Telegram Web
‏من أكثرِ الناس مهابةً وإجلالاً في عيني؛ من يثقُ بالله ويتوكّل عليه حقّ التوكل في جلّ شؤونه، مع اتّخاذ الأسباب، ويزهد في سؤال الناس، وكم أطربُ لحديث الأشجعي لما بايع ومن معه من الصحابة النبيَّ ﷺٰ ألا يسألوا الناس شيئاً، حتى كان يسقطُ سوطُ أحدهِم فلا يسأل أحداً أن يناوله إيّاه.
قبل أن تُحسن إلى أهل مودتك، كن على بصيرة بشخصياتهم وطبيعة احتياجاتهم، فقد تكرم أحداً بالمآل وهو بحاجة إلى الدعم النفسي والمعنوي، وقد تحيط بآخر وتقترب منه وهو راغب للسؤال من بعيد لا الالتصاق والاقتراب، وهكذا.

تحصل الكثير من الاختلافات والاتهام بالتقصير لعدم فهم مثل هذه الأمور، والواجب على الطرف الآخر التحلي بالنبل وشكر استطاعة المُسدي أيا كانت لأنه قدم ما بوسعه.
من أعظم المهلكات على النفس التي تجلب لها الأمراض؛-داء المقارنات-بينها وبين الآخرين، والنظر فيما عندهم دون ما عندها، وجعلها في دوامة المنافسة لهم دون النظر في ذاتها. والعاقل من ينافس نفسه، ويحدد أهدافه لروحه، ويرى نتائجه لذاته، ولا يبالي بحياة غيره التي تدخل عليه الغم والحسد.

خلاَّديات
بشرى
كل المهالك في سجودك تنقضي
والبؤس يُنسى والمواجع تنتهي.
الاستعلاء على نعم الله سبحانه لا تصدر عن مؤمن بالله حقّ الإيمان به، يطلب أحدنا حاجة له ويسعى إليها ملء وجدانه وروحه وطاقته، ويتقطّع لها ويدعو الله سبحانه..
‏ثم إذا جاءته بعد زمن، يقول: بعد ماذا؟
‏هذا موطن أسأل الله لي ولكم حسن التوفيق له وأن يهدينا لسنّة أبينا إبراهيم عليه السلام:


فلم يجزع لطول تأخر انتظاره للذرّية وكان في حاجة فطرية إليها فلما مسّه الكبر جاءته، بل قال (ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی وَهَبَ لِی عَلَى ٱلۡكِبَرِ إِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَۚ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ ٱلدُّعَاۤءِ)

‏فهو سبحانه العليم بالمصلحة المعجّلة والمؤجّلة، ولن تظلم وأنت واقفٌ على باب الجبّار الكريم!
آتَيتَ مُوسَى سُؤالًا كانَ يَطلُبُهُ
آتِ الفُــؤادَ إلٰهِي ما تَمَنَّاهُ

ولستُ مُوسَى وما عِندِي عَصاهُ ولا
أوتُيتُ مُعجِزَةً، لكنك اللهُ


فاللهم أعطهم في هذه الليلة المباركة من خير ما سألوك، وما لم يسألوك فابتدرهم بالعطاء.
اللهم اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، وأحطهم بعفوك وعافيتك ورضاك، واختم لنا ولهم بالعتق من النار.
قصة توسّل أصحاب الغار في حديث النبي ﷺ بأعمالهم مدعاة للنظر والتفكر في حالنا، خاصة المتوسّل ببره بوالديه: قال: { اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، وامرأتي، ولي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرَحت عليهم، حلبت، فبدأت بوالديّ، فسقيتهما قبل بَنيّ، وأنه نأى بي ذات يوم الشجر، فلم آتِ حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحِلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر }
يا حسرةً على أنفسنا مع والدينا ؟


ثم هلاّ سألت نفسك لو كنت رابع أولئك الرهط ما الذي ستدعو الله ﷻ به لتنفرج الصخرة ؟




خلاَّديات
في قوله ﷻ { قال أنا يوسف وهذا أخي }

لم يقل عزيز مصر ، بل تجرّد من مسميات الجاه والسؤدد ، لأن العظماء هم في الحقيقة كبار دون المسميات .

خلاّديات
﴿فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ وَلا يلتفت منكم أحد ﴾ :

في ذلك إشارة للمؤمن ألا يلتفت في عمله للوراء
إلا على سبيل تقويم الأخطاء ، لأن كثرة الالتفات تُضيع الوقت ولربما أورثت وهنًا
من صحّت نيته اتسعت مخارج فرجه
الخَيرُ يَبقى وَيُبقي ذِكرَ صاحِبِهِ
‏وَالذِكرُ أَنتَ فَأَبقِ الخَير يُبقيكا
لاشيء لاشيء يهذّبك، ويؤدّبك، ويرشدك، وينهض بروحك كمثل ملازمة آي القرآن، صدّقني، متى ما جعلته صاحبك الأول والأقرب أخذ بروحك لا شعورياً نحو معالي الأمور وشريفها، ونقّاك من سفاسف الأمور وقبيحها، وكلما تمسّكت به أعزّك وآنسك وأكرمك في الدُّنيا والآخرة ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزيزٌ ﴾.
هناك من يلقي بمخلّفاته ونفاياته النفسية على الطرف الأضعف والأكثر احتمالاً في شبكة علاقاته، وتجده بغضون لحظات تنفرج أساريره مع شخص آخر.
2024/04/27 23:47:32
Back to Top
HTML Embed Code:


Fatal error: Uncaught Error: Call to undefined function pop() in /var/www/tgoop/chat.php:243 Stack trace: #0 /var/www/tgoop/route.php(43): include_once() #1 {main} thrown in /var/www/tgoop/chat.php on line 243