فقدتُ جوّالي فوجدتُ قلبي
أ.د. طه عابدين – أستاذ التفسير بجامعة أم القرى
سافرتُ في الأيام الماضية إلى إندونيسيا بلد الجمال والصفاء، في رحلةٍ مباركةٍ ساميةِ المقاصد مع رفقةٍ طيبة.
وعند وصولي إلى جاكرتا فقدتُ جوّالي ذات المواصفات والقيمة العالية، وكنتُ في أشد الحاجة إليه للتواصل مع أهلي وأصحابي، ومتابعة بعض أعمالي وتصريف بعض مسؤولياتي، ومما أحزنني أكثر ضياع معلومات مهمة بداخله.
ولكن الله قذف في قلبي اليقين بأن من وراء ذلك حِكَمًا ولطائفَ كثيرة؛ ولذا مباشرةً احتسبتُ، واسترجعتُ، وسألتُ الله أن يُعوضني خيرًا مما فقدتُ.
فكان أعظم ما عوّضني الله تعالى به أن وجدتُ قلبي، الذي كان قد فرّقه الجوّال في أوديةٍ سحيقة، بين كثرة الاتصالات التي تتطلب ردًّا، وبين كثرة الرسائل التي كثيرٌ منها شاغلٌ للفؤادِ صارفٌ للبصر.
فعشتُ عشرةَ أيامٍ لم أستقبل فيها مكالمةً، ولم أقرأ واتسًا أو تغريدات ولا غيره، قصدًا لأُجرّب العيش دون جوال.
فعشتُ فترةً من الهدوءِ والصفاءِ اعتبرها من أمتعِ أيامِ حياتي، اجتمع بصري في التفكّر في آياتِ الله، وتفرغ لساني لذكرِ الله، واجتمع قلبي في عبوديةِ الله.
وعرفتُ أن الوسائل العصرية كما أعطت أخذت، أخذت من عافيتنا وديننا، فجلبت إلينا الكثير من الأمراض، وشغلتنا عن عبادتنا، وقطعت كثيرًا من الجلسات الجميلة مع أهلنا وأبنائنا وأصحابنا، وزاحمت سلم أولوياتنا فشغلتنا بـالمفضول عن الفاضل، وبالغث عن السمين.
فعلمتُ أن متعة الحياة في تفرغ القلب لله، وهي الحياة المثلى التي اختارها الله لرسوله، تلك الحياة التي قلّت فيها الصوارف، واجتمع القلب فيها لله.
فخرجتُ من هذه الرحلة بقرارٍ حاسم بحيث أُخفض تعاملي مع الجوال بنسبة 70%، وهذا يتطلب الآتي:
1.🚪الخروج من تلك المجموعات الكثيرة التي أضافني فيها بعض طلابي وأصدقائي وأرحامي، أرجو المعذرة في ذلك.
2. ⏰ الرد فقط على المكالمات المهمة وفي مساحات ضيقة من الوقت، لأن الإنسان إذا كان في بيته غير ملزم بالإذن لكل طارق، فكيف بجوّاله الذي صار يلاحقه في كل مكان وزمان وحال.
3. التعامل مع خدمات الجوال الأخرى في أوقاتٍ محددةٍ من اليوم، خاصةً مع كثرة الرسائل التي أصبحت تنهال علينا كالمطر.
فحمدتُ الله الذي أخذ مني جوّالي وعوضني قلبي، وأن الله تعالى له الحكمة البالغة فيما يأخذ ويعطي، كما قال يوسف عليه السلام بعد كل ما مر به من الابتلاء:
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
والحمدُ للهِ الذي جعل أمرَ المؤمنِ كلَّه خيرًا، وعاقبتُه إلى خير.
أ.د. طه عابدين – أستاذ التفسير بجامعة أم القرى
سافرتُ في الأيام الماضية إلى إندونيسيا بلد الجمال والصفاء، في رحلةٍ مباركةٍ ساميةِ المقاصد مع رفقةٍ طيبة.
وعند وصولي إلى جاكرتا فقدتُ جوّالي ذات المواصفات والقيمة العالية، وكنتُ في أشد الحاجة إليه للتواصل مع أهلي وأصحابي، ومتابعة بعض أعمالي وتصريف بعض مسؤولياتي، ومما أحزنني أكثر ضياع معلومات مهمة بداخله.
ولكن الله قذف في قلبي اليقين بأن من وراء ذلك حِكَمًا ولطائفَ كثيرة؛ ولذا مباشرةً احتسبتُ، واسترجعتُ، وسألتُ الله أن يُعوضني خيرًا مما فقدتُ.
فكان أعظم ما عوّضني الله تعالى به أن وجدتُ قلبي، الذي كان قد فرّقه الجوّال في أوديةٍ سحيقة، بين كثرة الاتصالات التي تتطلب ردًّا، وبين كثرة الرسائل التي كثيرٌ منها شاغلٌ للفؤادِ صارفٌ للبصر.
فعشتُ عشرةَ أيامٍ لم أستقبل فيها مكالمةً، ولم أقرأ واتسًا أو تغريدات ولا غيره، قصدًا لأُجرّب العيش دون جوال.
فعشتُ فترةً من الهدوءِ والصفاءِ اعتبرها من أمتعِ أيامِ حياتي، اجتمع بصري في التفكّر في آياتِ الله، وتفرغ لساني لذكرِ الله، واجتمع قلبي في عبوديةِ الله.
وعرفتُ أن الوسائل العصرية كما أعطت أخذت، أخذت من عافيتنا وديننا، فجلبت إلينا الكثير من الأمراض، وشغلتنا عن عبادتنا، وقطعت كثيرًا من الجلسات الجميلة مع أهلنا وأبنائنا وأصحابنا، وزاحمت سلم أولوياتنا فشغلتنا بـالمفضول عن الفاضل، وبالغث عن السمين.
فعلمتُ أن متعة الحياة في تفرغ القلب لله، وهي الحياة المثلى التي اختارها الله لرسوله، تلك الحياة التي قلّت فيها الصوارف، واجتمع القلب فيها لله.
فخرجتُ من هذه الرحلة بقرارٍ حاسم بحيث أُخفض تعاملي مع الجوال بنسبة 70%، وهذا يتطلب الآتي:
1.🚪الخروج من تلك المجموعات الكثيرة التي أضافني فيها بعض طلابي وأصدقائي وأرحامي، أرجو المعذرة في ذلك.
2. ⏰ الرد فقط على المكالمات المهمة وفي مساحات ضيقة من الوقت، لأن الإنسان إذا كان في بيته غير ملزم بالإذن لكل طارق، فكيف بجوّاله الذي صار يلاحقه في كل مكان وزمان وحال.
3. التعامل مع خدمات الجوال الأخرى في أوقاتٍ محددةٍ من اليوم، خاصةً مع كثرة الرسائل التي أصبحت تنهال علينا كالمطر.
فحمدتُ الله الذي أخذ مني جوّالي وعوضني قلبي، وأن الله تعالى له الحكمة البالغة فيما يأخذ ويعطي، كما قال يوسف عليه السلام بعد كل ما مر به من الابتلاء:
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
والحمدُ للهِ الذي جعل أمرَ المؤمنِ كلَّه خيرًا، وعاقبتُه إلى خير.
في الحديث عنه ﷺ:
"من أحيا سنَّةً من سنَّتي، فعملَ بِها النَّاسُ ، كانَ لَهُ مثلُ أجرِ من عَمِلَ بِها ، لا يَنقصُ مِن أجورِهِم شيئًا".
📘 صحيح ابن ماجه
هذا كتاب جميل فيه مجموعة من السنن المهجورة والتي قلّ العمل بها.
↓ ↓
"من أحيا سنَّةً من سنَّتي، فعملَ بِها النَّاسُ ، كانَ لَهُ مثلُ أجرِ من عَمِلَ بِها ، لا يَنقصُ مِن أجورِهِم شيئًا".
📘 صحيح ابن ماجه
هذا كتاب جميل فيه مجموعة من السنن المهجورة والتي قلّ العمل بها.
↓ ↓
القرآن جواز النعيم
رأى أحدُ مشايخي الذي قرأتُ عليهم والدَه في مكانٍ جميلٍ، يكسوه النور، وقد ارتدى لباسًا أبيضَ ناصعًا، وفي يده مُصحف، فسأله الشيخ: "يا والدي، أين أنت؟"
فأجابه الوالد بابتسامة مطمئنة:
"أنا في الجنة، في نعيمٍ وخيرٍ عظيمٍ"
فقال له الشيخ: "يا والدي، بما بلغتَ هذه المنزلة؟"
فأجاب: "بالقرآن، يا بنيّ."
فسأله مرة أخرى: "ووالدُك، الشيخ فلان؟"
قال: "هو معي في الجنة، وقد بلغها أيضًا بالقرآن."
يا لها من بشارةٍ عظيمةٍ!
القرآن كان جوازَهم إلى النعيم، ورفيقَهم في دار الكرامة.
رأى أحدُ مشايخي الذي قرأتُ عليهم والدَه في مكانٍ جميلٍ، يكسوه النور، وقد ارتدى لباسًا أبيضَ ناصعًا، وفي يده مُصحف، فسأله الشيخ: "يا والدي، أين أنت؟"
فأجابه الوالد بابتسامة مطمئنة:
"أنا في الجنة، في نعيمٍ وخيرٍ عظيمٍ"
فقال له الشيخ: "يا والدي، بما بلغتَ هذه المنزلة؟"
فأجاب: "بالقرآن، يا بنيّ."
فسأله مرة أخرى: "ووالدُك، الشيخ فلان؟"
قال: "هو معي في الجنة، وقد بلغها أيضًا بالقرآن."
يا لها من بشارةٍ عظيمةٍ!
القرآن كان جوازَهم إلى النعيم، ورفيقَهم في دار الكرامة.
رِحلةُ السُّقوط تبدأ بنظرة
شابٌ يتحدَّث عن والده:
كان والدي مِثالًا في الاستقامة، لا تفوته صلاةٌ، وكان حريصًا على قيامِ الليلِ، قلبُه قريبٌ من الطاعة، بعيدٌ عن المعصية.
لكن بعد أن دَخَلَ التِّيك توك إلى هاتفِه، تغيَّر كثيرًا..
غاب قيامُ الليل، وقصَّرَ في الصَّلَوَاتِ، واختفى ذلك النورُ الذي كان يملأ وجهه.
يا مَن فتحتَ بابَ النَّظرِ الحرامِ، احذر...
فكلُّ غَفْلَةٍ تبدأ بِنَظْرَةٍ، ثم إلى اِسْتِهَانَةٍ، ثم إلى ضَياعِ الطريق.
المَعاصِي تقطعك عن الله، وتسرقُ منك لذَّةَ القُرْب، وحَلاوَةَ المُناجاة.
لا تبع الراحةَ الحقيقيّة بلحظة زائفةٍ.
السعادةُ في سَجْدةٍ، ورَكْعةٍ، وقلبٍ صَافٍ معَ الله.
شابٌ يتحدَّث عن والده:
كان والدي مِثالًا في الاستقامة، لا تفوته صلاةٌ، وكان حريصًا على قيامِ الليلِ، قلبُه قريبٌ من الطاعة، بعيدٌ عن المعصية.
لكن بعد أن دَخَلَ التِّيك توك إلى هاتفِه، تغيَّر كثيرًا..
غاب قيامُ الليل، وقصَّرَ في الصَّلَوَاتِ، واختفى ذلك النورُ الذي كان يملأ وجهه.
يا مَن فتحتَ بابَ النَّظرِ الحرامِ، احذر...
فكلُّ غَفْلَةٍ تبدأ بِنَظْرَةٍ، ثم إلى اِسْتِهَانَةٍ، ثم إلى ضَياعِ الطريق.
المَعاصِي تقطعك عن الله، وتسرقُ منك لذَّةَ القُرْب، وحَلاوَةَ المُناجاة.
لا تبع الراحةَ الحقيقيّة بلحظة زائفةٍ.
السعادةُ في سَجْدةٍ، ورَكْعةٍ، وقلبٍ صَافٍ معَ الله.
« الْوَصَايَا الْعَشْرُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ »
وصايا مُختصرة، كتبتُها لتكون زادك في أعظم أيام الدنيا.
▪️كُلُّ وَصِيَّةٍ تَذْكِيرٌ،
▫️وَكُلُّ حَرْفٍ إِيقَاظٌ،
▪️وَكُلُّ يَوْمٍ فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ.
اقرأها بقلبك، وابدأ بها رحلة القرب من الله.
وصايا مُختصرة، كتبتُها لتكون زادك في أعظم أيام الدنيا.
▪️كُلُّ وَصِيَّةٍ تَذْكِيرٌ،
▫️وَكُلُّ حَرْفٍ إِيقَاظٌ،
▪️وَكُلُّ يَوْمٍ فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ.
اقرأها بقلبك، وابدأ بها رحلة القرب من الله.
«ماني طاير حتى تجيبوا عامر»
باليقين عادت الطائرة !
-----
من قلبِ المِنطقةِ الجَنُوبيّةِ بِلِيبيا، كان الشاب عامرُ المَهدي مَنصور القَذّافي يستعدُّ لِـ رِحلةِ العُمر، بقلبٍ مُفعَمٍ بالإيمانِ، متوجّهًا إلى المطارِ مع فَوْجِ الحُجّاجِ الليبيّين، مُتَطلِّعًا إلى زيارةِ بيتِ اللهِ الحرام.
كان مَوْعدُ إقلاعِ الطائرةِ في تمامِ الساعةِ الثانيةَ عَشْرةَ ظُهْرًا، وبينما توافد الحُجّاجُ تِباعًا، كان عامر آخرَ الواصلينَ إلى صالةِ المُغادَرة، لكنّ ما كان في انتظاره لَم يكن بالحُسبان.
فقد رَفَضَتِ السُّلطاتُ الأمنيّةُ في المطارِ دُخولَه بسببِ مُشكِلةٍ أمنيّةٍ في جَوازِ سفرِهِ، ووعدوه بمحاولةِ حلّها. ومع مرورِ الوقتِ، صَعِدَ جميعُ الحُجّاجِ إلى الطائرةِ، وبقي عامر وَحيدًا ينتظرُ مَصيرَه.
لكن إيمانَ عامرٍ كان أقوى من اليأسِ، وما هيَ إلّا لحظاتٌ حتى جاء النِّداءُ المُفاجئُ عبرَ مكبّراتِ الصوت:
الطائرةُ التي أَقْلَعَتْ قبلَ قليلٍ عادتْ بسببِ عُطْلٍ!
وفوجِئ عامر بأنّهم طلبوا من الطيّار فَتْحَ البابِ لـ"عامر" ليصعد،
لكن الطَّيّارَ رَفَضَ صُعودَه مرّةً أُخرى، فأُغْلِقَ البابُ، وأقلعتِ الطائرةُ بدُونِه!
يروي عامر في مقطعٍ مؤثّرٍ نشره على منصّةٍ ليبيّةٍ، أن مُديرَ أمنِ المطارِ جاء إليه يُواسيه قائلًا:
"لا تَحْزَنْ، فليس لك قِسمةٌ في هذه الرحلة."
لكنّ عامر رَفَضَ الخروجَ من المطارِ، وقال بكلِّ ثِقةٍ:
"سَأركبُ هذهِ الطائرةَ بِذاتِها، بإذنِ الله!"
وبعدَ قليلٍ، عادَتِ الطائرةُ مرّةً أُخرى، لكن هذه المرّة بسبب خَلَلٍ جَوِّيٍّ.
وهُنا قال الطيّار عبارته المشهورة:
"واللهِ، لا أُقلِعُ حتى يَركبَ عامر!"
وهكذا، تحقّقَ حلمُ عامرٍ، وركب الطائرة وتوجّه إلى بيتِ اللهِ الحرام.
وقد وثّق قصّتَه في مقطعٍ انتشرَ عبر منصّاتِ التواصل،
ليكون مثالًا في الثّقةِ باللهِ، والإصرارِ، والتوكُّلِ على الله.
فمَن كانَ معَ الله، كانَ اللهُ معه!
باليقين عادت الطائرة !
-----
من قلبِ المِنطقةِ الجَنُوبيّةِ بِلِيبيا، كان الشاب عامرُ المَهدي مَنصور القَذّافي يستعدُّ لِـ رِحلةِ العُمر، بقلبٍ مُفعَمٍ بالإيمانِ، متوجّهًا إلى المطارِ مع فَوْجِ الحُجّاجِ الليبيّين، مُتَطلِّعًا إلى زيارةِ بيتِ اللهِ الحرام.
كان مَوْعدُ إقلاعِ الطائرةِ في تمامِ الساعةِ الثانيةَ عَشْرةَ ظُهْرًا، وبينما توافد الحُجّاجُ تِباعًا، كان عامر آخرَ الواصلينَ إلى صالةِ المُغادَرة، لكنّ ما كان في انتظاره لَم يكن بالحُسبان.
فقد رَفَضَتِ السُّلطاتُ الأمنيّةُ في المطارِ دُخولَه بسببِ مُشكِلةٍ أمنيّةٍ في جَوازِ سفرِهِ، ووعدوه بمحاولةِ حلّها. ومع مرورِ الوقتِ، صَعِدَ جميعُ الحُجّاجِ إلى الطائرةِ، وبقي عامر وَحيدًا ينتظرُ مَصيرَه.
لكن إيمانَ عامرٍ كان أقوى من اليأسِ، وما هيَ إلّا لحظاتٌ حتى جاء النِّداءُ المُفاجئُ عبرَ مكبّراتِ الصوت:
الطائرةُ التي أَقْلَعَتْ قبلَ قليلٍ عادتْ بسببِ عُطْلٍ!
وفوجِئ عامر بأنّهم طلبوا من الطيّار فَتْحَ البابِ لـ"عامر" ليصعد،
لكن الطَّيّارَ رَفَضَ صُعودَه مرّةً أُخرى، فأُغْلِقَ البابُ، وأقلعتِ الطائرةُ بدُونِه!
يروي عامر في مقطعٍ مؤثّرٍ نشره على منصّةٍ ليبيّةٍ، أن مُديرَ أمنِ المطارِ جاء إليه يُواسيه قائلًا:
"لا تَحْزَنْ، فليس لك قِسمةٌ في هذه الرحلة."
لكنّ عامر رَفَضَ الخروجَ من المطارِ، وقال بكلِّ ثِقةٍ:
"سَأركبُ هذهِ الطائرةَ بِذاتِها، بإذنِ الله!"
وبعدَ قليلٍ، عادَتِ الطائرةُ مرّةً أُخرى، لكن هذه المرّة بسبب خَلَلٍ جَوِّيٍّ.
وهُنا قال الطيّار عبارته المشهورة:
"واللهِ، لا أُقلِعُ حتى يَركبَ عامر!"
وهكذا، تحقّقَ حلمُ عامرٍ، وركب الطائرة وتوجّه إلى بيتِ اللهِ الحرام.
وقد وثّق قصّتَه في مقطعٍ انتشرَ عبر منصّاتِ التواصل،
ليكون مثالًا في الثّقةِ باللهِ، والإصرارِ، والتوكُّلِ على الله.
فمَن كانَ معَ الله، كانَ اللهُ معه!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
صائمٌ في قلب عرفة
في حجِّ العامِ الماضي، كنتُ في صعيدِ عرفة، حين فقدتُ جوالي بين جموعِ الحجيج، وتفاقمَ الأمر حين انفصلتُ عن صاحبي، فصرتُ أبحث عن أي وسيلةٍ لأتواصل معه، وبينما الشمسُ تصبُّ لهيبَها والناسُ لا يَفترون عن الشرب من شدةِ الحرِّ والعطش، اتجهتُ إلى أحد رجالِ الأمن هناك، ألقيتُ عليه السلام وطلبتُ منه أن يسمح لي بالاتصال من جواله على رقم صاحبي.
فما كان منه إلا أن بادرني بجواله دون تردد، فاتصلتُ وشعرتُ بامتنانٍ كبيرٍ لهذه الخدمة، لكنّ ما لا أنساه أبدًا، ولن أنساه ما حييت، أنه في تلك اللحظة جاءه أحدهم يُقدّم له ماء، فإذا به يردّ قائلاً بهدوء وثبات: "إنِّي صائمٌ."
صائمٌ؟! في نهارِ عرفة؟! تحت شمسٍ مُحرقة؟! وبين مهامَّ شاقَّةٍ ومتواصلة؟!
أدهشتني عزيمتُهُ، وأثّرت فيّ مروءتُهُ، فقد كان قادرًا على أن يُفطر كما أُبيح له، لكنه اختار ما عند الله، اختار الصومَ في يومٍ يُكفِّر اللهُ به ذنوبَ سنتين.
منذ تلك اللحظة، وأنا أدعو له كلما تذكّرت وجهه وتلك الوقفة العظيمة، أسأل الله أن يَرضى عنه، ويَشرح صدره، ويَغفر ذنبه، ويَوسِّع له في رزقه، فقد قدّم لي خدمة، وزاد عليها درسًا في الإخلاصِ والعملِ بصمت.
إنّها المواقفُ التي لا تُنسى، والأرواحُ التي تبقى محفورةً في الدعاء.
في حجِّ العامِ الماضي، كنتُ في صعيدِ عرفة، حين فقدتُ جوالي بين جموعِ الحجيج، وتفاقمَ الأمر حين انفصلتُ عن صاحبي، فصرتُ أبحث عن أي وسيلةٍ لأتواصل معه، وبينما الشمسُ تصبُّ لهيبَها والناسُ لا يَفترون عن الشرب من شدةِ الحرِّ والعطش، اتجهتُ إلى أحد رجالِ الأمن هناك، ألقيتُ عليه السلام وطلبتُ منه أن يسمح لي بالاتصال من جواله على رقم صاحبي.
فما كان منه إلا أن بادرني بجواله دون تردد، فاتصلتُ وشعرتُ بامتنانٍ كبيرٍ لهذه الخدمة، لكنّ ما لا أنساه أبدًا، ولن أنساه ما حييت، أنه في تلك اللحظة جاءه أحدهم يُقدّم له ماء، فإذا به يردّ قائلاً بهدوء وثبات: "إنِّي صائمٌ."
صائمٌ؟! في نهارِ عرفة؟! تحت شمسٍ مُحرقة؟! وبين مهامَّ شاقَّةٍ ومتواصلة؟!
أدهشتني عزيمتُهُ، وأثّرت فيّ مروءتُهُ، فقد كان قادرًا على أن يُفطر كما أُبيح له، لكنه اختار ما عند الله، اختار الصومَ في يومٍ يُكفِّر اللهُ به ذنوبَ سنتين.
منذ تلك اللحظة، وأنا أدعو له كلما تذكّرت وجهه وتلك الوقفة العظيمة، أسأل الله أن يَرضى عنه، ويَشرح صدره، ويَغفر ذنبه، ويَوسِّع له في رزقه، فقد قدّم لي خدمة، وزاد عليها درسًا في الإخلاصِ والعملِ بصمت.
إنّها المواقفُ التي لا تُنسى، والأرواحُ التي تبقى محفورةً في الدعاء.
•• تَيَقَّنْ أنَّ اللهَ لا يَنسى ••
يقول الله تعالى:
﴿لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسى﴾
🍃
اللهُ لا يَنسى.
▫️دَمعَةً مَسحتَها،
▪️ولا خاطِرًا جَبَرتَه،
▫️ولا معروفًا بذلته،
▪️ولا دُعاءً فِي جَوفِ اللَّيلِ رَفَعتَهُ بيَقِين.
لا يَنسى:
▪️سُكوتَك عَنِ الإساءة،
▫️ولا صَبرَكَ فِي مَعرَكةٍ الكُلُّ خَرَجَ مِنها خاسِرًا.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
تَيَقَّنْ أنَّ اللهَ لا يَنسى،
وَسَيَجبُرُكَ جَبرًا يُنسِيكَ كُلَّ مَا مَضى.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
يقول الله تعالى:
﴿لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسى﴾
🍃
اللهُ لا يَنسى.
▫️دَمعَةً مَسحتَها،
▪️ولا خاطِرًا جَبَرتَه،
▫️ولا معروفًا بذلته،
▪️ولا دُعاءً فِي جَوفِ اللَّيلِ رَفَعتَهُ بيَقِين.
لا يَنسى:
▪️سُكوتَك عَنِ الإساءة،
▫️ولا صَبرَكَ فِي مَعرَكةٍ الكُلُّ خَرَجَ مِنها خاسِرًا.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
تَيَقَّنْ أنَّ اللهَ لا يَنسى،
وَسَيَجبُرُكَ جَبرًا يُنسِيكَ كُلَّ مَا مَضى.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
لا خسارة مع الدعاء 🌿
1️⃣ إما أن يستجيب الله لك.
2️⃣ أو يصرف عنك شَرًّا كان سيقع بك.
3️⃣ أو يدّخر لك أجرًا يوم القيامة.
🔹 جاء في الحديث الصحيح قوله ﷺ:
"ما من مسلمٍ يَدعو، ليس بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رحمٍ، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث:
إما أن يُعجِّل له دعوته،
وإما أن يدّخرها له في الآخرة،
وإما أن يَدفع عنه من السوء مثلها".
1️⃣ إما أن يستجيب الله لك.
2️⃣ أو يصرف عنك شَرًّا كان سيقع بك.
3️⃣ أو يدّخر لك أجرًا يوم القيامة.
🔹 جاء في الحديث الصحيح قوله ﷺ:
"ما من مسلمٍ يَدعو، ليس بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رحمٍ، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث:
إما أن يُعجِّل له دعوته،
وإما أن يدّخرها له في الآخرة،
وإما أن يَدفع عنه من السوء مثلها".
"كيف تعيش مطمئنًا؟
سؤالٌ يُشغل الكثيرين، وفي هذا الكتاب تجد عشرة أسباب من نور القرآن والسنة، تُهديك إلى الطمأنينة وتفتح لك أبواب الحياة الطيبة، لعل فيها ما يسكِّن قلبك ويقرّبك من ربك.
سؤالٌ يُشغل الكثيرين، وفي هذا الكتاب تجد عشرة أسباب من نور القرآن والسنة، تُهديك إلى الطمأنينة وتفتح لك أبواب الحياة الطيبة، لعل فيها ما يسكِّن قلبك ويقرّبك من ربك.
نقصٌ في الرُّجولةِ أنْ يكونَ الرَّجلُ في كاملِ صحَّتِه وعافيتِه، قويَّ الجسدِ، نشيطَ البدنِ، ثمَّ يسمعُ نداءَ المؤذِّنِ يدعوهُ إلى الصَّلاةِ، فلا يتحرَّك، بينما زوجتُه تُصلِّي في طَرفِ الغرفةِ، وهو جالسٌ في الطَّرفِ الآخَرِ، والرِّجالُ قد بادروا إلى بُيوتِ اللهِ.
قال تعالى:
﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ.. ﴾ [النور: ٣٧].
ش. عبد الرزاق البدر
قال تعالى:
﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ.. ﴾ [النور: ٣٧].
ش. عبد الرزاق البدر
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from الطريق إلى القرآن
"وأمَّا القُرآن فخير صَاحِب..
فَوقَ الأرضِ، وتَحتَ الأرض، ويَومَ العَرض".
فَوقَ الأرضِ، وتَحتَ الأرض، ويَومَ العَرض".
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الزوجةُ الصالحةُ سَكَنٌ واطمئنانٌ.
———•———•———
في غارِ حراء، وما حصل للنبي ﷺ مع جبريل وضَمِّه ثلاثًا، وحين أصابه الخوفُ والقلقُ، نزل من الجبل،
وضرباتُ قلبِه تُزلزلُ صدرَه، حتى كأنها تهزُّ الصخرَ من حولِه.
أولُ ما لامستْ قدماه الأرض... لم تذهبْ به خُطاه إلى أبي طالب، ولا إلى أبي بكرٍ الصديق، ولا إلى حمزة، ولا إلى العباس.
📌 تجاوز مكةَ كلَّها... ومضى بقلبِه قبل قدمَيه إلى خديجةَ بنتِ خُوَيْلد.
زوجتُه، وملاذُه، وسكنُ روحِه.
في اللحظاتِ التي يرتجفُ فيها القلبُ، وتضيعُ الكلماتُ، لا يذهبُ المرءُ إلا إلى قلبٍ يعلمُ يقينًا أنه لن يُغلقَ في وجهِه،
إلى حضنٍ لا يسألُه عن الساعةِ، ولا يُحاكمُه بالمنطقِ، بل يفتحُ له صدرَه دائمًا.
📌 في الشدائدِ لا يبوحُ الإنسانُ بضعفِه إلا لروحٍ يعلمُ أنها أمانٌ لروحِه.
قلبٌ لا تهمُّه الأرباحُ إن لم تكنْ معه، ولا يخشى الخسائرَ ما دامتْ يدُك في يدِه.
قلبٌ يرى فيك العالمَ، ولا يرى العالمَ دونك شيئًا.
وهناك، عند خديجة:
كانت الروحُ المُضطربةُ تبحثُ عن لَمْلَمَةٍ،
عن صوتٍ لا يرتجفُ، عن يقينٍ لا يهتزُّ، فقالتْ له بكلماتٍ خالدةٍ من نورٍ:
«كَلَّا، واللهِ، لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا».
فاستقرَّت روحُه، وسكنتْ، كأنما عاد القلبُ إلى نَبْضِه، والنورُ إلى عَيْنِه، والجبالُ إلى هدوئها.
تضيقُ عليه فِجاجُ مكةَ، وتتسعُ له حجرةُ خديجة، تتمنعُ عليه نفوسٌ كثيرةٌ، وتينعُ بين يديه نَفْسُ خديجةَ الطاهرة.
📌 يدخلُ على خديجة ويتركُ وراءَه مكةَ، تستقبلُه خديجةُ بوجهٍ طَلْقٍ، وثغرٍ باسِمٍ، وصوتٍ ودودٍ، وروحٍ سَمْحَة.
كانت وحدَها تَغْسِلُ روحَهُ من كلِّ أدرانِ أعدائِه التي عَلِقَت به.
كان بيتُها شَلَّالًا من نورٍ كفيلًا بغسلِ مكةَ كلِّها.
📍لا شكَّ أن الزوجةَ الصالحةَ هي الحِضنُ الأولُ حين يرتجفُ القلبُ،
وأوَّلُ مفاتيحِ الطمأنينةِ عند اضطرابِ الحياةِ.
———•———•———
📘 اقتباس من كتاب كيف تعيش مطمئنًا؟
———•———•———
في غارِ حراء، وما حصل للنبي ﷺ مع جبريل وضَمِّه ثلاثًا، وحين أصابه الخوفُ والقلقُ، نزل من الجبل،
وضرباتُ قلبِه تُزلزلُ صدرَه، حتى كأنها تهزُّ الصخرَ من حولِه.
أولُ ما لامستْ قدماه الأرض... لم تذهبْ به خُطاه إلى أبي طالب، ولا إلى أبي بكرٍ الصديق، ولا إلى حمزة، ولا إلى العباس.
📌 تجاوز مكةَ كلَّها... ومضى بقلبِه قبل قدمَيه إلى خديجةَ بنتِ خُوَيْلد.
زوجتُه، وملاذُه، وسكنُ روحِه.
في اللحظاتِ التي يرتجفُ فيها القلبُ، وتضيعُ الكلماتُ، لا يذهبُ المرءُ إلا إلى قلبٍ يعلمُ يقينًا أنه لن يُغلقَ في وجهِه،
إلى حضنٍ لا يسألُه عن الساعةِ، ولا يُحاكمُه بالمنطقِ، بل يفتحُ له صدرَه دائمًا.
📌 في الشدائدِ لا يبوحُ الإنسانُ بضعفِه إلا لروحٍ يعلمُ أنها أمانٌ لروحِه.
قلبٌ لا تهمُّه الأرباحُ إن لم تكنْ معه، ولا يخشى الخسائرَ ما دامتْ يدُك في يدِه.
قلبٌ يرى فيك العالمَ، ولا يرى العالمَ دونك شيئًا.
وهناك، عند خديجة:
كانت الروحُ المُضطربةُ تبحثُ عن لَمْلَمَةٍ،
عن صوتٍ لا يرتجفُ، عن يقينٍ لا يهتزُّ، فقالتْ له بكلماتٍ خالدةٍ من نورٍ:
«كَلَّا، واللهِ، لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا».
فاستقرَّت روحُه، وسكنتْ، كأنما عاد القلبُ إلى نَبْضِه، والنورُ إلى عَيْنِه، والجبالُ إلى هدوئها.
تضيقُ عليه فِجاجُ مكةَ، وتتسعُ له حجرةُ خديجة، تتمنعُ عليه نفوسٌ كثيرةٌ، وتينعُ بين يديه نَفْسُ خديجةَ الطاهرة.
📌 يدخلُ على خديجة ويتركُ وراءَه مكةَ، تستقبلُه خديجةُ بوجهٍ طَلْقٍ، وثغرٍ باسِمٍ، وصوتٍ ودودٍ، وروحٍ سَمْحَة.
كانت وحدَها تَغْسِلُ روحَهُ من كلِّ أدرانِ أعدائِه التي عَلِقَت به.
كان بيتُها شَلَّالًا من نورٍ كفيلًا بغسلِ مكةَ كلِّها.
📍لا شكَّ أن الزوجةَ الصالحةَ هي الحِضنُ الأولُ حين يرتجفُ القلبُ،
وأوَّلُ مفاتيحِ الطمأنينةِ عند اضطرابِ الحياةِ.
———•———•———
📘 اقتباس من كتاب كيف تعيش مطمئنًا؟