Telegram Web
الحَمدُ للّٰهِ عَلىٰ جَـزيلِ فَضلِهِ، ووافـرِ نِعَمهِ، لا شُكر يُوفِّيها، ننظرُ في آيـاتِ اللّٰهِ بـِنِعمِ اللّٰه، حَقيقٌ عَلىٰ مَن وَهَبَه اللّٰهُ العقلَ أن يُؤمن، فهو غارقٌ في نِعَمِ أنَّى يُنكِرها أو يُنكر خالِقَها!

فَمتى نَجد مُنكِرًا، يَكُن ذَا أنَفَةٍ، مُعتزًّا بِعلمهِ، فنُدركُ يا رفيقي أنَّ الكِبرَ مَلجأ الهالِكينَ مُدَّعي العِلم لأنَّه لو حصَّل ذرَّةَ علمٍ وانتفعَ بها لَعلِمَ مَدى إدراك عقلِه، وما لجأ للتَّعدِّي عَلىٰ الغَيبيَّاتِ!

كَيفَ يُخضِعونَ الأمورَ -المُسَّلَّمة للّٰهِ- للصُّدفَةِ أو رُبَّما للطبيعةِ، تخيَّل مَعي مَبدأهم!

كُلُّ ذلك رفضًا لِفكرةِ الانتماءِ لدينٍ تخضَعُ لَهُ عقولُهم، يظُنُّون أنَّ الدينَ قيدٌ وهم يتنعَّمون في الحُريَّة، ولا يزالون يُهاجمونَ الحقَّ حتى يَموتوا، فاللهمَّ إنَّا نتبَرَّأ منهُم، ومَن عاونهم وناصَرهم، ومِن أفكارِهم الضَّالة ومِمَّن وافقت هواهم.
الفُتُور...

• رُبَّما لم يَدَع الفتُورُ أحَدًا إلَّا أصَابَه، الفُتُورُ قَتْلُ الشَّغَفِ بَـضَعفِ الهِمَّةِ، وخَورِ العَزيمَةِ عَلى الفِعلِ -أيُّ فِعل- طَالَمَا نُكَرِره، فالنَّفسُ تَسأمُ وتَمِلُّ!

• وقد يطرَأُ على القَلبِ لَحظاتٍ فاتِرةٍ تَنَالُ مِنه، وليسَ مِنَ الحِكمةِ أنْ تترُكَ قلبَكَ مَلاذًا لِكُلِّ فِتنة، ومَخزَنًا لِكُلِّ شُبهَةٍ!

• فبمُجَرَّد عَرضِ الفِتَنِ والشُّبُهاتِ عَلى القَلبِ تُبنى الحَواجِزُ إلىٰ أن يتَكشَّفَ رَدُّها وإلَّا أشرِبها، فَتُنكَتُ فِيه النُّكَت السَّوداء، ويا لتعاسته!

• أمَّا الطَّاعَةُ فَغِذاءُ الرِّوح وَلَن تَمَلَّها طَالَما ذُقتَ حلاوَتَها، فَمَتى حِدتَ عن طَريقِها نالت مِنكَ نَفسُك الأمَّارَةُ وشَيطانُك المُترَبِّصُ.

• فإيَّاكَ والهوى، وإن انتابَكَ الفُتُورُ فجَدِّد إيمَانَك، والزَم قُرآنك، وعَليكَ بجانِبِ الترغيبِ وقتها عَن الترهيب؛ نَلزَمُ بابَ الرَّجاء ونتمسَّك بجناحِ الخوف كي ننجو، حَفِظَ اللّٰه قَلبَك..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نَفَسُ نُورٍ لِكُلِّ قَلبٍ عَطِشٍ ..
إنَّ النفوسَ البشَريَّةِ على تَفاوتِ رؤيتها للأشياء بنظرية نسبية غير متقاربه، يستقبح بعضها الأشياء في حين هي الأبهى لآخرين ..

ومن هنا فإن الحرام مُستساغٌ لمن ألفه، ولتآلفه كثُرَ، وبكثرته عمَّ وانتشر ووَارى الحَلالَ خَلفه في صُدورهم..

رغم أن الحَرامَ بيِّنٌ والحَلالَ بيِّنٌ، فَكيف استساغ!

طائعو الهوى طَغوا ومَن خالف هواه منتقد؛ يعيش خلف أسوار نفسه يُعَاقِب فِطرتَه إذا خالطهم أو ربما نظر إليهم ..

مفهوم الأُخوَّة لدى البعض حُرِّف فأصبح بنو الجنسين إخوة؛ كسرت الحواجز واندس الحياء في النفوس ووُرِيَت حمرةُ الوجوه كي يواكَب مفهوم الأخوَّة المبتدع ..
إِذَا ٱجْتَمَعَ مَيلُ القَلبِ وَإرَادَةُ العَقْلِ عَلى الإثْمِ ٱُقتُرِفَ؛ فَتَغْذيَةُ العَقلِ بِالآدابِ وَالقواعِدِ يَصُونُه، وتَشَرُّبُ القَلبِ لِمَعاني الإيمانِ يَحفَظُه!

وعندَها إِذا أرادَ العقلُ أبَى القلبُ أن يتبَعَه، وإذا مَالَ القَلبُ أبَى العَقلُ إلَّا صيانتَه..

فالقَلبُ وَالعَقلُ رَكيزَتا الطهارَةِ فِي الَجَسَد؛ وَمَا نَفْعُ طَهارَةِ الجَسَدِ دونَهُمَا؟!

فإذَا مَا وَهَنَتِ النَفسُ وٱقترفَت الإثمَ وانقَطَعَ حَبلُ الوَصلِ بين العَقلِ والقَلبِ فـَ لْتُبادِرْ بِالتَوبَةِ النَصُوح، عَسى اللّٰهُ أن يَغفِرَ الزَلَل ..
تكون الدنيا كلها أحيانًا مثل الليل في عين الضرير، حتى إذا أقبل الإنسان تائبًا مستغفرًا أطلت في قلبه وروحه ونفسه مثل تباشير الصباح يتنفس في أعصابه بالفرح المنير، والبشارة المضيئة، والأمل البهيج الذي لا ينقضي أبدا في الله سبحانه وبحمده!

التوبة صباحات حب لا يظلم، ومواسم أمل لا يبلى، ومن فقه هذا علم أحد أسرار قوله تعالى " ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"..

وأي ظلم للنفس أعظم من استبقائها في محبس الظلام، وابتعادها عن ربها نور السموات والأرض؟!

اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت! فاغفر لنا مغفرةً من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم!

الشيخ: وجدان العلي.
وٱتَّـــقِ اللّٰـــهَ، فتَقوى اللّٰهِ مَا
جَاوَرَت قَلبَ ٱمريءٍ إلَّا وَصَل!

لَيسَ مَن يَقطَعُ طُرُقًا بَطَلًا
إنَّمَا مَن يَتَّقي اللّٰهَ البَطَل..
‏وكان النبي ﷺ خافض الطرف، من رآه بديهةً هابَه، ومن خالطَهُ معرفةً أحَبّه، لا يطوي عن أحد من الناس بِشْرَه، قد وسِع الناس بسطُه وخُلُقُه؛ فصار لهم أبًا، لا يثبّتُ بصرَه في وجه أحد، له نورٌ يعلوه، كأنّ الشمس تجري في وجهه.

-الرّافعي.
أرجو إيصاله لطبيب تحبه في الله:

نص غاية في النفاسة، لابن القيم _رحمه الله_، مهم لكل الأطباء، وكان في معرض الحديث عما يجب أن يراعيه الطبيب الحاذق:

أن يكون له خِبْرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها، والطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجهما، كان هو الطبيبَ الكاملَ، والذى لا خِبْرة له بذلك وإن كان حاذقاً فى علاج الطبيعة وأحوالِ البدن نصفُ طبيب.

وكلُّ طبيب لا يداوى العليل، بتفقُّد قلبه وصلاحه، وتقويةِ روحه وقُواه بالصدقة، وفعل الخير، والإحسان، والإقبال على الله والدار الآخرة= فليس بطبيب، بل متطبِّبٌ قاصر.

ومن أعظم علاجات المرض فعلُ الخير والإحسان والذِّكر والدعاء، والتضرع والابتهال إلى الله، والتوبة، ولهذه الأُمور تأثيرٌ فى دفع العلل، وحصول الشفاء أعظمُ من الأدوية الطبيعية، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولِها وعقيدتِها فى ذلك ونفعه.

الطب النبوي لابن القيم.
إِذَا سَاءَ فِعلُ المَرءِ، سَاءَت ظُنونُه!
وصَدَّق ما يَعتادُه من تَوَهُّم..

وعادى مُحبيه بقول عداته
وأصبح في ليلٍ من الشك مظلم.
ثم...
كم هي خادعة تلك اللحظة المضارعة التي تعيشها وقد صارت لك حالا وحاضرا؛ توهمك ببقائها، رغم سرعة انقضائها.

وتغريك بطول الأمل، رغم حتم الأجل.

وتلهيك عن استدراك ماضيك، باستشراف مستقبلك، فلا استدركت ولا أدركت!.

فاللهم عفوك، فاللهم رحمتك.
د. محمد محمود.
فيها نفع كبير ..
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
كَم ذُقتُ حُبًّا تَحتَ سَمَاك, فَوجَدتُ هَواكَ أسمى الأملاك ..
لو رُزِق العبد الدُّنيا وما فيها ثمَّ قال الحمدُ للّٰه، لكان إلهام اللّٰه له بالحمدِ أعظم نِعمة من إعطائه الدُّنيا؛ ﻷن نعيم الدُّنيا يَزول وثَواب الحمدِ يَبقى.

- ابن القيّم.
نَفْسٌ ٱنتقلَت بِطَهارَةٍ وغَفلَة إلى عَرينِ أسَدٍ ظنَّته مَلجَأَ ساعةِ ظَهيرةٍ قَوِيَ حَرُّها!
 
ولكنَّ الأسَدَ سُرعَانَ ما عَادَ إلى عَرينِه ليجَدَ وَجبةً هَنيئةً تَنتظره، وتعامل الأسَدُ بِغرابةٍ ويكأنَّهُ إنسانٌ لَقيَ جِيفةً نَتِنَه؛ والظاهِرُ أنَّ الأسَدَ سَدَّ بالأكلِ نفَسَه وٱمتلأ عن آخرِه!
 
ثُمَّ تستعيدُ هذه النَّفسُ يَقظَتَها لِتهربَ من عَرينِ الأسَد؛ ولكنَّها لا زالت تقعُ تحت قانونِ الغاب!
 
هَذه النَّفسُ هي أنت، والغابَةُ هي الأرضُ التي أنت عَليها، والأُسْدُ هم الملوك والأغنياء..
 
فكيف بنفسٍ طاهرة في غابَةٍ مَليئة بأسدٍ جائعَة؟
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
السَّكينة والوقار
"اللهمّ...

يا غاية السائلين، وأنس المستوحشين، ورجاء اليائسين، ونور المستبينين، لا تغيّب عن ألسنتنا ذكرك، ولا عن قلوبنا اطمئنانها بك، وألهمنا الرشاد، ودُلنا على الطريق، ومُنّ علينا بالإخلاص حتى ندرك الخلاص!

لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل، نلوذ بك، نستمسك بكتابك، نرفع الأكف ارتجافًا وندعو، نطرق الباب طرق المساكين الذين أحسنوا الظن بحياء ربهم من سائليه أنه لا يردهم صفرًا أبدًا..أنلنا مرتبة القرب، واجعلنا ممن سبقت لهم منك الحسنى، وقلت عنهم في كتابك:
﴿إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسنى أُولئِكَ عَنها مُبعَدونَ﴾

أيًا كان القضاء فمنا الرضى، غير أن عافيتك هي أوسع لنا
يا ربنا..
وصل اللهم وسلم على نبينا وحبيبنا وشفيعنا مُحمّد وعلى آله وصحبه وسلم"
2024/06/16 01:16:19
Back to Top
HTML Embed Code: