قصة محمد نورين من الفشل في المرحلة الثانوية لمهندس في شركة أبل المشهورة، محمد بقول :
في عام 1998، امتحنت الشهادة السودانية... لكن كنت ناسي حاجه مهمّة شديد. ناسي إنو السنة دي ما زي أي سنة. السنة دي كانت حترسم شكل حياتي كلها
ظهرت النتيجة، ومشيت مع أولاد الحِلّة المدرسة، أدوني نتيجتي... جبت 78%. الرياضيات كانت من أقل المواد – لو ما خانتني الذاكرة، جبت فيها 73.
كان عندي شغف شديد بالعسكرية، وكنت في الثانوي نشيط في الكديك، كنت القائد التاني في المدرسة. عشان كده قدّمت لأكاديمية كرري للتقانة العسكرية. أقل نسبة كانوا بيقبلوها كانت 78%… يعني دخلت بالعافية.
بدأنا المعاينات، وفترة المعاينات كانت حلوة شديد. اتعرفت على شباب قمة، وأصحاب بعضهم لسه معاي لي هسي. ختيت كل آمالي وطموحاتي في الأكاديمية دي: عسكرية ترضيني، وهندسة ترضي أمي وأبوي.
كنا بنتخيل نفسنا لابسين البدلة العسكرية، مخططين كيف حنسكن، وحنعمل شنو في الإجازة.
لكن… بعد تلاتة شهور، ظهرت النتيجة. مشيت الرئاسة جنب كبري السجانة. ما وصلت البورد، لقيت الناس بتبعد مني. عرفت إنهم ما قبلوني.
وقفت قدام البورد، عيوني وقعت على اسمي وتحته مكتوب: "لم يقبل".
اللحظة دي... حسّيت إنو حياتي خلصت. كل الخطط، الأحلام، الأحاديث اللي كنت بقولا لأصحابي، دفنتها تحت البورد داك وطلعت.
مشيت، مشيت لحد ما تعبت، بعدين ركبت المواصلات ورجعت البيت. قعدت جنب أمي، وكنت متفق معاها إنو أقسم ليها من مصاريف الأكاديمية.
قعدت جنبها... وبكيت. والله بكيت بكا حار.
قالت لي:
الخير في ما اختارو الله... ربنا كاتب ليك حاجه أحسن، أصبر وتشوف بعينك."
من اليوم داك، قفلت موضوع القراية. مشيت اشتغلت... مره طلبه، مره نقاشه، وفي النهاية بقيت صبي مع ولد عمتي المهندس، في شغل التكييف.
كنت شغّال عتالة، أنضف وأبهّي وأصنفر. مكيف الموية بيكون وسخان، أنا أصنّفرو وأديه بهيه، الزول يجي يستلم يقول جديد.
لكن ما كان همّني أعرف المكيف ده شغال كيف... كنت عايز أعيش وبس.
قعدت في الخرطوم، برجع البيت مرة في الشهر. سنة 1998 عدّت، وناس دفعتي دخلوا جامعاتهم وأنا ما دخلت . جات سنة 1999، وناسها كمان دخلوا جامعاتهم. وأنا لسه مع مكيف الموية.
سنة 2000 بدت… وأنا لسه في نفس مكاني. لحد يوم، جاني ولد عمتي وقال لي:
"أبوك دا لاقاني وقال ليك تجي الكدرو، عاوزك في موضوع مهم."
مشيت البيت… لقيت أبوي. قالي لي:
"الكلام البتعمل فيهو ده مابينفع. خطتك شنو؟"
قلت ليهو:
"والله يا أبوي، خطتي بكرة عندي مكيفين في الطائف."
قال لي:
"يا تعيد الشهادة، يا تقدم بي القديمة."
من ساعتها، فتّشت كتبي القديمة، وقررت أرجع أقرا… وأعيد الشهادة.
وقتها كان باقي 6 شهور للامتحان. قررت أدرس منازل. فجأة… الطّاقة السلبية اللي فيني اتقلبت لإصرار، عزيمة، نار مولعة.
كل يوم، ساعتين صباح، تلاتة مساء. عيد؟ بكا؟ عرس؟ زهج؟ مافارق كنت بقعد بقرأ.
عامل جدول صارم، كل مادة مقسّماها لأجزاء، وكل جزئين بقراهم في اليوم، وبكتب ملاحظات على أدائي.
ما كنت حاسّ بشي… لا ثقة لا خوف، بس ملتزم.
جات الامتحانات… وامتحنت.
يوم النتيجة، مشيت وزارة التعليم. قاعد تحت الشجرة، مستني الزول البينده الأسامي.
فجأة… الزول سكت، رفع راسو وقال:
"ما شاء الله… ناس منازل!"
ونادى اسمي… مد لي ورقة فيها النتيجة.
جبت:
91.4%
100 في الرياضيات
96 في التخصص
94 في الفيزياء والكيمياء
طابقت الاسم… طابقت رقم الجلوس…
ده أنا؟ واللهِ أنا؟
رجعت البيت، أمي استقبلتني:
"يا ولد جبت كم؟"
"91"
"بطل الهظار يا محمد، جبت كم؟"
"91 والله، يا أمي"
بكيت… وبكاها معاي.
زغردت، لمّت نص الكدرو في البيت.
الناس في السوق قالوا:
"نورين بتاع المكيفات… جاب 91!"
بعدها دخلت جامعة الخرطوم تخصص هندسة كهرباء وبعد التخرج اشتغلت مع شركة شلمبرجير أكتر من 10 سنين.
5 منها في هجليج، سنة في أنقولا، والباقي في تكساس.
وفي 2018 قدّمت استقالتي من شلمبرجير.
ووقّعت عقد شغل جديد:
مهندس برمجيات مدمجة في شركة Apple – كاليفورنيا.
ما تنسي تعمل شير ولايك لو عجبتك القصة ❤️
في عام 1998، امتحنت الشهادة السودانية... لكن كنت ناسي حاجه مهمّة شديد. ناسي إنو السنة دي ما زي أي سنة. السنة دي كانت حترسم شكل حياتي كلها
ظهرت النتيجة، ومشيت مع أولاد الحِلّة المدرسة، أدوني نتيجتي... جبت 78%. الرياضيات كانت من أقل المواد – لو ما خانتني الذاكرة، جبت فيها 73.
كان عندي شغف شديد بالعسكرية، وكنت في الثانوي نشيط في الكديك، كنت القائد التاني في المدرسة. عشان كده قدّمت لأكاديمية كرري للتقانة العسكرية. أقل نسبة كانوا بيقبلوها كانت 78%… يعني دخلت بالعافية.
بدأنا المعاينات، وفترة المعاينات كانت حلوة شديد. اتعرفت على شباب قمة، وأصحاب بعضهم لسه معاي لي هسي. ختيت كل آمالي وطموحاتي في الأكاديمية دي: عسكرية ترضيني، وهندسة ترضي أمي وأبوي.
كنا بنتخيل نفسنا لابسين البدلة العسكرية، مخططين كيف حنسكن، وحنعمل شنو في الإجازة.
لكن… بعد تلاتة شهور، ظهرت النتيجة. مشيت الرئاسة جنب كبري السجانة. ما وصلت البورد، لقيت الناس بتبعد مني. عرفت إنهم ما قبلوني.
وقفت قدام البورد، عيوني وقعت على اسمي وتحته مكتوب: "لم يقبل".
اللحظة دي... حسّيت إنو حياتي خلصت. كل الخطط، الأحلام، الأحاديث اللي كنت بقولا لأصحابي، دفنتها تحت البورد داك وطلعت.
مشيت، مشيت لحد ما تعبت، بعدين ركبت المواصلات ورجعت البيت. قعدت جنب أمي، وكنت متفق معاها إنو أقسم ليها من مصاريف الأكاديمية.
قعدت جنبها... وبكيت. والله بكيت بكا حار.
قالت لي:
الخير في ما اختارو الله... ربنا كاتب ليك حاجه أحسن، أصبر وتشوف بعينك."
من اليوم داك، قفلت موضوع القراية. مشيت اشتغلت... مره طلبه، مره نقاشه، وفي النهاية بقيت صبي مع ولد عمتي المهندس، في شغل التكييف.
كنت شغّال عتالة، أنضف وأبهّي وأصنفر. مكيف الموية بيكون وسخان، أنا أصنّفرو وأديه بهيه، الزول يجي يستلم يقول جديد.
لكن ما كان همّني أعرف المكيف ده شغال كيف... كنت عايز أعيش وبس.
قعدت في الخرطوم، برجع البيت مرة في الشهر. سنة 1998 عدّت، وناس دفعتي دخلوا جامعاتهم وأنا ما دخلت . جات سنة 1999، وناسها كمان دخلوا جامعاتهم. وأنا لسه مع مكيف الموية.
سنة 2000 بدت… وأنا لسه في نفس مكاني. لحد يوم، جاني ولد عمتي وقال لي:
"أبوك دا لاقاني وقال ليك تجي الكدرو، عاوزك في موضوع مهم."
مشيت البيت… لقيت أبوي. قالي لي:
"الكلام البتعمل فيهو ده مابينفع. خطتك شنو؟"
قلت ليهو:
"والله يا أبوي، خطتي بكرة عندي مكيفين في الطائف."
قال لي:
"يا تعيد الشهادة، يا تقدم بي القديمة."
من ساعتها، فتّشت كتبي القديمة، وقررت أرجع أقرا… وأعيد الشهادة.
وقتها كان باقي 6 شهور للامتحان. قررت أدرس منازل. فجأة… الطّاقة السلبية اللي فيني اتقلبت لإصرار، عزيمة، نار مولعة.
كل يوم، ساعتين صباح، تلاتة مساء. عيد؟ بكا؟ عرس؟ زهج؟ مافارق كنت بقعد بقرأ.
عامل جدول صارم، كل مادة مقسّماها لأجزاء، وكل جزئين بقراهم في اليوم، وبكتب ملاحظات على أدائي.
ما كنت حاسّ بشي… لا ثقة لا خوف، بس ملتزم.
جات الامتحانات… وامتحنت.
يوم النتيجة، مشيت وزارة التعليم. قاعد تحت الشجرة، مستني الزول البينده الأسامي.
فجأة… الزول سكت، رفع راسو وقال:
"ما شاء الله… ناس منازل!"
ونادى اسمي… مد لي ورقة فيها النتيجة.
جبت:
91.4%
100 في الرياضيات
96 في التخصص
94 في الفيزياء والكيمياء
طابقت الاسم… طابقت رقم الجلوس…
ده أنا؟ واللهِ أنا؟
رجعت البيت، أمي استقبلتني:
"يا ولد جبت كم؟"
"91"
"بطل الهظار يا محمد، جبت كم؟"
"91 والله، يا أمي"
بكيت… وبكاها معاي.
زغردت، لمّت نص الكدرو في البيت.
الناس في السوق قالوا:
"نورين بتاع المكيفات… جاب 91!"
بعدها دخلت جامعة الخرطوم تخصص هندسة كهرباء وبعد التخرج اشتغلت مع شركة شلمبرجير أكتر من 10 سنين.
5 منها في هجليج، سنة في أنقولا، والباقي في تكساس.
وفي 2018 قدّمت استقالتي من شلمبرجير.
ووقّعت عقد شغل جديد:
مهندس برمجيات مدمجة في شركة Apple – كاليفورنيا.
ما تنسي تعمل شير ولايك لو عجبتك القصة ❤️