Telegram Web
آه سيدتي
كان سيل من الدم يزحف نحوك في الليل،
وكنت أحاول أن أتعرى عن الموت
تحت بنادقهم،
لأضمكِ
لكنكِ حين سحبت من الموت عمري
تناسيتِ سيل جراحي،
وحضن حنيني
فقادوك في الليل، في البحر، عارية
تتناسل فيها الجراح
فصار دم البحر أحمر
آه بيروت،
سيدة العاشقات..
على فوهات البنادق علقت قلبي،
وصرت على شفة البحر جارية
يتسلى بلعق دمها الطواغيت؟
بيروت..
بيروت...
أن دم البحر أزرق
فاتسعي مثلما جسدي فوق هذي المياه،
يطاول أغلالهم بهواه،
ليبقى دم البحر أزرق.

شاكر العاشور، البصرة.
يا معشر الفقراء
ابصروا الآن بيروت تكبر -مثلي-
-سالوفة في القُرى-
سيوف الذين ارتدوا بردة الغدر
مشهورة فوق أعناقنا
والرماح الخبيثة
تحمل رؤوسنا
فيا أيُّها المتعبون تعالوا نكن غضبةً
دمشق الحبيبة محروقة القلب، باردة؛
مثل وجه الرياح.

عدنان طالب حمادي، البصرة.
تأتين يلوح على شفتيكِ العطش الغائم
تأتين دعاءً يرفعه النذر المتدفق من حزني
القاتم
تأتين غدًا
تأتين اليوم، الفارس أدمى قدميه الشوك
المصلوب بساحات الحلم الهارب من شرك
النوم المتوحش
تأتين فأبقى، ابقى انظر عينيكِ الهاربتين
من الضفة الأخرى
عبر الشطآن الملغومة بالريبة.
في اللحظة أتعب إذ أبحث عن ناعسة
تهوى القمر الأخضر والنجم القطبي
المفطوم.
في اللحظة اتعب إذ أبحث عن ناعسةً تكره
أن تغفو
أن تطرف
أن ترمش
أن تتحرك، تتسمر عيناها في وجهي
تتحجر:
في اللحظة تأتين
في اللحظة تبقى عيناك وعيني تحيطان
بدنيا تمتد على شفرة سيف ملثوم
تأتين فنبقى
نبقى لا نرمش
لا نتحرك
تأتين فنبقى
تأتين فنبقى
تأتين.

قصي عبد الرؤوف عسكر.
أتصدّى للريح بحدّ السيف ولكنّي أخجل إذ أدرك أن جوادي أعمى
ما بين عذابي في السرّ وما بين رضاي
أغراني شيء غير الحكمة.

سامي علي جبار.
وظلمُ ذوي القُربى أشدُّ مضاضةً
على المرءِ من وقعِ الحسام المهندِ.

طرفة بن الوردة.
إقبال وعوسجة أحدى فصول حكايات الجنوب.
ترنيمة لزمانٍ لن ينقضي.
قلتُ أذهبُ إلى الحيرة اليوم. أقرأ عليها سؤالًا لا تسمعه، وأكشف لها جرحًا لا تراه. فغدًا لن يعود ثمةَ متسعٌ للسفر ولا مسافة للكلام. فهي لا تعرفني وأنا لا أثق بها.

قاسم حدّاد، طرفة بن الوردة.
كلّما انتهيتُ من طريقٍ، تأخذني طريقٌ إلى ما أمقت وما تعفُّ عنه النفس وما ينزُّ له الدمُ في الرأس. طرقٌ تتناسل في قدميّ غبارًا شرسًا وماءً شحيحًا. وليسَ لي أن أكفَّ عن السفر.

قاسم حدّاد، طرفة بن الوردة.
قيل أنّهُ حين يفيضُ به الوجدُ وتدركهُ التجليات، يخرجُ في المضارب، يكشفُ أستار الكوى في جوانبِ الخيام وخدور النساء، مناديًا في بني عامرٍ «يا غلطةَ الأكبادِ افتحوا كي يتخلّل الحبُ قلوبكم وتنتابكم الرعدةُ البهيّةُ وتثلجُ أوصالكم ويرفّ على أفئدتكم ملاكُ الجنّة والنار واطرحوا من أيديكم الشُغل والتجارة واتركوا لأجسادكم حرية النزال والإنزال وسمّوا كل شيءٍ باسمه وقولوا الحبُ، لعلكم تنالونهُ وتقع ن على نعمته وتستطعمون بعض ما أنا فيه، لكي لا يكون فكاكٌ لكم ولا أنتم تبرأون». ثمّ يطوفُ على مرابط الخيل والأبل، يطلق عقالها في غفلةِ القوم، حتّى إذا ما التفتوا لم يجدوا في الحيّ بهيمةً في رباطها. وكان ذلك من أفعال الشطح.

قاسم حدّاد، أخبار مجنون ليلى.
هَيأَ لي هودجًا وانتحى يسألُ الوحشَ عنّي
كأنّي به لا يرى في القوافلِ غير الخيول الشريدة.

أخبار مجنون ليلى.
كنتُ في قلقٍ
وأهلي أسلموني السديم
وأشعلوا نار الخيام وأطفأوني.

طرفة بن الوردة.
من يقوى على إسكات هذا الدم الصارخ في الأوردة.

طرفة بن الوردة.
هو البحر
يعرف أيّ طريقٍ إلى المدن المتعبة
وأيًّا من القادمين
سيطرق باب السواحل في الظلمة الشاحبة
هو البحر
وجه المرايا
وشرفةٌ مرت ودروب الخطايا
ويعرف
أي سفين
سيطرق باب السواحل في الظلمة
الشاحبة.

بلقيس عبد الغني.
ذلت عيوني الحزينة عليك
لا
أنت التجي
لا
ولا
ذاك الوميض بعيد

ياخذني خيل
وغضب مجنون.. لسيوفك.

عزيز السماوي.
Forwarded from La maladie de l'intimité (أفنَـان)
| مُحاولةٌ لِاختراقِ المَوت، عبد الرزّاق عبد الواحِد.|

جَسَدي مُلقىً
مَبتورًا كنتُ أحملِقُ فيه.
هذا المكتظُّ حياةً عُنفًا جَبروتًا
مبهورًا كنتُ أحملِقُ في كَمِّ الموتِ الهائِل فيه.

فَمُهُ مملوءٌ بِالكلِماتْ
تنسابُ إلى بئرَي أُذُنيهِ ملايينُ الأصواتْ
تترَسَّبُ أصداءً،
تُغلى.
تنثالُ على عينيهِ حشودُ من ألوانٍ أشكالٍ كُتَلٍ
تغطِسُ في قاعِهما
تُغلى.
مملوءٌ بِالنَّبضْ
منخرُهُ يَستنشِقُ حتّى جذرَ الأرضْ
هذا المنفوخُ حياةً،
يلصقُ بي لونًا
يلصقُ بي صوتًا
يلصقُ بي رائِحةً
لحمًا
عصبًا
يَنصَبُّ دمًا فيَّ
يُكثِّفني
أثقُلُ
أسحبُهُ
أدفَعُهُ
يَتعلّقُ بي
يسحَقُني
يطويني فيهِ
أموت.
هذا المُلتَفُّ عليَّ حياةً...
أيُّها النهر لا تسر وانتظرني لأتبعك
أنا أخبرت والدي أنّني ذاهبٌ معك
فانتظرني لأتبعك.

موفق محمد، طائرٌ آخر يتوارى.
فيا ربِّ
خلِّ الموت لي
ودعهُ يغمضُ عينيَّ
ويطبعُ قبلةً على جبيني
تضيء لي القبر بآلاف الفراشات الّتي كفنتنا.

موفق محمد.
لا تحزني إن متُّ أيُّ بأس
أن يُحطّم الناي و يبقى لحنه حتى غدي؟
لا تبعدي
لا تبعدي
لا ..

السيّاب
«أنّي وردتُ عيونَ الماءِ صافيةً
نَبعًا فنبعًا فما كانت لتَرْويني».

الجواهري.
2025/05/31 19:00:39
Back to Top
HTML Embed Code: