أنا الذي امتلأت حياتي بالأشخاص الخطأ، والصحيح الوحيد، الوحيد الصحيح، اختارت الحياة أن تضع بيني وبينه المسافة، والناس، والمنطق.
ماذا لو انتزعتكِ مِن ذاكرة الزمن وأخفيتُكِ في حاضري ومُستقبلي! هل سيشعُر العالم! هل سينتبه؟ ماذا لو أصبحتِ أنتِ أرضي ووطني هل ستتغيّر الجغرافيا ويتبدّل التاريخ! هل سَتثور الأمم وتغضَب الدول وتُقام الحُروب! لكم أتمناكِ زهرتي الخاصّة, دَولَتي الصغيرة الخالية من الذهب والنفط والمعالم السياحية، بعيدة عن أنظار المُسافرين ومطامع الغُزاة وناهبي الثروات. أريدكِ صحراء بعيدة وهادئة وسأكون أنا بدويًّا، أرعى الغنم وأجمع الحطب، أقتات على الخبز وحليب العنزات، أتغزّل فيكِ بأجمل العبارات. وحدنا في البادية، لنا كل معاني الحريّة، نتغنّىَ بأمجاد الأجداد ونختار أسماء الأولاد والأحفاد، نقرأ معًا الكُتُب القديمة والقيّمة، نتحدث عن فوائد القراءة ومساوئ التكنولوجيا. معًا سنكون وسنظل، بلا خوف أو قلق، نُردّد قصائد العرب في جلسات السمر، نلعن الحضر والصخب في أمسيات السهر، نمدح بعضنا وأنفسنا ونسبّ الفلاسفة ومُحبي السفر .
وحدنا... أنتِ وأنا، وهل نحتاج شيء آخر؟!
وحدنا... أنتِ وأنا، وهل نحتاج شيء آخر؟!
قد يجرحني كلام سفيه من سفهاء ولكن أتذكر دائما ان الصواعق لا تضرب إلا القمم
بعض الأمان يكمن في تفاصيل صغيرة وأشياء تافهة لا قيمة لها لكنّها اكتسبت قيمتها ممن لامسوها، وحملوها، وارتدوها، أو استعملوها، أو أهدوها لنا، وربّما لموقف مرّ بنا وهي حاضرة فصرنا نشعر بالأمان عند حضورها، ذاك القميص الذي كنت أصرّ على اجتياز اختباراتي به لأنّ أول مرّة ارتديته فيها وفّقت في اختباري فأصبحت أستبشر به، الفنجان الذي ما زلت أتناول قهوتي فيه رغم الكسر الصغير الذي أصاب حافّته هو المفضّل عندي، رائحة القرفة التي تشعرني بالسعادة لأن رائحة البيت كانت تعبق بها عندما تخبز أمّي كعكتها المميزة، أوّل رواية أهداها لي خالي وأنا صغير ما زالت هي الأفضل لأنّني قرأتها بحماس وفرحة، الجائزة التي أعطتها لي معلمة اللغة الانجليزية وأنا في الصف الرابع الابتدائي ما زلت أحتفظ بها حتى الآن لأنّها من معلمتي الحنونة، الحجر الملون الذي ما زلت أحتفظ به منذ صغري لأنني كنت أظنّه مميزًا.
حنان لاشين/ أوبال
حنان لاشين/ أوبال
نصحتك بالأمس بعدم الكتابة إليّ يوميًا، وما يزال هو ما أراه اليوم وسوف يكون هذا خيرًا لكلينا، ومرة أخرى أعود إلى هذا الاقتراح اليوم، وفوق ذلك فإنني أطلبه بمزيد من الإلحاح، لكن أرجوك يا ميلينا ألّا تلتزمي بهذا الاقتراح، بل اكتبي إلي يوميًا، على الرغم من ذلك، قد تكتبين في اختصار شديد، رسائل أقصر من الرسائل التي ترسلينها إلي الآن، سطرين فقط، أو سطر واحد، المهم هو أن حرماني من هذا السطر الواحد، سيكون معناه عذابي الرهيب.
- كافكا الى ميلينا.
- كافكا الى ميلينا.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لم تستطع أي جملة عربية أن تتفوق على كلمة "عادي" في دسّ كمية هائلة من الخيبة والأسى بين حروفها، حين يقولها المخذول وهو يهزّ كتفه، الـ"عادي" لم يكن عاديًّا أبدًا. 🖤
-
-
لا أستطيع وصف هذا الشعور الداكن الذي يستولي علي هذه الأيام، فقدت رغبتي بالكلام ولا أريد سوى الصمت والنوم لأيام طويله جداً، بتٌّ أخاف الأستيقاظ خشيةً من أن تأتيني نوبات الإكتئاب والتفكير بأدنى شي، أنا مُرهق .
وفجأة ترى أنّك بالفعل إستهلكت نفسك كُليًا؛ تكلمت كثيرًا، شرحت أكثر، بررت بما يكفي، ثم تأتي عليك لحظة وترى أن طاقتك قد نفذت، فَتتوقف عن الكلام وتبتعد عن الناس، وتذهب لأقرب ملاذ لك وتجلس مُكتفياً بنفسك ."
كشخصً يمتلك شخصيتين احداهما عاطفيه الى حد البكاء واخرى عقلانيه لدرجه ان يسخر من حزنه ، كشخصً يمتلك من الهدؤ ليتصف بالرزانه واخرى عصبيه لحد الجنون ، شخصً ينسى حزنه ليبتسم ، فيذكر خيبته ويحزن ، يحاربني الف تناقض اعيشه في اليوم .
ْْعتْمٌُه
ْْعتْمٌُه
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قد لا استطيع نكران هذا ولكن في كل مرةٍ اسمع فيها صوتكِ ، كأنكِ تبعثي ليَ الامل في كومه من اليأس ، كأنه نور خافت يخترق ظلامي ، قد اتردد في ما اكتبه لكِ لأنني حقاً اعي انه لا شيء بالنسبه لك لكن ، سأعبر للضفه المقابلة لن اتردد، ساقولها حسناً ، لما كل هذا التفكير ؟ رأسي يؤلمني ، لا أستطيع الإيجاز ، انني اتلعثم ، حسناً هنا الان ، ماذا كنت سأقول ؟ لقد نسيت ، يا للهول لما الارتباك ؟ حسناً صوتكِ كأملً للبقاء وايقاعً للتفاؤل ، صوتكِ كسراب في صحرائي قاربً في بحري ، صوتكِ كنغمه بيانو في مقطوعةً مُوسيقية عِنوانها بدايه ازدهاراً لقلبٍ عامرٍ بالخراب..
"نحنُ
عائلةٌ كبيرة جدًّا..
تكاثرنا
جيلًا بعد جيل
بطُرقٍ محزنةٍ
فقط
حتّى لا ننقرض
وها نحن..
كثيرونَ جدًّا
لدرجةِ أنّنا لا نعرفُ بعضنا البعض
ولا نشبهُ بعضنا البعض
كثيرونَ جدًّا..
بحيث
أنّني اليوم، قتلتُ شخصًا في الشارع
وعندما عدتُ إلى البيت
وجدتُ أبي يبكي
سألته: ماذا هناك يا أبي؟
أجاب: غريبٌ ما.. قد قتلَ أخاكِ في الشارع".
عائلةٌ كبيرة جدًّا..
تكاثرنا
جيلًا بعد جيل
بطُرقٍ محزنةٍ
فقط
حتّى لا ننقرض
وها نحن..
كثيرونَ جدًّا
لدرجةِ أنّنا لا نعرفُ بعضنا البعض
ولا نشبهُ بعضنا البعض
كثيرونَ جدًّا..
بحيث
أنّني اليوم، قتلتُ شخصًا في الشارع
وعندما عدتُ إلى البيت
وجدتُ أبي يبكي
سألته: ماذا هناك يا أبي؟
أجاب: غريبٌ ما.. قد قتلَ أخاكِ في الشارع".
لم يكن صراخها لهاثاً ولم يكن تأوّهاً، بل صراخ حقيقي. كانت تصرخ بصوت عالٍ إلى درجة أن توماس أبعد رأسه عن وجهها وكأن صوتها الزاعق سيثقب طبلة أذنه. لم يكن هذا الصراخ تعبيراً عن الشبق فالشبق هو التعبئة القصوى للحواس: نراقب الآخر بانتباه بالغ ونسمع أدنى أصواته. لكن صراخ تيريزا كان بخلاف ذلك، يريد أن يُرهق الحواس ويمنعها من الرؤية والسمع. كانت المثالية الساذجة لحبّها هي التي تزعق في داخلها راغبة في إلغاء كل التناقضات، وفي إلغاء ثنائية الروح والجسد، وحتّى في إلغاء الزمن.
و أعرِفُ وجْهًا سيفرحُ قلبي بهِ و أكشِفُ بينَ يديهِ التي تعرفُ اللُّطفَ كُلَّ جُروحي.
_مظفر النواب
_مظفر النواب