أغارُ على ظلِّ الحَليلةِ أن يُرى
وقولوا إذا شُئتم بأني مُعقَّدُ

إذا لم يَغَرْ مرءٌ على عرضِ أهله
فليس له بين الأكارمِ مَقعدُ

إن كنتَ بالتجاهلِ تبدعُ ألحانا
فإني بالفراقِ أعزفُ النسيانا

فلا تظنَّ البُعدَ يكسرُ خاطري
فمن يَهُنْ عندي، يهونُ هوانا

يقول ابن القيّم رحمه الله:
"من ذاق لذّة القرب من الله ثم انتكس، فإنه يعيش معذّبًا...
لا راحة الجاهلين ولا لذّة العارفين!"

"إني أُطيلُ حديثَنا إذ يبتدي
وأنا بطبعي لا أُطيلُ كلامي
خيرُ الكلامِ أقلهُ في مذهبي
إلا حديثُك.. ملجئي وسلامي"

"ما كنتُ أُكثرُ في الحديثِ وإنما
حديثُك ينسابُ كالنغمِ الجميلِ
أنا في سكوني لا أُطيلُ عبارتي
لكنْ لقاؤك يجعلُ الصمتَ طويلِ"

قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا
لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا

والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً
هل هانَ حُلْمُكَ أم أنتَ الذى هانَا؟

أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه
ضِرغامُ آجامٍ وَلَيثُ قَسوَرَه
عَبلُ الذِراعَينِ شَديدُ القِصَرَه
كَلَيثِ غاباتٍ كَريهِ المَنظَرَه
عَلى الأَعادي مِثلَ رِيحٍ صَرصَرَه
أَكيلُكُم بِالسَيفِ كَيلَ السَندَرَه
أَضرِبُكُم ضَرباً يَبينُ الفَقَرَه
وَأَترُكُ القِرنَ بِقاعِ جُزُرِهِ
أَضرِبُ بِالسَيفِ رِقابَ الكَفَرَه
ضَربَ غُلامٍ ماجِدٍ حَزوَرَه
مَن يَترُكِ الحَقَّ يَقوِّم صِغَرَه
أَقتُلُ مِنهُم سَبعَةً أَو عَشَرَة
فَكُلَّهُم أَهلُ فُسوقٍ فَجَرَه

وما فقدَ الماضونَ مثلَ محمدٍ
ولا مثلُه حتى القيامةِ يُفـــقدُ ﷺ

‏حُزْنٌ بَرَانِي وَأَشْوَاقٌ رَعَتْ كَبِدِي
يَا وَيْحَ نَفْسِيَ مِنْ حُزْنٍ وَأَشْوَاقِ

‏كُفِّي القتالَ وفُكِّي قيدَ أسراكِ
يكفيكِ ما فعلَت بالنَّاسِ عيناكِ

‏أما المساء، فهو شيخوخة اليوم، فيه يكون الإنسان منهك القوى وميالا إلى الثرثرة والطيش.
فكل يوم هو حياة صغيرة،
وكل استيقاظ وشروق شمس هو ولادة صغيرة،
وكل صبيحة طرية هي يفاعة وشباب،
وكل غروب وحلول ليل إيذانًا بميقات النوم، هو موت صغير..

وقُلتُ لها: تَرَكتُ النّومَ لَيْلًا
وعِشقِي قد غَزَاني في مَنَامِي
فقالت لي: لأنّك نِمتَ عَصرًا
دَعْ عنكَ التلاعُبَ بالكلامِ

غازلتُها فازدادَ شعريَ رِقّةً
وتوجَّهتْ كلُّ القصائدِ نَحوَها
عربيةٌ زانَ القصيدُ بذِكرِها
فكأنّها وَزْنُ البيوتِ ونَحوُها

"ماذا تُريدين.. قلبي؟ أنتِ زهرتهُ
ماذا تُريدين.. عمري؟ أنتِ أعُماري
لو تطلبين عيني لستُ أمنعها
يا غيمةً حملت في الصيف أمطاري"

"أَوْ تَسْهَرُ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ جَمِيلَتِي؟
وَالسَّهَدُ فِي تِلْكَ الْعُيُونِ يُقِيمُ؟
يَا نَوْمُ لَا تَهْجُرْ سَوَادَ عُيُونِهَا
فَعُيُونُهَا لِلْعَاشِقِينَ نَعِيمُ"