الملتقى الإسلامي 8409

186 views00:14

✳️ الـملــتقى الإسـلامــي

🔹🔸الوفاة🔸🔹
لقد كان خبر وفاة هذا العلم الكبير كالهزة التي استفاق عليها الناس فإذا هم مبهوتون يعروهم الذهول.
نعم شاع الخبر وانتشر وما من أحد من أحبائه ومن عرفه وإلا وقد أصبح كئيبا حزينا، يتشح السواد، ويعلن الحداد، على فقد هذا الرجل العظيم، يمتثل فيه بقول أبيه:( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا)، وهو ليس فقيد أهله فحسب، كلٌ به مصاب وفيه يعزى.
بعض يعزي آخر ويسليه، وآخر يسلي نفسه بالمصيبة الكبرى التي عندها تهون كل مصيبة ورزية، يتذكر مصيبته بجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي لن يصاب أحد بمثله.
ويحدثنا العلامة الدرسي عن هذا الموقف وعن هذا المصاب الجلل ويصف تشييع الناس له يقول:
(ولقد وقع موته في القلوب موقعاً عظيماً، وأصاب الناسَ من الحزن والأسى خطبٌ كان جسيماً، واجتمع الناس لتشييع جنازته ألوفاً مؤلفةً، لم تجتمع على جنازة قبله، حتى امتلأت الطرقات والشوارع، وغصت بالمشيعين المساجد والمجامع، وازدحم الناس على النعش الطاهر كازدحامهم على الحجر والركن، وكان تشييعه من جامع جده الإمام الهادي إلى الحق بصعدة، حيث امتلأ الجامع وصرحاته وقبابه ومنازله وحتى على سقوفه بالمشيعين، ولم يستطع الناس الصلاة عليه في الجامع المقدس للإزدحام الذي لم يرَ مثله، ثم أخرج الجسد الطاهر من المسجد إلى المقبرة الشمالية الغربية إلى جوار قبر والده العلامة الكبير محمد بن منصور المؤيدي رحمة الله ورضوانه عليه، التي امتلأت قبل وصوله إليها بالمشيعين، ولم يتمكن الناس من الصلاة عليه إلا بصعوبة صعبة، ثم حمل إلى ضحيان وشيعه الناس أفواجاً أفواجاً، ولما وصل به إلى مسجده الذي بناه بضحيان، صلى عليه من لم يكن قد صلى وأقيمت عليه جماعات متعددة، ثم حمل إلى قبره، فلم يتمكن الناس من وضعه في القبر إلا بشدة شديدة، فهنيئاً لتربة دفن بها، وهنيئاً لبلد وضع بين أهلها، ومنذ أن دفن في ذلك المكان توافد الناس لزيارته أفراداً وجماعات، فصار ذلك المكان آهلاً بالزوار، لا ينقطعون عنه ولا يتوانون في إتيانه، وموضع قبره هناك أشهر من أن يوصف، وأعرف من أن يعرف).

▪︎الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي رضوان الله عليهم.

#الذكرى_الثامنة_عشرة_لرحيل_الإمام_مجدالدين
#الملتقى_الإسلامي

262 views00:14