Telegram Web
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اللهم عاملنا بإحسانك، وتداركنا بفضلك وامتنانك، وتولنا برحمتك وغفرانك، واجعلنا من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة آجالنا، واقرن بالعافية غدونا وآصالنا، واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا.

يا من رحمته واسعة، وخزائنه لا تنفد، صُبّ علينا من رحمتك، وخيرك، وفضلك، ما يجعلنا في عيشٍة مطمئنة، وسعة لا يضيق لنا بها أمر، واجعلنا في رعايتك، وتولنا بعنايتك، يا ذا الجلال والإكرام.
﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾
ما أسرع مكافأة الله لعبده، حين يفرج كربة غيره
رحم نبي الله موسى عليه السلام المرأتين في الحر والشمس، غير طالب منهما الأجرة، ولا له قصد غير وجه الله تعالى ثم طلب من الله ما يأكله، وكان قد اشتدّ عليه الجوع، قيل مكث سبعا دون طعام سوى بقل الأرض حتى اخضر بطنه ولصق بظهره، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾
السؤال بالحال أبلع من السؤال بلسان المقال، والدعاء عبادة في كل وقت وفي كل حين، ليس لازما أن تكون الإجابة آخر الليل أو في السجود، فالكريم يعطي متى ما دعي سبحانه وبحمده.
﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾
رب إني مفتقر للخير الذي تسوقه إليَّ وتيسره لي، لا حول لي ولا قوة إلا بك.
﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾
لم يكن معه أي شيء، لكنه غني بالله عن كل شيء، بدعائه ربه منحه سبحانه ما منحه، ليس شرطا أن تنتظر تحصيل الأسباب، رُبَّ دعوة تأتي ببقية الأسباب أو تغنيك عنها.
﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾
تذكر عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام نعم الله السابقة التي أسداها إليه وأنزلها إليه؛ فهو ربه الذي نجاه من القتل، وآتاه الحكمة والعلم، وأوصله إلى هذه الأرض المعمورة ذات الأمة العظيمة بعدما قطع الفيافي والمفاوز، وهو سبحانه معطي الخير دنيا وأخرى.
﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾
تذكير بحقارة الدنيا التي لقي فيها الأنبياء والصالحون من الضيق والأهوال الشيء الكثير، صونا لهم منها، وإكراما من ربهم لهم عنها، رفعة لدرجاتهم عنده، واستهانة لها.
﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾
في هذه القصة ترغيب في الخير؛ وحث على المعاونة على البر، وبعث على بذل المعروف.
الوارث ﷻ

الوارث ﷻ الذي يبقى ويفنى خلقه جميعا، الحي الذي لا يموت، وارث الخلق أجمعين، خير الوارثين، قال وهو أحكم الحاكمين: ﴿إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون﴾، المالك لكل شيء، المستخلف في أرضه من يشاء من عباده:﴿إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين﴾.
الوارث ﷻ كتب أن الأرض يرثها الصالحون، وأخبرنا أنه يورث عباده المؤمنين المستضعفين ديار الكافرين ويمكنهم فيها: ﴿ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون﴾، ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون﴾، ﴿فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل﴾.
الوارث ﷻ سمع نداء عبده زكريا ﷺ الذي كان في غاية من الأدب والتعظيم لربه: ﴿وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين﴾ كأنه يقول: إن لم ترزقني ولدا يرثني فأنت خير وارث؛ فحسبي أنت، وكفى بك، فأكرمه الوارث العظيم ﷻ بأكثر مما دعا به: ﴿فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ...﴾.
الوارث ﷻ من على بني إسرائيل بما من به تذكرة وهداية: ﴿ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى وذكرى لأولي الألباب﴾، وأخبرنا عمن ضل بعد علم عافانا الله: ﴿وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب﴾، ﴿فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون﴾.
الوارث ﷻ دعاه خليله إبراهيم ﷺ بقوله: ﴿واجعلني من ورثة جنة النعيم﴾ وأكرم عبديه داود وسليمان عليهما السلام بالنبوة والعلم والملك: ﴿وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين﴾.
الوارث ﷻ تولى قسمة المواريث بنفسه، فضلا منه وكرما، رحمة منه وإحسانا، وحذرنا عاقبة الظلم والذنوب ومغبة إتيانها واقترافها: ﴿أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون﴾.
الوارث ﷻ امتن على أمة النبي ﷺ فجعلهم خير أمة، وأرسل إليهم أفضل رسول، وأنزل عليه أحسن كتاب: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير﴾، وامتن عليهم بما لم يمتن على غيرهم من الأمم فنصرهم على أعدائهم، ووعدهم من فضله العظيم: ﴿وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا﴾.
الوارث أعلى مكانة العلم والعلماء ورفع من شاء بكرمه وفضله، أخبرنا الصادق المصدوق ﷺ فيما جاء عنه أنه (من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)، وأخبرنا ﷺ عن أعمال صالحة تبقى للمؤمن بعد موته (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته).
الوارث ﷻ

من عرف الوارث ﷻ سعى لنيل مرضاته ودخول جنته دار كرامته، الدار التي أعدها الوارث ﷻ للأتقياء: ﴿تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا﴾، ويا لسعادة أهل الجنة - جعلنا الله منهم - وهم يقولون: ﴿الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين﴾، ﴿الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون﴾.
من عرف الوارث ﷻ خشع في صلاته وأدى زكاته، وأعرض عن اللغو، وحفظ فرجه مما حرم الله، وراعى العهود والأمانات، وحافظ على جميع الصلوات، ومن كان كذلك فقد أفلح، وصدق فيه قول الله: ﴿أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون﴾
من عرف الوارث ﷻ قدم لآخرته، ولم يغتر بالدنيا وزخرفها إذ ما يبقى للمؤمن هو ما يقدمه في الآخرة وصدق المصطفى ﷺ حين قال سائلا صحابته الكرام رضي الله عنهم: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه. قال ﷺ: فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر).
من عرف الوارث ﷻ كان ساعيا في الخيرات، مسابقا في الطاعات، منفقا في الخلوات والجلوات فالمال مال الله، والفضل بيد الله، قال الله ولا أصدق من الله: ﴿وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض﴾، ﴿ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير﴾.


اللهم فالق الإصباح، وجاعل الليل سكنا، والشمس والقمر حسبانا؛ اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر وأمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا في سبيلك.
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا، واجعلهما الوارث منا، وانصرنا على من يظلمنا، وخذ منه بثأرنا.
القابض الباسط ﷻ

القابض الباسط ﷻ يقبض الأرواح عن الأشباح عند الممات، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة، يقبض الصدقات من الأغنياء، ويبسط الأرزاق للضعفاء، يبسط الرزق لمن يشاء حتى لا تبقى فاقة، ويقبضه عمن يشاء حتى لا تبقى طاقة.
القابض الباسط ﷻ يقبض القلوب ويضيقها حتى تصير حرجا كأنما تصاعد في السماء، ويبسطها بما يفيض عليها من معاني بره ولطفه وجلاله وجماله، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، سبحانه ما أكرمه وما أعظمه وما أرحمه.
القابض الباسط ﷻ لم يقبض نبيا قط حتى أراه مقعده من الجنة ثم يخير، يقبض الصالحين الأول فالأول، يقبض العلم بقبض العلماء، جعل من علامات دنو الساعة قبض العلم ورفعه وفشوه، وظهور الجهل والفتن.
القابض الباسط ﷻ من أقرض عباده آجره وزاده ووسع عليه، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه، ونهانا ﷻ عن الشح والبخل وعن الإسراف والتبذير: ﴿ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا﴾، زاد من شاء بسطة في العلم والجسم، وكتب بسط الرزق لمن وصل رحمه، ونهانا المصطفى ﷺ أن نبسط أيدينا في سجودنا بسط الكلب.
القابض الباسط ﷻ يقبض الأرض يوم القيامة ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أين الملك؟ أين ملوك الأرض؟ جل وعز، تعالى وتقدس، أخبرنا المصطفى عنه ﷺ أنه سبحانه وهو الغني الكريم يفتح أبواب السماء ثلث الليل الباقي، ثم يهبط إلى السماء الدنيا، ثم يبسط يده، ثم يقول: ألا عبد يسألني فأعطيه؟ حتى يسطع الفجر. يداه مبسوطتان ﷻ ينفق كيف يشاء، سحاء الليل والنهار، يستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين ﷻ.
القابض الباسط ﷻ الحميد الحكيم الحكم العدل، الخبير البصير، يقدر ويضيق على من يشاء رحمة وعدلا، ويبسط ويوسع على من يشاء فضلا وإحسانا، يقبض ويبسط بعلمه وحكمته، وقدرته وقهره، يقبض على بعض أوليائه رحمة بهم ولطفا، ويبسط على بعض أعدائه إملاء لهم واستدراجا.
القابض الباسط ﷻ ﴿يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر﴾ السميع العليم، الخبير البصير، خير الرازقين، بكل شيء عليم، ﴿لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز﴾، ﴿الرزاق ذو القوة المتين﴾ رب عظيم هذا شأنه، أيخيب عباده؟ لا وعزة ربنا، وصدق الله: ﴿ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء﴾.
من عرف القابض الباسط ﷻ أحبه، وعظمه، وتوجه بكل حاجاته إليه، وفوض كل الأمور وتوكل عليه، ورضي بقسمته، واستغاث برحمته، وأيقن بحكمته.
من عرف القابض الباسط ﷻ سأله أن يبسط عليه من رحمته وفضله وكرمه ورزقه وهدايته ما تقر به عينه، وينشرح به صدره، ويثبت به على دينه حتى يلقاه، وعاش بين ظلال الخوف من قبض ربه ذي الجلال، والرجاء لبسط ذي الإكرام، تبارك اسم ربنا ذي الجلال والإكرام.
من عرف القابض الباسط ﷻ شكره على نعمائه، وصبر على ابتلائه، وكان في الضراء صابرا، وفي السراء شاكرا، ووسع على خلق الله، وسعى في حاجاتهم، وأحسن إليهم كما أحسن الله إليه.
من عرف القابض الباسط ﷻ بسط بما بسط الله به عليه، فإن كان مبسوطا عليه في العلم جلس للناس، حتى يقتبسوا من ذلك النبراس، وإن كان ذا بسط في المال، بسط يده في العطاء، وأزال ما على ماله من غطاء، وإن كان ذا بسطة في الجسم أدى حقه في العبادة، لعله ينال بذا الحسنى وزيادة، وإن لم يكن مبسوطا عليه في شيء بسط قلبه لأحكام ربه، ولسانه لذكره وشكره وحسن عبادته، ويده لبذل الواجب، ووجهه بالبشر للبشر، ويكون نصب عينيه على الدوام قول الحق ﷻ ﴿ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم﴾.
من عرف القابض الباسط ﷻ، لم يَعتب أحداً من الخلق، ولم يسكن إلى أحد في إقبال ولا إدبار، فالله وحده هو المعطي وهو الذي يسبب الأسباب، عليه توكلنا وإليه مآب.

اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت،
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق.
اللهم إنا نعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، ونعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة.
المقدم المؤخر ﷻ

المقدم المؤخر ﷻ المنزل للأشياء منازلها، يقدم منها ما شاء، ويؤخر منها ما شاء، قدم المقادير قبل خلق الخلق، وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده، ورفع بعض الخلق فوق بعض درجات، وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين، قدم من شاء من خلقه إلى رحمته، وأخر من شاء لحكمته.
المقدم المؤخر ﷻ جعل لكل شيء قدرا، ولكل أجل كتاب، إذا حانت ساعة الوفاة لا يستطيع العالم كله تأخيرها، وإذا أذن برزق عاجل لا يستطيع الخلق كلهم تأجيله، مالك كل شيء، وخالق كل شيء، سبحانه وبحمده ﴿قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون﴾، ﴿إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون﴾، ﴿ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون﴾.
المقدم المؤخر ﷻ يعلم ما تكنه الضمائر، وما تخفيه السرائر ﴿ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين﴾ وسيجمع الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم ﴿قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون﴾ ﴿علمت نفس ما قدمت وأخرت﴾، ﴿ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر﴾، ﴿لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر﴾.
المقدم المؤخر ﷻ شرع لعباده الطاعات، وجعل عماد الدين أداء الصلوات، وألا تؤخر حتى تخرج الأوقات، وأراد لعباده اليسر ورخص للمسافرين قصر وجمع الصلوات، وللمزكي تقديم سنة أو سنتين حسب الشدة والضرورات والمدلهمات، ومن كان مريضا فله أن يفطر في رمضان ويؤخر القضاء حسب التيسير والإعانات، ومن أكرمه ﷻ بحج بيته فله التعجل وله التأخر متى ما حقق التقوى لرب الأرض والسماوات.
المقدم المؤخر ﷻ أمرنا بتقديم التوبة في كل حال، وأن نرد المظالم والديون لأهلها ونترك الإهمال والإمهال، وأن نبادر بإكرام الأضياف، ونظفر ونقدم ذات الدين على كل الأوصاف، نقدم ما أراد تقديمه، ونؤخر ما أراد تأخيره، لا لهوى ولا لحظ نفس، نقدم الوالدين بالبر والإحسان والعطاء على كل الناس، ونقدم أهل القرآن في المحاريب وفي اللحد تعظيما لما يحملون في صدورهم من كلام رب الجنة والناس، يقدم المسلم أهله في النفقة، ويقدم الكبير في الكلام، ويقدم الأيمن فيما ورد أن يقدم فيه، ويقدم ذوي الأحلام والنهى خلف الإمام، ويقدم أهل الطاعات على غيرهم، وغير ذلك، وكل ذلك نفعله تقديما لما أراد المقدم المؤخر ﷻ تقديمه، وتأخيرا لما أراد تأخيره.
المقدم المؤخر ﷻ أكرمنا بأن جعلنا آخر الأمم زمانا، وأول الأمم يوم القيامة جزاء وحسابا ، أكرمنا واصطفانا فجعلنا من أمة أكرم الخلق عليه وأحب الخلق إليه عبده ورسوله المصطفى الذي قدمه الله على الخلق كلهم فلا يفتح باب الجنة أحد قبله، وأكرمه بأن غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ﴿ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما﴾.
المقدم المؤخر ﷻ أخر ما شاء من الأمور عن حين توقعه لعلمه بعواقبه من الحكمة، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم، يؤخر إهلاك الظالمين إملاء وامتحانا، ويؤخر إجابة ما يشاء من دعاء الداعين حكمة ولطفا وامتنانا.
المقدم المؤخر ﷻ يقدم ما يشاء تقديما كونيا وشرعيا، وأنواع التقديم والتأخير والتقدير في الخلق بحر لا ساحل له.
المقدم المؤخر ﷻ يُقدم الأشياء ويؤخرها عن حين توقعها لما في ذلك من الحكمة، ولربما تعجب العبد من أمورٍ قُدّمت له مع ضعف أسبابها، وأخرى تأخّرت مع اجتهاده في بذل أسبابها؛ ليشهد جلال المقدم والمؤخر ﷻ ونفوذ مشيئته في خلقه وتدبيره.وكم من أمور أخّرها ﷲ فكان تأخيرها سببًا لنيلها، وأمور لولا تقدّمها ما كانت ولا وُجدت، ولو اجتمع الخلق على تأخير ما قدّمه ﷲ أو تقديم ما أخّره لم يقدروا على ذلك ولا بعضه؛ تقاصرت العقول عن إدراك حكمته، وعجزت الحيل عن مدافعة قضائه في بريّته، فسلّم أمرك لمولاك فلكل أجل كتاب، وكم فتح التأخير على العبد من أبواب الخير ما لا يتهيأ له مع التقديم، فلا يزال يجني ثماره ما بقي في الدنيا، ولو قدّم ﷲ له ما يتمنى في بادئ أمره لحرم هذا الخير، ولربما لحقه من المكروه ما يذهب بفرح حصول المحبوب، فكان في التأخير صيانة له ورحمة؛ ليتم الله نعمته، ويرفع الحرج عن عباده.
المقدم المؤخر ﷻ أخبرنا في الحديث القدسي أن (كل عمل ابن آدم له؛ إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به) ومما ذكر من معاني ذلك: أن الصيام أحب العبادات إليه سبحانه، والمقدم منها عنده.
المقدم المؤخر ﷻ الذي لا يمكن لأي شيء أن يمنع ما قدره لعباده، فليظنوا به خيرا، وليتفاءلوا، فكم من مقدمات مؤلمة ساقات لسعادات وخيرات ومسرات مبهجة، وخيرة الله لخلقه خير من خيرتهم لأنفسهم.
المقدم المؤخر ﷻ جعل العبادات كالمقدمة بين يدي الدعاء، بما فيها من الثناء على الله، والشكر القولي أو العملي؛ فيرحى للداعي بعدها إجابة دعائه، ولذا يرجى أن يكون أفضل الدعاء في ختام العبادات؛ فالصلاة في التشهد الأخير، والأذان بعد الانتهاء منه، وفي آخر ساعة الجمعة، وفي نهاية كل شوط من الطواف، وعند ختم القرآن، وبعد رمي كل جمرة، وقبل الفطر للصائم، وفي قنوت الوتر، لكونه آخر قيام الليل، ونحو ذلك، وإلهام الله عبده الثناء عليه، وحمده، وتمجيده بما هو أهل له، سبب في أن يفتح له من الخير مما سأل ومما لم يسأل.
المقدم المؤخر ﷻ أثنى على عباده الذين يتصفون بالذلة للمؤمنين والعزة على الكافرين ولا يخافون لومة لائم: يقدمون رضا ربهم والخوف من لومه على لوم المخلوقين.
المقدم المؤخر ﷻ يؤخر الفرج ليعظم العطاء، وكم من عطاء حبسته الذنوب فإذا عاد العبد بلائمة على نفسه وتاب فتحت له الأبواب، لو جعلت الاستجابة فور الدعاء دائما لعطلت حكمة الابتلاء ولتساوت الدنيا بنعيم الجنة، وقد يصرف الله خيرا يرتجيه العبد كان شرا لو أتاه.
المقدم المؤخر ﷻ شرع لنا دينا سمحا عظيما، جوز لمن وجب عليه الغسل من الجنابة أن ينام ويؤخر الغسل إلى قبل وقت الصلاة، وإذا وافق ختم القرآن جزءا من الليل أو النهار فليؤخره حتى يكون أول الصباح أو المساء إذ الملائكة تصلي على الخاتم حتى يصبح إن ختم أول المساء، وحتى يمسي إن ختم أول الصباح، ولا يؤخر الختم أكثر من أربعين يوما، وليحذر مغبة البغي وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم فإنهما من أعظم الذنوب عقوبة وشؤما، كل الذنوب يؤخر الله من عقوباتها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا البغي وعقوق الوالدين، أو قطيعة الرحم، يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت.
المقدم المؤخر ﷻ له سنن لا تتبدل ولا تتغير، ومن سنته تعالى في النصرة والعقاب أنه يؤخر نصرة الصالحين إلى اللحظة التي توشك الآمال فيها أن تتقطع، ﴿حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا﴾، ويؤخر عقاب الفساق إلى لحظة الفرح التام والغفلة المطبقة﴿فلما نسوا ما ذكروا به ‏فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون﴾
ولذا حكم منها: أن العذاب إذا وقع في تمام الغفلة كان أمض على الفاسق وأردع لغيره، وأن النصر إذا وقع بعد الإياس كان أبهج وأحلى وأذكرَ لله وأعلق بالذاكرة، والله حليم حكيم لا يؤخر ولا يمنع شيئا إلا لحكمة، لا يعاجل بالعقوبة، يؤخر ويستعتب لعل عباده يرجعون، لعلهم يتوبون، لعلهم يستغفرون، فلا تغتر أيها المسيء بتأخير العقوبة من الله، فإنما يعجل من يخاف الفوت، والعباد يعجلون والله تعالى لا يعجل لعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد.
المقدم المؤخر ﷻ من تربيته لعباده: أن يؤخر الإجابة حتى يستنفذوا كل الأسباب وييأسوا من صلاح الحال ثم يُصلحه لهم من حيث لا يحتسبون حتى يعلموا من هو المُنعم على الحقيقة ﷻ.

من عرف المقدم المؤخر ﷻ تعلق به وحده، وصدق في توكله عليه، وسابق في التقدم إلى طاعاته ومراضيه، ولم يضره ما فاته من الدنيا التي لا يعني التقدم فيها شيئا بجانب الدار الآخرة
من عرف المقدم المؤخر ﷻ آمن بحكمته، ورضي بقدره، وأيقن أن كل شيء يجري بعلمه وإرادته وحكمته البالغة، ورضي بكل ما كتبه الله من تقديم وتأخير؛ إذ الخيرة فيما اختار، وإن جهل العبد بالحكمة والعاقبة.
من عرف المقدم المؤخر ﷻ قدم لنفسه ما ينفعه من العمل الصالح الباقي، وصدق الله: ﴿وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا﴾ ولم يؤخر الصالحات حتى لا يقع في الغبن والحسرات ﴿إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا﴾، ﴿يقول يا ليتني قدمت لحياتي﴾
من عرف المقدم المؤخر ﷻ قدم ما قدمه الله، وأخر ما أخر، وجعل ميزان التقديم والتأخير والحب والبغض والولاء والبراء هو ميزان الله، لا ميزان الناس الذين يقدمون أهل الجاه والمال والرئاسات على غيرهم من أهل الدين والتقى.

اللهم اغفر لنا خطيئاتنا وجهلنا، وإسرافنا في أمرنا، وما أنت أعلم به منا، اللهم اغفر لنا جدّنا وهزلنا، وخطأنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا، وما أخَّرنا، وما أسررنا، وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيءٍ قدير.
اللهم إنا نعوذ بك من شتات الأمر، ومن مس الضر، ومن ضيق الصدر، ومن حلول الفقر، وامنن علينا يا مولانا بدوام العافية والستر.
اللهم إنا نسألك نفوسا مطمئنة لا تحب تأخير شيء عجلته ولا تعجيل شيء أخرته يا ذا الجلال والإكرام.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منها وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك ﷺ، ونعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك ﷺ.
اللهم إنا نسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إلهي
‏كم من نعمةٍ أنعمت بها علي قَل لك عندها شكري وكم من بليةٍ ابتليتني بها قَل لك عندها صبري
يا من قَل عند نعمته شكري فلم يحرمني
وقل عند ابتلائه صبري فلم يخذلني
ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني
يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا
ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا
أدنني إلى رحمتك.
السبوح ﷻ


السبوح ﷻ القدوس، رب الملائكة والروح، المبرؤ من النقائص والشركاء، يسبحه وينزهه ويقدسه كل شيء سبحانه وبحمده.
السبوح ﷻ برأ من كل عيب، ويهرب إليه مسبحه طالبا النجاة كالسابح ينجو من الغرق بسباحته، منزه أن يماثله أو يقاربه أحد في شيء من صفات الجلال والجمال والكمال، ليس كمثله شيء، تعالى وتقدس.
السبوح ﷻ سبح نفسه ﷻ في مواضع كثيرة من كتابه ﴿سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون﴾ ﴿سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا﴾ ﴿سبحانه وتعالى عما يصفون﴾ ﴿سبحانه عما يشركون﴾ ﴿سبحانه وتعالى عما يشركون﴾ ﴿سبحانه هو الغني﴾ ﴿ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون﴾ ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير﴾ ﴿سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا﴾
﴿تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم﴾ ﴿سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون﴾ ﴿فسبحان الله رب العرش عما يصفون﴾ ﴿وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه﴾﴿سبحان الله عما يصفون﴾ ﴿وسبحان الله رب العالمين﴾ ﴿سبحان الله وتعالى عما يشركون﴾﴿فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون﴾ ﴿سبحان الذي خلق الأزواج كلها﴾﴿فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون﴾ ﴿سبحان ربك رب العزة عما يصفون﴾ ﴿سبحانه هو الله الواحد القهار﴾ ﴿سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون﴾ ﴿سبحان الله عما يشركون﴾.
السبوح ﷻ أخبرنا عن تسبيح حملة العرش﴿الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به﴾ وتسبيح ملائكته، ﴿ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك﴾، ﴿قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم﴾ ﴿إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون﴾ ﴿يسبحون الليل والنهار لا يفترون﴾ ﴿قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم﴾﴿وإنا لنحن المسبحون﴾ ﴿وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم﴾ ﴿فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون﴾ ﴿والملائكة يسبحون بحمد ربهم﴾.
السبوح ﷻ أخبرنا عن تسبيح عبده زكريا ﷺ ﴿واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار﴾، ﴿فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا﴾، وتسبيح عبده عيسى ﷺ ﴿قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق﴾، وتسبيح عبده موسى ﷺ ﴿قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنون﴾
﴿كي نسبحك كثيرا﴾، وتسبيح عبده يونس ﷺ ﴿فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾ ﴿فلولا أنه كان من المسبحين﴾.
السبوح ﷻ أخبرنا عن أمره بالتسبيح لعبده ومصطفاه سيد الخلق أجمعين محمد ﷺ ﴿وسبحان الله وما أنا من المشركين﴾ ﴿فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين﴾، ﴿قل سبحان ربي﴾، ﴿فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها﴾، ﴿وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده﴾ ﴿وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار﴾ ﴿وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم﴾، ﴿فسبح باسم ربك العظيم﴾، ﴿وسبحه ليلا طويلا﴾ ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾، ﴿فسبح بحمد ربك واستغفره﴾.
السبوح ﷻ أخبرنا عن تسبيح من في السماوات ومن في الأرض ﴿تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن﴾، ﴿ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه﴾، ﴿سبح لله مافي السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم﴾، ﴿سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم﴾،﴿يسبح له ما في السماوات والأرض﴾، ﴿يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم﴾، ﴿يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير﴾.
السبوح ﷻ

السبوح ﷻ أخبرنا عن تسبيح الجبال والطير ﴿وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير﴾، ﴿إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق﴾، ﴿والطير محشورة كل له أواب﴾ وأخبرنا عن تسبيح الرعد ﴿ويسبح الرعد بحمده﴾.
السبوح ﷻ أخبرنا عن تسبيح عباده المؤمنين،
﴿إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون﴾ ﴿وسبحوه بكرة وأصيلا﴾، ﴿وتسبحوه بكرة وأصيلا﴾
وأخبرنا سبحانه عن تسبيح أولي الألباب ﴿سبحانك فقنا عذاب النار﴾
وأخبرنا عن تسبيح أهل العلم ﴿ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا﴾
وتسبيح أهل بيوت الله: ﴿يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال﴾.
السبوح ﷻ أخبرنا عن تسبيح أهل الجنة - جعلنا الله منهم بمنه وكرمه - الذين أخبرنا المصطفى ﷺ عنهم أنهم يلهمون التسبيح كما نلهم النفس
﴿دعواهم فيها سبحانك اللهم﴾.
السبوح ﷻ أخبرنا عن تسبيح من عُبِد من دونه
﴿قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ...﴾
وأخبرنا ﷻ إرشاده الصحابة رضي الله عنهم للتسبيح في حادثة الإفك ﴿ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم﴾
وأخبرنا سبحانه عن توجيه أرشد وأعقل أصحاب الجنة لأصحابه بالتسبيح لما ابتلوا ﴿قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين﴾
وحث ﷻ الراكبين على الفلك والأنعام على أن يذكروا نعم الله وأن يسبحوه ﴿لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين﴾ فسبحانك اللهم ربنا وبحمدك.
السبوح ﷻ نلهج بتسبيحه في استفتاح صلاتنا، وإذا مررنا بآية فيها تسبيح، وفي ركوعنا، وسجودنا، وإذا سها إمامنا، ودبر صلواتنا، ومن لم يحسن القراءة للقرآن ليصلي كان التسبيح بدلا، ونسبح إذا تعجبنا من أمر، وإذا أصبحنا، وإذا أمسينا، وإذا أخذنا مضاجعنا، وإذا استيقظنا ليلا، وإذا هبطنا، وإذا سمعنا الرعد، وإذا رأينا منكرا، وإذا رأينا آية من آيات الله، وإذا استوينا على مراكبنا، وإذا انتهينا من وضوءنا، وإذا أهللنا بحج أو عمرة، وإذا دخلنا الكعبة، وإذا كربنا، وما كرب نبي قط إلا استغاث بالتسبيح، وإذا قمنا من مجالسنا، وفي غير ذلك، سبحه والفضل له، نسبحه ونذكره والكرم منه ﷻ.

من عرف السبوح ﷻ أحبه وعظمه وأجله، ولهج بتسبيحه وتقديسه وتهليله وتكبيره وحمده وذكره،

سبحان الله، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم وبحمده، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى وبحمده، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لنا، سبحان الله بكرة وأصيلا، سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وبحمده، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، سبحان الملك القدوس، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشة ومداد كلماته، سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق وسبحان الله عدد مافي الأرض والسماء، وسبحان الله ملء مافي الأرض والسماء، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله عدد كل شيء، سبحان الله ملء كل شيء.
الواحد الأحد ﷻ


الواحد الأحد ﷻ المنفرد بالربوبية والإلهية والذات والصفات، الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، لا واحد إلا الواحد الأحد ﷻ.
الواحد الأحد ﷻ الذي توحد بجميع الكمالات، وتفرد بكل جلال وجمال وكمال، ليس كمثله شيء ﷻ.
الأحد ﷻ في حياته وقيوميته وعلمه وقدرته وحكمته وعظمته وجلاله وجبروته وملكوته وعزته ورحمته وحمده وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال ونهايته من كل صفة، له الكمال المطلق، الصمد الذي لا نظير له، ولا شبيه ولا مثيل، تبارك وتعالى وتقدس، لا نشرك به أحدا، ولن يجيرنا منه أحد، لا يشرك في حكمه أحدا، ﴿عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا﴾ لولا فضله ورحمته ما زكى منا من أحد أبدا، نؤمن به وبملائكته وباليوم والآخر وبكتبه وبقدره وبرسله لا نفرق بين أحد من رسله، سيوفي كل نفس بما كسبت، وصدق وبر وهو الرحيم البر ﴿ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا﴾.
الواحد ﷻ القهار الذي خضع له كل شيء، وذل لعظمته وجبروته وقوته كل شيء، قهر كل الخلائق بالموت، وهو الواحد الأحد الحي القيوم الذي لا يموت، لا يعجزه شيء، ولا يخرج عن ملكه وحكمه شيء، الواحد لا يكون إلا قهارا والقهار لا يكون إلا واحدا، لا شريك له، سبحانه وتعالى، رب كل شيء، ومالك كل شيء.﴿قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار﴾.
الواحد ﷻ القهار إليه يرجع الأمر كله، إليه تصير الأمور، سيجمع الناس ويحكم بينهم، ﴿فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة﴾ وكلنا سيمر على الصراط ﴿يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار﴾ ملك يوم الدين، ملك واحد، وإله واحد ﴿يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار﴾.
الواحد ﷻ الرحمن الرحيم، الإله المعبود، والرب المقصود، خلقنا من نفس واحدة، ﴿وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة ....﴾،﴿هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها﴾ ولو شاء لجعلنا أمة واحدة ولكنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء،﴿ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات﴾، ﴿ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون﴾ ،﴿سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا﴾ ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ وصدق الله ومن أصدق من الله ﴿قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون﴾.
الواحد الأحد ﷻ المتفرد في ملكه بأنواع التصرفات من الإيجاد والإعدام والإحياء والإماتة والخلق والرزق والإعزاز والإذلال والهداية والإضلال والإسعاد والإشقاء والخفض والرفع والعطاء والمنع والوصل والقطع والضر والنفع، الكل خلقه وملكه وعبيده، وفي قبضته، وتحت تصرفه وقهره، نافذة مشيئته، عدل فيهم قضاؤه سبحانه وبحمده ﷻ.
الواحد الأحد ﷻ المستحق للعبادة وحده دون سواه، لا نعبد إلا إياه، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، خير ما قال الأنبياء، وخير ما دعا إليه الأولياء، وخير ما يقال في يوم عرفة من الدعاء.
الواحد الأحد ﷻ أنزل كتابه العظيم واختتم سورة خليله إبراهيم ﷺ بقوله العظيم ﴿هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب﴾ وأرسله خليله محمدا ﷺ للناس بشيرا ونذيرا ﴿قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار﴾ وأمره ﷻ أن يقول كما أخبرنا في ختام سورة الكهف ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾.

من عرف الواحد الأحد ﷻ أفرده بالربوبية والإلهية والدعاء والمحبة والتعظيم والإجلال والخوف والرجاء والتوكل وجميع أنواع العبادة له.
من عرف الواحد الأحد ﷻ رضي،به وبدينه وشرعه، وتعلق به وحده، وقطع التعلق بالخلائق الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا.
من عرف الواحد الأحد ﷻ أحبه، وأحب كتابه، وأكثر من تلاوته ولم يعجز أن يقرأ كل ليلة سورة (الله الواحد الصمد) سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن والتي من قرأها عشرا بنى الله له بيتا في الجنة.

اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت فتنة قوم فتوفنا غير مفتونين، ونسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.
2024/06/16 18:40:37
Back to Top
HTML Embed Code: