Telegram Web
"ولن يكثر النَّظرُ حتّى تكثر الخواطر، ولن تكثر الخواطر حتى تكثر الحوائج، ولن تبعُدَ الرؤية إلا لبعد الغاية وشدّة الحاجة".

[رسائل الجاحظ]
وأين المحضُ من كل شرٍّ، والخالص من كل خير؟ إنك إن رُمت ذاك في عالم الكون والفساد، ودار الامتحان والتكليف، مع هذه الطبائع المختلفة، والعناصر المتمازجة، والأسباب القريبة، رُمت محالًا، ورائم المحال خابط، وطالب الممتنع خائب، ومُحاول ما لا يكون مَكْدود مُعَنّى، ومحدود مُعدّى، ومرجعه إلى النّدم، وغايته الأسف الذي يشجو النّفس، ويَمْرُس الفؤاد، ويُوجع القلب ويُضاعف الأسى، وربما أفضى إلى العطب.

[التّوحيدي| أخلاق الوزيرين]
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
"One of the prerequisite for carrying out acts that are evil, is to shed responsibility from your shoulders and hand it over to the person in charge".

Human Behavior Experiment: The Social Psychology of Milgram | Documentary
"ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيِّئ لنا من أمرنا رشدًا".
Forwarded from ‏صومعة.
..
"إنّه لصحيح أنّ الإنسان يمكن أن يكيّف نفسه حتى مع الشروط غير المرضية، ولكنه في عملية التكيّف هذه يُظهر ردود فعلٍ عقليّة وانفعاليّة محددة تنبع من الخواص النوعيّة في طبيعته، وقد يكيّف الإنسان نفسه مع العبوديّة، ولكنه يستجيب لذلك بتخفيض خصائصه الفكريّة والأخلاقيّة؛ وقد يتكيّف مع ثقافة يتفشّى فيها تبادل سوء الظنّ والعداوة، ولكنه يستجيب لهذا التكيّف بأن يصبح ضعيفًا وعقيمًا، ويستطيع أن يتكيف مع أي نموذج ثقافي تقريبًا، ولكن بقدر ما تكون هذه النماذج مناقضة لطبيعته يتكشّف عن اضطرابات عقلية وانفعالية".

[إريك فروم]
وقلتُ للخليلي: كيف كان ابن العميد أبو الفضل يقدّم هذا ويرشّحه وهذا عقله ولفظه وشمائله؟ فقال: كان يسترفعه ويضحك منه ولا يغتاظ لأنه كان تحت تدبيره، [والرّقاعة الخالية من القدرة مقبولة]، وإنما تضاعف اليوم حديثُه في الرّقاعة لأنّه أصبح بسيط اللسان بالدولة، مُطاع الأمر في القريب والبعيد؛ ونعوذ بالله من جنون موصول بانقياد الأمور وطاعة الرجال.

[التوحيدي| أخلاق الوزيرين]
يبلغ من سُخنَة عينِ صاحبنا أنه لا يسكت عما لا يعرف، ولا يسأم نفسه فيما لا يفي به ولا يكمل له، ويظن أنّه إن سكت عنه فُطن لنقصه وإن اختال وموّه جاز ذلك وخفي واستتر ولم يظهر [ولم يعلم أنّ ذلك الاحتيال طريقٌ إلى الإغراء بمعرفة الحال]

[التوحيدي| أخلاق الوزيرين]
وقلتُ لابن القصار الفقيه: لو ناظرته، وكان يذهب مذهب القلانسي، فقال: الرجل كلف بالمذهب لا يُفهمك ما يقول استكبارًا عليك، ولا يَفهم ما تقول استحقارًا لك.

[التوحيدي| أخلاق الوزيرين]
Forwarded from ‏صومعة.
..
"وإذا تمكنت الشهوة من النفس، فلا بد أن تحدث أثرها في العقل، شعر بذلك أو لم یشعر، وهذا من لوازم الضعف البشري، ولكن كمال البشر هو بتضييق مداخلها على العقل؛ حتى لا تظهر في صورة واضحة الخطأ؛ بل إن دورانها يكون من مكان بعيد عن حمى الوضوح حتى تحقق شهوتها ومطمعها، وذلك يتعسر على الأذكياء معرفه وتقييده، وهذا غالبًا يكون من العفو لأن دخول العقول في تعظيمه وتضخيمه وشدة الحذر منه يُدخلها في وسواس، وهو من الأمراض التي تعتري الأذكياء؛ يوغلون في الدقة فيما لا تنبغي فيه الدقة؛ حتى تمرض عقولهم، فتعطل أفعالاً عظيمة؛ خوفًا من عواقب دقيقة".

[الفصل بين النّفس والعقل| الطّريفي]
وأعجبُ من ذلك قول جرير فيما رواه الصُّولي: إذا مدحتم فاختصروا، وإذا هجوتم فأطيلوا؛ فإن الناس لا يملُّون الشَّر!

[أخلاق الوزيرين]
فَلا يَنْبَغِي أنْ يَعِيبَ الرَّجُلُ ويَنْهى عَنْ نُورٍ فِيهِ ظُلْمَةٌ، إلّا إذا حَصَلَ نُورٌ لا ظُلْمَةَ فِيهِ وإلّا فَكَمْ مِمَّنْ عَدَلَ عَنْ ذَلِكَ يَخْرُجُ عَنْ النُّورِ بِالكُلِّيَّةِ إذا خَرَجَ غَيْرُهُ عَنْ ذَلِكَ؛ لِما رَآهُ فِي طُرُقِ النّاسِ مِن الظُّلْمَةِ.

[مجموع الفتاوى]
تجدون هنا النسخة الاحتياطية لقناة الدكتور عبدالله الشّهري -فرّج الله عنه- أنشأتها صديقتي لحفظ بيانات القناة الخاصة بالدكتور، حيثُ يشير التليغرام مؤخرًا إلى حذفه للقناة في غضون أسبوع إذا لم يجدد الدكتور نشاطه، وهذه مبادرة منها لحفظ القناة ما استطاعت، جزاها الله خيرًا.
https://www.tgoop.com/copyshehri
Forwarded from قناة سلطان البنوي (سلطان البنوي)
الدرس الأول الذي ينبغي أن يتعلمه الفلاسفة والمتكلمين من الانثربولوجيين هو أن موضوع الدين= الإنسان وليس الإله.

والحق أنه درس في التواضع.
..
ما الأهواء الجامحة إلا أفكار في أوّل مرحلة من مراحل نموّها، هي من شأن القلب الفتيّ، وما أشدّ حماقة من يتصور أنه يمكن أن يظّل مضطربًا بها حياته كلها.
كثير من الأنهار الهادئة هي في أول أمرها سيول عارمة جارفة، ولكن ما من نهر منها يظلّ يتواثب ويرغي ويزبد حتى لحظة انصبابه إلى البحر، وكثيرًا ما يكون هذا الهدوء دليل قوة كبيرة كامنة، إنّ الأفكار والعواطف الواسعة العميقة تنفي الفورات والاندفاعات الهائجة، والنّفس في ألمها ولذّتها، تعي كل ما يجري فيها أدّق الوعي، وتقنع ذاتها بأن ما كان لا بد أن يكون تعرف أنها بدون العواطف تجففها حرارة الشمس الدائمة.
إنها تتغذى بحياتها نفسها، تدلل ذاتها وتعاقب ذاتها، كما يدلل ويعاقب طفل حبيب، لا يستطيع الإنسان أن يفهم العدالة الإلهيّة إلا إذا بلغ هذه الدرجة العُليا من معرفة نفسه.

[ليرمنتوف، بتصرّف يسير]
قلتُ: كيف ترى كتابنا أعني القرآن؟ وأنت رجلٌ قد أشرفت على غاية هذا الباب، واستوعبْتَ جميع ما فيه.
قال: ذاك كلامٌ ليس فيه أثرٌ للصَّنعة، ولا علامة للتكلُّف، وهو كلام منسكب انسكابًا، وجارٍ جريًا يزيد من لُطفه على الطبع، بقدر ما يزيد الطبع على التصنُّع، قليله كثير، وكثيره غزير، ومعناه أقوَم من لفظه، ولفظه أرشق من وزنه، ووزنه أعدل من نظمه، ونظمه أحلى من نثره، ومجموعه أبْهى من مفرّقه، ومُفرّقه أظرف من مجموعه، وبعضه أغرب من كله، وكلّه أعجب من بعضه؛ وهو شيء يستوي تعجّب الجاهل، وتحيُّر العالم، ويستعلي الذهن ويستغرق الفهم، ويحجب الرُّؤية عن الإدراك، ويرُدُّها إلى البديهة في التسليم، وهذا يصحُّ ويبينُ لمن كان ذا أداة تامّة، وعقلٍ ثابت، وعلمٍ غزير، وطبعٍ سجيح، وبصر بالجوهر صحيح، ومعرفة بالصورة والصُّورة، وتمييز بين الحال والحال، ورِفقٍ فيما يزيد البيان عنه، لا يحمّله ما لا يُطيق، ولا يحتمل له ما لا يجب، فيكون في جميع ذلك كالطبيب الحاذق، والنّاصح المُشفِق.

[أخلاق الوزيرين]
واعلم - حاطك الله - أنّ الكمال عزيز، فإن ما ربحه أبو الفضل بالعقل خَسِره بالبخل، وكلّ ما زاد ابن عباد بالسّخاء نقص بالحمق، على أن العقل لا يكون تامًّا وهناك خساسة، والسّخاء لا يكون محمودًا وهناك حماقة.

[أخلاق الوزيرين]
Forwarded from ‏صومعة.
..
"بما أنّ الإنسان لا يستطيع أن يعيش من دون قيم ومعايير، فإنّ النسبوية تجعله فريسة سهلة لأنظمة القيم غير العقليّة".

[الإنسان من أجل ذاته| إريك فروم]
سمعت القاضي أبا حامد المَرْورُّوذِيّ يقول، وكان سيد الفقهاء في وقته وإمام أصحابه في عصره، وعجيب الفضل في جميع أموره؛ لو أن رجلين ظاهرين زكَّيا رجلًا عند الحاكم، ثم سأل الحاكم آخرين مرضِيّيْن عن ذلك المزكّى بعينه فجرَّحاه لكان الحاكم لا يقف ولا يتحيَّر ولا يعيا ولا يحصر، ولكنه يقدّم الجرح على التزكية ويعمل به دونها، ويصير إليه تاركًا لها؟ فإن قلت: ما الحكمة في هذا؟

قيل لك: إن اللذين زكّيا قالا بالظاهر، وربما يكثر مثله، ويغلب شبيهه، وربما يُتكلّف في نظيره بالرياء والسمعة، والنّفاق والخديعة، والختل والحيلة؛ فلو لم يكن هذا لأمضيتُ التزكية على ظاهرها، وعملت بها، وسكنت إليها. فأما إذا استظهرت فسألت آخرَيْن مرضيَّين عن المزكّى فجرّحاه، فكأنما علِما من باطن أمره وخافي حاله وكُنْه غَيْبه، ومطويّ شأنه ما توارى عن عرفان من زكّاه، وخفي على بحث من عدّله. فكان هذا عندي بالقبول أولى والعمل به أحرى.

[التوحيدي]
2025/07/06 12:32:06
Back to Top
HTML Embed Code: