Telegram Web
سبحان الله؛ أحمد الشرع كأن السعد يسير في ركابه؛ وإذا أراد الله شيئا هيأ أسبابه مهما مانع البشر...
خطوات واسعة جدا في فترة وجيزة.
رفع العقوبات ستكون خطوة جبارة لنقل سوريا إلى مكان آخر، وأظن أن العالم كله الآن سينظر لسوريا نظرة أخرى وستنهال عليها الخيرات من كل جانب؛ وسيخف ثقل الملف الداخلي وسيحاول جميع الطوائف أن تتصالح وتنضوي تحت ظل الدولة...
لازال الرجل يجتهد في مساحة الممكن وهذا ما يستطيعه الآن فلا يلام فيما أخفق فيه مما لا طاقة له به.
وأقصى ما نتمناه لهذا الشعب الطيب أن يعوضه الله عن سنوات التشريد والفقر والقهر العظيم.
لماذا تثقل علينا قراءة القرآن؟
أترى هذا الهاتف الذي لم تعد تطيق البعد عنه لساعة، وتنام بعد النظر لشاشته ثم تفتح عينيك أول ما تفتحهما على تلك الشاشة، وكأن شيئا عظيما فاتك تريد إدراكه، هذا الإدمان لم يقفز إلى نفسك فجأة يا صاحبي، وإنما هي عادة ترسخت عبر كثير من الأيام والشهور.....
أصبحت تلك المواقع تملأ فراغا في عقلك وقلبك وروحك ونفسك، تشعر بالجوع الشديد والفراغ إذا ابتعدت قليلا عن المتابعة، ويزداد حجم الشعور بالفقد بقدر البعد.....
تحتاج إلى أن تبني ذلك الشغف بالقرآن في نفسك وروحك وعقلك، وهذا لا يأتي مرة واحدة ولكنها معاناة الأيام والشهور والسنين، فقراءته وتدبره والعمل به وتعلمه سيسد تلك الفراغات المختلفة ويرمم كل الشروخ التي أصابتك عبر أيام عمرك، نعم ستشعر أن ماء عذبا فراتا أصاب روحك الظمأى فرواها، وستشعر أن ضوء غامرا بدد تلك الظلمات المتراكمة في تفكيرك ونفسك....
العظمة الحقيقية والإشراق المبهج لن تناله إلا إن نطقت قرآنا، وتنفست تنزيلا، وذبت بين أحكامه وتشربت أنواره.....
جعل الله تبارك وتعالى الشفاء بالقرآن عاما كاملا تاما لا يحتاج معه لغيره، يجتث الداء من جذوره دون أن يترك له أقل أثر....
بخلاف غيره من الأدوية التي هي بمثابة الكيماويات والتي وإن أزالت المرض غير أنها تترك آثارا جانبية، أو ربما أصابتك بداء أشد؛ ولذلك كان الجيل القرآني الفريد والذي لن يتكرر ولن يبلغ أحد أبدا مهما اجتهد في العلم والعمل مبلغه، كان هذا الجيل لا يشغله ولا يقيمه ويقعده إلا القرآن....
وانظر إلى جلال هذا الجيل في قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم، والله رب الكعبة)
نقلهم هذا الكتاب من رعاة غنم إلا قادة أمم، ومن أمة فوضوية مبعثرة إلى أمة أخرجت البشرية من الظلمات إلى النور وكفى....
إنه القرآن يا سادة، كتاب الله وصراطه المستقيم، وطريقه القويم، فيه الهدى كله والخير كله والبركة كلها، وفلاح الدنيا وفوز الآخرة...
فأعظم فرصة لمصاحبة القرآن المصاحبة التي لا تنفك عراها بعد ذلك أبدا هي تلك الأيام المعدودات، فالخاسر فيها من خسر توثيق علاقته بهذا النور المبين....
فاللهم ارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا...
هذا وإن كان مما يشرح الصدر أن يرفع الله البلاء عن أهل سوريا؛ وأن يعوضهم عن سنين الفقد والهجرة والحرمان والعسف؛ فإن هناك أمورا في هذا السياق:
١-السعودية اليوم بما تفعله وتقدمه وما تمتلكه من أسباب القوة تتصدر العالم العربي والإسلامي بعد أن توارت بعض القوى التي كان لها الصدارة وكانت مقصد القياصرة قبل ذلك.
٢- صعود أحمد الشرع ونظامه بهذه الصورة؛ ليس من السهل أن يسقط لأسباب كثيرة من أهمها: تعاظم الحاضنة الشعبية؛ وامتلاكه القوى الخشنة وسيطرته على المفاصل المهمة للدولة؛ مع مجموعة تحالفات قوية من أهمها تركيا والمملكة وفرنسا؛ ليس حبا في زيد ولكن بغضا لعمرو.
٣- ليس من الفطنة أن يظن الشرع ومن حوله أنه مرغوب فيه كرجل أصولي جاء من خلفيات مرفوضة وهذا عموما فلا الدول الداعمة تريده ونظامه ولا الغرب يأمن له؛ لكنها توازنات مرحلية؛ إن أحسن الرجل استغلالها واللعب عليها سوف تترسخ جذوره ويصعب اللعب معه بعد ذلك؛ لكن المشوار لازال طويلا جدا.
٤- ملف الكي...ان وإير...ان بل والعراق والمشاكل الداخلية إن لم تحسم بصورة أو بأخرى سريعا ستزلزل الأرض من تحت قدميه.
٥- لا ينبغي أبدا لهذا النظام أن يأمن فلازالت الأرض تسيخ من تحت قدميه؛ لكن وجود أحمد الشرع حاليا في رأس السلطة أمان عظيم لكل الدول المجاورة وللنظام العالمي؛ لأن بفقده ستكون سوريا بقعة يصعب السيطرة عليها وستكون مصالح الغرب والدول المجاورة في مهب الريح، مع ما سيتهدد الكي....ان من مخاطر لازالت أمريكا حريصة على ألا تحدث.
٦- لازال في يد النظام السوري أوراق كثيرة منها لعبه على الصراع في المنطقة وبين الكتلتين الشرقية والغربية؛ وأظنه غير غافل عن ذلك؛ واتجاهه للكتلة الغربية وتفاهمه معها دليل عقل وفهم سياسي دقيق جدا، مما يبشر بمستقبل أغلب الظن أنه واعد.
٧- لازلت مصرا أن مصر مهما حصل لها من أسباب الضعف الذي يأتي ويذهب؛ لازالت أعظم وأهم الدول التي ينبغي أن يحصل بينها وبين النظام السوري تقارب وتفاهمات، فمصر وسوريا عبر التاريخ قوتان متلازمتان في الهموم والأفراح والأهداف والغايات؛ ولا يقوم الشرق وتقوى الأمة إلا بوحدتهما؛ ولا تنهار المنطقة وتضعف إلا بتنازعهما.
على كل حال أنا برغم كل الانتقادات متفائل جدا وأرى أن فرج الله لأهلنا قريب جدا.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بعضهم يتكلم في السياسة وكأنه يملك الحقيقة المطلقة والفهم المطلق وكل من خالفه متهور وضيع الناس أجيالا ويتهمه بشتى التهم التي يريد منها أن يروج باطله بسببها على الناس.
فبعض "المتفزلكين"، بل قل الذين لا تحكمهم مبادئ؛ والذين يفتنون في كل عام مرة أو مرتين من بعض الأحزاب والشخصيات التي تمثلهم؛ مع كثرة تقلباتهم لا يكفون عن مهاجمة خصومهم سواء تمسكوا بأقوالهم القديمة أو حصل لهم مراجعات هي مطلوبة على كل حال، طالما كانت عن اجتهاد طلبا للحق.
طيب ماذا فعل رؤوس هذه الأحزاب والمنتمون إليها في كل موقف؛ يحاولون إبراز مشايخهم بثوب الحكمة ويسلطون الضوء على اختياراتهم اللوذعية وعبقرية رؤوسهم ولابد أن يعتذر لهم الحجر والشجر والبهائم وسائر الدواب وكل من خالفهم الرأي!
يا جماعة الخير؛ مشكلة معارضيكم أنهم إما لا يرونكم أو لازالوا يرون عظم إفسادكم للواقع والدعوة وتصورات الناس الصحيحة؛ مع بغي وكبر ووشاية لا يمكن أن يصدر ممن يزعم النصيحة للمسلمين ومحاولة إصلاح الواقع!
مع كلام في المجالس الخاصة يخالف تماما العنتريات الظاهرة ومحاولة المجاملةلجهات معينة وتحسين اختياراتهم مهما وقع منهم من طوام وكوارث.
لبس ثوب العقل والحكمة لبعض الشخصيات بعد ارتكاب كثير من الكوارث لا يليق؛ لأنه عقل المقيد الذي ابتلاه الله بتزيين الباطل، وغبش الرؤية مع التقلبات العنيفة.
فلا فكر شرعي مستقيم، ولا رؤية واقغية، ولا استشراف لمستقبل؛ وكيف يستشرف المستقبل من عميت بصيرته وحشر نفسه في زاوية لا يستطيع الخروج منها؛ وأراد إجبار الناس كلهم على طريقته المنحر...فة والوشاية بكل من خالفهم وتسفيه كل من ناوأهم حتى وإن كان مجتهدا حسن النية محبا لدينه وأمته مريدا للإصلاح.
الخلاصة: نحن فقط من يقدر ويصيب في كل شيء وسوانا مهما امتلكوا من أدوات فهم مخطئون وينبغي أن يعتذروا لمشايخنا وحزبنا!
السلام عليكم ورحمة الله أجيب عن أسئلتكم الآن هنا؛ فتفضلوا
https://www.tgoop.com/+69uHvWhW7-NkMjJk
هؤلاء هم أهل الgهاد والرباط على الحقيقة؛ الذين انزووا في زاوية لتحضير درس أو خطبة أو تصنيف أو تدريس أو نصيحة أو موعظة؛ غير آبهين بشهرة ولا جاه ولا مال.
هؤلاء الذين ضعف بصرهم وشاب شعرهم ووهنت أجسادهم وهم مرابطون على التفكير لعز الدين ورفعة المسلمين.
فدعائي في هذه الليلة لأولئك الثابتين على ثغور الفقه في الدين والبلاغ، غير آبهين بزخارف الدنيا، اللهم ثباتا لنا ولهم، وأخلص قلوبنا لطلب الآخرة، ونعوذ بك من غرور الحياة الدنيا، كما نعوذ بك يارب أن ننشغل عما خلقتنا له...
اللهم املأ قلوبنا بمحبتك التي تهون معها كل الشدائد والصعاب....
اللهم اجعل جهدنا وأموالنا وبذلنا ودماءنا وأهلنا لك وحدك لا شريك لك.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.
أحد مشايخي الطيبين الذين أحبهم وأدعو لهم وأراهم من عباد الله الصالحين وممن نفع الله بهم؛ بلغني لومه وحدته الشديدة علي؛ لأنني انتقدته في مسائل أخطأ فيها؛ وكان ذلك دون التصريح باسمه أدبا ومحبة؛ ولعدم حاجتي لذكر الاسم لأن الكلام واضح أنه انتقاد لتلك الحروف الخاطئة في الفتيا وعدم فهم الواقع أحيانا؛ ولأنها لا تقوم على قانون الفقه المعروف المتفق عليه.
قد تتعجبون أنني سعدت سعادة بالغة بحدته وغضبه علي؛ وحمدت الله تبارك وتعالى على أنني لم تطب نفسي بمجاملته رغم حبي له الشديد.
وها أنا ذا كثيرا ما يغضب علي السلفيون ومشايخهم؛ وكذلك يفعل النوريون ورموزهم؛ أما القبورية فحدث ولا حرج؛ والأشاعرة فلا أريد أن أقول لك ماذا يقولون في مجالسهم في العبد الفقير؛ وها أنا ذا أفقد عملا بعد عمل وأفقد أصدقاء وأحبة قدامى؛ فقط لأنني يمكن أن أجامل وأسامح في المال وغير ذلك مما لا تطيب نفوس كثير من الناس بالمسامحة فيه؛ لكنني -وايم الله- لا أملك أعز علي من ديني؛ فلا أجد مساحة أبدا للمجاملة فيه؛ ورغم كل شيء فإني أسأل الله أن يثبتي على ذلك.
والحمد لله أن جعل الرزق بيده وحده والموت والحياة والنشور والنفع والضر.
الحمد لله أن لا رب لنا سواه ولا إله لنا غيره.
واخجلاه منك وإن عفوت..
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
مهما اختلفت السياسات فإن الشعبين المصري والسعودي بينهما من الترابط والتلاحم ما لا يوجد بين أي شعبين آخرين.
ومن اختلط بالسعوديين علم مدى الحب والتقدير الذي يكنه غالب الشعب السعودي للمصريين؛ فغالب المدارس أكثر من كان فيها في غالب التخصصات مصريون وكذلك الجامعات؛ والعمالة المصرية كانت ولازالت أكبر عمالة في المملكة.
والشعبان بينهما نسب ومودة؛ ومصر أكثر دولة يقصدها الخليجيون عموما والسعوديون على وجه الخصوص.
ولو حصلت مشكلة فردية فهي ليست دليلا على توجه عام لدى الشعبين.
وأنا والله أكره تلك العصبيات وهذه النعرات التي تبدو من وقت لآخر وتسلط عليها الأضواء بشكل غير منصف ولا واعي.
هذه في النهاية شعوب مسلمة يجمعها الإسلام والعروبة والمصالح المشتركة والأهداف الواحدة؛ فتحسسوا كلامكم وحاولوا أن تتريثوا في إطلاق تلك الشائعات التي تفصم عرى المودة وتفرق بين الأخوة.
Forwarded from Hend Elashre🐾
المجلس الأول من شرح كتاب الحج من شرح العمدة لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى
هذا الرجل من عقول الأمة الفوارة؛ كم دفع الشبهات وثبت وقرر أحكام الشريعة؛ كانت كلماته تنبض غيرة على الشريعة المطهرة؛ ونفسه يفيض حبا لدينه وأمته؛ مفكر من طراز رفيع؛ وعقل فوار ونفس طيبة وروح ترفرف بذلا وتضحية.
كم استفدت واستفاد غيري من كلمات الرجل وكم فتحت به مدارك وارتقت به عقول وحفظت به حدود.
ووالله إن ارتقاء مثل هذا الرجل لمما يفت في العضد ويحزن القلب ويثلم ثلمة عظيمة.
فاللهم ارحمه وتقبله في الصالحين واخلف الأمة خيرا.
رحم الله الدكتور وليد الهويريني ورفع درجته في المهديين...
Forwarded from Hend Elashre🐾
الدرس الثاني من شرح كتاب الحج من شرح العمدة لشيخ الإسلام
Forwarded from Hend Elashre🐾
الدرس الثالث من شرح كتاب الحج من شرح العمدة لشيخ الإسلام
وزارة الأوقاف التي منعت من تعليق الملصقات التي تحث على الصلاة على النبي قديما وجعلت ذلك أمرا يُتهم أصحابه ويلامون؛ هي هي نفس الوزارة التي تأمر اليوم بالصلاة على النبي بعد الجمعة بصورة جماعية ووقت محدد بهيئة مخصوصة؛ فماذا في ذلك يا أفاضل؟!
بعيدا عن قلة العقل ورقة الديانة التي يستخدمها بعض المنتسبين للأزهر؛ من تبديع وتفسيق المخالفين في مسائل ربما يسوغ فيها الخلاف؛ وهو سواغ متأخر لم يكن معروفا في العصور الفاضلة من الصحابة والتابعين وأتباعهم.
لكن يبقى أن تعلم أيها السالك لهذا الطريق أن كل عمل لم يكن دينا في هذه القرون فلن يكون اليوم دينا؛ وقد أحسن إمام أهل السنة حين قال: لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الطاعات؛ ولا ينكر ذلك أحد من أهل الإسلام؛ وتستحب كثيرا وفي كل وقت وهي سبب لخيري الدنيا والآخرة؛ أما أن يجتمع عليها الناس بصورة معينة وفي وقت محدد من كل أسبوع؛ ويجعل ذلك امتحانا للناس في عقائدهم؛ ويصنفون بسببها؛ فلا شك أن ذلك محدث؛ وباب شر عظيم؛ وفتح لأبواب المحدثات التي هي شر كلها؛ وهي في أصلها طعن في البلاغ وتشويه للشريعة.
لن أخوض في تأصيلات وردود وعندي نفس طويل في ذلك؛ لكن يكفيني هنا تلك الجمل؛ حتى يقف عوام المسلمين على الصواب بصورة قليلة المقدمات سهلة المأخذ حتى لا تتشتت الأذهان وتثور الشبهات والشكوك.
ثم أقول:
فأي الفريقين أهدى سبيلا؟
وبعد هدوء العاصفة والتراشقات المتبادلة بين الفريقين، وبعيدا عن سرد الأدلة، أو انتصارا لأدلة فريق في مقابلة أدلة الفريق الآخر، فإنه لا يماري أحد من أهل الفهم والعلم بطبيعة دين الله سبحانه وتعالي = أن أصفى وأنفع صورة لهذا الدين العظيم= هي الصورة التي كان عليها النبي -صلي الله عليه وسلم- وصحابته والتابعون لهم، هذه الصورة الناصعة الصافية الخالية من الانحرافات والأوشاب، حرص علماء الإسلام الفاهمون علي بقائها كما هي
فهديهم وسلوكهم في دين الله سبحانه وتعالي هي أسلم وأصح الطرق، بل وأرضاها عند الله تبارك وتعالي،
والانحراف عن جادتهم ولو قليلاً =
يجر انحرافات، ويحدث ندوبا في جسد الدين والتدين، يصعب معها أن يحافظ علي صفائه وبهائه وكمال جاذبيته؛ ولذلك ستجد انتفاض مالك معلناً رفضه لكل ما لم يكن في عهدهم :- وما لم يكن يومئذ ديناً فليس اليوم بدين ، ويتلوه انتفاض الشافعي، وهي قاعدة مقررة عند الأئمة قاطبةً:- إذا صح الحديث فهو مذهبي، فأي انحراف عن ذلك الباب فهو تغيير يأباه أولئك الأماجد، ولما ناظر الإمام احمد ابنَ أبي دؤاد أغلظ له القول :-
هل ما تدعوني إليه شيء ورد في كتاب الله أو سنة رسوله أو قال به أحد من الصحابه؟
قال لا، قال فشيء لم يأت في كتاب ولا سنة ولم يتكلم به الصحابة، فكيف أتكلم به(كلام هذا معناه)، وحتي لما تكلم أحمد بعد ذلك حين أملى عقيدته، فقال:- القرآن كلام الله غير مخلوق، فإن لما تكلم الخصوم بما ليس في كتاب ولا سنة اضطر للكلام، والأسلم والأوفق لحفظ بيضة الدين أن يقتصر علي ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه الصحب الكرام قولا وفعلا و حالا.
وهذه الصورة التي تدعو إليها الأوقاف وتريد أن تجعلها عبادة مشروعة؛ والأصل في العبادات التوقيف كما لا يخفى؛ وما خرج عما ورد كان محدثا قبيحا.
وما أجمل قول الأول:- لو كان خيراً لسبقونا إليه.
وإشكالية التوسع في تلك الأبواب= أنك مضطر لاطراد أصلك، فما المانع من الاحتفال بالمولد النبوي؛ وموالد الصحابه والعلماء الصالحين، والحجة في ذلك كله واحدة !؟!
وما المانع من إضافة صلاة جديدة وصيام آخر ونوع ذكر مخالف في أوقات وأماكن معلومة يجتمع عليها الناس.
فهذا الدين له هويه وهيئه وخصوصية، تقترب من مراد الله كلما اقتربت من ذلك وحافظت عليه، وتثلم فيه ثلماتٍ كلما فتحت الباب لتبتعد عما كان عليه الأولون.
وهذا الدين يصنع هوية لأهله، ويشكل ثقافةً متكاملة مستغنية، وله أثر في العادات والتقاليد، فإن فتحت الباب للاستيراد من الثقافات والإحداث فلا بد أن تحدث ثقباً وشرخاً غائراً في دينك وثقافتك،مما يهلهل هويتك، ويؤثر في عاداتك، وتلك الأثافي لا تجعل تدينك متماسكاً كما كان، فكل ذلك بناء متكامل متماسك، فإن أردت أن تشعر بقيمته وأثره في قلبك، فخذه كلاً متكاملا محكم البناء، فجماله و جلاله وبهاؤه وقوته في هذه الصورة المتكاملة الناصعة( ومن العادات التي يتبجح بها بعض منتسبي العلم والتدين= التهوين من استيراد عادات كعيد الميلاد والأم والحب وما إلى ذلك مما ليس لنا بثقافة ولا هو أكمل في الحال والفعل عما عليه عادات العرب العتيقة) ، ولذلك ستجد الصحابة والمصلحين وأهل الفتوة والرأي ممن كانت لهم قدم صدق في هذه الأمة، تحركوا واختلطوا وأثروا وتأثروا،(وكان تأثرهم بعيدا عن منظومة الدين الكاملة الصافية) ، لكنهم تحركوا بهذا البناء كاملاً مستويا فقلدهم غيرهم وتسربت ثقافتهم وهويتهم ولغتهم أولا، فلما كان ذلك كذلك، فإن الناس دخلوا في هذا الدين أفواجاً؛ لأن ثقافةً وهويةً وعاداتٍ صنعها الدين وأثر فيها، لا تستقيم ولا تثبت بدون ذلك الدين، فأي الفريقين أهدي سبيلا وأقوم قيلا؟
وما أجمل وأجل قول إمام دار الهجرة: وما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم بدين.
والله من وراء القصد.
ربنا قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل
2025/05/29 21:10:12
Back to Top
HTML Embed Code: