Telegram Web
إذا جاءك يومٌ يسوؤك فلا تجزع
فإن يومَ سرورك آتٍ لا محالة.

اعلم أن الزمان لا يثبت على حال، فتارةً غنى وتارةً فقر وتارة عسر وأخرى يُسر، هذه سنن الله تعالى الثابتة والعاقل من لزِم الأصل وهو التقوى في كل حال.

الله تعالى يقول: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ.} إنّ الشدة بعد الرخاء والرخاء بعد الشدة يكشفان عن معادن النفوس وطبائع القلوب ودرجة الصبر والثقة بالله تعالى أو القنوط، لكن درجة الاستسلام فيها لقدر الله أو الضجر هي أيام وليست شهور ولا أعوام، أيامٌ فقط وترحل الآلام. *اللهم أطعم إخواننا من جوع وآمنهم من خوف.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
اطمئن في رحلة الحياة فأنت برعاية الرحمن

الدنيا قَرْيَة والمُؤمن رئيسها والكل مَشْغُول بِهِ ساع في مَصالِحه وخدمته، فالملائكة يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ويَحْفَظُونَهُ، والشَّمْس والقَمَر والنجوم مسخرات لحِساب أوقاته، الله تعالى يقول: {ولقد كرّمنا بَني آدمَ وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلًا.}

فالتكريم والتسخير والرزق من الطيبات والتفضيل كلها نعمٌ امتنّ الله تعالى بها على الإنسان الذي لو أدرك حقيقة هذا التكريم لترفّع عن كل الصغائر ولأحبَّ الله كما أحبَّه الله. *اللهم إنّا نسألك حبك وحب العمل الذي يُبلغنا حبك.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
ارفع سقف دعائك فلا زهد بالدعاء

قد تستحي بعد ذنبك فتخجل من أن تسأل ربك شيئًا، كلا بل استغفر واسأل وأكْثِر، النبي سليمان عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.} لم يكتف عليه السلام بسؤال الله المغفرة ولكن لعلو همَّته وعِلمه بسعة فضل ربه سبحانه سأله ملكًا عظيمًا.

الاستغفار مفتاح لباب العطيِّات، والطموح وعلو الهمَّة وعِظم الرغبة من آداب الدعاء، فارْفَع أكفَّ الضراعة واطلب أعلى أمانيك في الدنيا والفردوس الأعلى في الآخرة. *اللهم بلِّغنا العيد وإخواننا في نصرٍ و فتحٍ مبين.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
الاستقامة سبب للأمن

الوصول للرتب العالية ليس صعبًا والتحدي يكمن في الاستمرارية، فالذين قالوا ربنا الله هم كثير؛ ولكن أهل الاستقامة هم قليل، الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ.}

لم يأت الحزن في القرآن ﺇﻻ ﻣﻨﻬيًا ﻋﻨﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺐ ﺷﻲﺀ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ وقد ﺍﺳﺘﻌﺎﺫ ﻣﻨﻪ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ الكريم ﷺ، ﻓﺄﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ تعالى وأبشروا؛ فالبشارة بالجنة هي البشارة الوحيدة الكفيلة بإذهاب أحزان الموت وآلامه ومخاوفه.
*اللهم ربنا أذهب الهم والحزن عن إخواننا.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
من سلك سبيل المعصية فقد أذلَّ نفسه

فرَّق الله تعالى بين المُلك والعزّ؛ فالملك ليس هو العزّ، العزُّ شيءٌ آخر لا يلزمه منصب إنما يُستجلب بطاعة الله سبحانه، يُعزُّ من يشاء ولو بثياب بالية.

الله تعالى يقول: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.} تكرار المشيئة أربع مرات في آية واحدة؛ لتنزع من القلب وهْم التعلق بغير الله عز وجل وأن تدبير الأمور بيده سبحانه، وما بيد الله تعالى لا يؤخذ إلا بالطلب، فخُذ بالأسباب واسعَ واسأله التوفيق.
*اللهم كن لإخواننا ناصرًا ومؤيدًا ومعينًا.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
أعظم أبواب التقوى تعظيم شعائر الله

الشعائر هي أعلام الدين الظاهرة، والمعظِّمُ لها يُبرهن على تقواه وصحة إيمانه؛ لأن تعظيمها وأداءها بحُبٍّ تابع لتعظيم الله وإجلاله، الله تعالى يقول: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ.}

الله الحكيم سبحانه عَلِم ضعفك فرغَّبك وحدد لك أيامًا معلومات، قليلة في العدد عظيمة في الأجر، وهبها لك فاستحِ من ردِّ هبته، ما جعلها الله كبقية الأيام؛ اجعلها مميزة في قلبك، مغيرةً لحياتك، فلو قضيت الوقت الأكبر منها في حبس نفسك على تعظيمها لكان في ذلك خيرًا كثيرًا.
*اللهم بلغنّا العشر وإخواننا في نصرٍ وفتح.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
رحم الله من أعان أخيه على صلاح آخرته

إنك إن تنقل الحجارة مع الأبرار خير لك من أن تأكل الحلوى مع الفجار، فصحبة الأخيار زاد وثبات في زمن الفتن كلما زلّ أعادوه للجادة بحبل التذكير بالله تعالى والتناصح وصدق الإخاء ونبل القيم.

الله تعالى يقول: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ.} صُحبة الصّالحين تحتاج لصبر، فالمجانسة بالمجالسة وكل قرين بالمقارن يقتدي، فتش عن المخلصين واقترب منهم فالوحدة والتجديف بيد واحدة من الشيطان. *رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.*

الكهف نورٌ بين الجمعتين
يوم الصلاة والسلام على النبي المختار
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
لا تضيع لحظة فباب التجارة الرابحة فُتح لك

إذا أردت أن تغتنم هذه العشر فأغمض عينيك وتذكر من مات من الأهل والأحباب وكيف قد انقطعت أعمالهم وصاروا غير متمكنين من العمل الصالح، فاغتنم فرصة حياتك واجتهد في هذه الأيام، قال ﷺ: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ، فأكثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ والتَّحميدِ والتسبيح والتَّكبير.)

الله تعالى يقول: {والفجر وليال عشر.} ويقول أيضًا: {وأتممناها بعشر.} في قصة موسى عليه السلام فاجعل لك نصيبًا من الحسنات المضاعفة، *اللهم فرجًا قريبًا يثلج صدورنا يا ملك الملوك.* *كل عام وأنتم بخير.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
هي عَشرٌ لو ضاع يوم ضاع عُشرُك

لا مجال للتسويف وقتها قصير ولا يحتمل التقصير، والعُبَّاد فيها قليل، فالنّاس في رمضان في صيام لكن في هذه العشر هنالك أناس لا يعرفون فضل العشر من ذي الحجّة، وأنّ الأجر فيها يتضاعف والشياطين غير مصفّدة فكلّما نويت فعل الخير سيوسوس لك ويحبط من عزيمتك، فعملك أقرب للفردي من الجماعي.

إذًا أنت ونفسك والهوى والشيطان، هؤلاء كلهم حاضرون معك، قال ﷺ: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ، فأكثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ والتَّحميدِ والتسبيح والتَّكبير.) *اللهم كن لإخواننا عونًا ونصيرًا فما لنا مولى سواك.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
الفرائض رؤوس الأموال والنوافل الأرباح

اختر لنفسك ما اختاره الله تعالى لك: قم إن أقامك واقعد إن أقعدك واصبر إذا أفقرك واشكر إذا أغناك، فترديد وصيته ﷺ في أذكار الصباح والمساء، (رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا.) فمن رضيَ وجبت له الجنة.

من رعى حقَّ الفرائض كان هو المتقي حقًّا، وليست التقوى قيامَ الليل وصِيام النهار والتخليطَ فيما بَيْنَ ذلك، ولكن التقوى أداءُ ما افترض الله تعالى وتركُ ما حرَّم، فإنْ كان مع ذلك عملٌ فهو خير إلى خير، لا تفرط في رأس مالك فهو الأساس، وإن زدت فالعمل الصالح في مواسم الطاعات يُضاعَف أجره.
*ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفّنا مسلمين.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
هل تريد الحج وحبسك العذر؟

اصدق النية ولو لم تحج قال ﷺ:(إنَّ بالمدينةِ رجالًا ما سرتُم مسيرًا ولاَ قطعتُم واديًا إلَّا كانوا معَكُم قالوا وَهم بالمدينةِ قالَ وَهم بالمدينةِ حبسَهمُ العذرُ.) فتاجر مع الله بنواياك تُصبح حاجًا، والأذكار عقب الصلوات المفروضة تصبح من أهل الدثور وبرّك بوالديك لك أجر الحاج والمعتمر.

قال ﷺ مَن خرجَ من بيتِه متطَهرًا إلى صلاةٍ مَكتوبةٍ فأجرُه كأجرِ الحاجِّ المحرمِ ومَن خرجَ إلى تسبيحِ الضُّحى لا ينصبُه إلَّا إيَّاهُ فأجرُه كأجرِ المعتمرِ وصلاةٌ علَى أثرِ صلاةٍ لا لغوَ بينَهما كتابٌ في علِّيِّينَ، *اللهم أجر نوايانا.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
الأماكن كلها محرايب حين الصدر يضيق

المرء ضعيف بذاته ناقص الرأي يحتاج لهداية الله سبحانه فترشده الطريق، لم يذهب موسى عليه السلام لمكانٍ معين ولم ينتظر وقتًا للدعاء؛ كان قلبه حاضرًا عندما دعا ربه ففُتحت له أبواب الخير والرزق.

الله تعالى يقول: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ.} حاجتنا للهداية لا تنتهي فكن صادقًا مع الله سبحانه متضرعًا إليه باذلًا الخير للناس بإخلاص وسترى العطاء فوق ما تتوقع.
خيرٌ مِن أن تقضي لحظة في التفكير حرّك شفتيك بالتكبير. *الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
‎ما هي أهم لحظة في حياتك، ما الجواب؟

إضاعة الوقت أشد من الموت لأنها تقطعك عن الله تعالى والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها، وهو عدو مجتهد لا يقتله إلا كل مجتهد، لا تقل لا يوجد لدي وقت فلو قيل لك خذ المبلغ الفلاني وأفرغ ساعة من وقتك لوجدت ولحاولت ولكن !!!

إن التحرر من خرافة عدم وجود الوقت الكافي هى أول المحطات إلى حياة منظمة واستغلال أمثل للوقت، قال ﷺ: (اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هِرَمِك، وصِحَّتَك قبل سِقَمِك، وغناك قبل فقرِك،وفراغَك قبل شُغلِك،وحياتَك قبل موتِك.) *والجواب: أهم لحظة هي الآن.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
من اجْتهد وجد، وليس مَن سهر كمَن رقد،
والفضائل تحتاج إلى وثبة أسد.

كلنا مسافرون ومحطتنا الأخيرة عند الله رب العالمين، وهذه المواسم تختصر الكثير من وعورة الطريق فبادر وكُن سبّاقًا ولا تفوتك الغنائم، ولا تتكاسل عن فعل الخير.

إذا أحب الله عبدًا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال، وإذا مقته شغله في الأوقات الفاضلة بسيئ الأعمال، قال ﷺ: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ، فأكثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ والتَّحميدِ والتسبيح والتَّكبير.) *الله أكبر القلوبُ تُكبِّرُ وكل العظامِ أمام ربّي تصغرُ.*

الكهف نورٌ بين الجمعتين، فلا تنسَ قراءتها
يوم الصلاة والسلام على النبي المختار
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
جهزوا دعواتكم وتأهَّبوا ليوم عرفة

يومٌ يباهي الله تعالى الملائكة بأهل عرفة، يومٌ استجابة الدعوات وإقالة العثرات ومغفرة السيئات وعتق الرقاب، تبرَّأ من حولك وقوتك فإن الله سبحانه إذا وهب المقامات العُليا في الطاعة وبركة الوقت أدهش.

قال النبي ﷺ: (أفضَلُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفَةَ، وأفضَلُ ما قلْتُه أنا والنَّبيُّونَ مِن قَبْلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ.) اجتهدوا في كل الأبواب الصالحة؛ فأي عبادة تستطيع فعلها افعلها ولا تتكاسل، وعليك بسنة التكبير في البيوت وأماكن العمل والأسواق، لا تستحِ من تعظيم شعائر الله فإن تعظيمها من تقوى القلوب.

٩ ذو الحجة (يوم عرفة)
*اللهم بلغنا العيد وإخواننا في نصر وعيد.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
مع قطرات الندى وما يحمله الورد من شذى
عيد مبارك لمن غلاه ليس له مدى.

يظن البعض أن الإذن بالفرح والاحتفال يعني جواز فعل المحظورات والمحرمات، فيُطلِق لنفسه العنان لتفعل ما تشاء مما تهوى، ولا يهتم بما يفعله أهله وأولاده إن كان فيه مخالفات محتجًا بالعيد ومشروعية الفرح فيه، وهذا غير صحيح؛ لأنّ الدين الإسلامي دين الوسطية فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا إجحاف، وقد شهد أصحاب النبي عيدًا بالأنبارِ فقال: ما لي أَراكم تُقَلِّسونَ كما كان يُقَلَّسُ عندَ رَسولِ الله ﷺ؟

التَّقْلِيس أَنْ تَقْعُد الْجَوَارِي وَالصِّبْيَان عَلَى أَفْوَاه الطُّرُق يَلْعَبُونَ بِالطَّبْلِ وَغَيْر ذَلِكَ وَقِيلَ هُوَ الضَّرْب بِالدُّفِّ.

كل عام وأنتم بخير تقبل الله طاعتكم.
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
قلَّلَ عددها لتحرص على استثمارها

إنَّ أفضلَ أهلِ كلِّ عملٍ أكثرُهم فيه ذكرًا لله عز وجل، فلبُّ الحج هو الذكر مَن وفِّق له فهو الموفق، الله تعالى يقول: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ.}

قال ﷺ: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وذكرٍ لله.) أمرهم ﷺ بالأكل فهم في ضِيافةِ اللهِ تعالَى في هذه الأيَّامِ؛ يَأكُلون مِن رِزقِه ويَشكُرونَه على فضْلِه، فيجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم: بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم: بالذكر والشكر؛ وبذلك تتم النعم. *اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.*

١١ ذو الحجة، أول أيام التشريق
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
اغتنموا ما بقي من الكنوز وأكثروا من الذكر

عبادة المحبين الصادقين لا تتوقف في أيام الأعياد والمناسبات، فأيام التشريق ثلاثة أيام معظَّمات يُرجى فيهن ألاّ يرد الدعاء، قال رسول الله ﷺ:(أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.)

العيد شعيرة من شعائر الله، والمؤمن يفرح بمنَّة الله عليه بإكمال العدة، مكبِّراً إياه على ما هداه، شاكراً له على ما أعطاه، وهذه الأيَّامُ هي العيدُ الخاصُّ بالمسلمينَ، نفرحُ بها ونَستمتِعُ بالطَّيِّبِ مِن الحياةِ على الوَجْهِ الذي يُرْضي اللهَ عزَّ وجلَّ، وهي "أيَّامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ"، أي: يُؤكَلُ ويُشْرَبُ فيها فلا يُصامُ فيها. *إظهار الفرحة بالعيد عبادة، حتى ولو كانت الهموم تتساقط على روحك.*

كل عام وأنتم بخير تقبل الله طاعتكم
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
إنّ من منافع الحج أنّك تتذكر الحشر

لما كان الحج حشرًا في الدنيا، والانصراف منه يشبه انصراف أهل الموقف بعد الحشر، كانت انتهاء رحلة الحج كانتهاء رحلة الحياة، وجزاء الحج معفرة الذنوب وجزاء الآخرة دخول الجنة.

الله تعالى يقول: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.} فمن حشركم في الحج باختياركم قادر على أن يحشركم بغير اختياركم، فلا يغفل الإنسان عن ذلك اليوم العظيم؛ فوقوف الناس فقط يوم القيامة يدل على أن الدنيا بالنسبة للآخرة لا تساوي شيء.

تقبل الله طاعتكم كل عام وأنتم بخير.
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
المؤمنُ لا يعرف وقتًا للفراغ

تنقضي الشعائر وتنتهي مواسم الخير ويبقى ذكر الله تعالى الشعيرة الخالدة التي لا تنقطع لشرف الذكر ومكانته؛ فذكر الله تعالى باقٍ لا ينقضي ولا يفرغ منه، بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا والآخرة.

الله تعالى يقول: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا.} بعد الطاعة تغمر القلب أحزان خفية لمفارقته الغذاء الذي فطر عليه، وعلاجه الذكر. *رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
2024/06/20 18:24:30
Back to Top
HTML Embed Code: