Telegram Web
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِيـنَ اتُّبِعُـوا مِـنَ الَّذِيـنَ اتَّبَعُـوا} (البقرة: 166) الكبار تبرؤوا من الصغار، والصغار هم من كانوا في الدنيا يصفقون لهم، ويؤيدونهم، ويدعمونهم بأموالهم وبألسنتهم وبأنفسهم، يوم القيـامة يتبرؤون منهم {وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} (البقرة: 166 ) كـل الوسائـل تتقطـع فيما بينهم، تحصل حسرات عظيمة، ولكن في أي طرف حكاها الله سبحانه وتعالى؟ وعن من؟ عن الكبار أم عن الصغار؟ الصغار هم من سيكونون أكثر أسفاً وندماً {وَقَالَ الَّذِيـنَ اتَّبَعُـوا} (البقـرة: 167) عندما رأوا أولئك تبرؤوا منهم في هذا الموقف الصعب، وعرفوا بأنهم أضلوا أنفسهم لما اتبعوهم في الدنيا، يوم كانوا متبعين لهم في الدنيا، بسبب اتباعهم لهم في الدنيا، ورأوا بأنهم لا يمكن أن ينفعوهم بشيء في ذلك الموقف الرهيـب، بـل يتبـرؤون منهـم، يعلنـون تخليهم عنهم في ذلك الموقف الصعب، تحصل حسرات شديدة، فيقول ماذا؟ {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ} (البقرة: 167) ليت لنا كرة: نرجع إلى الدنيـا مرة ثانية نرجع {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا}(البقرة: 167). لا يوجد هناك رجعة نهائياً.
{كَذَلِـكَ يُرِيهِـمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِيـنَ مِـنَ النَّارِ} (البقرة: 167) ستجد هكذا الحسرات للأتباع، لأن الأتباع هم من يصعد على أكتافهم الظالمون، ومن بأموالهم وتأييدهم تشتد سواعد الطغاة والمجرمين، هم الجنود، هم التجار، هم الأعوان، هم من يصفقون، هم من يؤيدون. قد يكون هناك شخص واحـد فقـط موقفـه بالنسبـة للجميـع كموقف الشيطان {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُـمْ فَـاسْتَجَبْتُـمْ لِـي فَـلا تَلُومُونِـي وَلُومُـوا أَنْفُسَكُمْ} (إبراهيم: 22) وتلاحظ أن الحسرة تأتي بين هذه الأطراف التي كانت في الدنيا تسود ما بينها حالة من الود والتأييد والتعاون وغيره.
نجـد أنـه حصل مثلها مع إبليس في موقف الناس من إبليس، نقول: [نستاهل، لأننا كنا عارفين في الدنيا بأنه عدو، أليس كذلك؟ وعارفين بأنه يريد أن يضلنا، وعالمين بأنه يريد أن يدعونا إلى عذاب السعير، وعالمين بهذه الأشياء كلها فنحن نستاهل أن يغوينا] أليس كذلك؟
لكن أن ترى نفسك أنك كنت تؤيد، وتنصر وتدعم، وتشجِّع وتجند نفسك ومالك مع أطراف هي ضالة ستكون الحسرة هنا، أنك أضعت عمرك مع طرف أودى بك اتباعه وتأييده ودعمه إلى قعر جهنم، وهذا الطرف يأتي يتبرأ علناً مني في ذلـك الموقف الحرج، فتكون الحسرة هنا على الأتباع أكثر.
لم يتحـدث القـرآن عـن الحسـرات بالنسبة للكبار، الكبار يكفيهم حسرة أنهم يحملون أوزاراً كثيرة من أوزار الذيـن يضلونهـم، من أوزار الذين يخدعونهم، {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَـةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} (النحل:25).

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر 5-1
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر)) 5-1
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
5-1 وعده ووعيده - الدرس العاشر.pdf
456 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر)) 5-1
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
📄 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر)) 5-1
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 7-10]

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹 معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني
بتاريخ 29/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
تأتي الخصومـة هنـاك فـي يوم القيامة، أو في النار، فنرى بأن تلك الخصومة لا يحصل من ورائها شيء إيجابي بالنسبة لهؤلاء المتحسرين النادمين، أن يتحولوا إلى كتل من العداء والمباينة لأولئـك الذيـن كانوا في الدنيا كتلاً من الولاء والمعاونة لهم، لن تقبل هذه في الآخرة عند الله سبحانـه وتعالى، لن تقبل، لا قيمة لها. ألم يظهروا في حالة عداء لأعداء الله؟ وعداء من ذلك النوع الشديد، ذلك الذي لو حصل منه جزء في الدنيا هنا لنفعهم.
فيعرضه القرآن الكريم لنا بأن تلك الخصومة - أيضاً - ليست خصومـة بيـن أطـراف عنـد طـرف ثالـث هو سيقضي بشيء لهذا الطرف الذي اكتشف بأنه مظلوم، وأنه كان مخدوعاً، وأنه كان مغروراً. لا. {لِكُلٍّ ضِعْفٌ} (الأعراف: 38) {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (البقرة:167).
تتظلم، أليسوا هنا تظلموا؟ {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (فصلت: 29) {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ} (الأعراف: 38)، أليس هذا تظلماً؟
لا يجابون إطلاقاً في تظلمهم، ولا يقدر لهم ذلك الموقف أنهم أصبحوا يكرهون ويبغضون ويباينون أعـداء الله هـؤلاء الكبـار الذيـن كانـوا فـي الدنيـا معهم، فقد تصححت وضعيتهم. لا. انتهى كل شيء، وما ذلك كله إلا نوع من العذاب النفسي لهم أيضاً، عذاب نفسي يعانون منه.
فقلنا: مـا هـو الموقف الصحيح من خلال ما نفهمه من مجموع هذه الآيات التي تتحدث عن مواقف خطيرة من هذا النوع؟ هو أنك وأنت هنا في الدنيا، ذلك الموقف الذي يمكن أن تقفه، وذلك الكلام الذي يمكـن أن تقولـه، وتلـك المباينـة، وذلـك العـداء، وذلك اللعن مكانه هنا في الدنيا حيث سينفعك، فقرين السوء ابتعد عنه، ولا تقل: [أنا فاهم وعارف لكل شيء، وليس باستطاعته أن يخدعني، وأنا عارف كيف هو وأنا واثق من نفسي] وعبارات من هذه. هذا غير صحيح.
أنت من حيث المبدأ لا يصح لك أن تجالسه وتصادقه، وتكون على علاقة مستمرة معه، وتنادمه فتسمع منه الباطل، وهو يحاول أن يخدعك ويضلك، فتحاول أن تسكت عنه! قد تحصل هذه تسكت عنه وتجامله ثم تقول أنت في الأخير أنك لن تتأثر، قد تتأثر، وحتى لو لم تتأثر فهذا موقف غير صحيح لا يجـوز لـك أن تقفه. إن كان سيقول كلاماً باطلاً هل أنت سترد عليه، وتوضح بطلان ما يقول؟ وإن كان سيقف موقفاً باطلاً هل أنت سترد عليه وتقول: لا، في هذا الموقف لن أكون معك؟
هل إذا كان سيبذل ماله في الصد عن سبيل الله هل أنت ستمنعه وتقول: لا، لن أقف معك، وسأقطع علاقتي معك؟ لا بأس إن كنت من هذا النوع، لكن مـا الذي سيحصل؟ مجاملات متبادلة، وسكوت عن باطل عن مواقف باطلة، عن قول باطل، عن بذل للقول وللمال وللنفس في مواقف وقضايا باطلة، وأنت تسكت وتحافظ على علاقتك معه.
إذاً أصبح الدين بكله لا يساوي علاقتك معه، أصبحت علاقتك بالله سبحانه وتعالى ليست بشيء في مقابل علاقتك مع هذا الشخص، أنت أصبحت في باطل، أنت يا من تقول: [ليس باستطاعته، أنا فاهم لكل شيء، ولن يستطيع أن يضلني]، هكذا قد ضللت، أصبحت في ضلال، وأصبحت علاقتك به أغلى من الدين كله، لأنـك إن كنـت متدينـاً فالديـن مواقف، فإذا لم يكن لك مواقف أمام باطل يصدر من صديقك فهذا يكشف بأنك لست ملتزماً.
لا يجوز لـك أن تجلس مع من يتكلمون بكلام باطل إلا إذا كان باستطاعتك أن تبين الحـق أو تخـرج، أمـا أن ترتبط بهم، وتحسّن علاقتك معهم وأنت تعرف توجهاتهم الخاطئة، مواقفهم الباطلة، فقد جعلتهم أخلاء، ستكون معهم يوم القيامـة، وفـي يـوم القيامة ستكون العداوة بينك وبينهم شديدة، وتتأسف وتندم على علاقتك التي كانت معهم في الدنيا، كيف أودت بك إلى هذا المصير المظلم.
تبرأ هنـا فـي الدنيـا مـن الكبـار المجرميـن قبـل أن يتبرؤا منك في الآخرة، العن المضلين وإن كان بينك وبينهـم آلاف السنيـن، الذيـن هـم سبـب لإضلالـك وإضلال الأمة التي أنت تعيش فيها، تبرأ منهم والعنهم، أظهر مباينتك لهم، لكل أولئك الأطراف، لكل تلك الأطراف التي قد تتبرأ منها، أو تلعنها، أو تتندم على علاقتك بها، وتتحسر يوم القيامة، هنا في الدنيا حيث سينفعك، أما في الآخرة فلن ينفعك.

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر 5-2
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر)) 5-2
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
معرفة_الله_وعده_ووعيده_الدرس_العاشر_5_2.pdf
447.9 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر)) 5-2
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
📄 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس العاشر)) 5-2
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
2025/10/12 04:49:53
Back to Top
HTML Embed Code: