه الشبكات إدخال الربا والقمار وانتشار ذلك أكثر مماكان عليه قبل مجيء الشبكات، فكان أهل القمار يتقامرون فيما بينهم مابين رابح وخاسرفي أمكنة محدودة، فصار المتقامرون يقامرون من المشرق إلى المغرب عن طريق الشبكات،فصارت أموال القمار تأتي من مغارب الأرض إلى مشارقها.
فمن صور المقامرة عبر النت كالمشاركة في بعض الألعاب بعد خصم أرصدة من رصيد الطرفين المتقامرين ثم يأخذ الجائزة أحدهم، ويخسر الآخر،أو يرسل المشترك رسالة إلى شركة ما ثم يتم خصم مبلغ من رصيده بمقابل انتظار فرصة مجهولة أو جائزة مجهولة الغالب أنه لا يجدها،وقد حرم الله الميسر فقال في كتابه الكريم:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
*خطبة جمعة بعنوان:*
*مفاسد الشبكات والجوالات*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}[آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }[الأحزاب:70-71]
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار.
أيها الناس { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ }[ سورة الأنعام : 134 ]
فحديثنا اليوم حول أكبر انفجار في العالم ،صار ضحاياه ملايين البشر من العرب والعجم، لاأقول أُزهقت فيه الأرواح والجثث ،ولكن أُزهقت فيه القيم والأخلاق والأعراض ،بل والأديان.
وسميناه انفجارًا لأن المعاصي انفجرت منه وتطايرت منه الشظايا والعيارات الشيطانية فأصابت أكثر الناس في مشارق الأرض ومغاربها،وفي شمالها و جنوبها،وفي برها وبحارها.
هذا الانفجار هو فتنة الشبكات والنت،النت وما أدراك ماالنت،النت مشروع خطير جد خطير،وشره مستطير،وضرره كبير،على الكبير والصغير ،وعلى الغني والفقير،وعلى الجندي والوزير،على الذكر والأنثى،وعلى البر والفاجر،إنه أكبر غزو على المسلمين، انتصر به الكفارعلى المسلمين وأوقعواعليهم أكبر هزيمة في التاريخ فبثوا فيه سمومهم،وغزوهم به إلى قعربيوتهم،كيف لا؟!وقد سلبوهم دينهم وأخلاقهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم،واستبدلوها بتقاليدهم وعاداتهم،إلا من رحم الله.
فياعباد الله إن قاذورات العالم كلها في الشبكات العنكبوتية، بل في جهاز صغير يحمله المسلم في جيبه ويرافقه في حِلِّه وترحاله،وفي سفره وحظره،وفي ليله ونهاره ،فإلم يتق الله المسلم في هذا الجهاز فإنه لا شك هالك .
فقد انفجرت المعاصي منه وتسهلت وانتشرت، وقدكانت محصورة في أماكن محدودة وفي أوقات مقصورة، فكان لا يجدهامريدها إلا بكلفة ومشقة ومال وسفر، والآن صار يجدهابضغطة زروهو في بيته وفي خلوته بأقل كلفة وأيسر وقت،وبدون تعب ،فتطورت وانتشرت على مدار الساعة واليوم والليلة في كل زمان ومكان،وهذا من علامات الساعة،ومؤْذِن بقربها.
فقد روى البخاري عن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ : " اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ".
شاهِدُنا من الحديث" ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ" قال بعض أهل العلم هذه الفتنة هي فتنة الشبكات والصور، فإنها لم تدَعْ بيتا من بيوت العرب والعجم إلا دخلته،ولم تدع بيت غني ولا فقير ولا صغير ولا كبيرإلا دخلته،ولا قرية ولا بادية ولاسهل ولا جبل إلا وصلته.
ففي هذه الدقائق نذكر أهم المفاسد الناتجة عنها.
-فمن مفاسد هذه الشبكات إدخال الربا والقمار وانتشار ذلك أكثر مماكان عليه قبل مجيء الشبكات، فكان أهل القمار يتقامرون فيما بينهم مابين رابح وخاسرفي أمكنة محدودة، فصار المتقامرون يقامرون من المشرق إلى المغرب عن طريق الشبكات،فصارت أموال القمار تأتي من مغارب الأرض إلى مشارقها.
فمن صور المقامرة عبر النت كالمشاركة في بعض الألعاب بعد خصم أرصدة من رصيد الطرفين المتقامرين ثم يأخذ الجائزة أحدهم، ويخسر الآخر،أو يرسل المشترك رسالة إلى شركة ما ثم يتم خصم مبلغ من رصيده بمقابل انتظار فرصة مجهولة أو جائزة مجهولة الغالب أنه لا يجدها،وقد حرم الله الميسر فقال في كتابه الكريم:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91) }[ سورة المائدة : 90 إلى 91 ]
وهكذا الربا زاد انتشاره عبر النت، فقد كانت المعاملة الربوية محصورة في البنوك الربوية ،فتوسعت حتى صارالمرابون يتعاملون به عن طريق النت وهم في بيوتهم، فيضعون الأموال في البنوك أو يسحبون منها أو يحولونها عبر النت مما ساعد على انتشار الربا ،وله صور كثيرة موجودة في كتب الفقه،وإنما أشرنا إليه إشارة،ويكفينا هنا أن نذكر دليلين من الكتاب والسنة على تحريم الربا،قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ }[ سورة البقرة : 278 إلى 279 ]
وروى الإمام أحمدعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ - غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً ".
-ومن مفاسد الشبكات ياعباد الله: تناقل الصور الإباحية، والصور الخليعة، وصور النساء الكاسية العارية،فأفسدت كثيرا من الشباب والشابات، بل أفسدت حتى الصغار والأطفال فقدصاروا يتلفظون بأقوال ويفعلون أفعالا تقشعر منهاالجلود، لأن هذه الأجهزة صارت في متناولهم وبتسهيل من أولياء أمورهم، بل قد أفسدت كثيرا من الشيبات كبار السن فضلا عن الشباب ففتنت الكثير من الناس والعياذ بالله.
ولقد كان التصوير محصورا في أماكن محدودة فكان الذي يريدها يذهب إليها بسفر وكلفة،ثم تطورت قليلا فصارت أجهزة التصوير بحوزة الأغنياء لكنها نادرة، والصورليست فورية،ثم تطورت شيئا فشيئا حتى صارت فورية وسريعة الإخراج،ثم تكاثرت أجهزة التصوير حتى جاءت الجوالات حتى وصلت الصور إلى كل بيت،ثم انفجرت الصورفتواردت من كل حدب وصوب عن طريق النت حتى وصلت إلى هذا الموصل العجيب،بل صار النت يبث صورة الشخص مع الصوت مما سهل انتشار الفساد لأهل الشر والفساد فزادت الفتن وانتشرت الفواحش وكثرت الجرائم فإلى الله المشتكى.
واسمعوا هذه الأحاديث في حكم الصور والتصوير والوعيد المترتب على المصورين.
فقد روى البخاري عن أَبِي جُحَيْفَةَ ،رضي الله عنه،قال: لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمُصَوِّرِينَ"
فاحذر يا عبدالله أن تُطرَد من رحمة الله بلمسة زر، أو تستحق دخول النار بسبب صورة ،فقد جاء الوعيد للمصورين بالنار والعياذ بالله ،فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْبَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، وَقَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ ".
وفي رواية:" إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ "
وفي رواية لهما واللفظ للبخاري" أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، وَأَنَّ مَنْ صَنَعَ الصُّورَةَ يُعَذَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ يَقُولُ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ "
وروى مسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا. فَقَالَ لَهُ : ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ : ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ : أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ ". وَقَالَ : " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ "
واعلموا رعاكم الله أن هذا الوعيد في الصورالمنزهة عن الخنا والبعيدة عن الفتنة،فكيف لو كانت الصور خليعةً أو فاتنةً،فإن الوعيد فيها آكد والعقوبة عليها أشد،والوعيد عام في المصوِّر والمصوَّر، فإن الراضي كالفاعل،فكيف بالمشارك والمعين،وهكذا المشاهد فإن له نصيبًا من ذلك.
وهكذا الربا زاد انتشاره عبر النت، فقد كانت المعاملة الربوية محصورة في البنوك الربوية ،فتوسعت حتى صارالمرابون يتعاملون به عن طريق النت وهم في بيوتهم، فيضعون الأموال في البنوك أو يسحبون منها أو يحولونها عبر النت مما ساعد على انتشار الربا ،وله صور كثيرة موجودة في كتب الفقه،وإنما أشرنا إليه إشارة،ويكفينا هنا أن نذكر دليلين من الكتاب والسنة على تحريم الربا،قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ }[ سورة البقرة : 278 إلى 279 ]
وروى الإمام أحمدعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ - غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً ".
-ومن مفاسد الشبكات ياعباد الله: تناقل الصور الإباحية، والصور الخليعة، وصور النساء الكاسية العارية،فأفسدت كثيرا من الشباب والشابات، بل أفسدت حتى الصغار والأطفال فقدصاروا يتلفظون بأقوال ويفعلون أفعالا تقشعر منهاالجلود، لأن هذه الأجهزة صارت في متناولهم وبتسهيل من أولياء أمورهم، بل قد أفسدت كثيرا من الشيبات كبار السن فضلا عن الشباب ففتنت الكثير من الناس والعياذ بالله.
ولقد كان التصوير محصورا في أماكن محدودة فكان الذي يريدها يذهب إليها بسفر وكلفة،ثم تطورت قليلا فصارت أجهزة التصوير بحوزة الأغنياء لكنها نادرة، والصورليست فورية،ثم تطورت شيئا فشيئا حتى صارت فورية وسريعة الإخراج،ثم تكاثرت أجهزة التصوير حتى جاءت الجوالات حتى وصلت الصور إلى كل بيت،ثم انفجرت الصورفتواردت من كل حدب وصوب عن طريق النت حتى وصلت إلى هذا الموصل العجيب،بل صار النت يبث صورة الشخص مع الصوت مما سهل انتشار الفساد لأهل الشر والفساد فزادت الفتن وانتشرت الفواحش وكثرت الجرائم فإلى الله المشتكى.
واسمعوا هذه الأحاديث في حكم الصور والتصوير والوعيد المترتب على المصورين.
فقد روى البخاري عن أَبِي جُحَيْفَةَ ،رضي الله عنه،قال: لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمُصَوِّرِينَ"
فاحذر يا عبدالله أن تُطرَد من رحمة الله بلمسة زر، أو تستحق دخول النار بسبب صورة ،فقد جاء الوعيد للمصورين بالنار والعياذ بالله ،فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْبَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، وَقَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ ".
وفي رواية:" إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ "
وفي رواية لهما واللفظ للبخاري" أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، وَأَنَّ مَنْ صَنَعَ الصُّورَةَ يُعَذَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ يَقُولُ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ "
وروى مسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا. فَقَالَ لَهُ : ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ : ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ : أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ ". وَقَالَ : " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ "
واعلموا رعاكم الله أن هذا الوعيد في الصورالمنزهة عن الخنا والبعيدة عن الفتنة،فكيف لو كانت الصور خليعةً أو فاتنةً،فإن الوعيد فيها آكد والعقوبة عليها أشد،والوعيد عام في المصوِّر والمصوَّر، فإن الراضي كالفاعل،فكيف بالمشارك والمعين،وهكذا المشاهد فإن له نصيبًا من ذلك.
وهذه الأحاديث عامة في الحكم على جميع الصور،كما في الحديث "كل مصور في النار"سواء كانت الصورة منحوتة أو مرسومة أو فتوغرافية شمسية،ثابتة أو متحركة لأن العلة واحدة وهي مضاهاة ومشابهة خلق الله،كما في قوله عليه الصلاة والسلام:" إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ "
-ومن مفاسد الشبكات بث المسلسلات،وهي ناتجة عن تصوير ذوات الأرواح،وقدتقدم حكم التصوير،بأن المصور معلون،ومستحق للنارإن أمضى الله فيه الوعيد.
وقد كانت المسلسلات محصورة في أوقات معينة ، كشهر رمضان، فكانوا يبثونها ليشغلوا الناس عن العبادات،وكانت عن طريق التلفاز في قرىً معينة عند بعض الناس،ثم جاء جهاز الدش فقال الصالحون: أما هذا الجهاز فإنه سيدمر القيم والأخلاق ، ثم جاءت الشبكات فتوسعت رقعة الفساد وانفجرت منها المسلسلات حتى دخلت أكثر البيوت ،بل إنها وصلت إلى بيوت الصالحين.
فاحذروا المسلسلات ياعباد الله فإنها تشتمل على الكذب والتزوير والتلبيس والاختلاط والمغازلات والأغاني والكذب والاستهزاء بالصالحين،وربما تحت ستار المسلسل الإسلامي كذبا وزورا،فإن الإسلام بريء من المسلسلات لِما تشتمل على المعاصي والمنكرات،وما ينسب إلى الصحابة والتابعين في هذه المسلسلات من قبل الممثلين فإن كثيرا منها كذب وزور وهم منها براء،ولقد علم العقلاء أن الصحابة والتابعين والأولياء والصالحين ما كانوا على هذه الحالات المزرية والصفات المخزية التي ينسبونها إليهم حاشاهم.
واعلموا أن هذه المسلسلات والمسرحيات تقليد للغرب ،أخذها أهل البدع وأهل المعاصي من الكفار ليشغلوا بها المسلمين عماينفعهم ويصرفوهم عن دينهم.
قال تعالى{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }[ سورة النساء : 27 ]
وروى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ "."
-ومن مفاسد الشبكات ياعباد الله: ظهور المعازف وانتسار الأغاني ،فقد انفجرت من هذه الشبكات الأغاني حتى وصلت إلى كل بيت فصارت في مسمع الصغير والكبير والغني والفقير،والرجال والنساء،حتى وصلت إلى المساجد،وإلى صفوف المصلين عبر رنات الجوالات،وقدكانت قبل النت محصورة في محلات خاصة يسافر إليها العصاة سفرا فيشترون أشرطة الأغاني وأجهزة الأغاني بأموالهم ،إلى أن جاءت هذه الشبكات ،فصارت في متناول الجميع ، تصلهم عبر الذبذبات بلمسة زر وبأقل كلفة وأقصر وقت وهم في بيوتهم ،فتنة عظيمة حلت بالناس،والأدلة في تحريم الأغاني كثيرة لايسع المقام لذكها،ونكتفي بذكر دليلين من الكتاب والسنة ،فإن المريدللحق يكتفي بدليل واحد فينقاد أو يرتدع، قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }[ سورة لقمان : 6 ]
وقد فسرابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم لهو الحديث بالأغاني،وكان ابن مسعود يقول والله الذي لا إله إلا هو إن لهو الحديث هو الأغاني يحلف ثلاثا كما في تفسير ابن كثير وغيره.
وروى الترمذي عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَتَى ذَاكَ ؟ قَالَ : " إِذَا ظَهَرَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ "
فالأغاني المشتملة على أدوات المعازف مؤذنة بنزول هذه العقوبات والعياذ بالله،والمعازف هي: كلما عزف وأطرب فيدخل في ذلك جميع آلات اللهو والمعازف ،فكل كلام مصحوب بأدوات المعازف فهو أغاني محرمة وإن غيروا أسماءها،فتغيير الأسماء لا يعني تغيير المسميات ،فإن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما،وعلة التحريم هو وجود المعازف، وسواء سموها قصائد،أو زوامل، أو أشعار، أو شيلات، فإن الحكم واحد مادام أنها تشتمل على أدوات المعازف، فإذا وجدت أداة واحدة منها فهي كافية في تحريمها.
والأغاني تفسد القلب وتسخط الرب،وذريعة إلى الزنا،قال ابن مسعود رضي الله عنه :"الأغاني تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء القلب" ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ: "اﻟﻐﻨﺎء ﺭﻗﻴﺔ اﻟﺰﻧﺎ" ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻀﺤﺎﻙ:"اﻟﻐﻨﺎء ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻣﺴﺨﻄﺔ ﻟﻠﺮﺏ".
-ومن مفاسد الشبكات ياعباد الله: النظر إلى المحرمات،فقدكان الناس في عافية وكان الشر قليلا،فلا يوجد مايفسد الشباب عن طريق أسماعهم وأبصارهم،ثم جاء جهاز التلفاز فبدأ الشر ينشأ،ثم زاد مع جهاز الدش فبدأ الشباب يتفكهون بالنظر إلى الممثلات،ثم زاد الشر عن طريق السينما،ثم انفجرت صور النساء الكاسيات العاريات عن طريق النت،فصار الشباب ينزلون المقاطع الخليعة والصور الإباحية وهم في بيوتهم بل صارالفسقة يراسلون الفاسقات عن طريق التواصلات
-ومن مفاسد الشبكات بث المسلسلات،وهي ناتجة عن تصوير ذوات الأرواح،وقدتقدم حكم التصوير،بأن المصور معلون،ومستحق للنارإن أمضى الله فيه الوعيد.
وقد كانت المسلسلات محصورة في أوقات معينة ، كشهر رمضان، فكانوا يبثونها ليشغلوا الناس عن العبادات،وكانت عن طريق التلفاز في قرىً معينة عند بعض الناس،ثم جاء جهاز الدش فقال الصالحون: أما هذا الجهاز فإنه سيدمر القيم والأخلاق ، ثم جاءت الشبكات فتوسعت رقعة الفساد وانفجرت منها المسلسلات حتى دخلت أكثر البيوت ،بل إنها وصلت إلى بيوت الصالحين.
فاحذروا المسلسلات ياعباد الله فإنها تشتمل على الكذب والتزوير والتلبيس والاختلاط والمغازلات والأغاني والكذب والاستهزاء بالصالحين،وربما تحت ستار المسلسل الإسلامي كذبا وزورا،فإن الإسلام بريء من المسلسلات لِما تشتمل على المعاصي والمنكرات،وما ينسب إلى الصحابة والتابعين في هذه المسلسلات من قبل الممثلين فإن كثيرا منها كذب وزور وهم منها براء،ولقد علم العقلاء أن الصحابة والتابعين والأولياء والصالحين ما كانوا على هذه الحالات المزرية والصفات المخزية التي ينسبونها إليهم حاشاهم.
واعلموا أن هذه المسلسلات والمسرحيات تقليد للغرب ،أخذها أهل البدع وأهل المعاصي من الكفار ليشغلوا بها المسلمين عماينفعهم ويصرفوهم عن دينهم.
قال تعالى{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }[ سورة النساء : 27 ]
وروى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ "."
-ومن مفاسد الشبكات ياعباد الله: ظهور المعازف وانتسار الأغاني ،فقد انفجرت من هذه الشبكات الأغاني حتى وصلت إلى كل بيت فصارت في مسمع الصغير والكبير والغني والفقير،والرجال والنساء،حتى وصلت إلى المساجد،وإلى صفوف المصلين عبر رنات الجوالات،وقدكانت قبل النت محصورة في محلات خاصة يسافر إليها العصاة سفرا فيشترون أشرطة الأغاني وأجهزة الأغاني بأموالهم ،إلى أن جاءت هذه الشبكات ،فصارت في متناول الجميع ، تصلهم عبر الذبذبات بلمسة زر وبأقل كلفة وأقصر وقت وهم في بيوتهم ،فتنة عظيمة حلت بالناس،والأدلة في تحريم الأغاني كثيرة لايسع المقام لذكها،ونكتفي بذكر دليلين من الكتاب والسنة ،فإن المريدللحق يكتفي بدليل واحد فينقاد أو يرتدع، قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }[ سورة لقمان : 6 ]
وقد فسرابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم لهو الحديث بالأغاني،وكان ابن مسعود يقول والله الذي لا إله إلا هو إن لهو الحديث هو الأغاني يحلف ثلاثا كما في تفسير ابن كثير وغيره.
وروى الترمذي عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَتَى ذَاكَ ؟ قَالَ : " إِذَا ظَهَرَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ "
فالأغاني المشتملة على أدوات المعازف مؤذنة بنزول هذه العقوبات والعياذ بالله،والمعازف هي: كلما عزف وأطرب فيدخل في ذلك جميع آلات اللهو والمعازف ،فكل كلام مصحوب بأدوات المعازف فهو أغاني محرمة وإن غيروا أسماءها،فتغيير الأسماء لا يعني تغيير المسميات ،فإن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما،وعلة التحريم هو وجود المعازف، وسواء سموها قصائد،أو زوامل، أو أشعار، أو شيلات، فإن الحكم واحد مادام أنها تشتمل على أدوات المعازف، فإذا وجدت أداة واحدة منها فهي كافية في تحريمها.
والأغاني تفسد القلب وتسخط الرب،وذريعة إلى الزنا،قال ابن مسعود رضي الله عنه :"الأغاني تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء القلب" ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ: "اﻟﻐﻨﺎء ﺭﻗﻴﺔ اﻟﺰﻧﺎ" ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻀﺤﺎﻙ:"اﻟﻐﻨﺎء ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻣﺴﺨﻄﺔ ﻟﻠﺮﺏ".
-ومن مفاسد الشبكات ياعباد الله: النظر إلى المحرمات،فقدكان الناس في عافية وكان الشر قليلا،فلا يوجد مايفسد الشباب عن طريق أسماعهم وأبصارهم،ثم جاء جهاز التلفاز فبدأ الشر ينشأ،ثم زاد مع جهاز الدش فبدأ الشباب يتفكهون بالنظر إلى الممثلات،ثم زاد الشر عن طريق السينما،ثم انفجرت صور النساء الكاسيات العاريات عن طريق النت،فصار الشباب ينزلون المقاطع الخليعة والصور الإباحية وهم في بيوتهم بل صارالفسقة يراسلون الفاسقات عن طريق التواصلات
الاجتماعية،وربماتحدثوا معهن بالصوت والصورة فيسحرنهم ويفسدنهم، وربما أخرجنهم من بيوتهم،وربما لم يرجع أحدهم إلى بيته إلا محمولا على الألواح، ويحصل بسببها أمور لا تحمد عقباها،فاتقوا الله أيها الناس في أولادكم، واتقِ الله أيها الشاب في سمعك وبصرك،فرب نظرة تفسد عليك دينك ودنياك،وأيما عين نظرت إلى الحرام فهي عين زانية،فقد روى مسلم وأحمد واللفظ له عن أَبِي هُرَيْرَةَ ،رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لِكُلِّ بَنِي آدَمَ حَظٌّ مِنَ الزِّنَى، فَالْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ."الحديث، فالنظر سهم مسموم من سهام إبليس وذريعة إلى الزنا، وقد أمر الله بغض البصر فقال عز مِن قائل: { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }الآيتان[ سورة النور : 30 إلى 31 ]
وسيُسأل العبد عن كل نظرة نظرها،قال تعالى{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }[ سورة الإسراء : 36 ]
-ومن مفاسد الشبكات ضياع الأوقات والصلوات ،وعقوق الآباء والأمهات،فإن كثيرا من الناس انهمكوابالشبكات،وعكفوا على المسلسلات، وغرقوا في الأضحوكات ،فذبحوا أوقاتهم،وضيعوا صلواتهم،وعقوا آباءهم وأمهاتهم، ولم يؤدوا واجبهم نحوهم.
وسيسأل كل إنسان على عمله، ووقته وعمره،وعلى جسمه وشبابه،وسيتحسر على كل ساعة لم يجعلها في طاعة.
فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ "
وروى الترمذي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ ،رضي الله عنه،قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ"
وفي رواية"وعن شبابه فيم أبلاه"
وروى الترمذي عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً ، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ "
فالشبكات تهدر الأوقات هدرا،وتذبح الساعات ذبحا، وقلَّ من يذكر الله فيها،وقد دل هذا الحديث وغيره من الأحاديث على وجوب المحافظة على الأوقات،وصرفها في طاعة الله،والترهيب من ضياعها في غير ما يرضي الله،ويؤخذ من هذا جواز استخدام الشبكات في طاعة الله وفي ذكر الله وفيما يعود نفعه على الإنسان،لكن قليل من يغتنمها في الخير،فصار شرها أكثر من خيرها.
قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله:(الفوت أشد من الموت)أي ضياع الوقت أشد من الموت.
وقال ابن القيم رحمه الله :(من لم يجعل وقته كله لله فالموت خير له من الحياه)
-ومن مفاسد شبكات النت مضاعفة الذنوب والسيئات وتراكمها على العبد،وإن كان الذنب محصورا على العبد، السيئة بمثلها،إلا إذا تسبب في نشرها بين الناس،فيحمل أوزار كل من أضلهم، فإذا نشرها في الشبكات تضاعفت عليه فهلك وأهلك،وصارت سيئات غيره تتراكم عليه لأنه هو الذي دعا إليها،فقد يكسب العبد ملايين السيئات في لمسة زر!مما يجعل العاقل اللبيب يخاف على نفسه من هذه الشبكات،وبالعكس من نشر الخير فله مثل أجور من تبعه،فقد روى الإمام مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا. وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا"
فأغلق على نفسك باب الشر يامسلم قبل أن تجرفك الشبكات إلى أوحال المعاصي والفتن والمهلكات، فقد روى الإمام أحمد عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ "
وسيُسأل العبد عن كل نظرة نظرها،قال تعالى{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }[ سورة الإسراء : 36 ]
-ومن مفاسد الشبكات ضياع الأوقات والصلوات ،وعقوق الآباء والأمهات،فإن كثيرا من الناس انهمكوابالشبكات،وعكفوا على المسلسلات، وغرقوا في الأضحوكات ،فذبحوا أوقاتهم،وضيعوا صلواتهم،وعقوا آباءهم وأمهاتهم، ولم يؤدوا واجبهم نحوهم.
وسيسأل كل إنسان على عمله، ووقته وعمره،وعلى جسمه وشبابه،وسيتحسر على كل ساعة لم يجعلها في طاعة.
فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ "
وروى الترمذي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ ،رضي الله عنه،قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ"
وفي رواية"وعن شبابه فيم أبلاه"
وروى الترمذي عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً ، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ "
فالشبكات تهدر الأوقات هدرا،وتذبح الساعات ذبحا، وقلَّ من يذكر الله فيها،وقد دل هذا الحديث وغيره من الأحاديث على وجوب المحافظة على الأوقات،وصرفها في طاعة الله،والترهيب من ضياعها في غير ما يرضي الله،ويؤخذ من هذا جواز استخدام الشبكات في طاعة الله وفي ذكر الله وفيما يعود نفعه على الإنسان،لكن قليل من يغتنمها في الخير،فصار شرها أكثر من خيرها.
قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله:(الفوت أشد من الموت)أي ضياع الوقت أشد من الموت.
وقال ابن القيم رحمه الله :(من لم يجعل وقته كله لله فالموت خير له من الحياه)
-ومن مفاسد شبكات النت مضاعفة الذنوب والسيئات وتراكمها على العبد،وإن كان الذنب محصورا على العبد، السيئة بمثلها،إلا إذا تسبب في نشرها بين الناس،فيحمل أوزار كل من أضلهم، فإذا نشرها في الشبكات تضاعفت عليه فهلك وأهلك،وصارت سيئات غيره تتراكم عليه لأنه هو الذي دعا إليها،فقد يكسب العبد ملايين السيئات في لمسة زر!مما يجعل العاقل اللبيب يخاف على نفسه من هذه الشبكات،وبالعكس من نشر الخير فله مثل أجور من تبعه،فقد روى الإمام مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا. وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا"
فأغلق على نفسك باب الشر يامسلم قبل أن تجرفك الشبكات إلى أوحال المعاصي والفتن والمهلكات، فقد روى الإمام أحمد عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ "
وروى ابن ماجه عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ،رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ"
فإن المفسبك أو الموتسب قد يرسل الرسالة أو الصورة أو المقطع مما يغضب الله إلى رجل ثم ينشرها هذا الرجل حتى تصل إلى ملايين البشرفي لحظات،فيكتسب ملايين السيئات،وربما تتبعه ملايين اللعنات وهو غافل عن هذا. { ۚفَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[ سورة المائدة : 100 ]
-أفيقوا ياعبادالله من غفلتكم،إن هذه الشبكات وهذه الجوالات بحار لا سواحل لها،وستأتي يوم القيامة جبالا من حسنات أو من سيئات ،فاتقوا الله في جوالاتكم،وضعوها حيث يرضي ربكم،فعما قريب ستسركم وتسعدكم،أو تضركم فتسوءُكم،قال الله{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }[ سورة الزلزلة : 7 إلى 8 ]
وقال الله { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }
[ سورة الكهف : 49 ]
ففي يوم القيامة يرى العبد مثاقيل الذر من أعماله ماكانت على باله،قال تعالى:{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ }[ سورة الأنبياء : 47 ]
لكن بعض الناس ما يفيق إلا بعد أن يقع الفأس على الرأس،كم من أناس ندموا في الدنيا بسبب هذه الجوالات،وندم يوم القيامة أشد وأعظم.
فيا مسيئا في استخدام هذه الشبكات وأجهزتها:تدارك نفسك قبل أن تعض على أنامل الندم،يقول تعالى:{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا }[ سورة الفرقان : 27 إلى 29 ]
ولقد صارت هذه الشبكات وهذه الجوالات من أعظم الجلساء للإنسان، وصار أكثر التواصلات والمراسلات وغالب المعاملات عن طريقها،فإياك ومراسلة الفاسدين،وإياك ومواصلة المجرمين،وحذاري حذاري من مناقشة أهل البدع والمتحزبين،وعليك بالصالحين والمستقيمين فإن مجالستهم هدى وصلاح،يأخذون بيدك إذا زللت،ويناصحونك إذا اعوججت،ويعينونك إذا استقمت،بينما أهل البدع والفسوق ما يزيدونك إلا شرا إلى شرك،بل يصدونك عن الحق ويصرفونك عن الطاعات،ويأزونك نحو المنكرات،فاحذر فإن المرء على دين خليله وجليسه،فانظر من تجالس،ولقد صار الجوال من أعظم الجلساء الذي يرافق العبد في كل وقت وحين.،ألا وإن مراسلة الفاسدين وأهل البدع والتواصل معهم عبرالجوالات في حكم مجالستهم ،ولقد حذر السلف الصالح من مجالسة أهل البدع ورد السلام عليهم فانتبهوا،فقد روى أبو داود وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ".
كم فسد من أشخاص بسبب جلساء السوء في الجوالات،احذروا شياطين الإنس فإنهم أشد تأثيرا من شياطين الجن ،شياطين الجن يدخلون الإنسان من مجاري الدماء،وشياطين الإنس يدخلون إلى قلب الإنسان وعقله عن طريق الذبذبات والشبكات ،شيطان الجن تستطيع طرده بذكرالله وبقراءة القرآن،وشيطان الإنس تسطيع طرده بحذفه وحضره،ويكفيك الله شره،ويبدلك خيرا منه،فإن الجليس الصالح كحامل المسك أما أن تستفيد منه، أو تجد منه ريحا طيبة ، أو تشتري منه،وجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أوتتأذى من رائحته،فضع نفسك أينما شئت فإن العاقبة للمتقين.
*الخطبة الثانية:*
الحمدلله الذي تسبح له جميع المخلوقات، ،وبسط الأرض ورفع السماوات' ودانت له جميع البريات ،وتفرد بجميع العبادات،وتنزه عن جميع العيوب والنقائص واتصف بأحسن الصفات.
وحث عباده على الطاعات،ونهاهم عن المعاصي والسيئات،ووعدهم بالدرجات ،في أعلى الجنات،وتوعد العصاة وأصحاب المنكرات بالويل والعذاب والعقوبات.
فإن المفسبك أو الموتسب قد يرسل الرسالة أو الصورة أو المقطع مما يغضب الله إلى رجل ثم ينشرها هذا الرجل حتى تصل إلى ملايين البشرفي لحظات،فيكتسب ملايين السيئات،وربما تتبعه ملايين اللعنات وهو غافل عن هذا. { ۚفَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[ سورة المائدة : 100 ]
-أفيقوا ياعبادالله من غفلتكم،إن هذه الشبكات وهذه الجوالات بحار لا سواحل لها،وستأتي يوم القيامة جبالا من حسنات أو من سيئات ،فاتقوا الله في جوالاتكم،وضعوها حيث يرضي ربكم،فعما قريب ستسركم وتسعدكم،أو تضركم فتسوءُكم،قال الله{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }[ سورة الزلزلة : 7 إلى 8 ]
وقال الله { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }
[ سورة الكهف : 49 ]
ففي يوم القيامة يرى العبد مثاقيل الذر من أعماله ماكانت على باله،قال تعالى:{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ }[ سورة الأنبياء : 47 ]
لكن بعض الناس ما يفيق إلا بعد أن يقع الفأس على الرأس،كم من أناس ندموا في الدنيا بسبب هذه الجوالات،وندم يوم القيامة أشد وأعظم.
فيا مسيئا في استخدام هذه الشبكات وأجهزتها:تدارك نفسك قبل أن تعض على أنامل الندم،يقول تعالى:{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا }[ سورة الفرقان : 27 إلى 29 ]
ولقد صارت هذه الشبكات وهذه الجوالات من أعظم الجلساء للإنسان، وصار أكثر التواصلات والمراسلات وغالب المعاملات عن طريقها،فإياك ومراسلة الفاسدين،وإياك ومواصلة المجرمين،وحذاري حذاري من مناقشة أهل البدع والمتحزبين،وعليك بالصالحين والمستقيمين فإن مجالستهم هدى وصلاح،يأخذون بيدك إذا زللت،ويناصحونك إذا اعوججت،ويعينونك إذا استقمت،بينما أهل البدع والفسوق ما يزيدونك إلا شرا إلى شرك،بل يصدونك عن الحق ويصرفونك عن الطاعات،ويأزونك نحو المنكرات،فاحذر فإن المرء على دين خليله وجليسه،فانظر من تجالس،ولقد صار الجوال من أعظم الجلساء الذي يرافق العبد في كل وقت وحين.،ألا وإن مراسلة الفاسدين وأهل البدع والتواصل معهم عبرالجوالات في حكم مجالستهم ،ولقد حذر السلف الصالح من مجالسة أهل البدع ورد السلام عليهم فانتبهوا،فقد روى أبو داود وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ".
كم فسد من أشخاص بسبب جلساء السوء في الجوالات،احذروا شياطين الإنس فإنهم أشد تأثيرا من شياطين الجن ،شياطين الجن يدخلون الإنسان من مجاري الدماء،وشياطين الإنس يدخلون إلى قلب الإنسان وعقله عن طريق الذبذبات والشبكات ،شيطان الجن تستطيع طرده بذكرالله وبقراءة القرآن،وشيطان الإنس تسطيع طرده بحذفه وحضره،ويكفيك الله شره،ويبدلك خيرا منه،فإن الجليس الصالح كحامل المسك أما أن تستفيد منه، أو تجد منه ريحا طيبة ، أو تشتري منه،وجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أوتتأذى من رائحته،فضع نفسك أينما شئت فإن العاقبة للمتقين.
*الخطبة الثانية:*
الحمدلله الذي تسبح له جميع المخلوقات، ،وبسط الأرض ورفع السماوات' ودانت له جميع البريات ،وتفرد بجميع العبادات،وتنزه عن جميع العيوب والنقائص واتصف بأحسن الصفات.
وحث عباده على الطاعات،ونهاهم عن المعاصي والسيئات،ووعدهم بالدرجات ،في أعلى الجنات،وتوعد العصاة وأصحاب المنكرات بالويل والعذاب والعقوبات.
أمابعد:
فنوصي أنفسنا وجميع إخواننا بتقوى الله في هذه الأجهزة والشبكات، فإننا سنقف بين يدي الله جل وعلا فيسألنا عليها،قال تعالى:{ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }[ سورة الصافات : 24 ]وأن هذه الأجهزة نعمة فاشكروا الله عليها،وإلا صارت نقمة فاحذروا منها،قال تعالى: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }[ سورة التكاثر : 8 ]
ثم اعلموا أن الله تعالى يمهل ولايهمل،ويحلم ولايعاجل بالعقوبة،قال تعالى{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }[ سورة إبراهيم : 42 ]
فيا عباد الله راقبوا الله في هذه الشبكات فإن الله رقيب عليكم،يرى أعمالكم،ويسمع أقوالكم، ويعلم أحوالكم، فيجازيكم عليها يوم معادكم، قال تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }[ سورة النساء : 1 ]
لو أن الناس راقبوا الله جل وعلا،واستحضروا رؤيته لهم وعلموا عظمته ماعصاه أحد،لكن بسبب ضعف المراقبة عندكثير من الناس ارتكبوا ما حرم الله،قال الحسن البصري رحمه الله:(لاتنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت).
وقد أحسن من قال:
إذا خلوت بريبة في ظلمة***والنفس داعية إلى الطغيانِ
فاستحي من نظر الإلهِ وقل لها***
إن الذي خلق الظلام يراني.
يامن تستحيي من فعل المعصية أمام المخلوق، ألا تستحيي من فعها أمام الخالق سبحانه وتعالى؟لاتغفل فإنه يراك،يامن تختلي في غرف مخفية، وترتكب المعاصي في الخلوات،وتظهربمظهر الخيروالصلاح في الجلوات، احذر من حبوط الحسنات، فقد روى ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ ، رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ". قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا ؛ أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ : " أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ".أي أنهم يظهرون أمام الناس بمظهر الصلاح،وإذا خلوا ارتكبوا المحرمات.
عباد الله :اتقوا الله في أبنائكم وبناتكم وزوجاتكم ومن تحت رعايتكم، لاتمكنوهم من الجولات الذكية فتفسدوهم بها،أنقذوهم من النار بحجزهم عن مساخط الجبار.
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }[ سورة التحريم : 6 ]
فإنكم مسئولون عنهم يوم القيامة،فقد روى البخاري ومسلم عن ابْنِ عُمَرَ ،رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ".
عبادالله:إذا لم نأمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر يوشك أن تنزل علينا العقوبات العاجلة في الدنيا قبل الآخرة،قال تعالى:
{ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }[ سورة الأنفال : 25 ]
وروى البخاري ومسلم عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ،رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَهُوَ يَقُولُ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ؛ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ "، وَعَقَدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ عَشَرَةً. قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ "
والخبث هو الفجور والفسوق والعصيان،فماأكثرالخبث في الشبكات العنكبوتية ولاحول ولاقوة إلا بالله.
فنوصي أنفسنا وجميع إخواننا بتقوى الله في هذه الأجهزة والشبكات، فإننا سنقف بين يدي الله جل وعلا فيسألنا عليها،قال تعالى:{ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }[ سورة الصافات : 24 ]وأن هذه الأجهزة نعمة فاشكروا الله عليها،وإلا صارت نقمة فاحذروا منها،قال تعالى: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }[ سورة التكاثر : 8 ]
ثم اعلموا أن الله تعالى يمهل ولايهمل،ويحلم ولايعاجل بالعقوبة،قال تعالى{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }[ سورة إبراهيم : 42 ]
فيا عباد الله راقبوا الله في هذه الشبكات فإن الله رقيب عليكم،يرى أعمالكم،ويسمع أقوالكم، ويعلم أحوالكم، فيجازيكم عليها يوم معادكم، قال تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }[ سورة النساء : 1 ]
لو أن الناس راقبوا الله جل وعلا،واستحضروا رؤيته لهم وعلموا عظمته ماعصاه أحد،لكن بسبب ضعف المراقبة عندكثير من الناس ارتكبوا ما حرم الله،قال الحسن البصري رحمه الله:(لاتنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت).
وقد أحسن من قال:
إذا خلوت بريبة في ظلمة***والنفس داعية إلى الطغيانِ
فاستحي من نظر الإلهِ وقل لها***
إن الذي خلق الظلام يراني.
يامن تستحيي من فعل المعصية أمام المخلوق، ألا تستحيي من فعها أمام الخالق سبحانه وتعالى؟لاتغفل فإنه يراك،يامن تختلي في غرف مخفية، وترتكب المعاصي في الخلوات،وتظهربمظهر الخيروالصلاح في الجلوات، احذر من حبوط الحسنات، فقد روى ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ ، رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ". قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا ؛ أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ : " أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ".أي أنهم يظهرون أمام الناس بمظهر الصلاح،وإذا خلوا ارتكبوا المحرمات.
عباد الله :اتقوا الله في أبنائكم وبناتكم وزوجاتكم ومن تحت رعايتكم، لاتمكنوهم من الجولات الذكية فتفسدوهم بها،أنقذوهم من النار بحجزهم عن مساخط الجبار.
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }[ سورة التحريم : 6 ]
فإنكم مسئولون عنهم يوم القيامة،فقد روى البخاري ومسلم عن ابْنِ عُمَرَ ،رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ".
عبادالله:إذا لم نأمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر يوشك أن تنزل علينا العقوبات العاجلة في الدنيا قبل الآخرة،قال تعالى:
{ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }[ سورة الأنفال : 25 ]
وروى البخاري ومسلم عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ،رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَهُوَ يَقُولُ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ؛ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ "، وَعَقَدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ عَشَرَةً. قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ "
والخبث هو الفجور والفسوق والعصيان،فماأكثرالخبث في الشبكات العنكبوتية ولاحول ولاقوة إلا بالله.
فإذا سكت الصالحون عن المنكرات أخذهم العذاب مع غيرهم،فإن العقوبة تعم الصالح والطالح، وإذا أخذ الصالحون بأيدي أهل المعاصي نجوا ونجوا جميعا،فقد روى البخاري عن النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ، وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا : لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا ".
فإن أصر العصاة على معاصيهم أخذهم العذاب خاصة، ونجا الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر،قال تعالى: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }[ سورة الأعراف : 165 ]
وختاما نذكر حكم الشبكات والأجهزة المتعلقة بها،فنقول: إن هذه الشبكات تضم كثيرا من البرامج ،فمنها ماهو مباح إذا استعمل في مباح، ومنها ماهوحرام لاشتماله على الحرام،مثل الفيسبك والتكتك وأمثالهما.
فأما البرامج الأخرى فإن الحكم عليها منوط باستخدامها، فإذا استخدمت في مباح فهي مباحة،وإذا استخدمت في خير فهي مستحبة،وإذا استخدمت في حرام فهي محرمة،فهي سلاح ذو حدين كيفما استعملت فإن الحكم يترتب عليها،لكن شرها أكثر من خيرها فلينتبه لذلك
وهكذاالحكم في الجوالات المتطورة،إن استعملت في خير فهي خير،وإن استعملت في شرفهي شر،لكن لا يستعملها إلا ذوعقل ودين،ممن يتقي الله رب العالمين،فلا يمكن منها الأولاد والنساء إلا مع المراقبة الشديدة ، فاللهَ اللهَ ،نذكركم الله في هذه الجوالات وفي هذه الشبكات ،ماجنى المسلمون منها إلا الشرور والويلات والمعاصي والسيئات،إلا من رحم الله ،فكم فرقت بين أحبة،وكم أحدثت من فتنة، وكم هتكت من أعراض ،وكم سلبت من عقول،وكم أهدرت من أموال،وكم ضيعت من أوقات،وكم ضُيعت بسببهما من صلوات ، ،فنسأل الله الثبات على طاعته حتى الممات.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى،اللهم آت نفوسنا تقواها ،وزكها أنت خير من زكاها،أنت وليها ومولاها،اللهم أصلح الراعي والرعية وارحم الأمة المحمدية برحمتك ياأرحم الراحمين
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فإن أصر العصاة على معاصيهم أخذهم العذاب خاصة، ونجا الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر،قال تعالى: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }[ سورة الأعراف : 165 ]
وختاما نذكر حكم الشبكات والأجهزة المتعلقة بها،فنقول: إن هذه الشبكات تضم كثيرا من البرامج ،فمنها ماهو مباح إذا استعمل في مباح، ومنها ماهوحرام لاشتماله على الحرام،مثل الفيسبك والتكتك وأمثالهما.
فأما البرامج الأخرى فإن الحكم عليها منوط باستخدامها، فإذا استخدمت في مباح فهي مباحة،وإذا استخدمت في خير فهي مستحبة،وإذا استخدمت في حرام فهي محرمة،فهي سلاح ذو حدين كيفما استعملت فإن الحكم يترتب عليها،لكن شرها أكثر من خيرها فلينتبه لذلك
وهكذاالحكم في الجوالات المتطورة،إن استعملت في خير فهي خير،وإن استعملت في شرفهي شر،لكن لا يستعملها إلا ذوعقل ودين،ممن يتقي الله رب العالمين،فلا يمكن منها الأولاد والنساء إلا مع المراقبة الشديدة ، فاللهَ اللهَ ،نذكركم الله في هذه الجوالات وفي هذه الشبكات ،ماجنى المسلمون منها إلا الشرور والويلات والمعاصي والسيئات،إلا من رحم الله ،فكم فرقت بين أحبة،وكم أحدثت من فتنة، وكم هتكت من أعراض ،وكم سلبت من عقول،وكم أهدرت من أموال،وكم ضيعت من أوقات،وكم ضُيعت بسببهما من صلوات ، ،فنسأل الله الثبات على طاعته حتى الممات.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى،اللهم آت نفوسنا تقواها ،وزكها أنت خير من زكاها،أنت وليها ومولاها،اللهم أصلح الراعي والرعية وارحم الأمة المحمدية برحمتك ياأرحم الراحمين
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الدنيا زائلة… و7 أكتوبر*
*دروس في الثبات والعزة🇵🇸*
*إعـداد / عبـدالرحمــــن القاضـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الذي جعل الحياة دار اختبار لا دار راحة، وجعل الآخرة دار جزاء وقرارًا دائمًا، نحمده على ما أنعم به علينا من نعمه الظاهرة والباطنة، ونثني عليه في السرّاء والضرّاء، ونشهد له بالوحدانية المطلقة، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، القهار فوق عباده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين، المصطفى الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار، وسلم تسليمًا كثيرًا ما دامت الليالي والأيام، وما انقضت السنين ولم تتبدل الحقب.
أوصيكم عباد الله ونفسي المقصرة أولًا بتقوى الله، فهي خير زاد لنا في دنينا، وأفضل زاد لنا في يوم العرض الأكبر، قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]
أما بعد:
فإن الله جل جلاله قد كشف لنا حقيقة الدنيا في آية جامعة مانعة، آية لو تدبّرها الغافلون لبكوا على أعمارهم، ولأيقن العاقل أن الركض خلف الدنيا إنما هو خداع للنفس وضياع للعمر. قال تعالى:
﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ [محمد:36].
أيها الأحبة: تأملوا…
إنما الحياة الدنيا – التي نتهافت عليها، ونسهر لها الليالي، ونخاصم من أجلها الأهل والإخوان – وصفها الله بأنها لعب ولهو. واللعب ما كان بلا ثمرة، وللهو ما كان بلا جدوى. فهل يليق بعاقل أن يجعل عمره لعبًا ولهوًا؟!
الدنيا يا عباد الله…
تُضحك ساعة وتبكي أعوامًا، تُعطي قليلًا وتأخذ كثيرًا، تلمع في العيون كالذهب، فإذا قبضتها وجدتها ترابًا. الدنيا تُغريك بجمالها حتى إذا اقتربت منها كشفت لك قبحها، ترفعك يومًا لتسقطك أيامًا، تعطيك شبابًا ثم تسلبه شيخوخة، تعطيك صحة ثم تردها سقمًا، تفرحك بولد ثم تفجعك بفقده.
ألا تسمعون قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"؟
أيها الإخوة: هذه هي الدنيا التي نتقاتل من أجلها، ونبيع ديننا بعرضها، ونتهاون في الصلاة طلبًا لزخرفها، ونتكبر على الناس طلبًا لسلطانها… دنيا لعب ولهو.
تأملوا – رحمكم الله – حال الذين سبقونا:
أين قصور عاد؟ أين حضارة الفراعنة؟ أين ممالك كسرى وقيصر؟ كلهم تحت التراب، لم يبقَ منهم إلا ذكرى، لم يأخذوا معهم إلا أعمالهم. فما أغنت عنهم أموالهم، ولا نفعهم سلطانهم، ولا خلّدهم جاههم.
فيا من غرّه شبابه… تذكر ضعفك بعد قوة.
ويا من خدعته صحته… تذكر مرضك بعد عافية.
ويا من جمع الأموال… تذكر أنك ستتركها يومًا خلفك.
ويا من شغله الأولاد… تذكر أنهم سيبكون ساعة ثم ينسونك.
﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾… هذه ليست كلمات بشر، بل هي كلام رب البشر. فهل من متعظ؟ هل من معتبر؟ هل من سامع يفيق من غفلته قبل أن يُكتب اسمه في عداد الأموات؟
عباد الله،
تأملوا حال الصحابة رضوان الله عليهم، كيف فهموا حقيقة الدنيا وزهدوا فيها، فهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه، كان أنعمَ شابٍ في مكة، مُترفًا بالحرير، معطَّرًا بالمسك، لا يسير إلا وخلفه أثر الطيب، فلما أسلم تغيّر حاله، وترك نعيم الدنيا، واختار نعيم الآخرة، هاجر وجاهد حتى استُشهد يوم أُحد، ولم يُوجد ما يُكفَّن فيه إلا بردة إن غُطي رأسه بدت رجلاه، وإن غُطي رجلاه بدا رأسه، فبكى النبي ﷺ وقال: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، فسلامٌ على مصعب يوم زهد، ويوم باع الدنيا بالآخرة.
مصعب رضي الله عنه بكى النبي ﷺ لفقر كفنه، ونحن اليوم نتفاخر باللباس والمركب والمظاهر، ولا نفكر بما سنُكفَّن فيه غدًا!
يا عباد الله، إن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، ﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾. فلا تغرنّكم زخارفها، ولا تفتننّكم ألوانها، فإنما هي ساعة ثم يُطوى بساطها، ويبقى العمل الصالح شاهدًا لك أو عليك.
فيا من ضيّعت عمرك في اللهو، تذكّر مصعبًا يوم باع نفسه لله!
ويا من اغتررت بزينة الدنيا، تذكّر أنها لا تُساوي عند الله جناح بعوضة!
ويا من قسَت قلبه، تذكّر أن الله سيسألك عن شبابك فيما أبليت، وعن مالك فيما أنفقت، وعن عمرك فيما أفنيت.
فاتقوا الله – رحمكم الله – وخذوا من دنياكم لآخرتكم، وخذوا من صحتكم لمرضكم، ومن حياتكم لموتكم، فوالله إن ساعة في طاعة الله خير من دنيا تفنى وزينة تزول
عد قبل أن تنادى للرحيل بلا زاد، وتُحمل على الأكتاف إلى بيت الوحدة والظلمة.
تذكر قول عمر بن عبد العزيز وهو على فراش الموت:
"لقد عاينت من الدنيا ما أحببت، وفارقته، ووالله ما بقي لي من لذتها إلا خوف ما بعدها".
فهل يليق بنا أن نلهو ونلعب، وقد نُودي بنا للقاء الله في أية لحظة؟
فيا من باع آخرته بدنياه، انتبه لنفسك، فإنك لا تملك إلا نفسًا واحدًا، وعمرًا واحدًا، فإذا ذهب فلن يعود.
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الدنيا زائلة… و7 أكتوبر*
*دروس في الثبات والعزة🇵🇸*
*إعـداد / عبـدالرحمــــن القاضـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الذي جعل الحياة دار اختبار لا دار راحة، وجعل الآخرة دار جزاء وقرارًا دائمًا، نحمده على ما أنعم به علينا من نعمه الظاهرة والباطنة، ونثني عليه في السرّاء والضرّاء، ونشهد له بالوحدانية المطلقة، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، القهار فوق عباده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين، المصطفى الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار، وسلم تسليمًا كثيرًا ما دامت الليالي والأيام، وما انقضت السنين ولم تتبدل الحقب.
أوصيكم عباد الله ونفسي المقصرة أولًا بتقوى الله، فهي خير زاد لنا في دنينا، وأفضل زاد لنا في يوم العرض الأكبر، قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]
أما بعد:
فإن الله جل جلاله قد كشف لنا حقيقة الدنيا في آية جامعة مانعة، آية لو تدبّرها الغافلون لبكوا على أعمارهم، ولأيقن العاقل أن الركض خلف الدنيا إنما هو خداع للنفس وضياع للعمر. قال تعالى:
﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ [محمد:36].
أيها الأحبة: تأملوا…
إنما الحياة الدنيا – التي نتهافت عليها، ونسهر لها الليالي، ونخاصم من أجلها الأهل والإخوان – وصفها الله بأنها لعب ولهو. واللعب ما كان بلا ثمرة، وللهو ما كان بلا جدوى. فهل يليق بعاقل أن يجعل عمره لعبًا ولهوًا؟!
الدنيا يا عباد الله…
تُضحك ساعة وتبكي أعوامًا، تُعطي قليلًا وتأخذ كثيرًا، تلمع في العيون كالذهب، فإذا قبضتها وجدتها ترابًا. الدنيا تُغريك بجمالها حتى إذا اقتربت منها كشفت لك قبحها، ترفعك يومًا لتسقطك أيامًا، تعطيك شبابًا ثم تسلبه شيخوخة، تعطيك صحة ثم تردها سقمًا، تفرحك بولد ثم تفجعك بفقده.
ألا تسمعون قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"؟
أيها الإخوة: هذه هي الدنيا التي نتقاتل من أجلها، ونبيع ديننا بعرضها، ونتهاون في الصلاة طلبًا لزخرفها، ونتكبر على الناس طلبًا لسلطانها… دنيا لعب ولهو.
تأملوا – رحمكم الله – حال الذين سبقونا:
أين قصور عاد؟ أين حضارة الفراعنة؟ أين ممالك كسرى وقيصر؟ كلهم تحت التراب، لم يبقَ منهم إلا ذكرى، لم يأخذوا معهم إلا أعمالهم. فما أغنت عنهم أموالهم، ولا نفعهم سلطانهم، ولا خلّدهم جاههم.
فيا من غرّه شبابه… تذكر ضعفك بعد قوة.
ويا من خدعته صحته… تذكر مرضك بعد عافية.
ويا من جمع الأموال… تذكر أنك ستتركها يومًا خلفك.
ويا من شغله الأولاد… تذكر أنهم سيبكون ساعة ثم ينسونك.
﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾… هذه ليست كلمات بشر، بل هي كلام رب البشر. فهل من متعظ؟ هل من معتبر؟ هل من سامع يفيق من غفلته قبل أن يُكتب اسمه في عداد الأموات؟
عباد الله،
تأملوا حال الصحابة رضوان الله عليهم، كيف فهموا حقيقة الدنيا وزهدوا فيها، فهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه، كان أنعمَ شابٍ في مكة، مُترفًا بالحرير، معطَّرًا بالمسك، لا يسير إلا وخلفه أثر الطيب، فلما أسلم تغيّر حاله، وترك نعيم الدنيا، واختار نعيم الآخرة، هاجر وجاهد حتى استُشهد يوم أُحد، ولم يُوجد ما يُكفَّن فيه إلا بردة إن غُطي رأسه بدت رجلاه، وإن غُطي رجلاه بدا رأسه، فبكى النبي ﷺ وقال: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، فسلامٌ على مصعب يوم زهد، ويوم باع الدنيا بالآخرة.
مصعب رضي الله عنه بكى النبي ﷺ لفقر كفنه، ونحن اليوم نتفاخر باللباس والمركب والمظاهر، ولا نفكر بما سنُكفَّن فيه غدًا!
يا عباد الله، إن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، ﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾. فلا تغرنّكم زخارفها، ولا تفتننّكم ألوانها، فإنما هي ساعة ثم يُطوى بساطها، ويبقى العمل الصالح شاهدًا لك أو عليك.
فيا من ضيّعت عمرك في اللهو، تذكّر مصعبًا يوم باع نفسه لله!
ويا من اغتررت بزينة الدنيا، تذكّر أنها لا تُساوي عند الله جناح بعوضة!
ويا من قسَت قلبه، تذكّر أن الله سيسألك عن شبابك فيما أبليت، وعن مالك فيما أنفقت، وعن عمرك فيما أفنيت.
فاتقوا الله – رحمكم الله – وخذوا من دنياكم لآخرتكم، وخذوا من صحتكم لمرضكم، ومن حياتكم لموتكم، فوالله إن ساعة في طاعة الله خير من دنيا تفنى وزينة تزول
عد قبل أن تنادى للرحيل بلا زاد، وتُحمل على الأكتاف إلى بيت الوحدة والظلمة.
تذكر قول عمر بن عبد العزيز وهو على فراش الموت:
"لقد عاينت من الدنيا ما أحببت، وفارقته، ووالله ما بقي لي من لذتها إلا خوف ما بعدها".
فهل يليق بنا أن نلهو ونلعب، وقد نُودي بنا للقاء الله في أية لحظة؟
فيا من باع آخرته بدنياه، انتبه لنفسك، فإنك لا تملك إلا نفسًا واحدًا، وعمرًا واحدًا، فإذا ذهب فلن يعود.
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
كيف أصبح دهرنا مضيعة في
الهوو،ولعب ومجالسنا غيبة ونميمة، وشبابنا في لهو وتقصير، وكأننا خُلقنا عبثًا وسنُترك سُدى؟!
فكيف تُضيّع فيها صلاتك؟ كيف تُهدر فيها شبابك؟ كيف تُغرق نفسك فيها حتى تنسى ربك الذي خلقك؟
أيها الأحبة،
الدنيا دار امتحان، ميدان سباق، فاشمروا فيها للآخرة. اجعلوا نهاركم طاعة، وليلكم مناجاة، وأعماركم جِدًّا واجتهادًا. إن كنتم تريدون الفوز فاعملوا، وإن كنتم تريدون الجنة فاسعوا، وإن كنتم تخافون النار فاهربوا من أسبابها.
ألا ترون كيف اجتهد الصحابة رضوان الله عليهم؟ كيف جعلوا كل لحظة من حياتهم في سبيل الله؟
هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم، وتزيّنوا للعرض الأكبر”.
فأين نحن من محاسبة أنفسنا؟ أين نحن من الاستعداد للعرض الأكبر؟
أيها الإخوة،
الدنيا لعب ولهو، لكن الله جل وعلا فتح لكم فيها أبواب الخير: صلاة وصيام، قرآن وقيام، صدقة وإحسان، علم وجهاد. فاملؤوا دنياكم بما ينفعكم غدًا، وازرعوا فيها ليوم الحصاد.
وتذكروا – عباد الله – أن من أعظم ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته أن يكون له قلبٌ رحيم، ويدٌ معطاءة، وأن يمدّ من يستطيع مدّ يد العون لأخيه في ضيقه، وأن يكون بين الناس سببًا للفرح والتخفيف عن المحتاجين والمكلومين والمصابون بالمصائب والابتلاءات.
فليكن شعارنا في حياتنا: لا يمرّ علينا محتاج إلا ساعدناه، ولا ألمٌ لأحدٍ إلا حاولنا التخفيف عنه، فخير الناس أنفعهم للناس.
تذكروا أن الأجل قريب، وأن ساعة الرحيل آتية، وأن الموت لا يستأذن أحدًا. فبادروا قبل أن يُبادر بكم، وتوبوا قبل أن تُغلق الأبواب، وارجعوا إلى ربكم قبل أن تقولوا: "يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله"، ودعوا قلوبكم وأيديكم مفتوحة للخير والمساعدة، لأن من أحيا قلب أخيه ورفع عنه البلاء فقد حصد من حسناته ما يثقل به ميزانه يوم القيامة.
يا عبد الله،
اجعل شعارك: العمل قبل الندم، والجد قبل الفوت، والهمة قبل الموت، واليد المعطاءة قبل الفناء.
لا ترضَ أن تموت صفر اليدين، خفيف الميزان، مثقلاً بالذنوب، محرومًا من الطاعات، أو متجاهلًا لحقّ أخيك الذي تستطيع دفعه عنه.
بل كن ممن قال الله فيهم:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾.
فاجتهدوا في الطاعات، واحرصوا على البر والإحسان، ولا تجعلوا الدنيا تشغلكم عن الواجب تجاه الله وتجاه عباد الله، ولا تضيعوا فرصة رفع البلاء عن أخٍ في حاجة، أو مساعدة محتاج، أو إطعام جائع، أو تأمين كساءٍ لليتيم او مسكين، فهذا من أحب الأعمال إلى الله، ومن أعظم أسباب القرب منه
اللهم اجعلنا من التائبين من لهو الدنيا،
وارزقنا الجد في طاعتك والعمل الصالح قبل الممات.
أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله الذي نصر عباده بالحق، وأعز المجاهدين في سبيله، وجعل الدماء الطاهرة شاهدة على الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المصطفى الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، عباد الله: ﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ [محمد:36]، وكم هو مؤلم أن نرى أمةً عظيمة، أمةً مجاهدة، تُلهيها الدنيا وتلهوها زخارفها، بينما هناك ابطال هؤلاء الأبطال هم ابطال 7 أكتوبر في 7اكتوبر وقفو على الحق ثابتين، على الجهاد صامدين، على التضحية لا يهابون الموت، فكانت دماؤهم ومواقفهم وقودًا للأمة، وعلامة مضيئة على طريق الصمود.
أيها الإخوة،
تأملوا يوم 7 أكتوبر… يومٌ تغيّرت فيه موازين الأمة، يوم ارتفعت فيه رايات الحق على جبروت المستكبرين، يوم انطلقت فيه هتافات المجاهدين، يوم قُتل فيه الظلم، وظهر فيه العزم، يوم كتب الله فيه للأبطال المجد في الدنيا والآخرة.
يا عباد الله،
في هذا اليوم العظيم وقف المجاهدون كالصخور، لم تلههم زخارف الدنيا، ولم يغرّهم لعبها، بل كانت قلوبهم معلقة بالسماء، وعيونهم شاخصة نحو الحق، وأيديهم ممتدة نحو نصرة المظلومين، فكان الانتصار حليفهم، وكان المجد حليف الأمة.
> يوم السبع من أكتوبر أشرق الفجر بالدماء،
وأيقظ الأبطال، فارتفعت الرايات في السماء.
أيها الأحبة،
تأملوا دماء الشهداء، وتأملوا صمود المقاومين، وكم من نفسٍ ضحّت من أجل رفع كلمة الحق، وكم من قلبٍ رفض الخنوع والانكسار، وكم من روحٍ ارتفعت إلى السماء شاهدة على عظمة الأمة.
إن ذكرى 7 أكتوبر تعلمنا أن الحياة الدنيا لعب ولهو لمن غفل، وأن المجد والكرامة لا تُنال إلا بالجد والاجتهاد، وأن الأمة لن تنهض إلا بدماء صافية، وإرادة فولاذية، وإيمان صادق بالله.
الهوو،ولعب ومجالسنا غيبة ونميمة، وشبابنا في لهو وتقصير، وكأننا خُلقنا عبثًا وسنُترك سُدى؟!
فكيف تُضيّع فيها صلاتك؟ كيف تُهدر فيها شبابك؟ كيف تُغرق نفسك فيها حتى تنسى ربك الذي خلقك؟
أيها الأحبة،
الدنيا دار امتحان، ميدان سباق، فاشمروا فيها للآخرة. اجعلوا نهاركم طاعة، وليلكم مناجاة، وأعماركم جِدًّا واجتهادًا. إن كنتم تريدون الفوز فاعملوا، وإن كنتم تريدون الجنة فاسعوا، وإن كنتم تخافون النار فاهربوا من أسبابها.
ألا ترون كيف اجتهد الصحابة رضوان الله عليهم؟ كيف جعلوا كل لحظة من حياتهم في سبيل الله؟
هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم، وتزيّنوا للعرض الأكبر”.
فأين نحن من محاسبة أنفسنا؟ أين نحن من الاستعداد للعرض الأكبر؟
أيها الإخوة،
الدنيا لعب ولهو، لكن الله جل وعلا فتح لكم فيها أبواب الخير: صلاة وصيام، قرآن وقيام، صدقة وإحسان، علم وجهاد. فاملؤوا دنياكم بما ينفعكم غدًا، وازرعوا فيها ليوم الحصاد.
وتذكروا – عباد الله – أن من أعظم ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته أن يكون له قلبٌ رحيم، ويدٌ معطاءة، وأن يمدّ من يستطيع مدّ يد العون لأخيه في ضيقه، وأن يكون بين الناس سببًا للفرح والتخفيف عن المحتاجين والمكلومين والمصابون بالمصائب والابتلاءات.
فليكن شعارنا في حياتنا: لا يمرّ علينا محتاج إلا ساعدناه، ولا ألمٌ لأحدٍ إلا حاولنا التخفيف عنه، فخير الناس أنفعهم للناس.
تذكروا أن الأجل قريب، وأن ساعة الرحيل آتية، وأن الموت لا يستأذن أحدًا. فبادروا قبل أن يُبادر بكم، وتوبوا قبل أن تُغلق الأبواب، وارجعوا إلى ربكم قبل أن تقولوا: "يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله"، ودعوا قلوبكم وأيديكم مفتوحة للخير والمساعدة، لأن من أحيا قلب أخيه ورفع عنه البلاء فقد حصد من حسناته ما يثقل به ميزانه يوم القيامة.
يا عبد الله،
اجعل شعارك: العمل قبل الندم، والجد قبل الفوت، والهمة قبل الموت، واليد المعطاءة قبل الفناء.
لا ترضَ أن تموت صفر اليدين، خفيف الميزان، مثقلاً بالذنوب، محرومًا من الطاعات، أو متجاهلًا لحقّ أخيك الذي تستطيع دفعه عنه.
بل كن ممن قال الله فيهم:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾.
فاجتهدوا في الطاعات، واحرصوا على البر والإحسان، ولا تجعلوا الدنيا تشغلكم عن الواجب تجاه الله وتجاه عباد الله، ولا تضيعوا فرصة رفع البلاء عن أخٍ في حاجة، أو مساعدة محتاج، أو إطعام جائع، أو تأمين كساءٍ لليتيم او مسكين، فهذا من أحب الأعمال إلى الله، ومن أعظم أسباب القرب منه
اللهم اجعلنا من التائبين من لهو الدنيا،
وارزقنا الجد في طاعتك والعمل الصالح قبل الممات.
أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله الذي نصر عباده بالحق، وأعز المجاهدين في سبيله، وجعل الدماء الطاهرة شاهدة على الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المصطفى الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، عباد الله: ﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ [محمد:36]، وكم هو مؤلم أن نرى أمةً عظيمة، أمةً مجاهدة، تُلهيها الدنيا وتلهوها زخارفها، بينما هناك ابطال هؤلاء الأبطال هم ابطال 7 أكتوبر في 7اكتوبر وقفو على الحق ثابتين، على الجهاد صامدين، على التضحية لا يهابون الموت، فكانت دماؤهم ومواقفهم وقودًا للأمة، وعلامة مضيئة على طريق الصمود.
أيها الإخوة،
تأملوا يوم 7 أكتوبر… يومٌ تغيّرت فيه موازين الأمة، يوم ارتفعت فيه رايات الحق على جبروت المستكبرين، يوم انطلقت فيه هتافات المجاهدين، يوم قُتل فيه الظلم، وظهر فيه العزم، يوم كتب الله فيه للأبطال المجد في الدنيا والآخرة.
يا عباد الله،
في هذا اليوم العظيم وقف المجاهدون كالصخور، لم تلههم زخارف الدنيا، ولم يغرّهم لعبها، بل كانت قلوبهم معلقة بالسماء، وعيونهم شاخصة نحو الحق، وأيديهم ممتدة نحو نصرة المظلومين، فكان الانتصار حليفهم، وكان المجد حليف الأمة.
> يوم السبع من أكتوبر أشرق الفجر بالدماء،
وأيقظ الأبطال، فارتفعت الرايات في السماء.
أيها الأحبة،
تأملوا دماء الشهداء، وتأملوا صمود المقاومين، وكم من نفسٍ ضحّت من أجل رفع كلمة الحق، وكم من قلبٍ رفض الخنوع والانكسار، وكم من روحٍ ارتفعت إلى السماء شاهدة على عظمة الأمة.
إن ذكرى 7 أكتوبر تعلمنا أن الحياة الدنيا لعب ولهو لمن غفل، وأن المجد والكرامة لا تُنال إلا بالجد والاجتهاد، وأن الأمة لن تنهض إلا بدماء صافية، وإرادة فولاذية، وإيمان صادق بالله.
أيها الإخوة،
تذكروا أن من يلهو بالدنيا، ويترك عمل الآخرة، كمن يركض خلف السراب، لا ينال إلا التعب والخذلان، أما من جعل حياته مكرسة لله والعمل الصالح، فقد فاز بالرضا، وكتب اسمه في سجل الخلود، كما كتب المجاهدون شهداء 7 أكتوبر أسماءهم في ذاكرة التاريخ، شاهدة على الحق، حية في القلوب.
فاتقوا الله عباد الله، واجعلوا من ذكرى 7 أكتوبر شعلة في قلوبكم، ودافعًا للأمة كلها، وأنتم على درب الجد والاجتهاد، والتضحية في سبيل الله، والتعاون على البر، ونصرة المظلومين، وإغاثة الملهوفين والمحتاجين، فلا تتركوا وقتكم يضيع في لعبٍ ولهوٍ، بل اجعلوا كل لحظة في طاعة، وكل دمعة في سبيل الله، وكل عمل في خدمة دينكم وأمتكم.
7 أكتوبر هي اليوم الذي كشف خذلان وصمت بعض العرب، وأثبت أن الأمة القوية تصنع مجدها بنفسها.
7 أكتوبر هي اليوم الذي أحبط فيه الأبطال مخططات وعد وتأسيس إسرائيل الكبرى، وأظهروا أن الحق لا يُقهر.
7 أكتوبر هي رمز جهاد المجاهدين وشموخهم في وجه الطغاة والمستكبرين.
7 أكتوبر هي اليوم الذي غيّر التاريخ وأعاد للأمة هيبتها وعزتها.
7 أكتوبر هي درس لكل أمة أن الصبر والثبات والإيمان تصنع المعجزات.
7 أكتوبر هي العبرة لمن أراد أن يرى أن لعب الدنيا ولهوها لا يجدي أمام عزيمة المؤمنين.
7 أكتوبر هي ذكرى للأبطال الذين صمدوا رغم كل التحديات، وعلموا الأمة معنى التضحية.
7 أكتوبر هي اليوم الذي أظهر فيه جهاد الأمة أن القوة الحقيقية ليست في المال أو الجاه، بل في الإيمان والعمل الصالح.
7 أكتوبر هي يوم نفتخر فيه بكل مجاهد، ونحمل ذكراه في قلوبنا دائمًا.
7 أكتوبر هي شعلة أمل لكل مؤمن، ودرس خالد في صمود الأمة وشموخها، وأن الحق لا يُهزم مهما طال الظلام
فلنأخذ العبرة، ولنملأ حياتنا بالعمل الصالح، ولنساعد من يحتاج، ولنكن أمة الجد والاجتهاد، أمة الشجاعة والصمود، أمة التعاون والإحسان، كما علمنا شهداؤنا ومجاهدونا في هذا اليوم العظيم.
اللهم ثبتنا على الحق وارزقنا الصبر والنصر،
واجعلنا لا نغفل عن الآخرة ولا نلهو بلعب الدنيا وزينتها
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..
اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء
اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
تذكروا أن من يلهو بالدنيا، ويترك عمل الآخرة، كمن يركض خلف السراب، لا ينال إلا التعب والخذلان، أما من جعل حياته مكرسة لله والعمل الصالح، فقد فاز بالرضا، وكتب اسمه في سجل الخلود، كما كتب المجاهدون شهداء 7 أكتوبر أسماءهم في ذاكرة التاريخ، شاهدة على الحق، حية في القلوب.
فاتقوا الله عباد الله، واجعلوا من ذكرى 7 أكتوبر شعلة في قلوبكم، ودافعًا للأمة كلها، وأنتم على درب الجد والاجتهاد، والتضحية في سبيل الله، والتعاون على البر، ونصرة المظلومين، وإغاثة الملهوفين والمحتاجين، فلا تتركوا وقتكم يضيع في لعبٍ ولهوٍ، بل اجعلوا كل لحظة في طاعة، وكل دمعة في سبيل الله، وكل عمل في خدمة دينكم وأمتكم.
7 أكتوبر هي اليوم الذي كشف خذلان وصمت بعض العرب، وأثبت أن الأمة القوية تصنع مجدها بنفسها.
7 أكتوبر هي اليوم الذي أحبط فيه الأبطال مخططات وعد وتأسيس إسرائيل الكبرى، وأظهروا أن الحق لا يُقهر.
7 أكتوبر هي رمز جهاد المجاهدين وشموخهم في وجه الطغاة والمستكبرين.
7 أكتوبر هي اليوم الذي غيّر التاريخ وأعاد للأمة هيبتها وعزتها.
7 أكتوبر هي درس لكل أمة أن الصبر والثبات والإيمان تصنع المعجزات.
7 أكتوبر هي العبرة لمن أراد أن يرى أن لعب الدنيا ولهوها لا يجدي أمام عزيمة المؤمنين.
7 أكتوبر هي ذكرى للأبطال الذين صمدوا رغم كل التحديات، وعلموا الأمة معنى التضحية.
7 أكتوبر هي اليوم الذي أظهر فيه جهاد الأمة أن القوة الحقيقية ليست في المال أو الجاه، بل في الإيمان والعمل الصالح.
7 أكتوبر هي يوم نفتخر فيه بكل مجاهد، ونحمل ذكراه في قلوبنا دائمًا.
7 أكتوبر هي شعلة أمل لكل مؤمن، ودرس خالد في صمود الأمة وشموخها، وأن الحق لا يُهزم مهما طال الظلام
فلنأخذ العبرة، ولنملأ حياتنا بالعمل الصالح، ولنساعد من يحتاج، ولنكن أمة الجد والاجتهاد، أمة الشجاعة والصمود، أمة التعاون والإحسان، كما علمنا شهداؤنا ومجاهدونا في هذا اليوم العظيم.
اللهم ثبتنا على الحق وارزقنا الصبر والنصر،
واجعلنا لا نغفل عن الآخرة ولا نلهو بلعب الدنيا وزينتها
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..
اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء
اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321