-
"‏اللهم في هذا اليوم المبارك نعوذ بك مِن عين الحاقدين، ومن خُبث الحاسدين، ومن نفسٍ ضحكت لنا وفي باطنها أذى وغلّ لا ينقضي❤️."

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لا تنسى قراءة سورة الكهف ♡゙

من أقبح صور الكبر الإنساني ظن الإنسان استغناءه عن طلب الهداية في جميع أمره، سرا وعلانيةً، ظاهرا وباطنًا، في دنياه وآخرته، وفي فكره وقلبه، وخُلُقِه وسلوكه، وفي غاياته وآماله، ورفقة طريق سفره في الحياة، صداقة وإخاء وزواجًا، وفي علومه وما ينشغل به وما لا ينشغل به، وما يصلحه وما يكون ضدًّا له!

يالله!
هذا مخلوق تام الفقر كاملٌ في عجزه وضعفه!
أنَّى له أن يكف عن طلب الهداية!

وقد قال ربنا في الحديث الإلهي الجليل: يا عبادي! "كلكم" ضالٌّ "إلا "من هديته، فاستهدوني أهدكم!

وفرض علينا قراءة سورة الفاتحة استعلانا بالفقر وطلبا للعون والهداية..
اللهم ربنا اهدنا وسددنا وعافنا وارحمنا وارزقنا واغفر لنا!

اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت!💛🌸

" أتمنى أن يُرسل الله لي شخصًا يستحقني بالفعل، ويضع الحنان في كل شيءٍ يفعله لأجلي، شخصًا حتى لو كانت الأيام خادشة بيننا يستمرُ في كونه ناعمًا معي، ويرى اللطف بداخلي دائمًا حتى في الأوقات التي يكون الغضب فيها ملتصق بروحي، شخصٌ يشبه لِين قلبي ورِقته ويحميني بقلبهِ🤎".

- ماريسول.

"في المرات القليلة التي غابت فيها الشيخة عن الحلقة، كان لي ذات مرة نصيبٌ من مرافقةِ إحدى البنات الصغيرات في رحلتها اليومية من تسميع وِردها من الحفظ والمراجعة، ولفصاحةِ حديثها فيما بعد، لم أُخفي عنها إندهاشي وشدة تعجُبي حين علمتُ أن الفرق بيننا هو عشر سنوات كاملة، وأنه في بادئ الأمر، ما كنت لأشعر بـعُمرها الصغير لولا أن أخبرتني بذلك!
كان في جدولها ذلك اليوم أن يتم اختبارها في سورتّي النساء والأنعام، وما إن بدأت بالتلاوة، حتى بدأتُ أُحّدثُ نفسي برغبةٍ شديدة في أن لا تتوقف!
ليس من عذوبة تلاوتها فحسب، وإنما من الإتقان العجيب في الحفظ والتجويد، ومنذ اللحظة الأولى، علمتُ كم تسبقني في درب القرآن أميالاً عديدة!
تُدرك أين المتشابهات من الآيات، تحفظه عن ظهر قلب، وتُعطي كل حرفٍ حقه، فيخرج التجويد منها كاملاً!
وبقيتُ على حالتي المسرورة والمُنبهرة ذاتها أمدًا حتى انتهينا، ثم أخذنا الحديث بعد ذلك، فعرفتُ أنها على مشارف ختم القرآن كاملاً!
وأنها بدأت الحفظ من عمرٍ صغير جدًا وقد كان لوالدّيها بعد الله سبحانه وتعالى فضلٌ كبير في إتقانها الرائع للحفظ وتجويدها وإخراجها الصحيح للحروف، وبينما كان للفتيات في سن المراهقة أمورٌ أخرى ينشغلن بها، كان أكبر همها أن تختم القرآن وتصل لمرحلةِ إتقانه أكثر وضبط تجويده!
سـُعدت في ذلك اليوم جدًا بالحديث إليها، وقد أنارت في عقلي أشياء كثيرة أحسبُ أنها غابت عني لفترة، ولفتت إنتباهي لنقطتين أود ذكرهما هنا وهي:

1- لا يوجد سبب أو عذر أبدًا لعدم حفظ القرآن!
لا ضيق الوقت، ولا جامعة، ولا مدرسة ولا العمل ولا غيره، وإن كثيرًا من القصص الحقيقية لأشخاص يحفظون القرآن ويلتزمون بحلقة التحفيظ وهم على أسّرةِ المستشفيات أو تحت الحرب!
فما عذرك وأنت آمنٌ في بيتك معافىً في جسدك؟
إن الذي يريد القرآن صادقًا عازمًا لن يُردد عباراتٍ خجولة عن ضيق الوقت وضغط الدراسة أو العمل!
والصادق في نيته وعزمهِ مهما انتكس يظل يرجع ويحاول وشُغله الشاغل ألا يقف، الذي يعطي القرآن من أغلى وقته، هو وحده من يصل.


2- بعد الدعاء، فإن رجاء أن تُرزق ذرية صالحة تحفظ القرآن وتعمل به وتكون ذخرًا للأمة لن يأتي وأنت نائمٌ لا تبذل جهدًا أو تضيّع يومك كله على وسائل التواصل!
إن الشخص الوحيد الذي أشرف على حفظ تلك الفتاة الصغيرة للقرآن كان والدها!
لقد كان شيخها ومعلمها الأول، وما كان ليكون ذلك لولا أنه يملك من العلم والمعرفة والقرآن الكثير الكثير!
فلا تظن أن تحصد خيرًا كثيرًا وأنت لم تزرع في نفسك سوى القليل!


- أخيرًا..
تذكر ذلك دائمًا: كلّ حُفاظ القرآن كان لديهم فقط 24 ساعة!
‏الفكرة تكمُن في:
‏صدقك وعزمك وإدارتك لوقتك!💙

#زكية_عاطف